سفاح الخلايا البشرية.. كيف يخطف كورونا خلايا الإنسان واحدة تلو الأخرى ويدمرها؟.. يدخل من الأنف عادة ليغزو الخلايا.. يخدع الجسم لإنتاج مستقبلات تسمح بتكاثره.. ويرسل جيشا من نسخ الفيروس لإصابة أكبر عدد من الأعضاء

"سفاح الخلايا البشرية"، هذا هو الاسم الذى يمكننا أن نطلقه على فيروس كورونا، فهو يخطف الخلايا البشرية ويتكاثر بسرعة لينتقل من خلية لأخرى في تسلسل يشبه سفاح أو قاتل محترف يدمر الخلية تلو الأخرى تاركاً الجسم في حالة سيئة والأمر يختلف بالطبع وفقاً لمقاومة مناعة الإنسان.. في السطور التالية نتعرف على كيفية اختطاف فيروس كورونا للخلايا البشرية وفقاً لأحدث الدراسات العلمية.

وبحسب جريدة "دايلي ميل" البريطانية فقد كشفت دراسة جديدة أن فيروس كورونا قادر على التكاثر بسرعة من خلال اختطاف الجسم وإجباره على إنتاج المزيد من المستقبلات التي يمكنه استخدامها لدخول الخلايا والأعضاء وإصابتها.

 

وقام الباحثون الأمريكيون بمعالجة 2.5 مليار مجموعة جينية لكوفيد 19 في جهاز حاسب آلي خارق لمحاولة فهم كيفية تأثير الفيروس على الجسم.

ويعتقد العلماء أنهم اكتشفوا سبب تسبب Covid-19 في عدد كبير من الأعراض الغريبة ويوصون الآن بأكثر من 10 علاجات محتملة لهذا المرض.

وجد الفريق، من مختبر أوك ريدج الوطني في ولاية تينيسي الأمريكية، أن الفيروس يصيب الأشخاص عادةً من خلال مستقبلات ACE-2 في الأنف، حيث تكون أكثر شيوعًا.

ثم يندفع عبر الجسم ، ويغزو الخلايا في أماكن أخرى حيث يوجد ACE-2 ، في الأمعاء والكلى والقلب - وهو ما يؤدى إلى تلف بأنسجة القلب والكلى وآلام البطن ، التي لوحظت في العديد من المرضى.

ومع ذلك ، بمجرد دخوله الخلايا البشرية ، فإنه يخدع الجسم لإنتاج المزيد من مستقبلات ACE-2 حيث توجد عادة بأعداد صغيرة فقط ، بما في ذلك الرئتين يفتح هذا بشكل أساسي البوابات ويسمح لـ Covid-19 بالتكاثر بسرعة وإرسال جيوش من الجزيئات الفيروسية لإصابة أجزاء أكثر من الجسم بأعداد هائلة.

وهذه العملية الماكرة تتداخل مع قدرة الجسم على التحكم في مستويات مادة كيميائية تسمى براديكينين، والتي تساعد في تنظيم ضغط الدم، وفقًا لتحليل الفريق.

يؤدي هذا إلى تراكم كارثي للمادة الكيميائية، مما يتسبب في "عاصفة براديكينين '' التي تجعل الأوعية الدموية تتسرب وتزيد من خطر الالتهاب والجلطات الدموية والسكتات الدماغية وتلف الدماغ - الأعراض المميتة التي لوحظت في أكثر المرضى مرضًا.

وأوصي علماء أوك ريدج بسلسلة من الأدوية المخفضة للبراديكينين بما في ذلك دانازول وستانوزولول وإيكالانتيد ، والتي تمت الموافقة عليها بالفعل في المملكة المتحدة والولايات المتحدة لأمراض أخرى.

 

وفحص الفريق، بقيادة البروفيسور دانيال جاكوبسون، وهو عالم أحياء الأنظمة الحاسوبية في المختبر، في أكثر من 40 ألف جين من 17 ألف عينة جينية لفيروس كورونا.

وقاموا بإدخال البيانات في Summit، وهو ثاني أسرع كمبيوتر خارق في العالم، والذي حلل 2.5 مليار مجموعة جينية على مدار أسبوع.

وساعد هذا العلماء على فهم التركيب الجيني للفيروس، وكيف يمكن أن يتفاعل مع جسم الإنسان وما هي الأعراض التي يمكن أن يسببها.

بعد تحليل النتائج، يعتقد الفريق أن الفيروس التاجي يتداخل مع نظام الرينين والأنجيوتنسين (RAS)، الذي يتحكم في مستويات البراديكينين.

ويعتقد الباحثون أن "عاصفة البراديكينين'' هي التي تسبب غالبية الأعراض غير العادية ، وليست "عاصفة السيتوكين'' ، وهي رد فعل مبالغ فيه من قبل الجهاز المناعي الذي يرى أنها تهاجم الأنسجة السليمة ، والتي تم وصفها سابقًا على أنها السبب المحتمل.

ونظرًا لتراكم البراديكينين في الجسم، فإنه يجعل الجدران الواقية حول الأوعية الدموية أقل مقاومة للماء وأكثر عرضة للتسرب.

وقال الباحثون إن هذا يتسبب في تسرب الخلايا المناعية إلى الأعضاء الحيوية مثل الرئتين ، مما يتسبب في التهاب مميت - وهي عملية تعافي مفيدة عند التحكم فيها جيدًا - مما يجعل التنفس صعبًا وقد أطلقوا على نظريتهم اسم "فرضية البراديكينين".

وتفسر النظرية سبب إصابة خُمس مرضى مستشفى Covid-19 بأضرار في القلب، على الرغم من أن الكثيرين لم يعانون من مشاكل قلبية في السابق.

كما تم رصد عدم انتظام ضربات القلب وانخفاض ضغط الدم لدى نسبة كبيرة من المرضى.

وفقًا للبروفيسور جاكوبسون، فإن الأوعية الدموية هي التي تسبب أعراض Covid-19 في الأعصاب والدماغ ، والتي حيرت الأطباء والعلماء على حد سواء.

وتسبب التسريبات في الحاجز بين الأوعية الدموية في الجمجمة وخلايا الدماغ الدوخة والنوبات والهذيان والسكتة الدماغية - يُعتقد أنها تؤثر على نصف جميع مرضى Covid-19 في المستشفى إلى حد ما.

ويعمل الحاجز الدموي الدماغي كمرشح بين العضو وبقية الجسم ، مما يسمح فقط للمواد الغذائية الأساسية بالمرور وإبعاد السموم ومسببات الأمراض.

وهذه الخلايا قادرة على التسلل إلى الدماغ وتسبب الالتهاب وتلف الدماغ.

وقال البروفيسور جاكوبسون لموقع إليمينتال الإخباري الطبي: "إنها فرضية معقولة أن العديد من الأعراض العصبية في Covid-19 قد تكون بسبب زيادة البراديكينين."

وأضاف "لقد تم الإبلاغ عن أن البراديكينين من المحتمل بالفعل أن يزيد من نفاذية الحاجز الدموي الدماغي. بالإضافة إلى ذلك ، لوحظت أعراض عصبية مماثلة في أمراض أخرى ناتجة عن زيادة البراديكينين."

وقال العالم إن تأثير Covid-19 على الجسم يبدو أنه يمنع الآثار الجانبية السيئة لأدوية خفض ضغط الدم.

توصف هذه الأدوية، المعروفة باسم مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ، للمرضى الذين يعانون من ارتفاع شديد في ضغط الدم ، والمعروف باسم ارتفاع ضغط الدم.

من المعروف أنها تسبب، في بعض الحالات ، سعال جاف وإرهاق وفقدان حاسة التذوق والشم - وهي ثلاث علامات منبهة لفيروس كورونا.

ويموت الذكور بمعدل ضعف معدل الإصابة بالمرض في المملكة المتحدة والنتائج متسقة في جميع أنحاء العالم.

قال البروفيسور جاكوبسون إن هناك عددًا أكبر من البروتينات الواقية التي تمنع نظام الرينين والأنجيوتنسين (RAS)، موجودة في الكروموسوم X.

وأضاف أن هذا يشير إلى أن "النساء ... لديهن ضعف مستويات هذا البروتين مقارنة بالرجال وهو ما "يمكن أن يفسر انخفاض معدل الوفيات الناجمة عن Covid-19 لدى النساء".

والدراسة، والتي نُشرت في مجلة E Life Sciences ، تساهم في فهم أفضل لـ Covid-19 و تضيف تحديث إلى الدراسات الحالية، وفقًا للعلماء المستقلين الذين راجعوها.

وأوصي البروفيسور جاكوبسون وفريقه العلماء بالتحقيق في أكثر من 10 عقاقير تمنع البراديكينين على مرضى Covid-19.