"اليوم السابع" داخل منزل "المارق" أمل دنقل أمير شعراء الرفض بقنا.. تراث من الشعر وقصص على لسان شقيقه "أنس".. العائلة: كان لسان حال البسطاء وكلماته خالدة وباقية

"اليوم السابع" داخل منزل "المارق" أمل دنقل أمير شعراء الرفض بقنا.. تراث من الشعر وقصص على لسان شقيقه "أنس".. العائلة: كان لسان حال البسطاء وكلماته خالدة وباقية
"اليوم السابع" داخل منزل "المارق" أمل دنقل أمير شعراء الرفض بقنا.. تراث من الشعر وقصص على لسان شقيقه "أنس".. العائلة: كان لسان حال البسطاء وكلماته خالدة وباقية

قنا- وائل محمد

لا تستطيع الذاكرة الشعرية أن تتغافل شاعر الحرية، الناطق بلسان حال البسطاء والفقراء إنه "أمل دنقل" الذى ولد فى عام 1940 وكان والده عالما من علماء الأزهر الشريف، وكان له أثر كبير فى شخصيته وتكوينه، مستوحياً قصائده من رموز التراث العربى، عاش من أجل كلمات ناطقة لتبقى روحه الأدبية موجودة بين أسماعنا وأبصارنا حتى الآن فى حين أصابه مرض السرطان وسرق منه روحه لتبقى كلماته الأدبية خالدة وباقة.

اليوم السابع انتقلت إلى منزل الراحل بمركز قفط بمحافظة قنا تقابلنا مع شقيقه أنس دنقل تحدث عن شقيقه ييعض كلمات الثناء قائلاً :" الراحل أمل منذ ولادته، ورث الشعر عن والده، فى الأربعينيات، عندما توفى والدى وكان أمل يبلغ فى ذلك الوقت 10 سنوات، بدأ يتقمص دور الوالد فى سلوكياته وكتباته للشعر وخطاباته فى المسجد، كان محافظاً على تقاليد الشعر الكلاسيكية، وأثناء وقوع العدوان الثلاثى على مصر وتأميم قناة السويس، بدأ يكتب قصائد وطنية تٌحاكى هموم الوطن ومشاكله فى صورة قصائد وفى عام 1956 كتب أول قصيدة بعنوان "لا تصالح ولو منحوك الذهب" وكان حصاد كتابته للشعر من بدايته وحتى وفاته حوالى 6 مجموعات شعرية أثرت وأعطت للشعر العربى مزيداً من القوة، كان أبرزها "البكاء بين يدى زرقاء اليمامة"، و"تعليق على ماحدث"، و" العهد الاتى"،و" مقتل القمر"،" أوراق الغرفة 8".

وأضاف: " بدأ شقيقى يتجه إلى الشعر الحديث، وفى عام 1960 تقدم لمهرجان الشعر الرابع فى الإسكندرية والذى كان يترأسه الاديب والمفكر الراحل الكبير عباس محمود العقاد ، بقصيدة كلاسيكية وفاز بجائزة أفضل شاعر وكان عمره 30 عاماً ، بعدها بدأت مراحل حياته الكتابية تتغير وأتجه للكتابة فى بعض  الصحف منها صحيفة الأهرام، وكان قصائد "أمل" هى عبارة عن كلمات وأبيات شعر تتوقع للحدث السياسى بحدوث النكسة فى عام 1967 وعندما نشرها أمل دنقل أعتبرها الكثيرون نبوئه حقيقة لما حدث فى مصر.

واستطرد:" توقف أمل دنقل عن الكتابة بعد شعوره بالإحباط وأن كلماته لاجدوى منها بسبب الظروف التى كانت تمر به مصر، وما يتعرض له من تضييق نتيجة تلك الكتابات، واستمر فى التوقف لعدة سنوات، حتى عاد بعد توقف استمر 3 سنوات، وكانت العودة بكتابة قصيدة "إن سكت مت، وأن نطقت مت فقلها ومت "، وكتب أيضاً الأرض والجرح الذى لاينفتح، كانت نبوئة لغيرها من القصائد التى تتحدث عن المستقبل عن معارضة الحريات فى ذلك الوقت.

وأضاف : فى عام 1969 صدر الديوان الأول لأمل دنقل"البكاء بين يدي زرقاء اليمامة"، وكان متأثراً فية بنكسة يونيو، ومنع نشره فى أغلب الجرائد المصرية وكان نظام الرئيس الراجل جمال عبد الناصر رافضاً لتلك الأبيات  ومرت الأيام والأعوام وكانت أغلب القصائد تنشر خارج مصر، وعندما بدأ الرئيس الراحل أنور السادات في مفاوضات السلام مع إسرائيل فإن "أمل دنقل" كتب قصيدة "لا تصالح"، رافضا فيها كل أصناف المساومات مع إسرائيل خاصة أن نصر أكتوبر جاء تعويضا وردا للاعتبار عن سنوات الإنكسار التى تعرضت له مصر فى ذلك الوقت، وأن رفع العلم المصرى فى سيناء كان بمثابة درس لإسرائيل وغيرها من الدول التى كانت تريد أن تقوم بإحتلال بلادنا، فكانت أبيات القصيد تعبر عن حال المصريين ورفضهم لما يتبناه الرئيس السادات بعقد صلح مع الصهاينة، ومن هنا جاء الصدام منع النظام الذى أعتبر تلك الكلمات تحريض ضد الدولة خاصة أن تلك الكلمات بدأ يرددها الشبابا فى المظاهرات الرافضة للتطبيع مع إسرائل.

واختتم حديثه:" أمل كان شديد الاعتزاز بنفسه، وكان يسابق أحد الشعراء وكان مشهوراً فى ذلك وطلبت منه أن يكتب مثله فقال أنا أكتب شعراً وكلمات ستبقى مدي العمر، وأصيب أمل بالسرطان وعانى منه لمدة ثلاث سنوات، وكتب في غرفة علاجه بمعهد الأورام مجموعته شعر أوراق الغرفة 8 ،وعبّرت قصيدته السرير عن آخر معاناته مع المرض، وواجه المرض بنفس قوية وإرادة ، وكان لا يملك مالا للعلاج الباهظ الذي يحتاجه في مرضه؛ فبدأت حملة لمساعدته من قبل الأصدقاء والمعجبين، وكان لديه عزة نفس رفض تلك الحملة التى أطلقها محبوه وفارقت روح أمل دنقل جسده في الحادي والعشرين من مايو عام 1983 وكان عمره 43 عاماً.

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع