ياسر المصرى: غرقت فى تفاصيل الزعيم جمال عبد الناصر لدرجة الجنون.. "ولو مابحبش الشخصية مكنتش مثلتها".. "الجماعة 2" سيمفونية من الإبداع ويعيش عشرات السنوات.. وإثارة الجدل دفع الجمهور لنقاش تاريخى حول الأبطال

الجماعة 2

قليلون هم الفنانون الذين يغردون فى منطقة خاصة من الأداء، ومن الصعب أن تجد فناناً يقول لك، وعن قناعة، إنه لا تعنيه فكرة النجومية بالأساس، الأهم بالنسبة له هو الدور الذى يقدمه وكيف يعمل به ليحقق من خلاله نقلة فنية ونوعية فى مشواره، وبالطبع كل عمل فنى جديد لأى ممثل هو تحد، فما بالك لو كان هذا التحدى محفوفاً بروح المغامرة، ليس فقط لصعوبة الدور ولكن لأن هناك قائمة تضم أسماء فنية، يشار لبعضها بالتفرد، سبق وقدمت نفس الشخصية، الفنان والنجم الأردنى ياسر المصرى هو واحد من هؤلاء النجوم الذين يحركهم التحدى وحس المغامرة، من خلال تجسيده لشخصية الزعيم جمال عبد الناصر فى الجزء الثانى من مسلسل الجماعة، وهو العمل الذى يشهد الكثير من الجدل السياسى حوله منذ بداية عرض حلقاته الأولى.

ياسر المصرى

ياسر هو واحد من أهم نجوم الدراما الأردنية والعربية، وصاحب العديد من الألقاب التى يطلقها عليه جمهوره الممتد فى كافة البلدان العربية، ومنها فارس الدراما البدوية، وكان من السهل أن يرفض تجسيد دور الزعيم جمال عبد الناصر، نظرا للتحديات والجدل حولها، إلا أن روح المغامرة بداخله جعلته يقبل الدور بعد تردد لضيق الوقت، خاصة أن الشخصية تتطلب تحضيرات كثيرة، وبمجرد أن سأله المخرج شريف البندارى، "أنت متحمس فى الأساس أم لا؟ رد ياسر، "نعم" وكانت إجابة السؤال والذى يتلخص فى كلمة الحماس هى المفتاح الذى تعامل به المصرى مع شخصية الزعيم.

وفى ظنى أن المصرى تعامل أيضا مع الشخصية بمنطق الجملة الموسيقية _( فهو دارس للموسيقى وعازف كلارينت وراقص فنون شعبية)، حيث يبدو من خلال الأداء انه صنع إيقاعا خاصا للشخصية بدا هادئا وتتصاعد نغماته حتى تصل إلى الكريشندو.._(راجع أولى لقطات ومشاهد ظهور عبد الناصر فى المسلسل كيف كان يجلس يمشى، يحنى كتفه يمسك بالسيجارة وهو ضابط لا يملك سوى الحلم لبلده ولنفسه ويتساءل عن الخلاص، وكيف تغيرت كل هذه التفاصيل بعد نجاح ثورة يوليو وتصدره المشهد)_ وهو ما جعل ياسر يمسك بروح الشخصية ويعيش معها، يملك ياسر تواضع المواهب الحقيقية خصوصا أنه يفاجئك عندما تسأله هل انت راض عن الشخصية حتى الان يصمت ويعلق بعد أن تنتهى الحلقة ال 30) ليكون الحكم 

ياسر المصرى

"اليوم السابع" حاور ياسر المصرى عن الشخصية وتحضيراتها والتحديات التى صادفها وردود الأفعال حولها.

فى البداية كيف استعددت لدور الزعيم جمال عبد الناصر فى الجزء الثانى من مسلسل الجماعة؟

علمت نفسى دوما أن أتمرن على تصفية الذهن والفصل بين الواقع الذى نعيشه وبين الشخصية التي اقدمها حيث أعيش حالة من التجلي والتصوف ، وفى حالة شخصية الزعيم عبد الناصر، فالأمر كان صعبا وذلك لأن الشخصية تحتاج الي وقت طويل والوقت بالنسبة لي كان ضيق جدا، وعندما تحدث مع الكاتب الكبير وحيد حامد وشهادتي فيه مجروحة، طلبت منه أن 6 شهور للتحضير الشخصية، ووقتها مشكورا قال لي أنه سيدرس الأمر، ولكن ذلك لم يكن متاح وبتشجيع الكاتب الكبير وحسد حامد والمخرج شريف البنداري الذي طلب مني أن أكون متحمسا وافقت علي الشخصية حضرت لها فى 40 يوم فقط وأخترت وضع أسنان صناعية لأقترب من الشخصية.

وهل أثناء تحضيرك للشخصية تابعت شاهدت الأعمال التي شهدت ظهور شخصية عبد الناصر؟

تابعت العديد من الفيديوهات علي مستوي العربي والأنجليزي والإعلام ومسموع وفصلت نفسي تماما في محاولة للدخول الي الشخصية ، إضافة الي أن المادة المقدمة من ورق وحيد حامد فترة عسكرية لا يوجد بها مساحة عاطفية أو اسرية وبالتالي وجهت كل بحثي النظري والعملي نحو الفترة الزمنية التي حددها النص ولو كان لدي وقت لقرأت عشرات الكتب، ولكني استعنت بورشة عمل من الأصدقاء منهم صديقي مصطفي بركات حيث كان والده قريب من مجلس قيادة الثورة و تعايشنا مع الشخصية وقام بإمدادي بالعديد من القصص والحكايات حول ناصر ومذكرات والده وقصاصات قديمة كل ذلك بالإضافة الي مشاهدة كل من جسدوا شخصية الزعيم خالد الصاوي ومجدي كامل واحمد زكي ، ولكني تعاملت مع الشخصية وكأنها تقدم لأول مرة وهذا هو منهجي بالطبع استفدت من كل التجارب التي قدمت ولكن لم اتأثر بها وكان هدفي هو الفصل بين ما تم تقديمه من قبل وما سأقوم انا بتقديمه مع مراعاة استحضار روح الزعيم عبد الناصر وليس تقليده، إضافة الي إجادة حركاته وسماته وإشعاله للسيجارة وحركة أصبعه طريقة الامضاء الخاصة به ، كل هذه التفاصيل لم يتطرق لها أحد علي مستوي الدراما، فدرست ماهية الشخصية والشخصيات من حوله رغم عدم مقابلتهم فى المسلسل وحفظت النص كالمسرح و حالة حب ناصر تقمصتني لأنني غرقت في الشخصية لدرجة الجنون وخلقت حالة انعزال كامل الي أن تملكت من الشخصية .

ياسر المصرى

وهل تابعت أى من التعليقات أو ردود الأفعال على الدور؟

بنسبة 90 بالمائة لم اتباع وذلك للحفاظ علي منهجية الشخصية وذلك للتماهي مع الشخصية و بذلت مجهود كبير وندمت أنني طلبت 6 شهور تحضير فقط فكان لابد أن اطلب عام كامل لتجسيد شخصية قومية عالمية بهذا الحجم، خاصة وأنني رفضت الدور 4 مرات وفي النهاية خضعت لعشقي للشخصيات المركبة والصعبة والتي لا ترفض.

هل أحداث المسلسل كانت بالنسبة لك مفاجأة؟

انا اطلع علي شخصية عبد الناصر كأي مواطن عادي بسيط وبحكم ما قرأته من نص لوحيد حامد تفاجأت بفكره وانتماءاته  ولكن لا استطيع أن احكم على الشخصية إلا من ورق وحيد حامد ، أما وجهة نظري الشخصية فاحتفظ به لنفسي ولو "محبتش الشخصية مكنتش مثلتها" واعتبرها أفضل أعمالي وذلك لا ينتقص من دوري بمسلسل دهشة مع الدكتور يحيي الفخراني أو غيرها من أعمالي فى مصر.

ياسر المصرى

هل إزعجك الهجوم الذى شنه البعض عليك بعد عرض المسلسل؟

الناقد طارق الشناوي قال كلمه وهي أنه في كل عمل نجد من يريد تفصيله حسب تفكيره ولو لم يكن هناك من  يقف في مواجهتنا وضدنا لن نتطور ، الجمهور و بعض غير مختصين في النقد، لا يشعرون بالضغوط التي نمر بها فالمشهد الواحد يأخذ وقت فى التحضير والميكاج ومستوي الادرنالين يرتفع فى الجسم بنسبة 100 في الـ 100 بمجرد قول المخرج  standby انا بذلت مجهود والحكم يأتي بعد 30 ليكون حكم نهائي، وإذا اراد احد عبد الناصر كما كان فعليه ان يستنسخه ، وفى الحقيقة أن أي فنان يجسد دور عبد الناصر أو غيره من الشخصيات هو فقط يقترب منه بصدق ويستحضر الشخصية ، وعلي سبيل ذكر المجهود الكبير الذي قمنا به في الشخصية أننا حاولنا لمدة 3 أيام أن نصل الي نبرة صوت عبد الناصر وأنا دارس للموسيقي فنبرة صوت ناصر تأتي قبل طبقة السوبرانو بدرجتين وهذا تحليل علمي لم ولن يستطع أحد أن يتحدث بصوت عبد الناصر من هذه الطبقة ، ولم يكن يعرف أحد كيف يتعامل ناصر داخل مكتبه كيف يستمع الي صوت أم كلثوم مكتوب في الكتب ولكن لم يراه احد وبالتالي كل من قدم الشخصية من قبل كان يتخيل كيف يتعامل ناصر داخل مكتبه كيف يقترب من روحه اللهجة في بعض الأحيان لا تخرج صحيحة 100 في ال 100 ولكنها كانت مقبولة واستعنت بمصحح اللهجات.

عبد العزيز مخيون

لكن ألا ترى أن المسلسل والشخصية يتعرضان لهجوم كبير؟

لا يوجد هجوم إنما اختلاف فى جهات النظر حول وقائع بعينها وأرى أن البعض تعجل في الحكم على المسلسل، خصوصا وأن هناك تحولات في شخصية عبد الناصر فمع تطور أحداث المسلسل وتصاعدها يلاحظ المشاهد كيف تتطور الشخصية في تعاملاتها على مدار مراحل عمره المختلفة من ضابط صغير متحمس يبحث عن خلاص وطنه إلى شخص يعي جيدا ماذا يريد ويستمع الي كل الأراءا لأنه قائد والقائد لابد أن يكون مختلف ويقرأ الاخرين وكان دوما ينتصر للوطن ومن أصعب المشاهد التي سيشاهدها الجمهور هو مشهد التصديق علي اعدام سيد قطب وهو المشهد الذي يطلب صدق كبير ولحظة نفسية صعبة ويسأل ويجيب علي كل الأسئلة التي يتوقع أن يسألها المواطنين بعد قرار الإعدام.

عبد العزيز مخيون

ياسر المصرى 

من بالنسبة لك شكل مفاجأة فى العمل؟

المسلسل يضم الكثير من النجوم والذي يعتبر كل منهم مدرسة منفصلة عبد العزيز مخيون مدرسة وصابرين مدرسة صابرين مخيون واحتكت في العمل مع مصطفي عبد السلام ومحمد ناصري ومحمد فهمي وهو شخص واعي وعبقري وجاهز ويعمل بإحترافية شديدة ومن حسن حظي اني التقيت بفنان مبدع مثل محمد فهيم ، واذكر أنني في احد المشاهد مع مخيون كنا نعيد أكثر من مرة بسبب انني معجب به كممثل ، وطلب مقابلتي قبل التصوير وتناولنا الإفطار سويا ومنحنا الكاتب الكبير وحيد حامد أنا وعبد العزيز مخيون 5 جنيات لكل منا وذلك تشجيعا علي اداءنا الجيد في أحدي المشاهد، واعتبر العمل سيمفونية كاملة، إضافة الي رمزي لينر ومحمد كيلاني.

ياسر المصرى

ألم يقلقك أن العمل التجربة الإخراجية الأولى لشريف البندارى فى مجال الدراما؟

أبدا كان محفزا والحماس كان له دور كبير وفي أخر مكالمة مع شريف سألني متحمس للدور؟ .. فقلت له بالتأكيد فهي شخصية لا ترفض.

صابرين

من هو أول من تحدث معك عن أدائك بعد العرض؟

البيت وأهلي والمخرج شريف البنداري وعندما سألني "مرتاح" قولت له بعد الحلقة الـ 30، وبالأردن وجدت ردود أفعال جيدة وأعتبر نفسي أنني شاركت في تجربة عالمية وأعتبر عام 2017 عام الإخراج والتمثيل.

المخرج شريف البندارى

وهل ترى أن توقيت العرض مناسب أم الأفضل عرضه خارج موسم رمضان؟

كتسويق ونسب مشاهدة الأفضل في رمضان ولكن المسلسل سيتم مشاهدته لمدة 10 سنوات علي الأقل وسنجد المشاهدات تصل الي الملايين، ونجاح العمل من الجدل المثار حوله فالجمهور حاليا يفتح الكتب ويراجع العمل ويفتح نقاش تاريخي حول الشخصيات.

هل تفكر فى الاستقرار بمصر؟

الوطن العربي كيان واحد، لكن الطبيعة الاجتماعية تفرض تواجدى فى الأردن، فنجاحى كان بالأردن، وواجبى كفنان أن أعيش هناك، لدى جمهور فى مصر يحبنى وأنا كفنان ممكن أستقر فى مصر، ولكن الظرف الاجتماعى بحكم العاطفة وعائلتى لا أستطيع  التخلى عنهم.

محمد فهيم ووحيد حامد وسيد قطب

هل تجد نفسك أكثر فى اللون البدوى؟

نعم.. أجد نفسى فى اللون البدوى وهو لون جيد محترم والجمهور أحبنى فى ذلك اللون وبه نصوص جيده ومثله مثل الصعيدى والريفى والإسكندرانى، وفى الخليج له جمهور كبير وأنا استهدف الوطن العربى كله فسبق وأن قدمت شخصيات فى المسرح لمدة 40 عاما منها شخصية الشيخ زايد، واعتزلت تدريس الدراما والرقص فى 2007 وأخجل لو طلب منى أن أرقص.