الناتو يدرس الوضع فى أفغانستان بعد انسحاب الجيش الأمريكى.. قرار ترامب بسحب الجنود يضع التحالف فى مأزق.. آمال بتغير السياسات فى عهد بايدن.. وخبراء: هجمات داعش وطالبان الإرهابية زادت فى المنطقة

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسى ينس ستولتنبرج إن الحلف العسكرى يواجه مشكلة كبرى بشأن مستقبله في أفغانستان، حيث تبدأ الولايات المتحدة في سحب قواتها، بينما تتزايد هجمات طالبان والجماعات المتطرفة، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.

وبعد أكثر من 17 عامًا من تولى زمام القيادة في جهود الأمن الدولي في أفغانستان، لدى الناتو الآن حوالى 11 ألف جندى من عشرات الدول هناك للمساعدة فى تدريب وتقديم المشورة لقوات الأمن القومى، ومعظم الموظفين هم من أوروبا ودول أخرى شريكة في الناتو.

لكن التحالف يعتمد بشكل كبير على القوات المسلحة الأمريكية في الدعم الجوي والنقل والخدمات اللوجستية، وسيكافح الحلفاء الأوروبيون حتى لمغادرة البلاد دون مساعدة الولايات المتحدة وقرار الرئيس دونالد ترامب بسحب ما يقرب من نصف القوات الأمريكية بحلول منتصف يناير يترك الناتو في مأزق.

 

edf30445c1.jpg

 

وقال ستولتنبرج للصحفيين، خلال مؤتمر عبر الفيديو بين وزراء خارجية الناتو: "نحن نواجه مشكلة كبرى ما إذا كان يجب المغادرة والمجازفة بأن تصبح أفغانستان مرة أخرى ملاذًا آمنًا للإرهابيين الدوليين أو البقاء والمخاطرة بمهمة أطول مع تجدد العنف".

وبموجب اتفاق سلام بين الولايات المتحدة وطالبان الذي لم يتدخل حلفاء آخرون في الناتو أو الحكومة الأفغانية، يجب على جميع القوات الأجنبية مغادرة أفغانستان بحلول الأول من مايو إذا سمحت الظروف الأمنية على الأرض بذلك.

وقال ستولتنبرج خلال مؤتمر عبر الفيديو بين وزراء خارجية حلف الناتو، حيث ستكون العملية الأكثر طموحًا للمنظمة على الإطلاق على رأس جدول الأعمال: "أيا كان المسار الذي نختاره من المهم أن نفعل ذلك معًا، بطريقة منسقة ومدروسة".

وأدى قرار ترامب الأحادي الجانب بترك 2500 جندي أمريكي فقط في المهمة إلى تحركات المخططين العسكريين المتحالفين، حيث حاولوا معرفة ما إذا كان الناتو سيستمر في العمل في كابول والمدن الكبرى الأخرى، يقول دبلوماسيو الناتو إن لديهم في الوقت الحالي ما يكفي من "العناصر التمكينية" لإنجاز المهمة.

كما يخشى المسئولون الأفغان من أن الخفض السريع للقوات الأمريكية يمكن أن يعزز الموقف التفاوضي لطالبان، ومن المرجح أن يتخذ وزراء دفاع الناتو قرارًا نهائيًا بشأن مستقبل بعثة الدعم الحازم في فبراير، بعد أن يتولى الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه. يتوقع الدبلوماسيون الأوروبيون أن تتغير اللهجة في عهده لكن ربما لا تتغير نية الولايات المتحدة لمغادرة أفغانستان في أقرب وقت ممكن.

 

07052ffc26.jpg

 

وتأتى حالة عدم اليقين وسط تصاعد حاد في أعمال العنف هذا العام وتصاعد الهجمات التي تشنها حركة طالبان ضد قوات الأمن الأفغانية المحاصرة منذ بدء محادثات السلام في سبتمبر. كما شن مقاتلو داعش الارهابي ضربات هذا الشهر لا سيما في هجوم مروع على جامعة كابول أسفر عن مقتل 22 شخصًا معظمهم من الطلاب.

وقال ستولتنبرج: "لقد شهدنا خلال الأشهر والأسابيع الماضية عدة هجمات، بعضها نفذته طالبان وبعض الهجمات تبنى داعش الارهابي المسئولية عنها، لكن ما نعرفه هو أن طالبان مسئولة عن الهجمات وأن مستوى العنف مرتفع للغاية".

حتى سفيرة الولايات المتحدة لدى الناتو كاى بيلي هاتشيسون قالت: "لا نعتقد أن طالبان تفى بوعدها بموجب الاتفاقية. العنف مرتفع للغاية، والشعب الأفغاني والجنود الأفغان دفعوا ثمنا باهظا".

ولكن على الرغم من تصاعد العنف، وعدم اليقين العميق بسبب الانسحاب الأمريكي، يبدو أن اتفاقية السلام فرصة جيدة جدًا على الناتو أن يفوتها، وقال ستولتنبرج: "نرى الآن فرصة تاريخية للسلام. إنه هش لكن يجب انتهازه عليه.. نحن نرى وضعا عسكريا وسياسيا صعبا لا يمكن التنبؤ به. لكن على الأقل هناك محادثات الآن".


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع