"قيسارية إسنا" تعود لتاريخها القديم منذ 150 سنة بعد مشروع قومى لتطويرها.. مركز تجارى لتجهيز العرائس بالمفروشات والمنسوجات و"الدلكة والحبرة والزير الإسناوى والنحاس".. وترميم ورفع كفاءة 105 محلات بالقيسارية

شهدت مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، على مدار الشهور الماضية العمل على قدم وساق فى واحد من أبرز المشروعات القومية لخدمة حركة السياحة ودعم العاملين بها جنوب عاصمة السياحة العالمية، وهو مشروع "اكتشاف أصول إسنا التراثية والتاريخية" الذى انطلق على مدار السنوات الماضية لإحياء التراث التاريخى والأثرى القديم داخل مدينة إسنا التراثية، التى كانت مملكة التجارة فى السنوات الماضية، حيث تم تطوير "قيسارية إسنا" التى يعود تاريخها لأكثر من 150 عاما.

 

ونجح مؤخراً المشروع بدعم الوكالية الأمريكية للتنمية الدولية وشركة تكوين للتنمية، فى تقديم الدعم فى مثلث ضخم هو الأساس فى القطاع السياحى بمدينة إسنا وظل مهملاً طوال السنوات الماضية، وهى منطقة محيط معبد إسنا والسوق السياحى بمنطقة القيسارية، ووكالة الجداوى التى كانت تعتبر مقر التجارة فى فترة المماليك والملكية، وغيرها من العصور القديمة.

 

وظهرت بوارد ونتائج العمل فى تطوير السوق السياحى "قيسارية إسنا التاريخية" والتى تضم حوالى 105 محلات تم تطويرهم بصورة مميزة خلال الفترة الماضية وظهرت فى أبهى صورها، حيث يقول المهندس كريم إبراهيم مدير مشروع تطوير وإعادة اكتشاف الأصول التراثية الثقافية بإسنا، أنه تم بالمشروع المساهمة فى تقديم الدعم الكامل لخدمة حركة السياحة بمدينة إسنا، وذلك فى مختلف الاتجاهات من ترميم وتطوير وتجديد للمواقع التراثية والتاريخية والآثرية بجانب دعم الأيدى العاملة بالمجالات السياحية من تدريبات لأصحاب البازارات والسيدات العاملة فى تصنيع الهدايا والمنتجات التى تباع للسائحين خلال زيارتهم لإسنا.

 

ويضيف مدير مشروع تطوير وإعادة اكتشاف الأصول التراثية الثقافية بإسنا لـ"اليوم السابع"، أن الخطط شارفت على النهاية ويجرى حالياً العمل فى التشطيبات النهائية لعدد من المواقع التى انتهت تماماً، حيث أنه تم العمل فى إنهاء عدد كبير من البازارات وتنظيم ورش عمل لأصحاب البازارات حول تنمية مهاراتهم فى التعامل مع السائحين، والتى قدمها لهم الخبير محمد عثمان عضو لجنة التسويق السياحي، والذى شارك فى نقل خبراته لأصحاب البازارات وناقش معهم سبل زيادة عدد المراكب النيلية التى تتوقف بالمدينة مستقبلاً بجانب مواجهة العقبات التى تظهر للعاملين بالسياحة فى مدينة إسنا، وتحسين أساليب الترحيب بالسائحين، كما قام هشام الجزار رئيس وكالة الغرف الصناعية، بزيارة عددا من أصحاب البازارات فى محلاتهم للتعرف على مشكلاتهم وطريقة عرضهم للمنتجات وطريقة تعاملهم مع السياح، وشرح لهم فنون العرض للمنتجات وطرق معرفة أذواق السائحين والجنسيات الأجنبية المختلفة.

 

وفى هذا الصدد يقول عادل عبد الرحيم الأنصارى تاجر منسوجات فى قيسارية إسنا، أن تاريخها يعود لأكثر من 150 سنة وكلمة قيسارية كلمة تركية معناها صاحب مكان تجارى، فقديماً كان يتم تجهيز العروس لحفل زفافها من مدينة إدفو بأسوان حتى شمال محافظة الأقصر يجب أن تزور قيسارية إسنا لتجهيزها منها، حيث يتم التسوق من أقمشة ومفروشات ونحاس وألومنيات وأدوات الفخار وجميع البقوليات والعطور ومستلزمات المنزل الجديد وشاور العروسة الذي كان قديماً "الدلكة" والتى كانت تصنع بلدياً من الحنة والترمس المطحون.

 

ويضيف عادل الأنصارى لـ"اليوم السابع"، أنه من الجيل السادس لعائلته داخل المحل فى قيسارية إسنا، فتاريخ أسرته من جده الأول فى تجارة الأقمشة من محل صغير حتى زادت تجارتهم، فتاريخهم يعود لسنة 243 هجرية وأطلق عليه لقب "الحضور" وكانوا أول العائلات التى تحضر لمدينة إسنا أيام الفتوحات الإسلامية، والقيسارية بعد دعم شركة تكوين ووكالة التنمية الأمريكية تغيرت ملامحها من الألف للياء وتبدل الحال للأفضل لدى جميع التجار بعد التطوير الكبير الذي تم داخلها، وأصبح يزورها السائحون خلال الفترة الماضية بصورة مميزة تليق بأقدم سوق تجارى بمدينة إسنا.

 

وأوضح تاجر المنسوجات فى قيسارية إسنا، أن القيسارية تجارتها الأساسية المنسوجات والأقمشة والتى كان يطلق عليها "مانى فاتورة"، كما اشتهرت بتجارة النحاس والأدوات المنزلية والألومنيوم والعطور وتجارة الأقطان وتجارة مهمة جداً وهى الصناعات اليدوية محلياً من الزير الإسناوى والمفروشات من "كليم وكابورتة وملاية محلاوي" بجانب الزي الإسناوى الشهير الحبرة والجبة والملاية اللف وغيرها يتم تصنيعها فى ورش القيسارية ويباع داخلها، فقد كانت القيسارية مؤسسة تجارية كبيرة فى جنوب الصعيد.

 

 وفى نفس السياق يقول عبد الرحيم طايع نائب رئيس مدينة إسنا، إن مشروع "إكتشاف أصول إسنا التراثية والتاريخية" يعتبر من الخطط العالمية التى تعيد إحياء كافة المواقع الآثرية والتراثية لخدمة السائحون الذين يتوافدون بصورة يومية على مرسى المدينة السياحية ضمن رحلات المراكب النيلية الأقصر – أسوان، موضحاً أن كافة الجهات تقوم بمتابعة هذا المشروع العالمى والذى يتم خلاله إعادة الترميم والتأهيل فى منطقة "وكالة الجداوى" التاريخية، و"سوق القيسارية" و"محيط معبد الأقصر"، مشدداً على أن المشروع يسمى (إعادة اكتشاف الأصول التراثية الثقافية بمدينة إسنا)، وبالتعاون مع كل من محافظة الأقصر ووزارة الآثار، حيث يتم تنفيذ هذا المشروع بتمويل من الشعب الأمريكى من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فى إطار الاتفاقية المشتركة بين حكومتى جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية بشأن الاستثمار المستدام فى السياحة بمصر "سايت"، والذى يهدف إلى زيادة تنافسية قطاع السياحة في مصر من خلال رفع مستوى إدارة المواقع التراثية وترويجها والحفاظ عليها، لتحسين العوائد الاقتصادية لسكان المنطقة، حيث يهدف المشروع إلى إطلاق إمكانات التراث الثقافى المتنوع لمدينة إسنا بما يمهد لإعادة إحياء تلك المنطقة بصورة مستدامة، ووضع المدينة بما تشكله من معالم تراثية متميزة على الخريطة السياحية بمصر.

 

ويضيف نائب رئيس مدينة إسنا فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه تم العمل في المشروع خلال الفترة الماضية وذلك من خلال الحفاظ على عدد من المواقع التراثية بمركز المدينة، ووضع خطط إدارة ملائمة لتلك المواقع وتوثيق وترويج التراث الثقافى للمدينة ورفع الوعى بها، بالإضافة إلى تحسين العوائد الاقتصادية لسكان المنطقة من خلال أنشطة التنمية السياحية وتحسين فرص العمل فى هذا المجال، مؤكداً أنه يتم متابعة العمل في مشروع إحياء مثلث التراث والتاريخ والآثار الإسناوى أولاً بأول للوصول لأعلي معدلات النجاح فيها، حيث زار المدينة خلال الأسبوع الماضي وفد من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وقاموا بتفقد مواقع الترميم وإعادة التأهيل ومتابعة سير الأعمال والأنشطة التى تتم حالياً بالمنطقة.

تطوير 105 محلات فى قيسارية اسنا التاريخية
تطوير 105 محلات فى قيسارية اسنا التاريخية

 

جانب من العمل فى تطوير قيسارية اسنا
جانب من العمل فى تطوير قيسارية اسنا

 

جانب من تطوير قيسارية إسنا التاريخية
جانب من تطوير قيسارية إسنا التاريخية

 

رفع كفاءة المحلات بالسوق السياحى بإسنا
رفع كفاءة المحلات بالسوق السياحى بإسنا

 

قيسارية إسنا التاريخية قبل وبعد التطوير جنوب الأقصر
قيسارية إسنا التاريخية قبل وبعد التطوير جنوب الأقصر

 

قيسارية إسنا التاريخية قبل وبعد التطوير
قيسارية إسنا التاريخية قبل وبعد التطوير

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع