علشان ملناش حد غيره وتعب في تربيتى.. هدى تهب الحياة لوالدها وتتبرع له بالكبد.. تؤكد: كنت فرحانة وأنا داخلة غرفة العمليات علشان حنقذ حياته.. وربنا رزقنى بطفلة سميتها حياة..والأب: مكنتش عايزها تتبرع لى خوفا عليها

تبرعت هدى حلمى، بالكبد لوالدها لإنقاذ حياته، عندما كانت 18 سنة، وقد وهبت له الحياة بعد أن تعرض للموت بسبب حدوث فشل بالكبد ناتج عن الإصابة بفيروس سى، اعتبرت هدى أن تبرعها لوالدها جزء بسيط من رد الجميل، وبعد مرورعامين على تبرعها بالكبد تزوجت وأنجبت طفلة أسمتها "حياة" لأنها وهبت الحياة لوالدها بعد أن كان سيتوفى إذا لم تتبرع هي بكبدها لوالدها الذى رباها.

IMG_0267

هدى مع والدها 

تحكى هدى قصة تبرعها لوالدها عندما كانت 18 سنة، قائلة: تأثرت بمعاناته وآلامه المستمرة إثر اصابته بفشل كبدى جعلته غير قادر على العمل، أرادت هدى أن ترد الجميل لوالدها بعد أن تركتها أمها هي وأخوها وتتزوج الأم وتترك الأب يتحمل عبء تربية أبنائه.

قالت هدى: شعرت أن تبرعى بالكبد جزء من رد الجميل لوالدى الذى وهب حياته لنا دون أن يتزوج، وشجعتنى أمى على هذه الخطوة هي وخطيبى، وقمت بتأجيل الزواج للتبرع بالكبد لوالدى، مضيفة في يوم العملية "مكنتش خايفة بل كنت فرحانة جدًا علشان حنقذ حياة بابا"، رغم أنه حاول يمنعنى يوم العملية من إجراء الجراحة والتبرع له لأنه كان خائفًا على، وكان يبكى أثناء دخولى غرفة العمليات لأنني دخلت قبله.

IMG_0274
اسرة هدى 

وأضافت، قبل ما أتبرع له حاول أن يجد متبرعين له، ولكنه لم يجد أنسجتهم متطابقة معه، كما حاول عمى ولكن أنسجته هو أيضًا كانت غير متطابقة، وأنا الوحيدة الى كانت أنسجتى مطابقة معه، مشيرة إلى أن وقتها كان عندى 18 سنة، مضيفة كان يعانى من تليف شديد بالكبد وكان حالته خطيرة، وأخى كان 14 سنة مكنش ينفع يتبرع لبابا، وهو ملناش حد غيره وهو اللى ربانى وكان مدعلنى فعرضت عليه التبرع بالكبد، ولكنه رفض ولكنى صممت علشان انقذ حياته، لأنه كان تعبان ويتألم.

وقالت: لحسن حظى أن أنسجتى كانت متطابقة معه، وقتها كنت مخطوبة، وأجلنا الزواج علشان أعمل العملية، وأنا داخل غرفة العمليات كنت فرحانة ومكنتش خائفة علشان أنقذ حياته، وبابا مكنش عايزنى أنزل غرفة العمليات.

 

IMG_0269
حلمى مع الحفيدة 

وبعد الزواج، زوجى لم يتضايق من الجرح الكبير اللى كان موجود في بطنى بسبب العملية، وبعد 10 شهور من الزواج أنجبت طفلة وسميتها حياة لأنى أنقذت حياة واديته حياة جديدة.

IMG_0286

مع الام 

وقالت هدى: حاليًا لم أتناول أى أدوية، وبدأت أخف بعد شهر من عملية التبرع بالكبد، وبابا بقى يعاملنى بشكل مختلف علشان حاسس أن جزء منى في جسمه، وهو من زمان وهو حنين وملناش حد غيره علشان كده تبرعت له بالكبد، بابا وماما كانوا خايفين ولما طلعت من غرفة العمليات كنت فرحانة لأنى حسيت أنى أنقذت بابا، و"أنا حاسة إن هذا حاجة قليلة من رد الجميل" وربنا عوضنى بحياة، كنا في غرفتين جنب بعض في الرعاية، بعد الجراحة وجاء لكى يطمئن على بمجرد أن أفاق من الجراحة، وزوجى لم يتضايق انى فتحت بطنى مرتين مرة لما تبرعت لباب بفص من الكبد، والمرة الثانية لما ولدت قيصرية.

 

IMG_0284
هدى مع الأب والطبيب 

وأكد والدها حلمى محمد نجيب: كنت تعبان من عامين بعد إصابتى بفيروس سى وتليف بالكبد، وأقروا الأطباء زراعة كبد، وجبت متبرعين ومنفعش وظليت شهرين أبحث عن متبرع ولكن دون جدوى حتى أخويا ظهرت الأنسجة غير مطابقة لأنسجتى، وأنا كنت رافض فكرة إن بنتى هدى تتبرع لى بالكبد، ولكن هي صممت على التبرع وبذات تعمل التحاليل، ووجدنا إن الانسجة مطابقة لأنسجتها، مضيفًا وهى داخله غرفة العمليات مكنتش قادر أتحمل وشفتها دخلت الأول وكنت في حالة صعبة وقعدت أسأل الدكاترة وظللنا 18 ساعة في غرفة العمليات وهى خلصت قبلى بساعتين وقعدت يومين في العناية وأول ما فتحت عينى وجدتها تسأل عنى وتطمئن على في العناية بعدها بيومين، وجاءت لكى ترانى وتطمئن على، وكنت اتمنى ألا تتبرع لى، فأنا مليش غيرهم، لأنى أنا اللى ربتها هي وأخوها، وأطلقنا اسم حياة على حفيدتى، لأنها منحتنى الحياة الجميلة هي وابنتى، فهى روحى حتى من قبل العملية، ولو وجدت متبرع كنت رفضت تبرعها لى، وهى صممت على إجراء العملية، وخطيبها كان معانا في كل لحظة ولم يرفض أن تتبرع لى، وكل يوم كان معانا قبل وبعد العملية، ووالدتها لم تمانع من إجراء التبرع ويتعتبروا أهلنا وهدى لم تعطِ فرصة لأحد أن يتبرع لى وزاد حبها وبأحوال اسعدها لأنها غامرت بعملية كبيرة من أجل إنقاذ حياتى، مضيفًا: حاليًا لا أقوم بأخذ أدوية إلا البعض القليل منها، وحاسس أنى طبيعى 100%.

وقال فى معهد الكبد القومى بالقاهرة وقفوا معى وقفة كبيرة وساعدونا بقدر المستطاع، وعملوا قرار بحوالي 225 ألف ولم ندفع سوى 50 ألف فقط، ونحن نتابع ونقوم بعمل تحاليل بشكل دورى وأنا فرحان بحفيدتى وخصوصا إنها بنت هدى.

وأكدت رانيا بهجت والدة هدى، أنها أرادت أن تتبرع كرد للجميل لأنه تعب علشانها وهو اللى رباها، وأنا شجعتها وقلت لها ربنا حيقف جنبك، وساعة ما دخلت غرفة العمليات كنت مرعوبة عليها ولكن كنت بأشجعها، لأن والدها كان حنين عليها وشقى عليهم وهو اللى كبرهم، لانى تركتها وهى عندها 6 سنوات، أي من 15 سنة وهو اللى تعب علشانهم.

من جانبه قال الدكتور محمود طلعت استشارى جراحة وزراعة الكبد بالمعهد القومى للكبد بالقاهرة، وأحد أعضاء الفريق الطبي: مبسوط أن حلمى زرع وابنته تزوجت وأنجبت والفريق كله سعيد علشان شاف نجاحهم أن الأب يقوم بالسلامة، وكان حالته صعبة.

وأوضح، أن المتبرع يتبرع بفص من الكبد اليمين أو الشمال، وينمو خلال من 5 إلى 8 أشهر من العملية حتى يصل للحجم المقارب لشكله الطبيعى ويقوم بوظائفه ويمكن أن يعود إلى عمله، وهدى بعد ما تبرعت أنجبت حيث لا يؤثر على الإنجاب والمتبرع يأخذ أدوية لمدة من أسبوع الى أسبوعين، ووالدها يتلقى مثبطات المناعة، وهى أدوية بسيطة وننصحه ببعض النصائح لكى يحافظ على صحته، حيث هدف الأدوية تثبيط جهاز المناعة حتى يحافظ على الكبد المزروع، مضيفًا أنه في ظل فيروس كورونا نحاول تحقيق المعادلة الصعبة وهو تثبيط جهاز المناعة، وفى نفس الوقت المحافظة على صحته من الإصابة بفيروس كورونا. 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع