فرنسا تخشى طغيان ماكرون بعد فوزه بغالبية الأصوات فى الانتخابات التشريعية.. "فرانس 24": فوزه إنجاز مدهش سيمكنه من الإطاحة بأى معارضة.. و"لوموند": انخفاض معدل التصويت يطلق إشارات إنذار بشأن شرعية الرئيس

فرنسا تخشى طغيان ماكرون بعد فوزه بغالبية الأصوات فى الانتخابات التشريعية.. "فرانس 24": فوزه إنجاز مدهش سيمكنه من الإطاحة بأى معارضة.. و"لوموند": انخفاض معدل التصويت يطلق إشارات إنذار بشأن شرعية الرئيس
فرنسا تخشى طغيان ماكرون بعد فوزه بغالبية الأصوات فى الانتخابات التشريعية.. "فرانس 24": فوزه إنجاز مدهش سيمكنه من الإطاحة بأى معارضة.. و"لوموند": انخفاض معدل التصويت يطلق إشارات إنذار بشأن شرعية الرئيس

كتب أحمد علوى

منذ أيام ويعيش الشعب الفرنسى ونخبته السياسية حالة من القلق، خشية من انحدار الديموقراطية واختفائها، وذلك منذ يوم الأحد الماضى الذى ظهر فيه ماكرون وحزبه "الجمهوريون إلى الأمام" مسيطرين على نتائج الانتخابات التشريعية، وهو ما وصفه المراقبون بأن ولايته ستكون بدون معارضة، فهو رئيس الدولة وحركته تحتل أغلبية أصوات الشعب، وقد يحصد ما بين 400 و440 مقعداً من أصل مقاعد "الجمعية الوطنية" الـ577 مع انتهاء الجولة الأخيرة الأسبوع المقبل.

 

وقالت قناة "فرانس 24" الفرنسية، إن ما حققته الجمهوريون إلى الأمام، يعتبر إنجاز مدهش سيمكنها من الإطاحة بأى معارضة، وهذا على الرغم من عدم حصولها إلا على نحو 15 بالمئة من أصوات الناخبين المسجلين فى الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية يوم الأحد الماضى، (حيث امتنع نحو 51% من الفرنسيين عن التصويت فى واقعة الأولى من نوعها).

 

وأشارت القناة الفرنسية، إلى أنه من الواضح أن الرئيس الفرنسى الجديد، الذى تعهد خلال الحملة الانتخابية بتغيير واسع فى "النظام"، على وشك استغلال هذا النظام كما لم يفعل أى قبله. وإذا ما تأكدت نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية فى الدورة الثانية يوم 18 يونيو، فإن حركته التى لا يزيد عمرها عن 15 شهرا ستستفيد من النظام الانتخابى ذى الدورتين للحصول على إحدى أكبر الأغلبيات البرلمانية التى شهدتها فرنسا فى تاريخها، ما يعطى مؤسس الحركة إمكانية احتكار السلطة فى البلاد.

 

ومن جانبها وأشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية فى عددها الصادر الاثنين الماضى غدا الانتخابات، إلى أنه "لم يسبق على مر التاريخ أن حصل حزب سياسى على أغلبية كهذه بعدد أصوات متدن بهذا الشكل"، وأن هذا الانخفاض التاريخى فى معدل التصويت يطلق إشارات إنذار بشأن شرعية الرئيس وحركته أثناء استعدادهما لتنفيذ إصلاحات واسعة فى البلاد.

 

وسجل الحزب الاشتراكى الحاكم سابقاً أسوء نتيجة له حتى الآن، فالحزب الذى حصل على نحو 11% من الأصوات، قد يتراجع من 300 مقعد فى البرلمان الحالى إلى ما بين 15 و25 مقعداً فى البرلمان الجديد. ولما كان 15 مقعداً هو الحد الأدنى اللازم لتشكيل فريق برلمانى، فإن الاشتراكيين الذين يعتبرون أحد أقدم الأحزاب الفرنسية، قد يتعرضون لإذلال تشكيل تحالف مع والخضر.

 

كما سجل حزب جون لوك ميلينشون "فرنسا المتمردة" أيضاً نتائج دون المستوى، فبعد الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التى جرت الشهر الماضى، التى جاء فيها ميلينشون فى المرتبة الثالثة، كانت كل التوقعات تشير بأن حزبه سيتجاوز الاشتراكيين ويتولى زعامة جناح اليسار القوى تاريخياً فى فرنسا، ولكن بـ14% فقط من الأصوات، فإنه بالكاد تجاوز منافسيه، بل ومن المحتمل أن يحصل على عدد أقل بعد الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية.

 

وأظهرت النتائج الرسمية النهائية للجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية التى جرت الأحد، تصدر حركة الرئيس إيمانويل ماكرون وحلفائه النتائج بحصولهم على 32.32% من الأصوات يليهم اليمين بـ 21.56%.

 

وبذلك تقدم اليمين بفارق كبير على حزب "الجبهة الوطنية" اليمينى المتطرف الذى نال 13.20% من الأصوات..أما حزب "فرنسا الأبية" اليسارى الراديكالى بزعامة جون لوك ميلنشون والحزب الشيوعى فقد حصلا سويا على 13.74% من الأصوات.

 

والخاسر الأكبر فى الانتخابات هو الحزب الاشتراكى وحلفاؤه الذين نالوا 9.51% من الأصوات، فى هزيمة تاريخية بالمقارنة مع الانتخابات السابقة فى 2012 والتى منحت الحزب يومها الأغلبية المطلقة فى الجمعية الوطنية..أما المدافعين عن البيئة فحصلوا على 4.30% من الأصوات، وبلغت نسبة الامتناع عن التصويت 51.29% وهو مستوى قياسى.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع