حماس تعود لأحضان حزب الله بعد جفاء سنوات.. لقاء سرى جمع أبو مرزوق ونصر الله لترتيب استضافة لبنان قيادات حماس المطرودة من الدوحة.. وموقع لبنانى يكشف: 100 قيادى وصلوا مطار الحريرى

حماس تعود لأحضان حزب الله بعد جفاء سنوات.. لقاء سرى جمع أبو مرزوق ونصر الله لترتيب استضافة لبنان قيادات حماس المطرودة من الدوحة.. وموقع لبنانى يكشف: 100 قيادى وصلوا مطار الحريرى
حماس تعود لأحضان حزب الله بعد جفاء سنوات.. لقاء سرى جمع أبو مرزوق ونصر الله لترتيب استضافة لبنان قيادات حماس المطرودة من الدوحة.. وموقع لبنانى يكشف: 100 قيادى وصلوا مطار الحريرى

كتبت آمال رسلان

منذ أكثر من خمس سنوات حيث كانت الحرب على الأراضى السورية تشتعل بين نظام بشار الأسد والجماعات الإرهابية وقعت الواقعة بين حزب الله وحركة حماس، حيث اختار كل فصيل طرفا مختلفا فى الأزمة وفى الوقت الذى قرر فيه حزب الله إرسال قواته لسوريا للوقوف إلى جانب حليفه، استعدت حماس لمغادرة دمشق التى فتحت لها الأبواب على مصراعيها لسنوات طويلة لتتخذ من أراضيها مقرا، لتبدأ مرحلة فتور فى العلاقات بين الحزب اللبنانى وحماس اللذان يتخذان من المقاومة لإسرائيل شعارا مشتركا.

وقبل أن تستعد القيادات الحمساوية لمغادرة دمشق صبت لعناتها على النظام السورى واتهمته بشن حرب ضارية على شعبه الأعزل، ولم يكن الموقف إرضاء للضمائر بل كان من أجل حفنة الأموال التى تدفعها قطر للجماعة كتمويل لها، فقررت الحركة أن تتنكر لجميل الأسد الذى دافع عنها لسنوات واستضافها على أرض بلاده حتى لا تخسر أموال الدوحة التى كانت تقف ضد الرئيس السورى.

واليوم انكشفت الحقائق وتبين موقف الدوحة المشبوه فى دعم الجماعات الإرهابية وانتفضت الدول العربية ضد حكام قطر لإجبارها على التخلى عن سياسة دعم الإرهاب، ووسط ضغوط دولية وعربية على قطر لطرد عناصر من حماس والإخوان، فضاقت بقيادات حماس التى استوطنت الدوحة قبل سنوات بما رحبت.. فقرروا المغادرة حتى لا يطولهم الحصار، ولم يجدوا فى الدفاتر القديمة سوى لبنان وحزب الله الوجهة الوحيدة التى قد تقبل بهم مجددا.

وكشف موقع "ليبانون ديبايت"، الإخبارى أنَّ ما يقارب الـ"100" من قادة ونشطاء حركة حماس، وصلوا من العاصمة القطرية الدوحة إلى بيروت عن طريق مطار بيروت الدولى، فى وقت قالت مصادر لبنانية أن بيروت تبلّغت عبر القنوات الدبلوماسية تحذيراً إسرائيلياً لمطار رفيق الحريرى الدولى، بعد استقباله بعض القيادات الإرهابية الموجودة فى قطر، والتى تغطيها بعض القوى فى لبنان، لافتا الى أن الدول من بينها اسرائيل طلبت عبر بعض القنوات الدبلوماسية بترحيل هؤلاء الإرهابيين فوراً، مهدّدة باتخاذ إجراءات سريعة فى حال عدم معالجة ملف الأمن المطار.

السفارة الأمريكية فى بيروت رصدت خلال الأيام الماضية تحركات فى بيروت لتكون الحاضنة للقيادات المستبعدة من الدوحة – كما تؤكد صحيفة الشرق الأوسط – حيث قامت السفارة بممارسة ضغوطا لدى المسئولين اللبنانيين لمنع استقبال قياديين فى "حركة حماس" أبعدتهم الدوحة من أراضيها، حيث كانت الدوحة قد أبعدت خمسة من قادة "حماس" منخرطين فى العمل العسكرى للحركة فى الضفة الغربية، بينهم ثلاثة أعضاء فى المكتب السياسى الذى يضم 18 عضواً.

وأفادت المصادر بأنه بعد إبلاغ المسئولين القطريين لقيادة "حماس" بضرورة خروج القياديين الخمسة، بحثت قيادة الحركة نقلهم إلى دول عدة بينها ماليزيا ولبنان وإيران، مشيرة إلى أن دبلوماسيين أمريكيين اتصلوا بنظرائهم اللبنانيين لمنع أعطاء إقامة للقادة الخمسة أو توفير أى شروط حماية لأى قيادى آخر يُبعد من الدوحة.

هذا الجدل تزامن مع زيارة لنائب المكتب السياسى لحركة حماس موسى أبو مرزوق للبنان استمرت لأسبوع عقد خلالها عددا من اللقاءات مع المسئولين اللبنانيين والقيادات الفلسطينية المتواجدين فى بيروت، ونقلت تقارير إعلامية أن أبو مرزوق عقد لقاءا خاصا بعيداً عن الإعلام مع الأمين العام لحزب الله اللبنانى حسن نصر الله، وتصدرت الأزمة العربية مع قطر المباحثات التى جرت بينهما.

حيث عرض أبو مرزوق خلال اللقاء، انعكاسات مقاطعة قطر عربيا واسلاميا على المقاومة وصمودها فى فلسطين، كما تم خلال اللقاء مناقشة السبل الكفيلة بتفعيل ودعم المقاومة فى فلسطين، وكيفية تجاوز كل العقبات فى طريقها، كما جرى مناقشة التهديدات الإسرائيلية المتكررة للبنان وغزة، ولم تستبعد المصادر أن يكون اللقاء شهد الترتيبات لاستضافة لبنان لقيادات حماس مجددا.

صحيفة الديار اللبنانية لم تستبعد أن تكون زيارة أبو مرزوق لبيروت جاءت بهدف ترتيب ملامح المرحلة المقبلة، خاصة أن حزب الله أصبح اليوم أقوى مما سبق وله ثقل سياسى قوى فى الداخل اللبنانى ويحظى بدعم الرئيس ميشال عون، لافتة إلى أن بيروت قد تكون الوجهة المقبلة لحماس فى ظل المعلومات التى تتردد عن ان نائب رئيس المكتب السياسى فى الحركة موسى ابو مرزوق جال على القيادات اللبنانية طارحاً امكانية انتقاله الى لبنان للإقامة فيه فى شكل دائم.

مصدر قيادى فى "حركة حماس" رفض تأكيد الأنباء للصحيفة اللبنانية، لافتا الى أن ما يتردد داخل المخيمات الفلسطينية فى بيروت من معلومات عن ان القيادة السياسية لحماس ستنتقل من قطر إلى تركيا والقيادة العسكرية إلى إيران وأبو مرزوق سيقيم فى لبنان" بعيده عن الواقع، وقال عن زيارة أبو مرزوق للبنان بأنها "حراك بعض يأتى فى سياق العملية الديمقراطية التى شهدتها الحركة منذ عشرين يوما، وأن أى كلام عن ترحيل الفلسطينيين من قطر إلى مخيم عين الحلوة غير دقيق".

كما جمع لقاء آخر أبو مرزوق مع مدير الأمن العام اللبنانى اللواء عباس إبراهيم؛ تم خلاله مناقشة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين فى لبنان؛ وتم خلاله التأكيد على ضرورة تحييد الفلسطينيين فى لبنان عن أزمات المنطقة؛ وأكد على أبو مرزوق خلال اللقاء على التزام الفلسطينيين بكافة توجهاتهم على بوحدة لبنان وأمنه واستقراره خاصةً فى مخيم عين الحلوة، ورفض استخدام المخيم فى مشاريع أمنية تضر بالفلسطينيين.

وحاول نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس خلال لقاءاته بقيادات أمنية لبنانية أن يقدم تطمينات للمسئولين، بأن الفلسطينيين على الأراضى اللبنانية لن يمسوا أمن البلاد، حيث قال لرئيس مجلس النواب نبيه برى "اما فى موضوع لبنان، فان حرصنا كان ولا يزال على الوضع الامنى والاستقرار ووضع المخيمات والسلم الاجتماعى والتعاون بمسؤولية كبيرة تجاه هذه الاستضافة الكريمة التى نحن جميعا مقدرين للبنان حكومة وشعبا وكقوى وفصائل هذا الاحتضان لشعبنا الفلسطينى ولقضيتنا الوطنية".

وأضاف: "لا زلنا نقول بأن هدفنا الأساسى حماية وضع المخيمات حتى العودة، فى أى أحداث تجرى من المفروض أن يكون هناك تفاهم عاليا مع الدولة والقوى الأمنية ومع مخابرات الجيش والجيش ومع كل القوى لكى لا يكون هناك أى احتكاك أو خلاف داخلى فى الساحة اللبنانية، فأمن واستقرار الساحة اللبنانية أحد أهم الأهداف التى نسعى ونحرص عليها".

وفى الوقت الذى أكد فيه أبو مرزوق، أن الحركة تتجنب الخلافات العربية وتدعو إلى الحوار لحل الخلافات، إلا أن تواجد قيادات حماس على أراضى لبنان وفى حماية حزب الله اللبنانى قد تزيد من معاناة بيروت، ويزج به فى صراع قد يؤدى الى انهيار تماسكه الداخلى فى ظل محاولة الساسة اللبنانيون التزام سياسة "النأى بالنفس" خوفا من أن تطال النيران بيروت من جديد.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع