أخبار عاجلة

"لأعلى سعر" حين ينقذ التمثيل أخطاء المخرج واستسهال السيناريست.. نيللى كريم تعود لموقعها فى بورصة نجوم رمضان وتستعيد نفسها كراقصة بالية.. "زينة" تتحدى الجميع بـ"ليلى" و"الحلفاوي" يمنح "مخلوف" طعمًا

"لأعلى سعر" حين ينقذ التمثيل أخطاء المخرج واستسهال السيناريست.. نيللى كريم تعود لموقعها فى بورصة نجوم رمضان وتستعيد نفسها كراقصة بالية.. "زينة" تتحدى الجميع بـ"ليلى" و"الحلفاوي" يمنح "مخلوف" طعمًا
"لأعلى سعر" حين ينقذ التمثيل أخطاء المخرج واستسهال السيناريست.. نيللى كريم تعود لموقعها فى بورصة نجوم رمضان وتستعيد نفسها كراقصة بالية.. "زينة" تتحدى الجميع بـ"ليلى" و"الحلفاوي" يمنح "مخلوف" طعمًا

سارة علام

عادت "نيللى كريم" مرة أخرى، لموقعها المفضل كأحد أهم نجوم دراما رمضان، بعد غياب عارض العام الماضى بمسلسل لم يرض طموحات جماهيرها استعادت "نيللي" فى عملها "لأعلى سعر" سيناريو مدحت العدل وإخراج محمد العدل، نفسها مرتين الأولى حين قدمت مسلسلًا لافًتا حظى بأعلى نسب المشاهدة والنقاش على مواقع التواصل الاجتماعي،  أما المرة الثانية حين استعادت نفسها كراقصة باليه وعادت لتلعب دور " باليرينا" مرة أخرى بعد مرور أكثر من 20 عاما على إطلالتها الأولى فى مسلسل وجه القمر.

 

رغم بساطة السيناريو وعادية القصة، إلا أن عوامل أخرى فى العمل على رأسها التمثيل ساهمت فى دفعه للصفوف الأولى، تدور الأحداث حول "جميلة" فتاة من الطبقة المتوسطة راقصة باليه ماهرة تتزوج من طبيب شاب رقيق الحال وتسانده حتى يصعد سلم المجد والشهرة كجراح تجميل فينقلب عليها، وهى قصة تكررت كثيرًا فى الدراما المصرية ولا تستدعى أى دهشة أو رغبة من المشاهد فى استكمال العمل، ولكن جودة الصورة وتكامل أداء الممثلين هو الذى خلق تلك الحالة الجماهيرية حوله.

 

فى هذا العمل، أكد أحمد فهمى على نجوميته كممثل، بعد عدة أدوار ناجحة السنوات الفائتة كان أبرزها مع شيرين فى مسلسل طريقى الغنائي، فهمى أمتلك مفاتيح الشخصية بحنكة، وانتمى إلى المدرسة الطبيعية فى التمثيل، التى توحى للمشاهد أن الممثل يعمل بتلقائية ولا يبذل مجهودًا كبيرًا لتقمص الدور وكأنه لا يمثل.

 

أما زينة التى لعبت دور "ليلى"، صديقة جميلة الغادرة التى خطفت زوجها، فاستحقت لقب نجمة العمل بامتياز، وربما ستصعد زينة لتحصل على جوائز أفضل دور ثانى فى الاستفتاءات التى تعقد عقب نهاية شهر رمضان، تجاوزت زينة خلافاتها الشخصية التى شغلتها عن الدراما السنوات الماضية، وقدمت دورًا بارعًا لتلك الفتاة التى تضمر العداء والغيرة لصديقة عمرها، وتحاول الانتقام منها بشتى الطرق، فهى ترى نفسها الأحق بكل شئ، وعمدت زينة إلى استخدام عدد من اللازمات الكلامية التى تعبر عن خداعها واستغلالها لكل من حولها وهى الجمل التى سجلت باسم زينة فى ذاكرة المشاهدين مثل "أنت مش عارف إنك أغلى حاجة فى حياتى ولا أيه؟"، تقولها لكل من أرادت استغلاله، إلا إنها لا تستطيع أن تخفى كراهيتها المعلنة لصديقتها "جميلة/ نيللى كريم" حتى أن قسمات وجهها تتغير حين تأتى سيرتها، سيعيد دور "ليلى" أنظار المنتجين إلى زينة مرة أخرى كممثلة قديرة قبلت دور يتسم بالتحدى الشديد أكدت فيه على موهبتها كما لم تمثل من قبل.

 

أما الفنان نبيل الحلفاوى الذى قدم دور "مخلوف" والد جميلة، الموسيقى الذى يؤمن بالفن الجميل فى زمن المهرجانات، هى الشخصية التى أراد بها كاتب السيناريو خلق حالة من التوازن بين الخير والشر، دون أن يلتفت إلى أن الخير والشر متلازمان فى كل شخصية، قدم الحلفاوى دورًا تعلقت به قلوب المشاهدين باعتباره أبًا مثاليًا إلا أن مشاهده كانت أقرب للخطابة منها إلى الدراما، حتى إنك إذا حذفتها لن يختل البناء الدرامى فى العمل، ولكنه دور يشبه "البروش" الأنيق الذى يوضع لاستكمال الأناقة وهو ما منحه الحلفاوى للدور فأكسبه أهمية خاصة.

 

محمد حاتم الذى لعب دور الدكتور رامي، شقيق جميلة، أكد حضوره هذا العام بعد نجاحه العام الماضى فى جراند أوتيل، فهو طبيب مسالم ومخدوع بل ومهزوم بسبب عدم قدرته على الإنجاب، يفعل ما لا يؤمن به فيعمل بالحجامة والطب الطبيعى الذين يراهما جهلًا، يصدق أى شئ إلا شكوكه فى زوجته "سارة سلامة"

 

"سارة سلامة" لعبت دور عبلة الزوجة الخائنة التى تتورط فى علاقة مع شقيق زوجها "كريم- أحمد مجدي" ثم مع "عبد الله" مساعد مدير المستشفى، تقدم أداءا عاديًا لا يوحى بتطورها من عمل لأخر ولكنها لا تؤثر على تجانس العمل كله، أما "أحمد مجدي" الذى قدم مؤخرا بطولته السينمائية الأولى فى فيلم على معزة وإبراهيم، جاء ليؤكد على ميلاد نجم شاب جديد تنتظره الدراما المصرية، عبر إمكاناته الفنية وحتى شكله وهيئته، تمكن من أداء دور الشاب المستغل الذى يرتبط بفتاة فى عمر والدته طمعًا فى المال، ولا يرى أى غضاضة فى ذلك ويعترف أمام الجميع "أنا نصاب".

 

وإذا كان دور المخرج هو إدارة أداء الممثلين وهو ما نجح فيه محمد العدل الذى جعل المشاهدين فى حالة ترقب من حلقة لأخرى دون الإحساس بفخ الحشو أو الإطالة الذى يعيب دراما رمضان ،   إلا أن العمل وقع  فى الكثير من الأخطاء الإخراجية  والسردية التى قدمها السيناريست ولم يعالجها المخرج وإن كانت تبدو غير مؤثرة ولكنها تنتقص من بناء العمل المتكامل، فأحمد فهمى أو الدكتور هشام يحصل على الدكتوراة فى جراحة التجميل فى جسم الإنسان، وهو العنوان العام الذى لا يتناسب بأى حال مع رسالة علمية، كذلك فإن محكمة الأسرة تمنح حضانة الطفلة للأب لعدم أمانة الأم رغم أن القانون المصرى لا يمنح الحضانة للأب بعد الأم مباشرة، فهناك الجدة للأم والجدة للأب والخالات والعمات ثم يأتى الأب وهو ما لا يمكن تفسيره أو التسامح معه إلا لأنها رغبة السيناريست فى ذلك، بالإضافة إلى تكرار الارتكان إلى الرشوة كوسيلة لقضاء كافة المصالح المعطلة، فأحمد فهمى يرشى أستاذه الجامعى لكى يصمت عن سرقة رسالة الدكتوراه، وزميله يرشى مخرجًا فى مدينة الإنتاج الإعلامى وطليق زينة الذى تعرض للسجن بسببها حصل على رشوة ليغير أقواله أمام المحكمة ، وكأن الرشاوى هى الأصل وليس الاستثناء وهو ما يمكن تفسيره بالكسل فى البحث عن حيل درامية جديدة فيتكرر مشهد الظرف المغلق الذى يحصل عليه كل من باع ذمته، دون أن ننسى عامل الصدفة الذى ارتكن إليه المخرج فجنح إلى اللامعقولية، "ليلى" تسرق حقيبة طليقها من سيارته المحاطة برجال المباحث ولا يراها أحد، تدخل غرفته فى الفندق أمام الشرطة ولا يرونها أيضًا، أما الممرضة فتخترق غرفة مدير المستشفى وتدخل زينة خلفها فلا تراها ولا تلحظ الكمبيوتر مفتوح، كلها مواقف كانت تستلزم معالجات أكثر حنكة.

 

 لم يقدم العمل مبررًا دراميًا للتغيرات النفسية التى دفعت جميلة من النزول من على خشبة المسرح كراقصة باليه ناجحة، ترتدى  النقاب بعد ثراء زوجها، ثم تقول ضمنًا إنها كانت خائفة دون أن نفهم أسباب الخوف أو دوافعه، ثم تعود وتتخلص منه بعد صدمتها فى زوجها دون سياق درامى محكم.

 

كان أمام "لأعلى سعر" فرصة ذهبية ليصبح الأعلى سعرًا فى رمضان بلا منازع، إلا أن الاستسهال فى الكتابة وفى الإخراج أحيانًا قد يوقع العمل فى الكثير من المشاكل الفنية التى تنتقص من قدره رغم النجاح الجماهيرى الهائل الذى حققه، إلا أن المسلسل أكد على مجد البطولات الجماعية مرة أخرى فى موسم رمضانى شهد انهيار الكبار كعادل إمام ويسرا جماهيريًا.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع