الإعاقة فى الإرادة وليست فى الجسد.. "بلال" أول فاقد بصر فى العالم يعزف السمسمية ويتفوق على الجميع.. يعشق الشعر والتمثيل وحصل على جوائز ويأمل أن يصبح فنانا مشهورا ويشارك بالمسرح مع أشرف عبد الباقى.. صور وفيديو

فقد بصره وامتلك قلبًا مليئًا بالتفاؤل والحب وبالإبداع، فكان واحدًا ممن أبهروا لجنة التحكيم فى جائزة الشاعر سيد حجاب، حين استطاع أن ينتزع المركز الأول متفوقًا مشاركين من 35 دولة لملتقى الدولى لفنون ذوى القدرات الخاصة "أولادنا".

أثبت بلال أحمد محمد عطية، 15 عامًا، أن فى الروح والتفكير والإرادة، ولا علاقة للجسد بالنجاح والإفاق، وذلك حين بات أول فاقد بصر فى العالم يعزف على السمسمية؛ فمن لا يزال يمتلك القوة والإرادة ليس معاقًا.

 وبلال، ابن محافظة الإسماعيلية، ظل لفترات طويلة حديث السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعى، بعدما نجح فى حصد العديد من الجوائز فى مجال إلقاء الشعر، فضلاً عن إبداعه فى العزف على السمسمية.

بلال بعد تسلمة الجائزة

يتحدث بلال لـ"اليوم السابع" عن عشقه للفن والتمثيل منذ الصغر، وحلمه أن يصبح ممثلًا، وهو ما دفعه للتمثيل وهو فى الصف السادس الابتدائى، عندما اشترك فى مسرح المدرسة.

أسرة بلال والزميل السيد فلاح

منذ ذلك الوقت تدرج بلال نحو هدفه، حتى بات عضو تمثيل فى فرقة "إحنا واحد" للفنون المسرحية بمسرح قصر ثقافة نجيب الريحانى بالقاهرة، مؤكدًا أنه حلمه أن يشارك مع الفنان الكبير أشرف عبد الباقى، من خلال المسرح الذى يقدمه.

من التمثيل إلى الشعر، نوّع بلال من مواهبه، حيث كان يغرم فى السابق بإلقاء القصائد الشعرية، حتى حصل على المركز الأول والميدالية الذهبية، فى إلقاء الشعر فى مسابقة الحلم المصرى التى نظمتها وزارة الشباب والرياضة بالإسكندرية خلال شهر نوفمبر2017.

بلال أثناء ملتقى الشعر

كما حصل على المركز الأول على المدرسة فى الصف السادس الابتدائى، وجرى تكريمه من قبل اللواء يس طاهر، محافظ الإسماعيلية وقتها.

 ومنذ أن كان فى الصف الرابع الابتدائى، دأب على الحصول على الطالب المثالى، وجرى تكريمه عدة مرات، من بينها تكريم محافظ الإسماعيلية فى احتفالية اليوم العالمى لذوى الاحتياجات الخاصة، بعدما ألقى قصيدة "متستعمنيش" للشاعر الدكتور بشرى عجبان، وجرى تكريمه من قبل الاتحاد العام لنقابات مصر عام 2018.

بلال متفوق فى إلقاء الشعر

تلتقط حنان مسعد والدة الطفل بلال، خيط الحديث، لتسرد موهبته بلال وعشقه للتمثيل منذ طفولته، لافتًا إلى أن الأسرة تقدم له الدعم المعنوى والمادى الكامل لاستكمال حلمه.

أما والده محمد أحمد عطية قال إن بلال صديقى ودائمًا يسألنى ويستجيب لكل ما أطلبه منه بسهولة، ولم يسبب لى أى مشكلات، وأحب السمسمية من خلال اهتمامى بها ووجود تسجيلات كثيرة بالمنزل وعلى الموبايل، فقرر أن يتعلم العزف على الآلة ووافقناه.

بلال عطية عازف السمسمية

وقال الأب إن الأسرة وفرت لبلال الآلة التى يعزف عليها، حتى تقدم فى العزف بشكل جيد، على أمل أن يصبح فنانًا كبيرًا ويحقق أحلامه.