مدير"الحرية للإبداع" بالإسكندرية: فشلت فى استقطاب الشباب لعدم تخيلهم علو صوت للمعارضة.. واجهنا الأفكار الظلامية فى عهد مرسى.. منعت علاء الأسوانى من إقامة صالونات.. نسعى لإقامة مهرجانات دولية ولكن ينقصنا التمويل

مدير"الحرية للإبداع" بالإسكندرية: فشلت فى استقطاب الشباب لعدم تخيلهم علو صوت للمعارضة.. واجهنا الأفكار الظلامية فى عهد مرسى.. منعت علاء الأسوانى من إقامة صالونات.. نسعى لإقامة مهرجانات دولية ولكن ينقصنا التمويل
مدير"الحرية للإبداع" بالإسكندرية: فشلت فى استقطاب الشباب لعدم تخيلهم علو صوت للمعارضة.. واجهنا الأفكار الظلامية فى عهد مرسى.. منعت علاء الأسوانى من إقامة صالونات.. نسعى لإقامة مهرجانات دولية ولكن ينقصنا التمويل

حوار - هناء أبو العز

أصبح "مركز الحرية للإبداع"، هو الاسم الجديد الذى وقع الاختيار عليه بعد ثورة 2011، بعد أن كان يدعى مركز الإسكندرية للإبداع، ليعلن عن سماحه بكافة الحريات للإبداع الفنى فى كافة المجالات، وعلى الرغم من تبعية المركز لصندوق هيئة التنمية الثقافية، إحدى ملحقات وزارة الثقافة، إلا أن المركز يختلف تمامًا فى هويته وأنشطته عن قصور الثقافة، المنتشرة فى أنحاء المحافظة.

 

قدسية المكان الذى يكسوه اللون الأبيض، فى شارع فؤاد أشهر وأقدم شوارع الإسكندرية، وحكاياته عن صنع يجعل الاقتراب منه حلم لكل شاعر وأديب وفنان سكندرى، بينما يستمع الكثير إلى أقاويل الإقصاء والمحسوبية، من قبل عدد من أعضاء مجلس إدارة المركز، فيبتعدون.

 

تفاصيل المقاطعة غير المعلنة، ومعايير تعيين أعضاء مجلس الإدارة، وخلافات مراكز الحرية للإبداع، وتفاصيل استقالة الأعضاء وبيانهم ورفض الوزير له، وميزانية المركز وإيراداته، وفتح مسرح المركز للاستغلال مقابل أجر مادى، يعلنها الدكتور وليد قانوش، مدير المركز ولأول مرة فى حوار صريح لـ"اليوم السابع".

 

يعمل قانوش أستاذ مساعد بكلية الفنون الجميلة، وهو فنان تشكيلى مثل مصر فى العديد من الدول العربية والأجنبية، ونظم العديد من المعارض التى حملت أحلامه فى الحرية والإبداع، وتولى منصبه كمديرًا للمركز فى عام 2011، بعد ثورة 25 يناير، وقت أن تقلصت ميزانية المركز بسبب أحداث الفوضى التى نالت من الجميع، ومرورًا بعهد الإخوان ووزير الثقافة الذى حاول أخونة الثقافة ومبدعوها، أسس "قانوش" ستوديو مصر، ومهرجان المسرح السكندرى، الذى أصبح مهرجان دوليًا.

 

وإلى نص الحوار:

- بعد ثورة يناير تغير أسم المركز إلى مركز الحرية للإبداع، وأضيفت كلمة الحرية، هل أدت هذه الإضافة مقصدها الحقيقى؟

الشباب يفضلو الأماكن المستقلة أكثر، وحاولت كثيرًا الوصول إليهم، ولكنى لم أنجح لأنهم لا يتخيلوا أن هناك مكان ثقافى يسمح لهم بقدر من المعارضة، وفشلت فى تغيير هذه الفكرة، حتى الآن.

 

- يردد البعض أن المركز أصبح عزبة لبعض الشخصيات من أعضاء مجلس إدارته؟

هذا الكلام ليس جديدًا على مسامعى، وأجبت عنه كثيرًا فى غرف مغلقة نتيجة لمواقف معينة، وكل واقعة لها ظروفها والبعض لا يخرج عن اطار مجموعة من الشعراء أو الأدباء وبعض المسرحين وبعض المحاضرين، شعروا بالإقصاء غير المقصود، فاعتقدوا أن خلافاتهم مع بعض أعضاء المجلس، يمنعهم من تنظيم فعالياتهم، التى قد ترفض لأسباب مختلفة تمامًا، بالإضافة إلى أن أعضاء مجلس الإدارة بشر، والبشر خطاء بطبعه، وكذلك مدير المركز غير منزه، إلا أن المجلس هو هيئة استشارية فعليه تتبنى الكلمة النهائية فى المستوى الفنى بناء على خبراتهم، وبالتالى القرار ليس رأى شخص واحد، وإذا أحسست بخلافات شخصية مع أحد الأعضاء، أقوم بمناقشته، واتخاذ القرار على مسئوليتى.

 

- ما الممنوع فى مركز الحرية للإبداع؟

 ليس هناك ممنوعات ولكن موائمات، تتمثل فى عدم إقامة نشاط حزبى، لأننا لا ندخل المعتركات السياسية، بالإضافة إلى مراعاة الأعراف العامة، وعدم التعرض للأديان بازدراء.

 

- هل تسمح بأفكار ظلامية أو إخوانية فى مركز الحرية للإبداع؟

حتى فى فترات حكم الإخوان، وفى عز حكم محمد مرسى كنا مناهضين لهذه الأفكار، وكنا نناقش دستور مرسى من خلال تنظيم سلسة ندوات للمناقشة دعينا لها كل التيارات، فنحن نحرص على التدقيق فى الطلبات، "ولو شمينا ريحة توجه إخوانى " يكون المصير الاعتذار المباشر فورًا.

 

- هل هناك ما يشبه المقاطعة الفنية للمركز؟

 أعانى من المقاطعة الغير المعلنة نتيجة لتصورات فى عقول المقاطعين، أن هناك أشخاص بالمركز تنهى وتتحكم لانهم متصورين أن هناك شخص يحكم وينهى، وأن هناك نوع من التعالى فى اختيار الندوات، وقمنا فى شهر رمضان قبل الماضى بمحاولة إثبات حسن النية ودعينا الجميع لبرنامج ليالى رمضان وتم تنظيم فعاليات ناجحة، ونفذنا بعدها مهرجان للشعر للتأكيد على الترحيب بهم دون فائدة، ولكن التعامل مع المثقفين أمر مجهد.

 

- هل يتعاون المركز مع هيئات دبلوماسية؟

هناك تعاون بشكل مستمر طول الوقت، وحريصين على هذا بشروط، أن لا أكون متلقى فقط، بل يتم تقديم عروض مشتركة مع مصر والدولة الراغبة فى العرض.

 

- وماذا عن تعاونكم مع مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى؟

 اتعاون مع مهرجان الإسكندرية السينمائى، على الرغم مما فيه من عيوب، ولكن سنتابع المهرجان هذا العام بشروطنا مع الالتزام بها، لأن العام الماضى، كان الأداء غير مرضى خاصة فى مسابقة الفيلم القصير، والورش المجانية للمهرجان، ونسعى لإقامة مهرجانات دولية فى الموسيقى ولكن ينقصنا التمويل.

 

- حدثنا عن حكاية مركز الحرية للإبداع وتبعيته وميزانيته؟

 المركز تابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية، الذى حدثت له الكثير من التطورات الإدارية، حيث كان إدارة عامة، ثم مركزية، حتى تحول إلى قطاع كأحد قطاعات الثقافة، وهو الوحيد الذى يعتمد فى تمويله على موارده الذاتية، منذ إنشائه من 21 سنة، ويدعم كل أنشطة وزارة الثقافة الموجودة خارج الموازنة العامة، وكان يعتمد على 10% من وزارة الآثار، حتى جاءت ثورة 2011، وتدهورت السياحة وأصبح دخل وزارة الآثار لا يكفيها، بالإضافة إلى فصل الوزارتين مما تسبب فى منع ال10% التى أثرت بدورها على مركز الإبداع الذى كان يحصل على ميزانيته من الصندوق.

 

- وبعد مرور سنوات من ثورة يناير، ما هو الوضع الحالى لميزانية الصندوق والمركز؟

الصندوق حتى الآن ينفق من فوائد أمواله الموجودة من السنوات السابقة، وكذلك من موارده المحدودة، وهو لم يتوقف عن أى تكليف كان يقوم به مثل انشاء مكتبات عامة لصالح هيئة قصور الثقافة، أو ترميم مثل ترميم مجمع اخناتون للفنون وبيت جمال عبد الناصر الذى تم ضمه بقرار وزارى لصندوق تنمية ثقافية، ومازال يدعم كل الأنشطة التى كان ينظمها مثل ملتقى الأقصر للتصوير ومهرجان السينما الروائية، ومهرجان المسرح التجريبى وغيره.

 

- وماذا عن تمويل المركز؟

 المركز هو أحد المراكز التابعة للصندوق، والذين يبلغ عددهم 14 مركز جميعهم فى القاهرة، عدا مركز الحرية للإبداع الموجود فى الإسكندرية، وميزانيتة من الصندوق، ولكن بدأ المركز يدعم نفسه بعد 2011 من خلال بعض الأنشطة التى تكون بأجور رمزية ليس بهدف الربح وإنما بهدف استدامته، وأسعار المركز أقل من الأماكن الأخرى، فتعليم الالات بأسعار أقل من الأوبرا، وأقل من الكونسرفتوار والمركز الروسى فى الباليه.

 

- ما هى ميزانية المركز؟

فى العام المنتهى 2016/ 2017 بلغت ميزانيات المركز حوالى مليون جنيه، قيمة أجور تشغيل كهرباء ومياه، وشركات الأمن والنظافة والصيانات، بالإضافة إلى حافز الاثابة للموظفين وليست المرتبات، وكذلك الأنشطة، فيما وصلت الإيرادات 600 ألف جنيه، وصافى ما دخل فى الخزانة العامة 400 ألف جنيه.

 

أما ميزانية المركز من الصندوق، فقد تقلصت بعد عام 2011 إلى 80 ألف جنيه، بعد أن كانت قبل الثورة 600 ألف جنيه، حتى أن السنة الأولى للعمل فى 2011 عملنا سويًا بالحب والتطوع، ولكن بعد دعم الأنشطة تم رفع الميزانية للعام المالى المنتهى إلى 290 ألف جنيه، لم تصرف حتى الآن لعوائق إدارية.

 

- ما هى منهجية المركز فى دعم الإبداع والفن فى الإسكندرية؟

نحن كمجلس إدارة للمركز، لدينا منهجية واضحة ومستمرة، منذ 2011 وحتى الآن وهى الإتاحة لكل نشاط فعلى على مستوى تقديم التجارب الجادة ذات القيمة الحقيقة، والذى يتم دراسته من خلال متخصصين فى مجلس الإدارة بالقبول أو الرفض، ثم دعم التجارب الواعدة للشباب فى المجالات الإبداعية، كإستراتيجة أولى، يليها بالتتابع باقى الأنشطة مثل الأمور المتعلقة بالوعى السياسى، وتنمية المجتمع، لأن فى الأصل المركز يدعم الإبداع فى الموسيقى والفنون التشكيلية.

 

- ماهى المعايير التى يتم بها اختيار مجلس إدارة مركز الحرية للإبداع؟

 الأمر يخص وزير الثقافة، بناء على ترشيح رئيس قطاع صندوق التنمية، وطرح الأسماء من خلالى كمدير للمركز، ويتم الحرص على أن يكون مجلس الإدارة سكندرى فى الأساس، ومن المثقفين فى تخصصات مختلفة من الأسماء المتفق عليها، وكان نفسى أجد شاعرة سيدة متفق عليها ولكن لم يحدث.

 

وكان المجلس فى أول تواجدى به يحوى قامات من الفنانين المثقفين، أمثال عصمت داوستاشى، وإبراهيم عبد المجيد، وماهر جرجس وغيرهم، إلا أن حضورهم كان غير منتظمًا، فأعيد تشكيل المجلس، ليسهم فى تطوير برنامج المركز ودعم الإبداع الفنى والثقافى والاجتماعى به.

 

ولو كان المجلس يتم اختياره بالانتخاب، لم يكن الوضع أفضل، لأن ساحة المثقفين والفنانين وخاصة بين الأدباء والشعراء، ويليهم المسرحيون، لا يتفقون على شخص أبدًا، وخلافاتهم مستمرة، بما ينعكس ذلك على أداء هيئتين متمثلتين فى قصور الثقافة ومكتبة الإسكندرية، التى تستبعد المثقفين بشكل مبالغ فيه، فيصب فى النهاية بمركز الإبداع.

 

- تفاجئنا باستقالة أعضاء المجلس ثم عودتهم مرة أخرى.. ما التفاصيل؟

- استقالة المجلس كانت بسبب أن أعضاء المجلس الحاليين، تأثروا بالكثير من الاتهامات والانتقادات لأدائهم، فرغبوا فى ترك الفرصة لوزير الثقافة لاختيار آخرين وإتاحة الفرصة لتقديم الأفضل، وبالفعل قام رئيس الصندوق بإعداد مشروع أخر للمجلس، ولكن الوزير رفضه عندما رأى الأخبار المتداولة عن بيان مجلس الإدارة عن أسباب التخلى واتصل بى، وأعلن ذلك وطالبنا بالاستمرار، إلا أن هناك تعديل قريب جدًا فى أعضاء المجلس، الذين أرهقتهم المشكلات.

 

- متى يرفض المركز استقبال فنانين ومثقفين فى قاعاته وندواته؟

عندما تكون تجربته مكررة فى أكثر من مكان، أو كان أسمه وخبرته لاتتناسب مع القضية التى يناقشها، أو كانت الفكرة كثيرة متشعبة المجالات.

 

- المركز متهم بالروتين وعدم الخروج من الصندوق وتكرار فعالياته وهل أنت راضى عن فعالياته؟

عندما تسلمت العمل بالمركز، كان هناك موروث متمثل فى قيام أساتذة من أعضاء المجلس، بتنظيم 4 صالونات شهرية بأسماءهم، بتكليف عصمت داوستاشى، المدير السابق، إلا أنى قمت بتقليص الندوات إلى واحدة شهريًا لإتاحة الفرصة لغيرهم للإبداع، وأنا لست راضى عن نتاج مركز الحرية للإبداع، ولن أرضى.

 

- هل تحدث مجاملات فى حفلات توقيع الكتب وتنظيمها مجانًا خلافًا للوائح الموضوعة؟

 حفلات التوقيع التى تقدمها دار نشر ويتم فيها بيع كتب لها إجراءات مالية، أما المؤلف الذى سيوقع الكتب للضيوف مجانية، فلا نأخذ منه أموال ولا يقام بشكل مجاملة.

 

- وماذا عن استغلال قاعات المركز مقابل حق انتفاع بمساهمة مالية؟

عندما توليت المنصب، وجدت أن استغلال القاعات مقابل حق انتفاع بمساهمة مالية، بدون ضوابط مالية معتمدة، وكانت تؤخذ على شكل تبرع، فكان باب فساد وعملنا مقترح مع المستشار القانونى فى القاهرة، وتم عمل مذكرات بقواعد ثابتة، وأيضا يتم مناقشة الطلبات المقدمة، فلا نقبل دعايات انتخابية، أو أى نشاط حزبى.

 

- هل هناك أديب بعينه ممنوع من الدخول إلى مركز الإبداع؟

هذا ليس حقيقى، وإن كان الكلام على علاء الأسوانى، فكانت له ظروف خاصة وقتها، وسياسة عامة للبلد، ولم يكن أحد سيستطيع التحكم فيما يقوله أو ما يقوله جمهوره، والآن مرحب بالأسوانى.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع