"تعويض خضر".. يشعل الخلافات داخل كندا.. انتقادات لحكومة ترودو بسبب اعتذارها لمتهم بالإرهاب ومنحه 10.5 مليون دولار.. رئيس حزب المحافظين: تصرف مثير للاشمئزاز.. والمؤيدون: الشاب ضحية والده المصرى

"تعويض خضر".. يشعل الخلافات داخل كندا.. انتقادات لحكومة ترودو بسبب اعتذارها لمتهم بالإرهاب ومنحه 10.5 مليون دولار.. رئيس حزب المحافظين: تصرف مثير للاشمئزاز.. والمؤيدون: الشاب ضحية والده المصرى
"تعويض خضر".. يشعل الخلافات داخل كندا.. انتقادات لحكومة ترودو بسبب اعتذارها لمتهم بالإرهاب ومنحه 10.5 مليون دولار.. رئيس حزب المحافظين: تصرف مثير للاشمئزاز.. والمؤيدون: الشاب ضحية والده المصرى

كتبت: إنجى مجدى

جدل كبير وغضب واسع يشهده المجتمع الكندى بعد إقدام حكومة رئيس الوزراء جاستن ترودو، على تقديم اعتذار ودفع تعويض مالى ضخم يبلغ 10.5 مليون دولار كندى لأصغر معتقل سابق فى سجن جونتانامو، الذى أقر بارتكابه جريمة قتل جندى أمريكى فى أفغانستان عندما كان عمره 15 عاما.

 

عمر خضر، الكندى ذو الأصول المصرية الذى أقر عام 2010 بأنه مذنب بتهم شملت القتل وحكم عليه بالسجن لمدة ثمانى سنوات بالإضافة إلى الوقت الذى قضاه بالفعل فى الحجز، وعاد إلى كندا بعد ذلك بعامين ليخدم ما تبقى من عقوبته وأطلق سراحه فى مايو 2015، ليطعن فى حكم إدانته حيث قال إنه تعرض للاستجواب تحت ظروف قاسية.

 

لكن قضت المحكمة العليا فى كندا  عام 2010، أيضا أن مسئولى الاستخبارات الكندية حصلوا على أدلة من خضر بأساليب قاسية مثل الحرمان من النوم، خلال التحقيقات فى جونتانامو عام 2003، وهو ما يسىء للمعايير الكندية بشأن المعاملة مع المشتبه بهم، مما يجبر حكومة لحزب الليبرالى الحالية على تقديم الاعتذار لمواطنها عن سوء المعاملة ودفع تعويض يبلغ ملايين الدولارات.

 

وعندما تم القبض على خضر، حيث كان يبلغ وقتها 15 عاما، كانت حكومة الحزب الليبرالى فى القيادة، غير أن الحكومة المحافظة التى جاءت بعدها بقيادة رئيس الوزراء السابق ستيفن هاربر، وصفت مرارا خضر بأنه إرهابى ولم تقم بالكثير للإفراج عنه.

 

وفى الاعتذار الذى تقدمت به حكومة ترودو، أمس الجمعة، قالت: "نيابة عن حكومة كندا نود الاعتذار للسيد خضر عن أى دور قام به المسؤولون الكنديون فيما يتعلق بمحنته فى الخارج واى ضرر ناتج عن ذلك". وأضافت: "نأمل ان يساعد هذا التعبير والتسوية المتفاوض عليها فى جهوده لبدء فصل جديد وملىء للتفاؤل فى حياته".

 

غير أن هذه الخطوة أثارت جدل واسع وانقسام داخل المجتمع الكندى، حيث انتقل عمر مع أبيه أحمد سعيد خضر، إلى أفغانستان حيث بقيت أسرته مع أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة السابق. وقتل والد خضر عام 2003 عندما قصف الجيش الباكستانى منزلا كان بداخله برفقة قياديين كبار فى تنظيم القاعدة. وتشير الصحيفة إلى أن أفراد من الأسرة أدلت بتصريحات تحريضية وصفها العديد من الكنديين بأنها مؤيدة للإرهاب.

 

وبينما اتخذ رئيس الوزراء السابق صف الكنديين الذين يرون خضر إرهابى، إلا أن آخرين دافعوا عنه باعتباره كان وقتها طفلا عاش ويلات الصراع فى أفغانستان، وهو الموقف الذى اتخذته المحاكم الكندية. وطالما قال محامو خضر إنه تم الدفع به إلى الحرب فى أفغانستان من قبل أبيه.

 

غير أن رالف جودال، وزير السلامة العامة الكندية، أقر بأن بعض الكنديين يرفضون دفع أموال إلى رجل يرون أنه إرهابى. وقال أندرو شير، زعيم حزب المحافظين، أن المسئولية الكندية عن خضر انتهت عندما أعيد إلى وطنه فى 2012، واصفا التعويض بأنه أمر مثير للاشمئزاز.

 

من جانب آخر تلاحق خضر قضية تعويض رفعتها زوجة الجندى الأمريكى كريستوفر سبير، الذى قتله خضر بقنبلة يدوية، وجنديا آخر فقد بصره نتيجة للقنبلة، ضده عام 2014، تتهمه بالقتل وإحداث ضرر مستدام. ورغم أن القضاء الأمريكى قضى بتعويض للمتضررين قيمته 134.2 مليون دولار، إلا أن المحامين استبعدوا إمكانية الحصول على التعويض لأن المتهم يعيش فى كندا.

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع