"أنا قلبى برج حمام" هنا قرية السلاطنة بالشرقية صاحبة الـ1000 برج حمام فى الخمسينيات.. أسراب من نوع نادر تزين أبراج القرية فى لوحة فنية من الجمال.. الجوز بـ30 جنيها وسعر فضلاته أغلى منه لاستخدامها كسماد.. صور

لوحة فنية من الجمال لقطع هندسية مخروطية من الطين، زينت أجسادها ثقوب دائرية تراصت فى تناغم، بنمط معمارى شبه متطابق، جعل من أبراج الحمام سمة مميزة لقرية السلاطنة، وأحد أهم الرموز البصرية والذهنية المرتبطة متناثرة فوق بساط من الخضرة، يعلوها أسراب من الحمام البرى النادر، تسرق أعين الناظرين والمارة بطريق "فاقوس- الزقازيق" أمام قرية السلاطنة بمحافظة الشرقية.

 

قرية السلاطنة التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، كانت فى خمسينات القرن الماضى أكبر مركز تجارى لتربية وبيع الحمام البرى، وأحد المعالم التراثية التى تشتهر بها القرية، وأحد عناصر البيئة الريفية التى تشتهر بها القرية وتنفرد بتصميمها الذى يميزها عن أية أبراج للحمام، وتفخر بتاريخها العريق فى تربية الحمام، لكن فى الفترة الأخيرة تلاشت العديد من الأبراج وحرص مربين الحمام على بقاء أبراجهم كنوع من التراث وذكرى أجدادهم أكثر منه مصدر للدخل والرزق.

 

وبرع أهالى قرية السلاطنة منذ أكثر من 150 عاما، فى بناء أبراج الحمام وأخذوا يقيمونها على هيئة أشكال هندسية جميلة، فمنها ما يبنى على هيئة مخروطية، ومنها ما يبنى على هيئة قباب مستديرة، ومنها ما يبنى على هيئة حجرات تزينها فتحات التهوية التى تعمل على أشكال مختلفة تعطى الأبراج تهوية، ويقسم البرج من الداخل إلى جدراين متعامدين إلى أربعة أقسام متساوية، ويقسم كل قسم فيها إلى مستطيلين بواسطة حاجز من الطين.

 

وتوضع القواديس المصنوعة من الفخار، كذلك فى الجدارين المتعامدين، وفى الحواجز بالتبادل، بمعنى أن كل صنف تتجه فتحاته فى جهة مخالفة للصف الذى فوقه أو تحته، والبرج المبنى على هيئة حجرة طولها تقريبا خمسة أمتار، وتوضع بعض أغصان الشجر للتهوية أو الأوتاد العريضة الخشبية بالأبراج، تسمى بالحمالات، وهى معدة لراحة الحمام ورياضته قبل دخول إلى البرج وخروجه منه، كما أن لهذه العروق الخشبية فوائد أخرى، إذ إنها تستعمل لوضع المعالف عليها لتغذية الحمام وقت الحاجة، وبجانب ذلك يستعملها الفلاح لنظافة البرج ولأخذ صغار الحمام، ويطلى البرج من الداخل بالطين المتخمر حتى لا توجد شقوق تكون مأوى للآفات والحشرات.

 

فيما قال " أسامة سالم" أحد مربى الحمام قديما بالقرية، إن القرية لها خلفية تراثية فى تربية الحمام البرى النادر، ترجع لبداية نشأة القرية إلى عام 1850 ميلادية، اعتادت كل أسرة فى القرية على بناء مجموعة من أبراج الحمام تعتمد عليها كمصدر دخل ثابت لهم، وتوارث منهم الأبناء والأحفاد تربية الحمام البرى، فمعظم عائلات القرية كانت تتخذ من تربية الحمام البرى النادر مصدر دخل ورزق لهم، وعند بلوغ أحد أبناء أى أسرة السادسة عشر من عمره يحرص والده على بناء من 3 إلى 5 أبراج له لكى يعتمد على نفسه فى تربية وبيع الحمام، قبل أن يشير إلى تلاشى عملية تربية الحمام بالقرية حاليا، موضحا: كانت القرية مركز تجارى كبير لتربية وبيع الحمام وتعتبر تربية الحمام مركز دخل قومى للقرية، لكن فى نهاية السبعينات تلاشت عملية تربية الحمام، وطار الحمام من القرية، وقدر عدد أبراج القرية فى فترة السبعينات إلى 1000 برج، لكن حاليا بها ما يقرب من 200 إلى 300 برج، أصحابهم يرفضون هدم تلك الأبراج كنوع من التراث وذكرى تذكرهم بالأجداد والآباء، أكثر منه مصدر للرزق.

 

وأشار إلى أن لديه 16 برج يرفض هدمهم لارتباطه بذكريات ومراحل من عمره مع هذه الأبراج، وخاصة أن جده كان قد بنى له تلك الأبراج لتكون مصدر دخل له عند بلوغه السادسة عشر من عمره، وشدد على أن الحمام المتواجد بأبراج قرية السلاطنة حمام برى " زغلول" يقتاد من رزق الله، يعتمد فى طعامه على بقايا المحاصيل الزراعية من الحقول، لكن حمام "الغية" يتم تربيته داخل المنازل، وقديما كانت عائلات القرية مصدر دخلها من الحمام البرى، وكان يتم بيعها للمطاعم بمحافظات السويس والقاهرة ودمياط، وكانت أيام خير على الجميع، لكن الفترة الأخيرة أصبحت تربية الحمام البرى بالقرية كنوع من التراث أكتر منه رزق، وعدد قليل من العائلات يعمل به.

 

وأكد: على عدم تواجد أسراب من الحمام بالقرية مثل الماضى، هو أن الحمام المتواجد بأبراج السلاطنة من النوع البرى النادر، الذى يعتمد فى طعامه على بقايا المحاصيل الزراعية، ونظرا لتطور الميكنة الزراعية والأدوات الحديثة التى يستخدمها المزارع فى عملية الحصاد، لم يجد الحمام طعامه بكثرة عما كان فى الماضى حيث إعتاد المزارع قديما على ترك الحبوب بالحقول لمدة تزيد عن 15 يوم قبل نقلها إلى منزله للتشوين.

 

فيما قال "أحمد على" أحد مربى الحمام قديما بالقرية، إن الحمام يبدأ يومه فى الصباح الباكر بحثًا عن الغذاء، فى الحقول والزراعات بالقرية ويعود فترة الظهيرة ليستريح ويرقد على البيض، ثم يسرح مرة ثانية عصرا وبعدها يعود للمبيت، موضحا أن الأمر كله رزق من عند الله، فالحمام أثناء العودة يعود إلى أقرب أبراج، خاصة أنه برى أو عند شعوره بالخطر من الطيور الجارحة فيسكن أقرب برج، كما نحرص على وضع قواديس مصنوع من الفخار داخل الأبراج يستخدمها الحمام فى معيشته، وكل زوج حمام يحتاج 3 قواديس للمعيشة ما بين واحدة للمعيشة والثانية للبيض والثالثة للصغار حديثى الفقس، وكل برج يستوعب عدد حمام على حسب ارتفاعه وحجمه، وحرص أجدادنا عند بناء الأبراج على عمل فتحات تهوية لدخول وخروج الحمام وأرفف مصنوع الخشب يستخدمها الحمام للوقوف عليها أثناء ذهابه وعودته للبرج، وعن سعر الحمام، أوضح أن سعر الجوز من يبدأ من 25 إلى 30 جنيها، وعلى حسب حجم الحمام، كما أن فضلات الحمام تعتبر أكثر منه فى السعر لاستخدامها كسماد عضوى فى الزراعات.

أبراج الحمام بالشكل المخروطي

أبراج الحمام بالشكل المخروطي

 

ابراج الحمام تصنع من الطين
ابراج الحمام تصنع من الطين

 

ابراج الحمام
ابراج الحمام

 

ابراج حمام
ابراج حمام

 

ابراج من الطين
ابراج من الطين

 

الحمام
الحمام

 

المواد الخام المستخدمة في البناء هي الطين و التبن
المواد الخام المستخدمة في البناء هي الطين و التبن

 

أنواع من الحمام المختلفة
أنواع من الحمام المختلفة

 

بناء أبراج الحمام
بناء أبراج الحمام

 

بناء البرج بارتفاعات مختلفة
بناء البرج بارتفاعات مختلفة

 

بنايات  من الطين
بنايات من الطين

 

بنايات مخروطية من الطين
بنايات مخروطية من الطين

 

تربية الحمام باب رزق
تربية الحمام باب رزق

 

تربية الحمام بالشرقية
تربية الحمام بالشرقية

 

تربية الحمام رزق
تربية الحمام رزق

 

تربية الحمام فى الشرقية
تربية الحمام فى الشرقية

 

تربية الحمام
تربية الحمام

 

جمال الحمام
جمال الحمام

 

معظم أبراج الحمام بالشكل المخروطي
معظم أبراج الحمام بالشكل المخروطي

 

يمكن بناء البرج بارتفاعات مختلفة
يمكن بناء البرج بارتفاعات مختلفة

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع