أخبار عاجلة

"الإخوان بياكلوا بعض".. الإرهابية تتلقى ضربة كبرى من الفيوم وبنى سويف.. أعضاء الجماعة بسجن الفيوم ينفصلون عن التنظيم فى وثقية مكتوبة: بعد مراجعات لسنا بحاجة لتنظيمات دينية تدفع بأبنائها للصراع مع الشعب والدولة


كتب كامل كامل – أحمد عرفة

ناجح إبراهيم يطالب الدولة بدعم المراجعات الفكرية للإسلاميين داخل السجون

 

يبدو أن المرجعات الفكرية، هى التى ستحول الانشقاقات والانقسامات داخل الإخوان لكرة ثلج، فبعدما كان يعلن بعض الأفراد انفصالهم عن الجماعة بشكل فردى، اليوم نحن أمام مجموعات كبرى من الإخوان تعلن انفصالهم عن الجماعة بشكل نهائى.

 

اللافت والمثير للدهشة، أن المجموعات الإخوانية التى أعلنت انفصالها عن الإخوان من محافظتى الفيوم وبنى سويف، وهما من أكثر المحافظات المتواجد فيهما الإخوان بشكل كبير، الأمر الذى أعتبره مراقبون لحركات الإسلام السياسى أكبر ضربة تلقتها الإخوان.

 

وأعلن عدد كبير من إخوان الفيوم - المتواجدون داخل السجون، انفصالهم عن التنظيم بشكل نهائى، بعدما أجروا مراجعات فكرية، تبين لهم خطأ مواقفهم.

 

وقالوا فى وثيقة مكتوبة بخط اليد –حصل "اليوم السابع" - على نسخة منها :"نحن مجموعة من السجناء بسجن الفيوم العمومى اتخذنا قرارنا بالاستقلال عن القرار السياسى لجماعة الإخوان المسلمين، منا من لم يكن ينتمى للإخوان تنظيميا، وكان يدور فى فلك قرارها، ومنا من كان ينتمى للإخوان تنظيميا ثم اتخذ قراره بإنهاء هذا الرابط التنظيمى.

 

وقالت الوثيقة: "لقد مررنا خلال السنوات الأخيرة بأحداث جسام وحالة استقطاب حادة، وصراع مرير لا نزال نعانى من تبعاته حتى وقتنا هذا وكان لازما على الاطراف كافة أن يعيد كل منا النظر فى مواقفه السياسية وأفكاره التى تسببت فى الأزمة من أجل الخروج من الحالة التى نعيش فيها الآن".

 

وأشاروا فى بيانهم، إلى أنهم خاطبوا قيادات التنظيم فى إجراء مراجعات للخروج من الأزمة الطاحنة التى مرت بها الجماعة منذ اندلاع ثورة 30 يونيو إلى أن قيادات التنظيم أصروا على موقفهم، مضيفين: "لقد مرت مصر فى السنوات الأخيرة بأحداث جسام وحالة استقطاب حادة وصراع مرير ما تزال تعانى من تبعاته حتى هذه اللحظة، فكان لزاما على الأطراف كافة أن يعيد كل منها النظر فى مواقفه السياسية وأفكاره التى صنعت هذه المواقف حتى تستطيع مصر الخروج من الحالة التى تعانى منها، وقد خاطبنا فى ذلك الصدد جماعة الإخوان على مدار أكثر من عام دون استجابة تذكر، وأصرت الجماعة على الاستمرار بالعمل وفق المواقف والأفكار ذاتها، فكان لزاما علينا أن نعيد نحن تقييم هذه المواقف والأفكار".

 

وأكد المنشقون عن الجماعة، على أنهم تيقنوا أن جماعة الإخوان من أهم الأسباب التى ورطتهم فى أزمات، مستطردين: "وانتهينا إلى أن جماعة الإخوان كانت جزءًا أصيلا من صناعة الأزمة التى تمر بها مصر ومن تأجيج الصراع الذى تعيشه، بإغفالها حالة الرفض التى كان يواجهها الرئيس الأسبق محمد مرسى داخل مؤسسات الدولة وقطاعات لا يستهان بها من المجتمع المصرى، مما كان ينبغى معه الإسراع بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة كإجراء ديمقراطى من شأنه أن يجنب البلاد صراعا كانت فى غنى عنه، وكانت وما تزال جزءا من استمرار الأزمة بإصرارها على التمسك بما تجاوزه الزمن وترتب بعده واقع مستقر لا سبيل إلى إنكاره.

 

وأضافوا فى بيانهم :"كما انتهينا بعد مراجعة فكرية إلى عدم جدوى وجود هذا النوع من التنظيمات الذى يخلط فى خطابه بين نفسه وبين الدين وينعزل بأفراده عن مجتمعه الذى يعيش فيه ويدخل فى صراعات متكررة مع هذا المجتمع ومع مؤسسات الدولة على حد سواء".

 

واستطردوا المنفصلون عن الجماعة: "وعليه فقد رأينا ضرورة إعلان استقلال أفكارنا ومواقفنا السياسية عن جماعة الإخوان، وإننا لم نعد جزءًا من هذا الصراع الذى يتهدد الوطن، ونؤكد على ضرورة السعى نحو إنهاء هذا الصراع السياسى وإجراء مصالحة وطنية شاملة بهدف الحفاظ على الدولة مما يتهددها ووقف نزف دماء أبناء الوطن الواحد، وضرورة العمل على تصحيح الأفكار التى أدت إلى وجود هذا الصراع وتؤدى إلى استمراره وتجدده بين الحين والآخر، ليعود المقتنعون بذلك إلى العمل من داخل المجتمع دون أن ينعزلوا عنه وإلى ممارسة العمل السياسى داخل الإطار الدستورى والقانونى الذى ترتضيه الدولة الحديثة".

 

من جانبه دعا ناجح إبراهيم المفكر الإسلامى، وأهم القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية التى أجرت مراجعات فكرية، الدولة لدعم المراجعات التى يقوم بها الإخوان وأنصارهم داخل سجن الفيوم العمومى.

 

وقال "إبراهيم"، لـ"اليوم السابع" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هناك آلالاف من عناصر التنظيمات الإسلامية يردون الانفصال عن الجماعات، وهذا يتطلب من الدولة مساعداتهم فى إجراء مراجعات فكرية، لنتفادى بذلك عدم ظهور تنظيمات مسلحة كحسم وللواء الثورة وغير ذلك من التنظيمات المسلحة التى خرجت من الإخوان.

 

وأشار المفكر الإسلامى، إلى أن هناك ضباطا مخضرمون ومتخصصون داخل وزارة الداخلية لديهم القدرة على قيادة تحولات فكرية لجميع أبناء التيارات الإسلامية المتواجدين داخل السجون، ولكنهم فى حاجة إلى قرار سياسى، مشددًا على تشجيع الدولة متمثلة فى مؤسساتها الأمينة والدينية على تشجيع أبناء التيارات الإسلامية على دعمهم فى اجراء المراجعات الإسلامية، داعيا للسماح بدخول الكتب وتطوير السجون المصرية، لافتًا إلى أن مثل هذه الأمور تساعد على إقناع الشباب بإجراء مراجعات فكرية.

 

بينما اختلف قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، مع الرأى السابق، مضيفًا: "بعض تلك المراجعات تكون فى سبيل المراوغة فقط الهدف منها هو الخروج من السجن، ولكنها لا تشل مراجعة شاملة وحقيقية للأفكار الإخوانية.

 

وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان لـ"اليوم السابع": "ليسوا جميعًا خرجوا فعليا من أفكار الجماعة وانقلبوا عليها بل عدد قليل جدًا منهم من فعل ذلك، أما الأغلبية من هؤلاء فهم يخشون السجن والتضييق والتشريد ولا يريدون أن يدفعوا الفاتورة".

 

بينما قال هشام النجار، الباحث الإسلامى على تلك المراجعات، إنه لم تعد تجدى كثيرًا تلك التحركات نظرا لتراكم خبرة لدى المجتمع المصرى والدولة والتيارات السياسية والفكرية بشأن هذه المراجعات كونها محاولة للهروب من الأزمة وإنقاذ التنظيم من الهلاك.

 

وأضاف الباحث الإسلامى، أن المراجعات محاولة لامتصاص الضربات تمهيدا لإعادة ترتيب الأوراق وإحيائه لاحقا من جديد، وثبت تاريخيا عبر عدة مواقف مشابهة أنهم لا يراجعون وليس بهم وجه معتدل حقيقى مشيرًا إلى أن الغرض منها تكتيكى ليس إلا.

 


 

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع