-طورت مهاراتى في اللغة العربية عبر تدريبات من كبار المذيعين في التلفزيون المصرى
-لابد أن يكون المذيع قادر على تقديم كافة القوالب الإعلامية
-قدمت برنامج رياضة بدلا من أحد زملائى بعد اعتذاره ودرست كل شيء عن الحلقة قبل تقديمها
-أحرص على اتباع مدرسة المهنية وخدمة المشاهد خلال تقديم البرامج
كان التليفزيون يشكل وجدان المواطن المصرى، ووسيلة لا يمكن الاستغناء عنها، فقد كان له دور مهم فى لمة الأسرة بل والعائلة حوله، لتشاهد برامج هادفة ومنوعات وفقرة مفتوحة، وكذلك نشرات أخبار ومسلسلات وافلام، فلا يوجد شابا لم يترب على برامج التلفزيون المصرى الذى لم يخل بيت من مشاهدته بشكل دورى.
ارتبط المصريين وجدانيا بالتلفزيون المصرى، ولعل أبرز دليل على حب المصريين لبرامج التلفزيون المصرى التى كانت تذاع فى الماضى، هو حجم المتابعات الكبيرة لقناة "ماسبيرو زمان" حاليا، التى تقدم المسلسلات والبرامج التى كانت تذاع على التلفزيون المصرى منذ عشرات السنوات، إلا أنه رغم مرور فترة كبيرة للغاية على إذاعتها لم يمل المشاهد المصرى من متابعتها وهو ما يكشف حجم ارتباط المواطن المصرى بما كان يقدم فى الماضى بالتليفزيون من برامج ومسلسلات ومذيعين ومذيعات كان لهم دور كبير للغاية فى التأثير على اهتمامات وأفكار المشاهد المصرى.
قررنا أن نعود إلى الماضى قليلا، لنجرى سلسلة حوارات مع أبرز من قادوا التليفزيون المصرى فى زمن التلفزيون الجميل، لتحمل سلسلة الحوارات عنوان "زمن ماسبيرو الجميل"، حيث نتناقش معهم حول كيف كان عملهم داخل ماسبيرو وكيف كانت بداياتهم الإعلامية، ومن أبرز من أثروا فيهم داخل التلفزيون المصرى، وكذلك نتحدث معهم حول مستقبل مهنة الإعلام.
سادس تلك الحلقات مع الإعلامية القديرة، سحر عباس، والملقبة بـ "كبيرة مذيعات ماسبيرو"، حيث بدأت مشوارها الإعلامى في التليفزيون المصرى منذ سنوات عديدة، وما ازلت مستمرة حتى الآن، حيث تحدثت عن كيفية دخولها للتليفزيون المصرى، وكيف تلقت نصيحة هامة من الذين اختبروها؟ وكيف طورت مهاراتها في اللغة العربية؟ وكذلك أبرز المواقف الصعبة التي تعرضت لها، وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالى..
فى البداية كيف بدأت العمل فى مجال الإعلام؟
كانت السيدة الفاضلة سامية صادق، تقابلت مع شقيقتى، وعرضت على شقيتى تعيينها في التليفزيون، ولكن شقيقتى كانت طالبة فى كلية الطب، فقالت لها إنى ممكن أن أعمل كمذيعة أيضا، وكان مجال دراستى فى الجامعة بعيد تماما عن مجال الإعلام، فعندما بدأ الموضوع، قلت لماذا لا أجرب، وجربت ودخلت إعداد فترة حوالى سنة، انتظارا لامتحان المذيعات.
كيف كانت بداية عملك في التليفزيون المصرى وظهورك على الشاشة؟
اشتغلت فترة في مجال الإعداد، وبعد ذلك تم الإعلان عن امتحان المذيعات، وتقدمت لامتحان المذيعات، وظللنا 7 شهور فى الامتحان ، حيث كانت مجموعة من الاختبارات، ونجح فقط 13مذيع ومذيعة، وكان في بداية الجيل الثالث في القناة الثالثة.
ماذا تتذكرى عن أول اختبار لكى في التليفزيون المصرى للعمل داخل ماسبيرو؟
أول اختبار لى كمذيعة كنت متخرجة حديثا، وكنت طالبة في مدرسة الراهبات وكانت دراستنا كلها باللغة الإنجليزية والفرنسية، وكانت اللغة العربية بنفس اتقان اللغة الإنجليزية والفرنسية، وعلقوا على فى أول اختبار أننى أتحدث اللغة الإنجليزية أقوى من اللغة العربية، فكان هذا هو التعليق الأول، ولم يتم اختيارى كمذيعة فى أول اختبار نتيجة لهذا السبب، وأعطوا لى فرصة للدخول لاختبار ثانى، وأيامها لم تكن قناة nile tv خرجت للنور، وكان نفسى أعمل فى التليفزيون المصرى بصوة عامة، ولم يكن حينها سوى القناة الأولى والثانية والثالثة، والقنوات المحلية، ونجحت في الاختبار قبل ظهور القناة الخامسة، وبعد ذلك بدأت القنوات الأخرى تظهر.
وماذا فعلت كى تنمى قدراتك في اللغة العربية؟
بدأت أحصل على دورات وتدريبات، ويذكر الفضل للتليفزيون المصرى والقامات الإعلامية التى أدلتنا الدورات التدريبية، ودربونا بمنتهى المهنية، وتدريب قوى للغاية كى نستطيع أن نبدأ حياتنا العملية، ونبدأ على أسس ومبادئ سليمة وقوية.
ما هي أقرب البرامج إلى قلبك التي قدمتيها في التليفزيون المصرى؟
كلهم أولادى، ولكن هناك برامج محفورة في الذاكرة، ومن بينها برنامج "مصر بخير"، الذى بدأت فيه فى بداية مشوارى الإعلامى، وقابلت فيه أناس لا يمكن أن تنسى، ويقدم لنا تبرعات من رئيس الجمهورية في هذه الفترة، بجانب برنامج "صور مضيئة" و"أسرار النجوم" ، والذى كان يتعامل مع قامات في بداية مشوارى الإعلامى، وقابلتهم وأذكر كثير منهم، وقيل لى أسرار كثيرة في هذا الوقت، بجانب برنامج مسابقات وكان حينها برنامج المسابقات الوحيد الموجود في التليفزيون المصرى، وهو "الثالثة ثابتة"، وكان من أقوى برامج السابقات، وكنت المذيعة الوحيدة التي تقدم البرامج الشرطية على مستوى القناة الثالثة، كان برنامج "إشارة مرور" وظللت أقدم هذا البرنامج لسنوات عديدة.ما هي أبرز البرامج التي قدمتيها في التليفزيون المصرى؟
قدمت برامج كثيرة للغاية في التليفزيون المصرى ، والآن أقدم برنامج "العيون الساهرة"، وهو في مرحلة إعادة بثه مرة أخرى، وأقدم برنامج "ستوديو الفن" وهو برنامج فنى أتقابل على الهواء مباشرة مع نجوم الفن، وقدمنا أكبر نجوم الفن على مستوى الوطن العربى، كما أقدم برنامج "حوار مع الكبار"، وهو برنامج اقدمه منذ 8 سنوات، يتعامل مع الشباب، ونقدم فيه كافة قضايا الشباب المخلتفة، ونأتى بنجم فى مجال الاجتماع أو فى مجال التنمية البشرية، وفى كل المجالات، ونتحدث مع مجموعة من الشباب ونقدم لهم النصيحة.
الاعلاميه سحر عباس
هل ترين أن المذيع قادر على تقديم عدة قوالب إعلامية؟
نعم.. لابد أن يكون المذيع قادرا على تقديم كافة القوالب الإعلامية، فالمذيع لابد أن يتقبل كل أنواع البرامج التي تقدم ، لأنه قد يضطر لتقديم برنامج اجتماعى ثم يقدم برنامج سياسى أو برنامج فنى، ويقدم نصيحة اجتماعية، فلا بد للمذيع أن يلم بكل القضايا المختلفة، ففي بعض الأحيان كان زميل في برنامج رياضى يعتذر عن تقديم حلقة لأى ظرف، فاضطر أن أقدمه بدلا منه، ولابد أن أكون على مستوى البرنامج وقادرة على تقديم البرنامج.
ما هو أصعب موقف تعرضى له في التليفزيون المصرى؟
أصعب المواقف التي تعرض لها في التليفزيون كانت كثيرة، ولكن هذه المواقف تنسى بمجرد ما تشعر أنك نجحت أن تتغلب عليها، ولكن الحمد لله كله عدى، ولكن أريد أن أقول يمكن أن تعرضنا لموقف أن أدخل الهواء وأخبط في جهاز، وفى أحد المرات جلست على كرسى المذيعة وكنت حينها دايخة فلم أشعر بالكلام أوى وتكلمت كلمتين سريعا، ومن المواقف الصعبة أيضا أننى في أحد المرات كنت داخل الاستوديو أقدم برنامج، واكتشفت أن هناك فأر داخل الاستوديو، ولن أنسى هذا اليوم، وكل زملائى في هذا اليوم كنا في موقف لا يحسد عليه وكان هذا منذ سنوات طويلة .
المذيعة سحر عباس
من أبرز من دعمك داخل التليفزيون المصرى؟
أبرز من دعمنى في التليفزيون، هم أسماء كبيرة للغاية، وأنا مدينة لهم بأشياء كثيرة للغاية ضمنهم الفاضلة عائشة البحراوى ومدحت زكى، وعادل المصرى، وفريدة الزمر التي اعتبرها فريدة في كل شيء ، متفردة في كل أعمالها وتصرفاتها كإعلامية، وستظل قيمة وقامة كبيرة وكانت حلقاتها من أروع الحلقات وذات قيمة كبيرة للغاية، وأيضا الراحل محمود سلطان، وفاطمة فؤاد، وهناك أسماء كبيرة أخرى دعمتنى في مشوارى الإعلامى ولكل واحد منهم بصمة تركها في مشوارنا الإعلامى، ومجرد الفرجة عليهم كانت تدريس لنا أن نستمر في هذا العمل وكيف نقدم برامج، ونجوى عزام أيضا كان لها فضل في مشوارى الإعلامى، وتعلمنا على أيدى كل هؤلاء.
هل كان لأسرتك دور فى تشجيعك للعمل فى مجال الإعلام؟
طبعا أسرتى كان لها دور كبير في دعمى في المجال الإعلامى، فى بداية مشوارى الإعلامى كانت والدتى خير معين لي وتولت تربية بناتى وساعدينى فى حياتى كثيرا، بل والدتى هى من أصرت على عملى وعدم جلوسي فى المنزل، حيث أنى تزوجت و كنت أم فى سن صغير جدا، ووالدتى رحمها الله توفيت منذ عامين وتركت فراغ كبير أحدث أثر كبير فى حياتى، ووالدى كان رجل أعمال، وصاحب مصانع، وكان بينى وبينه توافق عاطفى ونفسي، وكان مثقف لأقصى درجة، وكنت اعتبره مستشارى الأساسي و عينى التى أرى بها الحياة، وزوجى كان ومازال متفهم لطبيعة عملى ويساعدنى كثيرا فهو رجل متفهم وثقته فى نفسه كانت كفيلة لتفهمه لطبيعة عملى.أحكى لنا عن نصيحة لا يمكن أن تنسيها وأثرت عليكى وكان لها دور فى تشجيعك للنجاح فى مجال الإعلام؟
بالنسبة للنصائح التي كانت تقال لي وأحفظها.. لا أنسى نسية الأستاذة فريدة الزمر وهي تقول لي، لازم تدرسي كل حاجة عن الحلقة التي تدخليها، وأول ما تولت القناة الثالثة لدينا عملت برنامج مرأة وقنوات جديدة، كانت تيقظنا من النوم لقراءة صفحات معينة في الجرائد ومناقشة الأمور قبل الظهور على الشاشة، ولا أنسى نصيحة الفاضل رئيس القناة الثالثة السابق الأستاذ حسن أحمد حسن، عندما قال لي في إحدى المرات، عندما أحرجت للظهور بسبب ملء الأستوديو بالناس وقال لي وقتها، جمهورك الناس التي تجلس أمام الشاشة، وأنتي لا تعلمي عددهم وخلي عينك دائما على العدد المجهول اللى قدامك، وطريقتك كمذيعة هتبقى إيه، بالإضافة إلى نصائح كتيرة تعلمتها من أستاذة كبار جدا، أولها المهنية في العمل الإعلامى علشان نوصل لقلب الناس، ويكون الإعلامى له تأثير في المجتمع.
سحر عباس
تحدثتى في تصريح سابق أن كلمه إعلامى اصبحت تكتب عن كل شخص.. لماذا؟
هل يمكن أن أطلق كلمة إعلامى على واحد عمل مشهد على مواقع التواصل الاجتماعى أو مجرد حد كتب مقاله، أقدر أقول عليه إعلامى وينال شرف الظهور على الشاشة، أو واحدة دفعت مبلغ معين علشان تظهر ساعة، وتبقى إعلامية، إعلامى يعنى مر بمراحل كثيرة جدا، وأنا لجنة الامتحان عندى كانت مكونة من كبار الأساتذة، مثل الراحل أنيس منصور، ومحمد رجائي، ومحمود سلطان، وسهير الأتربي، مع حفظ الألقاب للجميع، أسماء كثيرة من الأسماء القوية في كافة المجالات، وبعدين أدخل تدريبات قوية فى معهد الإذاعة والتليفزيون.هل هناك مدرسة إعلامية معينة تحرصين على تطبيقها خلال تقديمك للبرامج؟
بالنسبة للمدرسة الإعلامية التى أنا حريصة على تقديمها من خلال برامجي هي مدرسة المهنية وخدمة المشاهد، ولما أطلع على الهواء لازم أقدم شيء مفيد، وأسأل ضيوفي عن حاجات تعطي قدوة في الحياة بعيدا عن الأسئلة التافهة، ولما اعمل برنامج لازم أقدم خدمة كى يستفيد بها المشاهد، ولكن لما أطلق على ممثلة أو راقصة كلمة إعلامية.. هل ده يصح.. تحت أى مسمى يطلق على هؤلاء إعلاميين؟
كبيرة مذيعات ماسبيرو
ما هي نصيحتك للأجيال الشابة التي تتمنى العمل في المجال الإعلامى؟
نصيحة للأجيال الشاشة التي تتمنى العمل في المجال الإعلامي، أرجو إن تفهموا أن الإعلام مسئولية، وأى حد يطلب يأخذ دورات إعلامية وأصبحت فكرة الدورات الإعلامية منتشرة على الساحة كسبوبة، ناس ليس لها أى علاقة بالإعلام وتعطى دورات إعلامية في مصر وخارجها، وهذه الفكرة فكرة فاشلة بكل المقاييس الممكنة، إذا كنت تريدون دورات إعلامية شاهدوا مذيعين التليفزيون ماذا يفعلون فى الفترة الحالية، وما زال جيل كبير جدا مننا متمسك بالقيم والمبادئ، ويرفض الظهور بطريقة متبذلة، والحديث والحوار المبتذل، وكل ما هو شاذ على الشاشة وأرجوكم اللى يحب يبقى إعلامى أو إعلامية خليك إعلامي صح، اتجه الاتجاه السليم وأدرس الإعلام صح، فمن لم يدرس إعلام لم يعرف القيم الإعلامية لأن الجمهور لا يحترم إلا المحترم، من يحترم نفسه ويحترم مهنته، وأتمنى شباب مصر يظلوا على الصورة المحترمة من الإعلام المحترم والتوفيق والنجاح للجميع.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع