أخبار عاجلة

سحر الطبيعة رافد سياحى بسيناء يجذب زوارا من كافة دول العالم.. يستمتعون بهيبة الجبال وجمال الوديان.. يركبون الإبل ويتزحلقون على الرمال الناعمة.. مشروبهم شاى بالأعشاب ولحوم الصيد تشوى لهم على نار الحطب.. صور

وديان وجبال وتلال رملية ودروب وممرات وأشجار، بعضها معمر والكثير منها نبت موسمي، أصبحت أهم روافد لجذب السياحة فى سيناء، ومصدر تحقيق دخل لكثير من ابناء المكان القاطنين فيه، وشباب من كل أقاليم مصر قادتهم رحلات البحث عن الرزق ليكونوا من بين المستفيدين من عطاء الطبيعة .

مشهد تسخير مفردات الطبيعة لتتحول لمصادر دخل، يتكرر فى كل مناطق جنوب سيناء السياحية، ويبدو مجمعا فى منطقة سفارى شرم الشيخ على بعد كيلو مترات قليلة من مدينة شرم الشيخ العالمية، حيث لا تنقطع عن المنطقة رحلات سياحية، لزائرين من كل انحاء العالم للاستمتاع بجمال الطبيعة.

أحد الأهالى

أحد الأهالى

بدورهم أهل المكان من ابناء الجبال والوديان أعدوا عدتهم لاستقبال زائريهم، بمظاهر طبيعة المكان، ليعيش كل من يصل إليهم حياتهم الطبيعية كما هى .

الوصول لمناطق السفارى، يبدأ من منطقة التجميع وإليها يصل السائحون من الفنادق وفق برنامج رحلات مسبق يتم التنسيق له مع مجموعات متخصصة فى نقل السائحين، وبعد وصولهم من الفنادق يتم تحديد المجموعات وتحديد الدليل لكل مجموعة ويسمى "قايد" والذى يصبح مسئولا عن كل مجموعة يقودها، وهو الدليل لهم للشرح، وتنطلق الرحلات فى مواكب جماعية مرورا ببوابة الجبال تتنقل المجموعة تحت سفوح الجبال وبين الوديان وهم يستقلون البيتش باجى مستمتعين بالأجواء الصحراوية وفى درجة حرارة معتدلة .

السائحون يتوقفون خلال رحلتهم فى مناطق جبلية لالتقاط الصور التذكارية، وتحت عرائش تخصصها كل مجموعة ناقلة لهم، وفيها يتم تقديم لهم المشروب السيناوى وهو الشاى بنبتة الحبق، وإعداد حفلات فنية منوعة والتجول مترجلين بين الوديان .

وأشار محمد الشرقاوى أحد القائمين على تنظيم رحلات السفارى، وهو من ابناء محافظة الشرقية وانتقل للعمل فى نشاط السياحة بشرم الشيخ، انهم يحضرون بالسائحين للوديان والجبال بمنطقة سفارى شرم الشيخ فى رحلات متعاقية، تبدأ من الصباح الباكر برحلة مشاهدة شروق الشمس بين الجبال ورحلات متتالية فى الساعة السادسة والثامنة صباحا للاستمتاع بالأجواء قبل اشتداد الحرارة وتتواصل الرحلات بعد الظهر برحلات تستمر حتى الغروب .

وقال انه خلال هذه الرحلات يستمتع كل سائح مع مجموعته بقضاء وقت بين أحضان الطبيعة، ويقومون بركوب الجمال ويسير بهم إدلاء من الشباب البدو لمسافات، يشرحون لهم خلالها كيف كانوا يعيشون ويلتقطون الصور التذكارية، كما يتم خلال هذه الرحلات تنفيذ برامج التزحلق على الرمال والعشاء البدوى، والمشروب الطبيعى من الأعشاب، وركوب بيتش باجى وغيرها من جوانب الترفيه بين الطبيعية، لافتا إلى أن شرم الشيخ يوما بعد يوم تزداد فيها حركة السياحة بشكل سريع، حتى إن بعض الفنادق سجلت إشغالات كاملة وأصبحت لا مكان فيها والبعض أعلنت انها تستقبل أجانب فقط .

استمتاع السياح

استمتاع السياح

ومن بين مايجذب السائحين وهم يسيرون بين الجبال ركوب الجمل، الذى يعد هو وسيلة التنقل فى الماضى وسط تضاريس الطبيعة الصعبة، وأصبح اليوم حاضرا يقوم بأداء دوره وهو ينقل السائحين ليتعايشوا مع الحاضر والماضى فى وقت واحد، من بين القائمين على مهمة توفيرها رمضان ابوالعراج، الذى أوضح أنه منذ مايزيد عن 12 عاما وهو يمارس نشاطه "جمال" فى منطقة سفارى شرم الشيخ، ينتظر السائحين منذ شروق الشمس حتى مغربها فى رحلات متتالية طوال اليوم، خلالها يقوم بدعوتهم لتجربة ركوب الجمل، التى فى البداية تكون محل تخوف منهم ولكن بعد التجربة يطلبون تكرارها.

وتابع انه يكون سعيدا عندما يسعد السائحين لذلك دائما يتعمد أن يأتي لهم بحركات غريبة وعجيبة، منها مثلا أن يترك الجمل يسير منفردا وأن يقدم للجمل فى نهاية كل رحلة "حاجة ساقعة" هدية بعد كل مشوار ويتركه يشربها دون تدخل، وسط انبهار السائحين وصياحهم وتصفيقهم والتقاط صور تذكارية .

ولم يستثنى صناع السياحة من الطبيعة فى جنوب سيناء شيئا من تسخيره لخدمة السائح ، وتحولت ظاهرة صدى الصوت بين الجبال لمحطة توقف للسائحين خلالها يتوقفون على بعد تحت سفح الجبل ويرددون بصوت واحد كلمة يختارونها ليسمعوا بعد ثوانى صداها يعود لهم ،وهم يصفقون فرحين بهذا المشهد.

قال وليد أحمد، أحد منظمى الرحلات  لمنطقة سفارى شرم الشيخ، انهم اثناء تنفيذ برنامج يوم سياحة السفارى وبعد تناول كل مجموعة للشاى البدوى يتوجهون لمرتفع تحت سفح الجبل، معروف أن من يقف عليه يسمع صدى صوته، ويتم تقديم شرح لهم عن صدى الصوت وأسماء الجبال التى يسمع الصوت يتردد منها، ثم يطلب منهم اختبار كلمة ويقولها بشكل جماعى ليسمعوا صداها.

التزحلق على الرمال

التزحلق على الرمال

وتابع انه لاتوجد كلمة معينة ولكن فى الغالب يبدأون بكلمة "شرم" ثم يرددون اسماء عواصم بلدانهم، وبعد سماع الصدى تعم حالة من الفرحة والتصفيق وهم يوثقون هذه اللحظات التى يعتبرونها إضافة جديدة لهم ومشهد غير مألوف لعدم وجود جبال فى بلادهم .

ومن معالم الطبيعة المعروف فى سيناء هى الجبال التى تغطى سفحها الرمال واستثمرت فى مجال السياحة، لتكون مكان للتزحلق، وقال موسى سالم، أحد أصحاب الشركات السياحية المنظمة لسياحة السفارى، إن هذا النوع من السياحة موجود بطبيعة الحال فى جنوب سيناء، وتم اكتشافه فى مناطق سفارى شرم الشيخ منذ أشهر قليلة، وتحديدا فى "وادى العاق المتفرع الخروم، على مشارف مدينة شرم الشيخ وبين سلاسلها الجبلية التى تعد واجهة سياحية لكافة أفواج السياحة من زائرى شرم الشيخ الأجانب والعرب والمصريين.

أضاف، انهم استطاعوا اكتشاف "التزحلق على الرمال"، فى هذا المكان الذى يمتاز بوجود منطقة رمال تحت سفح الجبل بارتفاع يتراوح ما بين 30 إلى 35 مترا، ويتم توصيل السائح للارتفاع عبر مسارات بين الجبال، ويصل إليها بمعرفة الدليل البدوى فى المكان الذى يؤمن وصول السائح ويوجهه للمسارات الأسهل .

وأشار إلى انه يجهز للتزحلق لوح خشبي مجهز بكل أمان، يستخدمه السائح ويقوم بالتقاط صور تذكارية وهو يمارس نشاط التزحلق وقوفا أو جلوسا، بشكل مختلف عن ماهو فى بلادهم حيث عادة التزحلق على الجليد، وهنا يتزحلقون على الرمال .

الجمل

الجمل

قال "لارووف" وهو سائح قادم من روسيا وبرفقته 3 من أصدقائه الشباب، انه لأول مرة يصل لمصر، وعرضت عليه الشركات المنظمة رحلة سفارى لاكتشاف معالم الصحراء، وعندما وصل للمكان تم دعوته لركوب الجمل، وكان مترددا فى البداية لكنه قرر أن يخوض التجربة التى وصفها بـ الممتعة .

أضاف انه كان يرى "الجمال" فى الصور، ولم يتخيل أن ركوبها يحمل كل هذه المتعة، خصوصا وهى تسير به بين الجبال، وانه اعتبر نفسه عربى من القدماء وكان سعيدا وهو يعرف أن للجمال تاريخ، وأنها كانت مصدر اعتماد للأهالى فى التنقل ونقل الأشياء على ظهورها .

وتابع الحديث "حماد احمد سعيد" القادم من القاهرة فى رحلة سياحية لشرم الشيخ ، انه بدوره لأول مرة يتواجد بين الجبال ويركب الجمل ،وكان أشد ما لفت انتظاره لحظة ركوب الجمل والنزول من على ظهره وايضا وهو يسير به .

وقال انه من خلال معايشته هذه الرحلة وبجواره سائحين من مختلف الجنسيات، اكتشف أن كنوز مصر السياحية لاتنتهى، مؤكدا انه يدعو كل المصريين وكل من يريد أن يعيش متعة الخيال والماضى أن يذهب لمناطق السفارى ففيها صفاء ذهنى  لايوصف  .

وتختلف برامج كل رحلة بحسب مايطلبه السائح، وكل برنامج يحتوى على فقرات ترفيه ومشاهدة بينها الاستمتاع بصوت صدى الجبال والتزحلق على الرمال وركوب الجمال والخيل .

وخلال كل رحلة يحرص السائحون على التقاط صور تذكارية تجمعهم بالجبال والادلاء البدو ابناء المنطقة، ويقومون بنقلها ونشرها على صفحات التواصل الخاصة بهم توثيقا لكل رحلة ودعما للسياحة على أرض مصر وتأكيدا للأمن والأمان الذى عاشوه أثناء رحلاتهم .

ورحلات سفارى شرم الشيخ أصبحت إلى جانب السائحين الأجانب تستقطب أعداد من العرب والمصريين.

وبحسب  المنظمين لهذه الرحلات التى تجذب إليها إلى جانب السائحين القادمين من الخارج سائحين عرب وأعداد كبيرة من المصريين من كل المحافظات، وتتراوح أسعارها للسائح الأجنبى من 10 إلى 15 دولار لكل فرد، ومن 140 إلى 200 جنيه للمصريين .

 

السياح يستمتعون بالصحراء والجبال
السياح يستمتعون بالصحراء والجبال

 

 

بين الطبيعة البكر
بين الطبيعة البكر

 

 

تجهيز كل سائح للرحلة
تجهيز كل سائح للرحلة

 

 

تحت سفوح الجبال يشاهدون الجمال
تحت سفوح الجبال يشاهدون الجمال

 

 

خلال رحلة
خلال رحلة

 

 

رحلات وسط الوديان
رحلات وسط الوديان

 

 

ركوب الجمل
ركوب الجمل

 

 

سائح يستمتع بأجواء الطبيعة
سائح يستمتع بأجواء الطبيعة

 

 

سائحان على ظهر جمل
سائحان على ظهر جمل

 

 

سائحة وطفلها
سائحة وطفلها

 

 

قافلة سياحية على ظهور الابل
قافلة سياحية على ظهور الابل

 

 

يرددون صدى الصوت بين الجبال
يرددون صدى الصوت بين الجبال

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع