صوت من السماء.. خلود البرسى تحصد المركز الأول على مستوى محافظة الأقصر فى حفظ القرآن الكريم بمسابقة العديسى.. تفوقت على 5 آلاف شاب وفتاة.. وأهالى قريتها ينظمون احتفالية لتكريمها.. صور وفيديو

"بدأت رحلة حفظ القرآن الكريم داخل كتاب قرية النمسا بعمر 4 سنوات، وأتممت حفظ القرآن الكريم كاملاً بعمر الـ12 سنة، وفى هذا العام حصدت المركز الأول على مستوى المحافظة فى مسابقة على العديسي".. بتلك الكلمات بدأت خلود حسن محمد البرسي البالغة من العمر 23 سنة، حديثها عقب حصدها المركز الأول على المحافظة فى حفظ القرآن الكريم.

وشهدت مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، إقامة أهالى قرية النمسا احتفالية لتكريم ابنة القرية خلود محمد حسن البرسي الحاصلة على المركز الأول على مستوى محافظة الأقصر فى حفظ كتاب الله بمسابقة العديسي لحفظة القرآن الكريم.

وبعد حفل التكريم بين أبناء قريتها قالت خلود البرسي، إنها اشتركت فى مسابقة على عبد العزيز العديسي لحفظة القرآن الكريم كاملاً على مستوى محافظة الأقصر، وحصدت المركز الأول على مستوى المحافظة ونالت شهادة تكريم ورحلة عمرة وقررت إهداءها لوالدها تقديراً وتكريماً له لدوره الكبير معها منذ طفولتها، وذلك بعد أن حصدت فى العام الماضي المركز الرابع على مستوى المحافظة، وكرمها الحبيب على الجفرى خلال حضوره الحفل، وأصرت على مواصلة الحفظ لتحصد المركز الأول هذا العام.

وأضافت خلود حسن البرسى لـ"اليوم السابع"، أن فعاليات المسابقة كانت عبارة عن 3 مراحل، حيث أنه فى المرحلة الأولى كان مشايخ العديسات يجوبون كافة القرى ويختبرون كل الحفظة لكتاب الله فى كافة كتاتيب ودور حفظ القرآن بالمحافظة ويجرون اختبارات لهم ونجحت فيها، وفى المرحلة الثانية داخل الكتاب يتم اختبارهم، أما فى المرحلة الأخيرة فتكون المسابقة بدرجات برعاية عدد من المشايخ مسئولون عن ما يلي: "الحفظ والتجويد والمتشابهات والمخارج"، وتكون أمام الجميع ويوجد فيها مايك لعدم التشكيك بنتيجة المسابقة، وتكون هناك أسئلة فى مستوى واحد بمظروف مغلق يتم سحبه لسؤال كل طالب، وتضم 6 أسئلة عن القرآن الكريم وأسئلة فى التجويد والمتشابهات التى تعتبر الأصعب فى التفرقة بين من يحفظ القرآن كاملاً من غيره.

وأوضحت الأولى على محافظة الأقصر فى حفظ القرآن الكريم، أنها أتمت حفظ كتاب الله فى سن 10 سنوات، حيث إن والدها علمها فى البداية بمكتب الشيخ محمد البيومى، ثم نقلت إلى مكتب الشيخ محمود حسن محمد السيد وختمت كتاب الله علي يديه، ثم انتقلت لمكتب تحفيظ آخر تابع للشيخ محمد البيومي لتواصل مسيرتها فى مخارج الحروف والمتشابهات.

ووجهت الشكر لكل المشايخ الذين ساعدوها فى مسيرتها فى حفظ كتاب الله وهم كل من الشيخ أحمد عبد الرازق لدوره فى مخارج الحروف والمتشابهات، والشيخ محمد كرم والشيخ حماده نصر والشيخ محمود سعد، والذين لهم دور كبير فى خدمة أبناء قرية النمسا ومدينة إسنا بأكملها، وتم تكريمها بعد الحصول على المركز الأول بحضور أسامة الأزهرى ومحمد عبد عبد العزيز العديسى فى مسابقة العديسي لحفظة كتاب الله.

وعن بدايتها فى حفظ القرآن الكريم قالت خلود، أن رحلة حفظ القرآن بدأت داخل كتاتيب القرية بعمر 4 سنوات وتشجيع من والدها ووالدتها، حيث ختمت القرآن كامل بعمر 12 سنة، وخلال تلك الفترة تعلمت كتاب الله على يد عدد من مشايخ القرية وهم كل من الشيخ الحسيني الناظر، والشيخ أحمد عبد الرازق، والشيخ محمود حسين، وغيرهم من الأئمة المشهورين، وشاركت فى العديد من المسابقات على مستوى مركز ومدينة إسنا والمحافظة، موضحةً أن والدها كان يدعمها فى حفظ القرآن الكريم دائماً عبر التشجيع بهدايا خلال حفظ كل جزء من القرآن الكريم، وقدم لها حوالى 30 هدية خلال حفظ الأجزاء المختلفة، وحصدت المركز الأول فى قريتها وففى مدينة إسنا، والعام الماضي حصدت المركز الرابع فى مسابقة العديسي وهذا العام وفقها الله بالحصول على المركز الأول على المحافظة، وحصلت على هدية جائزة عمرة وقررت إهداؤها لوالدها تكريماً لدوره معها.

وشهد الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، ومحمد عبد القادر نائب محافظ الأقصر، مطلع فبراير الماضي فعاليات حفل ختام الدورة السابعة علي التوالي لمسابقة النائب المرحوم "علي عبد العزيز العديسي" لتكريم حفظة القران الكريم والمحفظين والمحكمين للمسابقة علي مستوي محافظة الأقصر.

وأقيم حفل التكريم لحفظة القرآن الكريم بمسرح المدينة الشبابية الدولية بمدينة الطود بمحافظة الأقصر، بحضور الدكتور محمد وسام امين الفتوي بدار الإفتاء نائباً عن فضيلة مفتي الجمهورية، والدكتور جمال فاروق الدقاق العميد السابق لكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، والشيخ سيد عبد الدايم وكيل اوقاف الأقصر، والمهندس محمد علي عبد العزيز العديسي، والدكتور محمد رزق رئيس مدينة الطود، وقيادات الأوقاف والأزهر الشريف ورجال الدين المسيحي وعدد من اعضاء مجلسي النواب والشيوخ وجمع غفير من محفظي كتاب الله والأئمة والدعاة وأهالي الأقصر والطود.

وتم خلال الحفل الذي تخلله فقرات دينية كالمدائح والابتهالات والخطب والوعظ، تكريم نحو 91 من حفظة كتاب الله علي أربعة مستويات ففي المستوي الاول لحفظ ربع القرأن الكريم تم تكريم عدد 20 من الحفظة، وفي المستوي الثاني لحفظ نصف القرآن الكريم تم تكريم عدد 21 من حفظة كتاب الله، وفي المستوي الثالث لحفظ ثلاثة أرباع القرآن الكريم تم تكريم 20 من الحفظة، وفي المستوي الرابع لحفظ القرأن الكريم كاملاً تم تكريم عدد 30 حافظا وحافظة لكتاب الله، كما تم منح الفائزين بالمركز الاول والثاني في حفظ القرآن الكريم كاملاً جائزتي عمرة، كما تم تكريم نحو 60 من المحفظين والمحكمين للمسابقة ومنظميها وروادها الأوائل والشيوخ الكبار والراحلين الذين وهبوا حياتهم لخدمة الدين وتحفيظ القرآن الكريم.

وفي كلمته أعرب مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، عن تقديره للقائمين علي المسابقة واسرة المرحوم علي العديسي لانهم تركوا ذكري حسنة وطيبة، مؤكداً على أن حفظة القرآن الكريم يدخر لهم الله عز وجل فضل في الأخرة افضل من الدنيا، فيما أشار نائب المحافظ في كلمته الي مبادئ الدين الإسلامي السمح الذي يدعونا جمعيا إلى حب الخير والتسامح والتعايش وبذل الجهد في إنهاء واجباتنا والصدق في معاملاتنا فيما بيننا معبرا عن سعادته بتنظيم مثل هذه المسابقات علي أرض الأقصر لأنها مجمع الاديان والحضارات، معربا عن فخره بتكريم أبناء الأقصر المتميزين من حفظة القرآن الكريم، متمنيا أن تخرج الأقصر أجيالا وطلائع ورواد أوائل سواء من التعليم الأزهري أو العام حتى يصبحوا قدوة يحتذي بها .