"طمعنجى بنى له بيت.. فلسنجى سكن له فيه".. نصاب أسوان استولى على 200 مليون جنيه وضيع حلم الناس.. الضحايا: سحبنا قروض وبعنا ذهبنا وسلمناه فلوسنا بأيدينا.. يؤكدون: كان صادقا ثم خدعنا.. والنيابة تحبس مصطفى البنك

بدون أى تفكير وطمعا فى الثراء السريع، يلجأ أصحاب الأموال أو المواشى أو من يملكون ذهبا، لإيداع مدخراتهم تحت تصرف أشخاص ينصبون عليهم بالكلام المعسول الطيب وإقناعهم بأنهم سيعطونهم مكاسب مرضية ضعف ما يتمنون، ولكن يتفاجؤون بأنهم وقعوا فى قبضة نصاب وأنه ضاع حلمهم فى غمضة عين.

شهدت محافظة أسوان، صباح الخميس الماضى، واقعة استشهاد لواءى شرطة بوزارة الداخلية خلال حادث مرورى فى مطاردة لمستريح مواشى يدعى "البنك" بنطاق مركز إدفو.

تفاصيل الواقعة، بدأت باستشهاد اللواء منتصر عبد النعيم وكيل إدارة التحريات والأمن بوزارة الداخلية، واللواء أحمد محيى مساعد منطقة جنوب الصعيد للأمن العام، بالإضافة إلى مجندين اثنين هما "أحمد صديق وأحمد سعودى"، كانا مرافقين للواءين خلال مطاردة أحد المستريحين بنطاق مركز إدفو.

واحتمى مستريح أسوان بمنطقة جبلية جنوب البلاد اعتقادا منه بأنه بات فى مأمن وبعيدا عن يد العدالة، بعد أن استولى على 200 مليون جنيه من ضحاياه، إلا أن الشرطة نجحت فى تحديد مكان اختبائه بإحدى المناطق الجبلية المتاخمة لمركز إدفو بأسوان وداهمتها ونجحت فى ضبطه.

وتقدم عدد من المواطنين بعشرات البلاغات إلى مركز شرطة إدفو بمديرية أمن أسوان، تفيد باختفاء مستريح فى تجارة المواشى بعد تأخره فى سداد مستحقات أصحاب رؤوس المواشى وتجار العجول بنطاق مدينة البصيلية بمركز إدفو شمال محافظة أسوان، بعد تعاملهم بنظام "الوعدة" وهو تأخر السداد لمدة 21 يوما مقابل الحصول على مبلغ إضافى من سعر السلعة أو رأس الماشية.

ضحايا-مستريح-المواشى-فى-أسوان
ضحايا-مستريح-المواشى-فى-أسوان

وأكد ضحايا مستريح أسوان، أن المتهم استولى على أموالهم ومواشيهم، بزعم توظيفها، وأنه وعدهم بفوائد مرتفعة، مما جعلهم يلقون أموالهم بين يديه إلا أنه بدد أحلامهم بالثراء السريع.

وعن قصة المستريح التى بدأت قبل شهور وانتعشت تجارته فى الفترة الأخيرة وظهر اسم "البنك" فى محافظة أسوان والمحافظات الأخرى المجاورة بعد حصوله على ملايين الجنيهات من ضحاياه الذين راودهم حلم الثراء السريع، مما ساعده على حبكة عمليات النصب على الضحايا دون أى عناء بإقناعهم عن طريق مندوبين تابعين له بشراء المواشى بسعر أعلى من سعرها الحقيقى فى مدة زمنية محددة لا تتعدى الـ21 يوما لسداد قيمة المبلغ فيما يعرف بنظام الوعدة، مما استقطب المئات من الضحايا الطامعين فى الربح السريع.

مستريح-المواشى-فى-أسوان
مستريح-المواشى-فى-أسوان

بدأت القصة بقيام أحد الأشخاص الملقب بمستريح المواشى فى المعمارية بقرية البصلية بحرى بمركز إدفو التابع لمحافظة أسوان والذى كان يعمل سائق توك توك، وبعد عودته من الإسكندرية ذاع صيته فى شراء المواشى بأسعار مرتفعة عن سعرها الأصلى بنظام الوعدة والذى حصل على ملايين الجنيهات من ضحاياه الذين تسابقوا فى بيع المواشى له بعد وعده لهم بالتسديد بعد 21 يوما، ولكنهم طالبوا المستريح بتسليم وعدتهم وهنا بدأ يخل بوعوده لهم ويمد فى فترة السداد.

تناول تلفزيون اليوم السابع، فى تغطيته الخاصة التى أعدها أحمد حسنى وقدمها هشام عبد التواب، تفاصيل القبض على مستريح أسوان وقصة صعوده واستيلائه على أموال المواطنين.

قدم تليفزيون "اليوم السابع" لقاءا خاصا مع عدد من المواطنين ضحايا مستريح المواشى فى أسوان "مصطفى البنك"، بعد القبض عليه بتهمة الاستيلاء على ربع مليار جنيه، تحت مسمى "توظيف الأموال".

وحكى ضحايا المستريح قصص وحكايات تعرضهم للنصب على يد مستريح المواشى فى نطاق مركز إدفو بمحافظة أسوان، خاصة أن بعضهم لجأ لسحب قرض من البنك لشراء مواشى وبيعها للمستريح، وبعضهم اضطر لبيع ذهب زوجته للدخول فى تجارة المواشى.

أدهم عبد العزيز، أحد الضحايا، تحدث عن مستريح المواشى قائلا: كنت أتاجر فى المواشى قبل ظهور المستريح، وكنت اتكسب مكاسب قليلة، وكنت بقول الحمد لله، ومع الوقت وظهور المستريح بنشاطه فى مجال تجارة المواشى، وهو ما أثر على حركة البيع والشراء فى السوق بمدينة إدفو، واختفاء رؤوس الماشية من السوق، بعد لجوء أصحابها إلى التعامل مع المستريح، وهذا الأمر دفعنى للذهاب إلى المستريح خاصة أن الربح عنده مضاعف.

وتابع أدهم عبد العزيز، بأن دوافع الطمع عنده والتربح السريع هو ما دفعه للذهاب إلى مستريح المواشى، والذى ذاع صيته خلال الأشهر الماضية، مشيرا إلى أن ضمانة المتعاملين معه جعلته وعدد كبير من المواطنين للذهاب والتعامل مع هذا الشخص، وتسليمه مبالغ كبيرة للحصول على أرباح منها، والاستفادة منها بشكل كبير، معلقا: "بعد هذه الثقة سلمنا كل بهائمنا لمناديب المستريح".

مستريح-أسوان
مستريح-أسوان

وأشار إلى أنه بعد القبض على "مصطفى البنك"، ظهر الذهول على الكثير من المواطنين المتعاملين مع مستريح المواشى، وخاصة أن بعضهم لا يحتكم على أموال ولجأ للحصول على قرض بنكى للدخول فى تجارة المستريح بعد أحلام التربح السريع وسداد قيمة القرض وبذلك تحقيق حلم الثراء السريع.

كشف رمضان إسماعيل، أحد ضحايا مستريح أسوان مصطفى بنك، كيف انخدع وسلم المستريح، أمواله، وقال رمضان، خلال مداخلة هاتفية مع الدكتور محمد الباز، فى برنامج "آخر النهار" المذاع عبر فضائية "النهار"، أنه كان توجد مصداقية فى الوعود، والمستريح أعطاهم أول ربح فقط من المتفق عليه، ثم خدعهم، ولم يورد الأرباح الباقية.

وأضاف: "لما جالنا لحد البيت وأعطانا الفلوس، قلنا ده راجل صادق، ففى المرة الثانية، أرسلنا له بهائم كثيرة، وقبل العيد، وجدنا تجمهر عدد كبير من الناس، فقال لنا سيوصلبها للبيت بعد العيد، وانتظرناه لم يأتى، ووجدنا أمام بيته هرج ومرج".

وعقب الباز، قائلًا: "الناس مش عايزة تبقى عاقلة ولا حكيمة، 100 مستريح بنفس التفاصيل، مستريح أسوان استولى على رقم خرافى من المواطنين".

وكانت أمرت النيابة العامة بحبس المتهم مصطفى البدرى وشهرته مصطفى البنك، واثنينِ آخرينِ أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيق معهم؛ لاتهامهم بالاستيلاء بطرق احتيالية على أموال عدد كبير من المجنى عليهم، وتلقيها منهم بدعوى استثمارها بغير ترخيص.

وكانت النيابة العامة قد تلقت فى أوائل الشهر الجارى بلاغات من عدد من المجنى عليهم ضد المتهم"مصطفى البنك" بالتزامن مع ما رصدته وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام من مقاطع مصورة بمواقع التواصل الاجتماعى المختلفة والتى أفادت والبلاغات -كما شهد مُقدِّموها فى التحقيقات- استيلاءَ المتهم على أموال كثير من المواطنين بدعوى توظيفها فى تجارة رءوس الماشية، ووعدَهُ بربحهم منها، إذ استولى على ما يربو على تسعة ملايين جنيه، ثم فُوجئوا بتهرّبه عقبَ ذلك من سدادِ الربح الذى وعدهم به، أو ردِّ الرؤوس إليهم، كما عاينت مزرعةً يملكها وأمرت بالتحفظ على عدد أربعمائة وسبع وأربعين ماشية ضُبطتْ بها، وأُخطرت النيابة العامة بتحرير ما يزيد عن ثمانمائة بلاغ آخر مشابه ضدّ المتهم، فأمرت بضبطه وإحضاره.

ونفاذًا لأمر الضبط والإحضار انتقلت قوة من الشرطة لضبطه، وباستجواب النيابة العامة له قرَّر دعوته للمواطنين عبر موقع (يوتيوب) لتلقى أموالهم بدعوى استثمارها فى تجارة رءوس الماشية مقابلَ تقديمه أرباحهم منها لاحقًا، وادعى حيازتَه تلك الأموال، ووعدَهُ بردِّها إليهم، وطلَبَت تحريات مباحث الأموال العامة حول الواقعة، والتى أكدت ارتكابه لها، فأمرت النيابة العامة بحبسه أربعة أيام احتياطيًّا.

وكانت وزارة الداخلية أكدت فى وقت سابق، القبض على مستريح أسوان بعد استيلائه على نحو ربع مليار جنيه من المواطنين بأسوان، وأنه أثناء ضبطه عثر بحوزته على 9.5 مليون جنيه.

وكانت الأجهزة الأمنية رصدت تردد عدد من المواطنين أمام منزل أحد الأشخاص (مقيم بقرية البوصيلية – مركز إدفو بأسوان) للمطالبة باسترداد أموالهم لقيامه بالنصب والاحتيال عليهم والحصول على مواشيهم وأموالهم بزعم توظيفها مقابل أرباح مرتفعة وامتناعه عن السداد، وتمكنه من الهرب، وبالفحص تبين أن المذكور قام بالحصول على قرابة (200 مليون جنيه) منهم تحت زعم توظيفها، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

وأسفرت التحريات عن تحديد مكان اختبائه بإحدى المناطق الجبلية المتاخمة لمركز إفو بأسوان حيث تم إعداد الأكمنة اللازمة وضبطه وبحوزته (9,5 مليون جنيه) وخلال جهود الضبط انقلبت إحدى سيارات الشرطة المشاركة بالمأمورية، مما أسفر عن استشهاد (ضابطين برتبه لواء بقطاع الأمن العام "المشرفين على مأمورية الضبط"، وكذا إثنين من المجندين).

وتم رصد تردد عدد آخر من المواطنين أمام منزل شخص آخر (مقيم بقرية المعمارية لقيامة بذات النشاط الإجرامى) وقد تم ضبطه وبحوزته 3 ملايين جنيه، وتبين حصوله على قرابة (50 مليون جنيه) من المواطنين بزعم توظيفها.

كما قامت إحدى الارتكازات الأمنية بضبط عنصر إجرامى (له معلومات جنائية – مقيم بقرية السباعية بمركز إدفو بأسوان وبحوزته 2,5 مليون جنيه) حال محاولته الهرب وتبين حصوله على ملبغ (10) ملايين جنيه من المواطنين بزعم توظيفها.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع