يأتي انتخاب الشيخ محمد بن زايد رئيسًا لدولة الإمارات، حاكمًا لأبوظبي، انطلاقًا من الانتقال الهادئ للسلطة بحسب الدستور الإماراتي؛ والذي تم وضعه في عام 1971، ذلك العام الذي تأسست فيه الإمارات العربية المتحدة، حيث إجماع أعضاء المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات - أرفع السلطات الدستورية والتشريعية والتنفيذية بدولة الإمارات العربية المتحدة - على انتخابه خلفًا للمغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وأعرب الأعضاء في بيان رسمي بحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام" عن ثقتهم التامة بأن شعب الإمارات سيبقى كما أراده زايد والمؤسسون دائمًا حارسًا أمينًا للاتحاد ومكتسباته على جميع المستويات.
ثقة لا حدود لها
مضمون تغريدة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بعد ساعات من وفاة الشيخ خليفة؛ مثل ثقته الكاملة في الشيخ محمد بن زايد؛ ففي القصيدة ذاتها التي رثى فيها الشيخ خليفة ناعيًا إياه، أكد على استمرار حلمه وسياساته رحمه الله، من خلال الشيخ محمد بن زايد؛ مُشيرًا إلى مُبايعته له، قائلًا: "نعم الخلف للسلف ريس على الدولة.. له نبايع على الطاعة بصدق وحب وطاعة ولي الأمر بالحق مكفولة". وفي صباح يوم السبت، وفور مُبايعة الشيخ محمد بن زايد من قبل أعضاء مجلس الاتحاد، قال "بن راشد" عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "محمد بن زايد هو ظل زايد وامتداده فينا.. ومؤسس مئوية دولتنا.. وحامي حمى اتحادنا؛ نبارك له، ونبايعه، ويبايعه شعبنا.. وتنقاد له البلاد كلها ليأخذها في دروب العز والمجد بإذن الله". وفي بيان رسمي بعنوان "عرفناه قائدًا.. وبايعناه رئيسًا" لفت إلى عدد من صفات الشيخ محمد بن زايد، التي دفعت لمبايعته وحب الشعب الإماراتي له؛ وأبرزها: طيبته واهتمامه بشعبه، وغيث الملهوف، ودعم المحتاجين، ومداواة المريض، وتواضعه، إلى جانب رؤيته الاقتصادية الشاملة، وإطلاق شركات عالمية عبر سنوات طويلة من خدمته لوطنه وشعبه.
بناءالإنسان أولوية
للشيخ محمد بن زايد طوال السنوات الماضية ومنذ توليه ولاية عهد أبوظبي، مواقف وقرارات وتحركات على كافة الأصعدة تشمل جميع المجالات والتي تُساهم بشكل مُباشر في تحقيق التنمية والازدهار، بداية من الملف الأمني والعكسري والمُتميز فيه بطبيعة تخصُصة وخبرته، والذي يُعد أساسًا في مسيرة التنمية فبدون الأمني وتحقيق الاستقرار لا تُكتمل، مرورًا بملف التعليم والثقافة والتكنولجيا والبحث العلمي والبيئي؛ فهو يؤمن بعملية بناء الإنسان والتي ورثها من أبيه ويسير فيها على نهج أخيه الرئيس الراحل؛ فهو يرى وبحسب كلمة له في مُلتقى الغرس الطلابي في عام 2007 "أن عملية بناء الإنسان تعني في المُحصلة النهائية بناء الوطن وغرس أعظم شراعه على شاطئ الحياة الحرة الرغدة الآمنة المُستقرة". إضافة إلى اهتمامه الشديد بالملف الاقتصادي، وفي إطار حرص كبير على تنفيذ خطة الخمسين، والتي بدأت في عام 2021، ومن المقرر انتهائها في عام 2071، قائلًا : "عام الاستعداد للخمسين عام سيُشكل بإذن الله مُنعطفًا في مسيرتنا المُباركة.. نكتُب فيه فصولًا جديدة في محركاتنا الاقتصادية والمجتمعية والتنموية المُتسارعة لنكون الأفضل عالميًا خلال 50 عامًا قادمة".
مستقبل آمن للأبناء والأحفاد
مقولات كثيرة للشيخ محمد بن زايد في مُناسبات مُختلفة تعكس حبه للإمارات وشعبها، وسيره على درب أباه المؤسس، حكيم العرب، الذي لاقى حب واحترام الجميع في مصر وغيرها من دول المنطقة والعالم أجمع؛ ولعل أهمها تلك التي قالها تزامنًا مع احتفال الإمارات الشقيقة بمناسبة العيد الوطني الـ41 بأن "الإمارات ستبقى دولة بعون الله وبفضل روح الاتحاد التي تسري في نفوس وجدان أبناءها، وطن العز والأمجاد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها". وأيضًا عندما قال "نفكر ونخطط لـ50 سنة قادمة، ولمصلحة الأجيال، عبر بناء اقتصاد متنوع ومتين ومستدام لا يعتمد على الموارد التقليدية ويفتح آفاقًا واعدة تساهم في تعزيز مقومات وقدرات الدولة"، وذلك خلال افتتاح قمة الحكومات في عام 2015. وبحسب بيان نشرته "وام" الأحد، فإن رؤية الشيخ محمد بن زايد تضمن استمرارية النمو لضمان مستقبل آمن ومستقرٍ للأبناء والأحفاد في الإمارات، من خلال تمكينهم من مواكبة التطورات التكنولوجية وإتاحة المجال أمامهم لتسخير قدراتهم وإمكانياتهم وإبداعهم في الآفاق الجديدة للصناعة والتصنيع المتقدم والذكاء الاصطناعي والفضاء والطاقة والصناعات الدوائية والغذائية، وغيرها.
مهندس العلاقات الاستراتيجية
ان مكانة الشيخ محمد بن زايد لا تقتصر على الداخل الإماراتي وإنما تمتد إلى محيطها الخارجي، فهو مهندس العلاقات الخارجية والاستراتيجية لدولته ويحرص على توطيد العلاقات بين الإمارات وغيرها من الدول ذات الطابع الاستراتيجي والهام سواء في المنطقة العربية أو العالم الغربي، وتأتي مصر في مقدمة الدول العربية التي يهتم بها الرئيس الإماراتي المُنتخب؛ إنطلاقًا من مكانتها التاريخية وأهميتها في ضمان أمن واستقرار المنطقة، ووصية الأب المؤسس الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله، فوصيته بمصر يحفظها أبناءه ويعملون دائمًا على تنفيذها، ومواقف الإمارات الداعمة لمصر كثيرة، وأهمها الدعم الإماراتي في حرب أكتوبر 73 وأيضًا منذ 30 يونيو في عام 2013؛ وفي واقع الأمر الإمارات قيادة وشعبًا يُرددون دائمًا "وصية زايد" ويعربون عن محبتهم لمصر وأهلها. وأعلنت مصر حالة الحداد العام العام لمدة 3 أيام على وفاة الشيخ خليفة بن زايد بداية من الجمعة الماضية. وكان الرئيس السيسي في مقدمة المُعزيين في وفاة الشيخ خليفة بن زايد، حيث تربط الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد علاقات وطيدة، كما حرص على تهنئة الشيخ محمد على ثقة شعب الإمارات فى توليه مقاليد الحكم رئيسًا للإمارات الشقيقة، معربًا عن أطيب التمنيات بالتوفيق له في مواصلة مسيرة التطور والازدهار للإمارات، واستكمال السياسات الرشيدة التي حققها المغفور له الشيخ خليفة، وامتدادًا لمسيرة الازدهار التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
دور مصر محوري
ومنذ تولى الرئيس السيسي الحُكم في عام 2014، تم تبادل الزيارت بينه والشيخ محمد بن زايد، والتي أحصتها الهيئة العامة للاستعلامات بموقعها الإليكتروني بأكثر من 25 لقاء؛ ولعل أبرزها وأهمها استراتيجيًا؛ حيث رسم العلاقات الاستراتيجية يُقدر بحوالي20 لقاء؛ تناولا خلالهم الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتأكيد على ضرورة حماية الأمن القومي العربي واستقرار المنطقة، ومحاربة الإرهاب والتطرف، والعمل سويًا في دفع عجلة التنمية والاستفادة من الخبرات المشتركة في مجالات مخلتلفة. وفي عدد من التصريحات للشيخ محمد بن زايد تتضح أهمية مصر بالنسبة للإمارات ومدى احترامه وتقديره لمكانتها وقوتها العكسرية إضافة إلى سياسات الرئيس السيسي، ولعل أبرز هذه التصريحات عند إشادته بالقوات المصرية، بعد حضوره افتتاح قاعدة "محمد نجيب" العسكرية في مصر في يوليو 2017، وقوله بحسب "وام": " "دور مصر المحوري إلى جانب التضامن والتكاتف بين الأشقاء سبيلنا الأمثل لردع الطامعين والعابثين"، مؤكدًا على "عمق التعاون بين مصر والإمارات في كافة المجالات وخاصة التعاون العسكري والدفاعي بما يرتقي بقدرة وأداء القوات المسلحة للدولتين".
إشادة بسياسات الرئيس السيسي
أيضًا في مارس من عام 2019 عندما كتب في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، بعد جولة قام بها بصحبة الرئيس السيسي في مدينة العلمين الجديدة، وزيارته لمتحف العلمين العسكري: "زرت أخي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مدينة العلمين الجديدة واطلعنا على المشاريع السياحية والمباني والمرافق الحكومية قيد الإنشاء.. الشقيقة مصر تمضي بثبات نحو مزيد من التنمية والازدهار"، مضيفًا "سعدت برفقة أخي الرئيس السيسي بزيارة متحف العلمين العسكري الذي زاره الوالد المؤس الشيخ زايد في عام 1992.. المتحف سجل يُوثق تاريخ معارك العلمين الفاصلة التي نشبت خلال الحرب العالمية الثانية"، مؤكدًا أن مصر ستظل العُمق الاستراتيجي للعرب وبوابة السلام والاستقرار للمنطقة. إلى جانب عدد من اللقاءات الودية والتي عكست العلاقات الأخوية بين الرئيسين، ففي 16 من يناير 2020 حضر الشيخ محمد زايد مهرجان شرم الشيخ التراثي، وأكد في تغريدة عبر حسابه على تويتر أن "المهرجان ملتقى يُجسد موروثنا الشعبي الأصيل وعُمق الروابط الأخوية والتاريخية التي تجمع بين الشعبين الإماراتي والمصري.. صون التراث والمُحافظة عليه أمانة وحق للأجيال القادمة".
أهم 20 لقاء منذ تولي الرئيس السيسي
7 يونيو 2014
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يحضر حفل تنصيب الرئيس السيسي، ويفتتح صفحة العلاقات المصرية الإماراتية في عهد القيادة المصرية الجديدة. الزيارة الثانية أتت بعد حوالي 3 أشهر، حيث أجرى الشيخ محمد بن زايد بحسب "العين الإخبارية" مباحثات مع الرئيس السيسي شملت ملفات المنطقة.
14 مايو 2022
قام الرئيس السيسي بالتوجه إلى الإمارات لتقديم واجب العزاء في وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مُلتقيًا الشيخ محمد بن زايد مُهنئًا إياه على انتخابه رئيسًا خلفًا للشيخ الخليفة.
25 مارس 2022
التقى الرئيس السيسي الشيخ محمد بن زايد في العقبة جنوب الأردن، مع الملك عبد الله الثانى بن الحسين ملك الأردن، ومصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق. وتناول اللقاء مناقشة سبل تعزيز علاقات التعاون المشترك بين الدول الأربع في جميع المجالات، فضلاً عن تبادل وجهات النظر والرؤى حول مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية على المستوى الإقليمي والدولي.
21 مارس 2022
قام الشيخ محمد بن زايد بزيارة لمصر، واستقبله الرئيس السيسى. وشهد اللقاء التباحث حول أطر وآفاق التعاون المشترك بين مصر والإمارات.
26 يناير 2022
قام الرئيس السيسي بزيارة للإمارات، وتم التباحث بينه والشيخ محمد بن زايد حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية، فضلًا عن التشاور إزاء مستجدات القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحة الإقليمية، خاصةً ليبيا واليمن.
3 يوليو 2021
قام محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي بحضور افتتاح قاعدة "3 يوليو" البحرية المصرية في منطقة جرجوب بمحافظة مطروح.
23 إبريل 2021
قام الشيخ محمد بن زايد بزيارة لمصر، واستقبله الرئيس السيسى، وبحثا أطر وآفاق التعاون المشترك، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين الدولتين.
16 ديسمبر 2020
استقبل الرئيس السيسي بقصر الاتحادية الشيخ محمد بن، وتناول اللقاء التباحث حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وتدشين المزيد من المشروعات المشتركة في ضوء ما يتوافر لدى الجانبين من فرص استثمارية واعدة.
15 يناير 2020
قام الشيخ محمد بن زايد بزيارة لمصر للمشاركة فى افتتاح قاعدة برنيس العسكرية بمنطقة البحر الأحمر بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.
14 نوفمبر 2019
قام الرئيس السيسي بزيارة لأبو ظبى، واستقبله الشيخ محمد بن زايد، وبحث الجانبان أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي. كما رحّب الجانبان باتفاق الرياض الذي تم التوقيع عليه فى 5 نوفمبر 2019 بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
16 مايو 2019
قام الشيخ محمد بن زايد بزيارة لمصر استقبله خلالها الرئيس السيسي وبحث الجانبان آخر تطورات الأوضاع الإقليمية.
19 يونيو 2017
قام الشيخ محمد بن زايد بزيارة لمصر واستقبله الرئيس السيسي. وبحثا تطورات الأزمات التى تشهدها المنطقة وجهود مكافحة الإرهاب.
3 مايو 2017
قام الرئيس السيسي بزيارة للإمارات، واستقبله الشيخ محمد بن زايد. وبحثا مستجدات الوضع الإقليمي في ضوء الأزمات التي تشهدها سوريا واليمن وليبيا والتحديات التي تواجه الأمة العربية وعلى رأسها خطر الإرهاب.
2 ديسمبر 2016
قام الرئيس بزيارة للإمارات للمشاركة فى احتفالات الدولة باليوم الوطني الخامس والأربعين. والتقى الشيخ محمد بن زايد. وتطرقت المباحثات إلى سُبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
10 نوفمبر 2016
قام الشيخ محمد بن زايد بزيارة لمصر، واستقبله خلالها الرئيس السيسي. وشهد اللقاء تباحثًا حول المستجدات على الصعيد الإقليمي في ضوء الأزمات القائمة بالمنطقة.
25 مايو 2016
قام الشيخ محمد بن زايد بزيارة لمصر، اِستقبله خلالها الرئيس السيسي. وأكد الشيخ محمد موقف بلاده الداعم لمصر والمؤيد لحق شعبها في التنمية والاستقرار والنمو.
21 إبريل 2016
قام الشيخ محمد بن زايد بزيارة لمصر، واِستقبله خلالها الرئيس السيسي. وتباحث الجانبان حول العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية.
27 أكتوبر 2015
قام الرئيس السيسي بزيارة للإمارات، واستقبله خلالها الشيخ محمد بن زايد وتطرق اللقاء إلى أهمية متابعة الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وتدارك الأوضاع الأمنية في عدد من الدول العربية مع تداعياتها على الأمن العربي الجماعي .
18 يناير 2015
شارك الرئيس السيسي فى أعمال "القمة العالمية لطاقة المستقبل"، واستقبله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن راشد. وبحث الجانبان سبل تعزيز وحدة الصف العربى لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية.
7 مناصب واهتمامات تعكس مجالات خبرة محمد بن زايد
شغل مناصب عدة في القوات المسلحة الإماراتية.شغل منصب رئيس مجموعة أوفسيت "برنامج التوازن الاقتصادي".شغل منصب رئيس مجلس أبوظبي للتعليم ويقوم منذ تأسيسه في عام 2005؛ بالإشراف على قطاع التعليم في الإمارة وتطويره.يعتبر التنوع الاقتصادي من المسائل الرئيسية التي تحظى بمتابعته لتحقيق النهوض الشامل.ترأس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية والذي يعني بنشر دراسات وتحليلات أكاديمية.أسس صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، وحظى بالرئاسة الفخرية لهيئة البيئة في أبوظبي.تبني مشاريع الطاقة البديلة، حيث مدينة "مصدر" في أبوظبي وهي مبادرة لإنشاء مدينة خالية من النفايات والانبعاثات الكربونية.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع