العم عبد الفتاح 70 عاما بين لهب فرن الكور والطرق على السندان بقنا.. يمتلك أقدم ورشة حدادة فى الصعيد.. ويعتمد على تشكيل الآلات الزراعية للمزارع بعد صهر الحديد.. ويؤكد: حافظت على مهنتى وعلمتها لأبنائي

كل ما فى المكان يعكس قدمه، فرغم مرور عشرات السنين على أول قدم تطأ تلك الورشة، فإنها ما زالت صامدة حتى اليوم، رائحة دخان فرن الكور التى تملأ المكان شاهدة على مجهود كبير صنع هنا، وأيادى عمال شكلت ولينت الحديد كيفما تشاء، ففى إحدى الشوارع بمدينة فرشوط ستجد العم عبد الفتاح، أكثر من 70 عاما فى صنعة الحدادة وتطويع الحديد على النيران وإصلاح الأشياء الحديدية، حتى أصبح علامة يسجل بها المكان، فمن يريد الذهاب إلى الشارع يسأل عن عبد الفتاح وأولاده الذين ورثوا تلك الصنعة عن أبيهم.


فرغم حرارة الفرن ولهيبها وصعوبة ما يقوم به الحداد فإن الرجل الذى يزيد عمره عن الثمانين عاما وجد ضالته فى تلك المهنة التى عمل فيها على مدار السنوات الماضية، فلم يتجه للعمل إلى مهنة أخرى ولم يذهب أبعد من شمال المحافظة التى يسكن فيها، فمكث طوال حياته محافظًا عليها وجامع شمل أسرتها على رزقها الذى تربى وعلم منه أبناءه، فبوجه بشوش وتجاعيد علامات الزمن وبصوت منخفض يستقبلك العم عبد الفتاح أثناء طلب تصليح آلة حديدة أو تشكيل آلة حديدة للمزارعين أو أصحاب الآلات الزراعية أو أصحاب المنازل الذى يلجأون للرجل وابنه الأكبر الذى يعمل معه فى تلك الصنعة منذ سنوات بجانب عمله.

ويسترجع العم عبد الفتاح، 70 عاما فى الحدادة، ذكريات الماضى وكيف بدأ العمل فى تلك الصنعة منذ عشرات السنوات واستمر فيها حتى يومنا، ويساعده رجل ستينى الذى يعمل منذ 30 عاما دون كلل أو تعب ليصبح رفيق دربه، ورغم كبر عمره إلا أن يصر على الجلوس فى الورشة وأمامها والحديث مع الزبائن والعامل وتقديم النصائح للعاملين، والحفاظ على الأدوات القديمة التى ما زالت تستخدم فى الورشة.

 

قال عبد الفتاح محمد، صاحب ورشة حدادة عمرها 150 عاما، إنه بدأ فى مجال الحدادة منذ 70 عاما فى مدينة فرشوط وفى أحد الورش التى تعتبر أقدم ورشة فى محافظة قنا، حيث بدأ فى عمر صغير هذه المهنة وأتقنها حتى أصبحت المهنة الرئيسية له، واستمر فيها لسنوات طويلة وبدأ فى تعليمها إلى أبنائه الاثنين، ولم يترك المكان الذى بدأ فيه رغم قدمه ومرور سنوات عديدة على إنشائه، لافتًا أنه ورث الصنعة عن والده وورثها لأبنائه.

وأوضح العم عبد الفتاح محمد، أن المهنة تعتمد على تليين الحديد وانصهاره من الحرارة العالية التى يتعرض لها وتساعده على التشكيل والتعديل، ومن أبرز الأدوات التى يعمل فى تصليحها أو صناعتها الآلات الزراعية التى يعتمد عليها المزارع فى عمله مثل الفأس والمنجل والآلات الزراعية لحرث الأرض أو ماكينات الرى التى تحتاج إلى تعديل شئ من مشتملاتها، ويعتمد الصناع على المطرقة والسندان الذى يتلقى الطرق ويدق على الحديد قبل البرودة حتى يتمكن من تشكيله.

وأشار العم عبد الفتاح، إلى أن تشكيل فرن الكور "فرن الحداد" فكرة قديمة تعتمد على بنائها من الطين وتوضع بها الحطب أو الفحم التى تشكل النار ثم توضع القطع الحديدة فى النار والبدء فى العمل، وللفرن مكان للتهوية للأعلى لإخراج الدخان من المكان، ولم يفكر الرجل صاحب الـ 70 عاما فى تلك المهنة أن يغير من شكل المكان أو فرن الكور التى يستخدمها لكنه حافظ على المكان وعلى الصنعة التى اشتهر بها فى مدينة فرشوط منذ عشرات السنين، مضيفًا أنه كان يصنع قديمًا 20 فأس بثمن 5 جنيهات.

 

استخدام-فرن-الكور
استخدام-فرن-الكور

 

أقدم-ورشةبالصعيد
أقدم-ورشةبالصعيد

 

العم-عبد-الفتاح-70-عاما-في-الحدادة
العم-عبد-الفتاح-70-عاما-في-الحدادة

 

تشكيل-الحديد-والصناعة
تشكيل-الحديد-والصناعة

 

دوات-النار
دوات-النار

 

عبد-الفتاح-صاحب-ورشة-الحدادة
عبد-الفتاح-صاحب-ورشة-الحدادة

 

ورشة-الحدادة
ورشة-الحدادة

 

ورشة-عمل-عبد-الفتاج
ورشة-عمل-عبد-الفتاج

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع