تسريب نورد ستريم يشعل أزمة الغاز الروسى فى أوروبا.. مخاوف من اندلاع الحرب الهجينة.. تبادل الاتهامات بين الدول بوجود مؤامرة وهجوم إرهابى.. تهديدات بكارثة مناخية بسبب الميثان والهواتف المحمولة مهددة بالتوقف

تسريب نورد ستريم يشعل أزمة الغاز الروسى فى أوروبا.. مخاوف من اندلاع الحرب الهجينة.. تبادل الاتهامات بين الدول بوجود مؤامرة وهجوم إرهابى.. تهديدات بكارثة مناخية بسبب الميثان والهواتف المحمولة مهددة بالتوقف
تسريب نورد ستريم يشعل أزمة الغاز الروسى فى أوروبا.. مخاوف من اندلاع الحرب الهجينة.. تبادل الاتهامات بين الدول بوجود مؤامرة وهجوم إرهابى.. تهديدات بكارثة مناخية بسبب الميثان والهواتف المحمولة مهددة بالتوقف

تشتعل أزمة الغاز الروسى في أوروبا، بعد تعرض خطى أنابيب نورد ستريم 1 و 2 اللذين يربطان بين روسيا وألمانيا لتسريبات وتفجيرات غير مسبوقة، مع تبادل الاتهامات بين روسيا وأوروبا والولايات المتحدة عن تحمل مسئولية هذه التسريبات في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على موسكو.

ـ ماذا حدث؟.

تعرضت خطوط أنابيب نورد ستريم لسيل بالقرب من جزيرة بورنهولوم الدنماركية، مما أدى إلى زلازل في السويد أيضا مع انفجارات قوية تحت الماء، ونشرت على المواقع الاجتماعية تسجيلات فيديو تظهر الانفجارات التي تعرضت لها نورد ستريم والتي ظهرت على شكل دوائر يتراوح قطرها بين 200 والف متر على سطح بحر البلطيق، ثم أعلنت السويد تسريب غاز رابع.

 

ـ حرب الهجينة.

وقالت صحيفة "الدياريو" الإسبانية، إنه يوجد مخاوف من اندلاع حرب هجينة جديدة بعد تسريبات خطوط الأنابيب نورد ستريم التي أثارت جدلا كبيرا مع تبادل الاتهامات بين الدول بافتعالها بسبب حرب أوكرانيا والعقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا.

وأعلن رئيس الوزراء النرويجي جوناس جار ستور، أن جيش بلاده سيعزز وجوده حول منشآت النفط والغاز حيث يحذر السياسيون في جميع أنحاء أوروبا من أن التخريب المشتبه به لخطي أنابيب الغاز نورد ستريم يمكن أن ينذر بمرحلة جديدة من الحرب الهجينة التي تستهدف البنى التحتية للطاقة الضعيفة من أجل إضعاف الدعم لأوكرانيا.

وقال ستور في مؤتمر صحفى، إن النرويج ستعزز وجودها العسكري في منشآت البلاد الآن بعد أن أصبحت أكبر مورد للغاز الطبيعي في أوروبا، مضيفا أن الرد على أي هجوم على المنشآت البحرية النرويجية العضو في حلف شمال الأطلسي ستتم إدارته بالاشتراك مع حلفائها.

وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ الاثنين الماضى، تصل كميات كبيرة من الغاز الطبيعى إلى بحر البلطيق من خلال أربع تسريبات في خطى أنابيب الغاز نورد ستريم اللذين تم بناؤهما لتزويد أوروبا بالغاز الروسى.

وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس الأمر مقتصرا على النرويج فقد بل أيضا ، قال وزير خارجية لاتفيا ، إد جارز رينكوفيس ، على وسائل التواصل الاجتماعي: "يبدو أننا ندخل مرحلة جديدة من الحرب الهجينة" ، دون أن يذكر من يعتقد أنه المسؤول. واضاف "يجب تصنيف التخريب في انابيب الغاز نورد ستريم 1 و 2 على انه اخطر حادث امني وبيئي في بحر البلطيق".

في السياق نفسه ، قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت: "إن التخريب المزعوم على خطوط أنابيب بحر البلطيق سلط الضوء مرة أخرى على مدى اعتمادنا على البنية التحتية الحيوية ، بما في ذلك تلك الموجودة تحت الماء". لكنه حث على توخي الحذر في تحديد الجناة أثناء إجراء التحقيقات.

وكان سياسيو المعارضة في ألمانيا أكثر مباشرة، حيث قال رودريش كيسويتر ، نائب من الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ (CDU) ، إن الهجوم على خط أنابيب الغاز يحمل بصمات "الحرب الهجينة" التي اتبعتها روسيا على مدار العقد الماضي ، بهدف "تقسيم أوروبا". الاتحاد ليس بالوسائل العسكرية ولكن بالوسائل الاجتماعية والدبلوماسية.

 

ـ اتهامات متبادلة بين الدول حول المسئول عن التسريب.

أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق إزاء الأضرار التي لحقت بخطي أنابيب غاز (نورد ستريم 1 و2) ، وقال الممثل السامي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيف بوريل إن السلامة والشواغل البيئية ذات أولوية قصوى، وهذه الحوادث ليست صدفة وتؤثر علينا جميعًا.

وأضاف أن جميع المعلومات المتاحة لدينا تشير إلى أن هذه التسريبات هي نتيجة فعل متعمد، وسندعم أي تحقيق يهدف إلى الحصول على وضوح كامل بشأن ما حدث ولماذا، وسنتخذ المزيد من الخطوات لزيادة قدرتنا على الصمود في مجال أمن الطاقة.

وتابع أن أي تعطيل متعمد للبنية التحتية للطاقة الأوروبية هو أمر غير مقبول على الإطلاق وسيُقابل برد قوي وموحد.

كما انتقدت رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لاين، الأحداث ووصفتها بأنها "أعمال تخريبية"، مشيرة إلى أن "أي تعطيل متعمد للبنية التحتية للطاقة في أوروبا هو أمر غير مقبول وسيؤدي إلى أقوى رد ممكن".

كما قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إن واقعة التخريب غير المسبوق في خطي نورد ستريم للغاز الطبيعي يعتبر من أعمال الإرهاب الدولي، مشيرا إلى أنه سيتم تقييم مبدئى بشأن التخريب غير المسبوق، والذى يعد في الواقع عملا من أعمال الإرهاب الدولي ضد خطي أنابيب الغاز الرئيسيين نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2. وأن روسيا طرحت المسألة للمناقشة العاجلة في مجلس الامن الدولي".

كما صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف بأن موسكو "قلقة للغاية بشأن الأخبار"، ولم يستبعد أن يكون تعطيل خطوط الأنابيب بسبب عمل تخريبي.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر جروشكو، أعلن عن استعداد روسيا للنظر في طلبات إجراء تحقيق مشترك في أسباب الحادث الذي وقع في خط أنابيب "نورد ستريم"، كما طالبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالإجابة عما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد نفذت تهديدها بـ "التخلص من (نورد ستريم-2)"، في إشارة إلى مقطع فيديو هدد فيه بايدن بألا يكون هناك خط أنابيب "نورد ستريم-2"، إذا ما "اعتدت روسيا على أوكرانيا" على حد تعبيره.

ومن ناحية آخرى ، دعا وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن لإجراء تحقيق لتحديد المسؤول عن استهداف خط انابيب نورد ستريم، وقال " فيما يتعلق بالهجوم أو الضرر الذي لحق بخط الأنابيب، أعتقد أن هناك كثيرا من التكهنات في هذه المرحلة"، مضيفا أنه لن يتمكن أحد من تحديد ما حدث بشكل مؤكد قبل إجراء تحقيق كامل .

كما حذر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من أن التخريب المزعوم لخطوط أنابيب الغاز الروسية نورد ستريم 1 و 2 في بحر البلطيق قد يؤدى إلى حرب عالمية ثالثة، وانتقل ترامب إلى منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، ونشر مقطعا مصورا من فبراير، قال فيه خليفته الرئيس جو بايدن للصحفيين إنه "إذا غزت روسيا أوكرانيا فلن يكون هناك نورد ستريم 2. سنضع حدا لها".

وربط ترامب الحادث بالصراع في أوكرانيا وادعى أن المواجهة العسكرية بين موسكو وكييف "لم تكن لتحدث بالتأكيد لو كنت رئيسا"، وشدد على ضرورة أن تعمل واشنطن من أجل التوصل إلى سلام تفاوضي بين روسيا وأوكرانيا.

 

ـ ارتفاع أسعار الغاز.

ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا من جديد ، حيث جرى تداول العقود الآجلة للوقود الأزرق فوق مستوى 2000 دولار لكل الف متر مكعب، حسبما قالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن العقود الآجلة للوقود الأزرق تم تداولها عند مستوى 2016 دولارا لكل الف متر مكعب، وكانت تلك العقود قد استهلت تعاملات اليوم عند مستوى 1965.8 دولارا لكل ألف متر مكعب.

وقال مصدر في الاتحاد الأوروبي، عن أن دولا في الاتحاد تدعو إلى وضع سقف لأسعار الغاز، لكن المصدر أشار إلى أن القضية حساسة.

وادى تسرب الغاز لأنابيب نورد ستريم 1 و2 الى ازمة حقيقية بالنسبة لأوروبا ، حيث قالت جينى لارسون، المتحدثة باسم خفز السواحل،  هذه التسريبات تسببت في أضرار كارثية منها فقاعات بطول عدة أمتار على سطح البحر تجعل التفتيش الفوري للأنابيب مستحيلا ، وأعلنت الحكومة السويدية إلى اجتماع طارئ لمناقشة تداعيات تسريب الغاز ، وحذرت منظمات الإغاثة من أن هذه التسريبات من الممكن أن تشكل خطرا على الحياة البحرية والسفن.

 

ـ كوارث مناخية بسبب تفجيرات نورد ستريم.

حذرت السلطات الألمانية من حدوث أضرار مناخية جسيمة من تسرب غاز الميثان بعد تخريب خطوط أنابيب نورد ستريم 2 ، والذى يعد أكبر انفجار لغاز الميثان مسجل على الإطلاق، حسبما قالت صحيفة "اوى" الإسبانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الميثان  هو المكون الرئيسي للغاز الطبيعي الموجود في خطي أنابيب الغاز نورد ستريم تم تخريبهما في بحر البلطيق ، كما أنه أحد غازات الدفيئة القوية، و على الرغم من أن الخبراء أوضحوا في الأيام الأخيرة أن الضرر الذي يلحق بالتنوع البيولوجي البحري غير متوقع بسبب التسريبات غير المنضبطة ، فإن الاحترار العالمي يقع في دائرة الضوء من المخاوف البيئية،  لأن انبعاثات الميثان تتراكم في نهاية المطاف في الغلاف الجوي

وقال روب جاكسون عالم المناخ في جامعة ستانفورد، "يجب محاكمة كل من أمر بذلك بتهمة ارتكاب جرائم حرب والسجن".

وسلط العلماء والمنظمات البيئية الضوء على الكارثة البيئية الخطيرة التي يتسبب فيها تسرب الغاز في تيار نورد ستريم في بحر البلطيق، حيث تقوم ثلاثة من أربعة خطوط أنابيب الغاز ، وهي الشرايين الرئيسية لإمداد الغاز إلى أوروبا ، بإلقاء الغاز الطبيعي في المحيط بعد تعرضها لعمليات تخريب مشتبه بها، كانت وكالة المخابرات المركزية قد حذرت ألمانيا قبل أسابيع من وقوع هجمات محتملة.

وفقًا للبيانات التي جمعتها CBS News ، من المرجح أن يكون تسرب الميثان من خطوط أنابيب نورد ستريم التالفة أكبر انفجار لغاز الدفيئة القوي الذي تم تسجيله على الإطلاق.

وبعد تسرب خط الأنابيب ، وضخ تيار نورد كميات كبيرة من الميثان في بحر البلطيق، قد تكون النتيجة انبعاث غاز الميثان يصل إلى 5 مرات أكثر كثافة في الاحتباس الحراري من تلك الناتجة عن كارثة أليسو كانيون Aliso Canyon ، أكبر إطلاق أرضي الغاز في تاريخ الولايات المتحدة.

وأطلقت كارثة أليسو كانيون ما بين 90 و 100000 طن متري. وفقًا لحسابات اثنين من العلماء ، بعد تحليل التقديرات الرسمية لأسوأ حالة قدمتها الحكومة الدنماركية (778 مليون متر مكعب من الغاز) ، فإن الكارثة الحالية ستعادل نصف مليون طن متري من الميثان.

وحذر مسؤول دنماركي من أن إطلاق غاز الميثان يعادل أيضًا ثلث إجمالي انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الدنمارك، حيث قوة الاحتباس الحراري تساوي مليوني سيارة يتم تداولها على مدار عام كامل .

وقال كريستوفر بوتزاو ، رئيس وكالة الطاقة الدنماركية ، إن الانبعاثات من التسريبات الثلاثة في خط أنابيب نورد ستريم 1 و 2 تحت سطح البحر تتوافق مع حوالي 32 ٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية في الدنمارك، وفي عام 2020 ، كانت هذه 45 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.

 

ـ تأثير أزمة الغاز على الهواتف المحمولة.

تواجه الدول الأوروبية انقطاع الاتصالات وتوقف شبكات الهواتف المحمولة فى الشتاء القادم، وذلك بسبب أزمة الغاز الروسى، حيث أن أوروبا معرضة لتوقف الهواتف المحمولة عن العمل فى الشتاء المقبل وذلك اثر الحد من استهلاك الطاقة الكهربائية على أجزاء من شبكات الهاتف المحمولة فى جميع أنحاء المنطقة.

ويتعاون مشغلو المحمول حاليا مع حكومات بلادهم للتأكد من أنه توجد لديها خطة لضمان تقديم الخدمات الهامة. ووفق المعلومات الموجودة يتعاون عدد من الشركات مع مشغلى المحمول لتخفيف تأثير النقص المحتمل للطاقة عليها.

وقالت رئيسة الرابطة الفرنسية لمشغلى المحمول، بيزا بيلولو: "من الممكن أننا مدللون إلى حد ما فى أجزاء كبيرة من أوروبا، حيث يتم تزويد الكهرباء بشكل مستقر... من الممكن أن الاستثمار فى مجال تخزين الطاقة كان أقل مما هو عليه فى بعض البلدان الأخرى". كما عبرت عن اعتقادها أن باريس لن تتمكن من تزويد جميع هوائيات الدولة ببطاريات جديدة.

وكانت خفضت الصناعات الأوروبية استخدام الغاز بشكل مكثف وصلت إلى نسبة 30% مقارنة بالعام الماضى، وذلك نتيجة أزمة الطاقة التى تعانى منها القارة العجوز بسبب حرب روسيا وأوكرانيا ووقف الامدادات الروسية لأوروبا ردا على العقوبات المفروضة عليها، والتى أدت إلى ارتفاع حاد فى الأسعار.

وقال رئيس شركة فرنسية جان بيير كلامديو، أن خفض استهلاك الغاز اخبار جيدة لتوفيره ولكن أيضا أخبار سيئة للصناعة الأوروبية، مشيرا إلى أن السبب هو أن بعض الشركات تشل نشاطها فى الوقت الحالى لأن أسعار الطاقة الحالية لا يمكن أن تجعله مربحا والبعض الآخر ينقله إلى أجزاء آخرى من العالم.

وحدد كلامديو أن خفض الاستهلاك من قبل الصناعيين ليس هو نفسه فى كل مكان، لأنه بينما فى فرنسا يبلغ حوالى 15%، وفى ألمانيا 25% وفى هولندا حوالى 40%.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع