المهنة حجام.. عم فاروق 90 عاما ويعمل فى الحجامة لوجه الله بقنا.. ورثها عن والده وعمل بها أكثر من نصف قرن.. ويكشف: قراءة القرآن شرط العمل وتعالج عشرات الأمراض دون مضاعفات.. ويؤكد: معالجة الرجل تختلف عن المرأة

تفاصيل وجهه قادرة على أن تعرف ناظريها سنوات من العمل للرجل الذى وصل لسن الـ90 عاما، عاش منها فترة طويلة بين أحضان الغربة فى إحدى الدول العربية ثم عاد واستقر بمصر ووهب نفسه لمجال الحجامة لوجه الله، لا يريد الكسب أو المال ولكن دعاء ومحبة الأشخاص تكفى ونظرات الرضا التى يمتلكها شاهدة على ذلك، فعشق الحجام حجامته وأصبحت جزءا من حياته وعلمها لجميع أبنائهم رغم التحاقهم بوظائف مختلفة.

أقدم-حجام-بقنا
أقدم-حجام-بقنا

 

باسترجاع ذكريات الماضى يصمت الرجل التسعينى الذى يسكن قرية المقارين التابعة لمركز قوص وهى إحدى القرى القديمة ولها جذور تاريخية، لثوان معدودة ثم يبدأ فى تذكر أيام قضاها فى الحجامة بعد تعلمها من والده، وكيف استطاعت أن تشفى العديد من الأمراض فى أوقات قصيرة، وبصوت منخفض يسرد أبرز المواقف التى تعرض لها وكيفية عمل الحجامة التى ترتبط بقراءة القرآن على الشخص ومعرفة مكان وضع أدوات الحجامة والمدة المحددة لذلك، فسنوات عديدة كانت مليئة بالدروس التى تعلمها الرجل فى ذلك العلم والتعامل مع الأمراض التى تعالجها والمناطق المطلوب إجراء الحجامة بها لنزول الدم الفاسد.

العم-فاروق
العم-فاروق


وتعرف الحجامة أنها علاج عن طريق تسريب الدم فى كؤوس صغيرة وسحب الفاسد من جسم المريض، استخدمت من أزمنة بعيدة لعلاج الأمراض ومع تقدم الطب أصبحت من الممارسات القديمة التقليدية لاسيما فى القرى ومن يمارسها أعدادهم فى تراجع حتى أصبح عددهم بعدد أصابع اليد فى محافظة قنا من كبار السن، وعن تاريخها هناك نقوش تدل على استخدامها منذ القدم واستخدمها الأطباء الإغريق، كما أنها وردت فى الطب النبوي، وقسمت الحجامة إلى قسمين الرطبة والجافة والتى تختلف بحسب شرط الجلد، فالشرط حجامة رطبة وعدم الشرط حجامة جافة.

العم-فاروق-مع-أحد-الزوار
العم-فاروق-مع-أحد-الزوار

قال العم فاروق آل نوفل، أن تعلمه للحجامة جاء فى سن صغير وتعلمها على يد والده الذى كان يعمل فيها فهى بمثابة الوراثة فى العائلة، كما أن جذور عائلته تعود إلى السيد أبو الحجاج الأقصرى أشهر متصوف فى الأقصر، وله المقام المعروف أعلى معبد الأقصر، وعلى مدار سنوات عديدة بدأ رحلته فى الحجامة بدولة السعودية واستمر فيها هناك، وكان يأتى إليه جميع الأشخاص للعلاج من خلال الحجامة.

العم-فاروق-مع-مراسل-اليوم-السابع
العم-فاروق-مع-مراسل-اليوم-السابع

وأوضح العم فاروق، أن الرجل حجامته تختلف عن المرأة من حيث السترة، فيجب على المرأة أن تستر جميع أجزاء جسمها ما عدا الجزء المراد عمله الحجامة له، ثم قراءة القرآن على منطقة الألم وبعد معرفة استكمال الحجام يقوم بإخراجه، وقراءة القرآن شرط أساسى فى عملية الحجامة، كما أنه لا توجد مدة معينة للحجم فكلما شعر الشخص أنه يحتاج لعمل حجامة من الممكن أن يذهب إلى الحجام ولكن أذا شعر بألم أو تعب ودون ذلك لا فائدة لها للجسم، لافتًا أنه علم الحجامة لجميع أبناءه على الرغم من أن بعضهم التحق بوظائف لكنه علمهم الحجم.

العم-فاروق-نوفل
العم-فاروق-نوفل

وأشار العم فاروق، أقدم حجام بقنا، إلى أنه لا يتقاضى أجرًا على الحجم فهى لوجه الله ولكن يضع المحجوم نفقات الأدوات فقط التى تستخدم وتباع فى الصيدلية ويتشرى بها ابنه الأدوات مثل البنج والقطن والبلاستر والمطهر وأداة الحجم، مضيفًا أنه لايوجد مضاعفات لعملية الحجامة ولكنها تنجى الأمراض من مختلفة فيه ويمكن لأى أحد أن يستخدمه دون مرض معين وليس لها معاد.

العم-فاروق-نوفل-أقدم-حجام-بقنا

العم-فاروق-نوفل-أقدم-حجام-بقنا

وتابع العم فاروق، أقدم جحام بقنا، أن الحجام سنة عن الرسول وكل الأشخاص والأطياف أيضا يتحجمون ويأتى إليه مسيحيون أيضًا للحجامة لأنها تعالج أمراض الضغط والسكر والبواسير والآلام فى الجسم المختلفة ويأتى أطباء لعمل الحجامة لهم داخل منزله، وأكد أن خلال عمله فى خارج مصر كان يحجم الأشخاص الذين يشعرون بالأمراض دون مقابل لوجه الله، وبعد سنوات من الغربة رجع إلى مصر وتزوج واستقر فيها.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع