"الست الأصيلة رزق".. حكاية سيدة قررت التبرع بكليتها لزوجها.. رافقته لجلسة غسيل كلوى بالمستشفى ليلة زفافها.. رفضت الالتحاق بالجامعة للجلوس بجواره.. هدى الطنطاوى: تحديت كل من رفض التبرع.. صور

لم يكن يتخيل إبراهيم عبد العزيز السعيد الرصيف، الشاب المريض الذي يعاني من فشل كلوي مزمن، أن يجمعه الله بشريكة حياته صدفة، لتراه وتعلن تبرعها بكليتها دون التفكير في الزواج به، لأنها كانت مخطوبة لآخر من محافظة الغربية، وبمجرد رؤيته والتعرف صدفة على معاناته قررت التبرع له بكليتها، عملا خالصا لله، وبعد تبرعها وزواجهما، مازال الزوج يعترف بجميلها وتبرعها، ويريد أن يتم تكريمها في عيد الأم، لأنها تستحق، فقد ضحت بمستقبلها مع زوج آخر، وتحدت أسرتها وأشقاءها، عندما رفضوا تبرعها بكليتها، برغم عدم موافقة أسرته على التبرع له بكلية أحدهم.

فالزوجة الأصيلة رزق وكنز كبير لزوجها، تحمل لك السطور قصة زوجة ضربت أروع الأمثلة في الوفاء والحب، وتدور أحداثها داخل مركز بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، حيث أراد الزوج أن يرد الجميل لزوجته أمام الجميع بعد 21 عاما من الزواج.

وقال إبراهيم عبد العزيز السعيد الرصيف من أبناء بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، إن حكاية زوجته الأصيلة التى كانت أكبر داعم له في الحياة، نموذجا لامرأة من الزمن الجميل، مؤكداً أنه من مواليد عام1976، وأصيب وهو طفل رضيع بمرض فى المسالك البولية، وقضى وقت طويل فى المستشفى الجامعى بالمنصورة، وقضت والدته سنوات عديدة داخل مستشفى مركز الكلى بالمنصورة وأجرى 8 عمليات جراحية و8 مناظير بقيادة الدكتور محمد غنيم، إلى أن تحسنت حالته الصحية، وعندما بلغ سن العشرين من عمره قضى الخدمة العسكرية عام 1993، وبعد الانتهاء منها أصيب بفشل كلوي مزمن، وبعدها توفى والده من حزنا عليه كونه شاب فى بداية حياته.

وأضاف إبراهيم، لـ"اليوم السابع"، الصدفة لعبت دورا كبيرا فى معرفته بزوجته أثناء توجهه لزيارة صديقه مجدى الطنطاوى من مركز الحامول وأثناء تلك الزيارة كانت برفقته ابنة شقيقته "هدى" عمرها 18 عاما، حيث كانت فى زيارة لعمها لقضاء وقت ممتع، ومن هنا تعرفت عليها، وكانت أكبر منها بست سنوات، وحصل ارتياح من اول نظرة، وحكى لها حكايته وأنهم يتم الأبوين ويعاني من فشل كلوي مزمن و يغسل كلى كل أسبوع فى مستشفى بلطيم، فتعاطفت معه وعرضت عليه الذهاب معه إلى المستشفى لمساعدته.

وقالت هدى محمد إبراهيم الطنطاوي، كان عمرها 18 سنة، وقت التعرف بزوجها، وكانت تستعد للالتحاق بالجامعة، وحصل قبول وارتياح وصارحها "إبراهيم" بإصابته بفشل كلوي مزمن، وكان حبا من أول نظرة وعرضت عليه التبرع بكليتها قبل أن يتم الزوج، فرفض بشدة خوفا عليها.

وأضافت: أتممنا الزواج ولم أخبر أحدا من أسرتى بمرضه خوفا على مشاعره إلا والدتها فقط التى أبدت رغبتها فى الزواج منه، وقبل الارتباط والزواج كانت تذهب معه إلى مستشفى بلطيم المركزى، وعرضت عليه التبرع بالدم أثناء الغسيل كونه مريض الكلى يتعرض لفقد الدم أثناء الغسيل، وكان الأمر كله ارتياح وقبول بينهما، فى ذلك الوقت كانت مخطوبة لأحد أقاربها، لكن لا يوجد ارتياح بينهما، وذهبت إلى جدتها من والدتها وطلبت منها مساعدتها فى إنهاء الخطوبة لوجود حرمانية في تلك الزواجة بسبب الرضاعة فى الطفولة، إلى أن شاء الله أن تم الارتباط من "إبراهيم" وتحديد موعد الزواج، ورفضت الالتحاق بالجامعة حتى يتم الزواج، ويوم الزفاف كان في جلسة غسيل كلوي، وبعد إتمام الزواج توجهت للمنصورة للتبرع بكليتها له إلا أن الأطباء رفضوا حتى بلوغها سن 21 سنة، وعندما أتمت هذا السن تبرعت بكليتها رغم تحذير الأطباء، من حدوث مضاعفات، فضلا عن كلام أقاربها أنه بعد شفائه سيتزوج من أخرى ويتنكر لها، ولكن صممت على التبرع.

وقالت هدى الطنطاوى: الحمد لله أن جعلها مخلصة لزوجها، وتكون نموذجا من النماذج المضيئة، ولابد أن تسهر الزوجة على راحة زوجها، مؤكدة أنها كانت ستتبرع له بالفص الأيمن من الكبد لكنه رفض، وأكد زوجها، أنه يتمنى أن تكرمها الدولة على ما قامت بها من تضحية في سبيله وسبيل أبنائها الأربعة، وبرغم كل التضحيات إلا أنها صممت على العمل لتنفق على أسرتها.

 

الصدفة وحدها جمعت الزوجين

قال إبراهيم عبد العزيز السعيد الرصيف، إن الصدفة وحدها جمعته من زوجته عندما كان عمرها 18 سنة، وكانت وقتها مخطوبة، وحاصلة على دبلوم تجارة، وستلتحق بكلية التجارة جامعة كفر الشيخ في عام 2000 وكانت قادمة مع عمها من الحامول لبلطيم، فقابلها مع عمها وللوهلة الأولى ارتاحت له وارتاح لها، وحكى لها عن إصابته بالفشل الكلوي، فسألته عن الحل لعلاجه، فقال لها لابد من متبرع، فأعلنت استعدادها للتبرع بكليتها له.

وأكد زوجها، أنه يتمنى أن تكرمها الدولة على ما قامت بها من تضحية في سبيله وسبيل أبنائها الأربعة، وبرغم كل التضحيات إلا أنها صممت على العمل لتنفق على أسرتها.

وأضاف ابراهيم، أنه أنجب من زوجته 6 أبناء، توفي اثنين، ولديه منها 4 أبناء، مشيراً ان اراد الله جعلته يستمر في حياته، مؤكداً أنه دائم التفكير في الصدفة التي جمعته بزوجته، وأن تكون الكلية مناسبة له، ويكون لديها استعداد لتحمل كافة المخاطر من أجله، حتى ولم تتزوجه، وهي صاحبة 18 ربيعاً وكان عمره 21 سنة، ولكنه شاب مريض ميئوس من حياته، لم يجد من يتبرع له بكليته حتى أقرب أقرابائه، فوجد زوجة في زمن قل فيه العطاء، وضحت بنفسها من أجله، والسر في ذلك أنها أرادت أن تضع جزء من جسدها في جسدي لله، فوفقنا الله في حياتهما.

 

اثناء اجراء التحاليل قبل التبرع
اثناء اجراء التحاليل قبل التبرع

 

اثناء الشبكة
اثناء الشبكة

 

اجراء التحاليل للزوج
اجراء التحاليل للزوج

 

الزواج استمر 23 سنة
الزواج استمر 23 سنة

 

الزوجان سعيدان
الزوجان سعيدان

 

الزوجان ليلة العرس
الزوجان ليلة العرس

 

الزوجين وابنائهما
الزوجين وابنائهما

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع