"مركز توثيق الحملة الدولية" يحكى تاريخ إنقاذ معبدى أبو سمبل.. المكان يجسد لحظات انتشال المعبد من الغرق عقب بناء السد العالى.. الآثار: يضم 21 لوحة جرافيك و18 فاترينة عرض وتكلفة إنشائه بلغت 2 مليون جنيه

"مركز توثيق الحملة الدولية" يحكى تاريخ إنقاذ معبدى أبو سمبل.. المكان يجسد لحظات انتشال المعبد من الغرق عقب بناء السد العالى.. الآثار: يضم 21 لوحة جرافيك و18 فاترينة عرض وتكلفة إنشائه بلغت 2 مليون جنيه
"مركز توثيق الحملة الدولية" يحكى تاريخ إنقاذ معبدى أبو سمبل.. المكان يجسد لحظات انتشال المعبد من الغرق عقب بناء السد العالى.. الآثار: يضم 21 لوحة جرافيك و18 فاترينة عرض وتكلفة إنشائه بلغت 2 مليون جنيه

 

على مقربة من معبد أبوسمبل جنوب مصر، يقع مركز توثيق الحملة الدولية لإنقاذ معبدى أبوسمبل، والذى يحكى تاريخاً مهماً لإنقاذ الآثار المصرية من الغرق بعد ارتفاع منسوب المياه فى النيل عقب بناء السد العالى، مما كان يشكل تهديداً للحضارة المصرية بالاختفاء تحت مياه النهر.

 

"اليوم السابع" يسلط الضوء على هذا المركز الذى أنشئ بعد انتهاء جهود الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة من الغرق، وما يحتويه من صوراً تحكى هذه المرحلة الصعبة، والتى تم عبورها بنجاح هندسى بالغ وتفوق معمارى يفوق الخيال.

 

وأكد الأثرى أحمد مسعود، كبير مفتشى آثار أبوسمبل، لـ"اليوم السابع"، أن مركز توثيق الحملة الدولية لإنقاذ معبدى أبوسمبل، كان عبارة عن مبني تفتيش آثار أبوسمبل، وتم تطويره بالاستعانة بخبراء من قطاع المتاحف المصرية، وكلف 2 مليون جنيه، وتم افتتاحه في ديسمبر 2016، وتذكرته مضافة قيمتها على زيارة المعبد.

 

وأضاف الأثرى أحمد مسعود، أن المركز يضم 21 لوحة جرافيك، و18 فاترينة عرض، ومعمل تحميض صور، وحديقة متحفية، ومجموعة من المعدات والأدوات والمهام والوسائل والجرافيك التى تجسد أعمال هيئة اليونسكو لإنقاذ معبدى أبوسمبل من الغرق، والتى استمرت 4 سنوات بداية من عام 1964 وحتى 1968.

 

وأوضح كبير مفتشى آثار أبوسمبل، أن إنقاذ معابد أبو سمبل بدأ فى عام 1964، بعد ارتفاع منسوب المياه فى النيل، خلال فترة إنشاء السد العالى، وكان ذلك يمثل تهديداً واضحاً للآثار المصرية الموجودة فى منطقة النوبة القديمة جنوب مصر، وتعرضها للغرق بعد أن تكونت بحيرة ناصر جنوب السد، وبدأت النداءات الدولية لإنقاذ الحضارة المصرية من الغرق، وأسرعت حكومة جمهورية مصر العربية، متمثلة في وزير الثقافة الأسبق الدكتور ثروت عكاشة، في مخاطبة اليونسكو لاتخاذ خطوات جادة وتوجيه نداء دولي لكل دول العالم للمشاركة في مشروع إنقاذ آثار النوبة، وتكلفت هذه العملية 40 مليون دولار، وانتهت فى عام 1968، لافتاً إلى أن شعوب العالم اتحدت لإنقاذ روائع من العقل البشرى فى معابد أبوسمبل من الغرق، ونقلها فى مأمن من أن تبتلعها مياه بحيرة ناصر، واستجابت 51 دولة من دول العالم للمساهمة فى إنقاذ هذا التراث العالمى الفريد.

 

وأضاف الأثرى أحمد مسعود، أنه تم تقطيع الموقع كله، إلى كتل كبيرة تصل إلى 30 طنا وفى المتوسط 20 طنا وتم تفكيكها وأعيد تركيبها فى موقع جديد على ارتفاع 65 م و200 م أعلى من مستوى النهر، وتعتبر للكثير واحدة من أعظم الأعمال فى الهندسة الأثرية، موضحاً أنها كانت واحدة من أعظم المعجزات الهندسية الحديثة لإنقاذ أثر تاريخى يعود لآلاف السنين، شارك فيها فريق عمل من جنسيات مختلفة يضم علماء آثار ومهندسين وعمال مصريين وتعاونوا معا لإنقاذ معبدى رمسيس الثانى وزوجته نفرتارى بأبوسمبل، مشيراً إلى أنه تم افتتاح المعبد بعد انتهاء أعمال النقل والإنقاذ فى 22 سبتمبر 1968م، فى واحدة من أبرز المشروعات الهندسية فى الحفاظ على التراث الحضارى للآثار المصرية جنوب البلاد.

 

وقال "مسعود"، كان معبد أبو سمبل منسياً حتى 1813، عندما عثر المستشرق السويسرى جى أل بورخاردت على كورنيش المعبد الرئيسى، وتحدث عن هذا الاكتشاف مع نظيره الإيطالى المستكشف جيوفانى بيلونزى، وسافرا معا إلى الموقع، لكنهم لم يتمكنوا من حفر مدخل للمعبد، وعاد بيلونزى فى 1817، لكن هذه المرة نجح فى محاولته لدخول المجمع، وأخذ كل شىء قيم يمكن أن يحمله معه.

 

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع