ما تزال إسرائيل وحكومتها تطلق أكاذيبها من أجل تبرير جرائمها وخططها الخبيثة، في تهجير أهالي غزة من منازلهم واحتلال العديد من الأراضي في القطاع المحاصر منذ اليوم السابع من أكتوبر الماضي 2023، التصريحات العنترية الجديدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، جاءت بخصوص عملية عسكرية في رفح بغرض احتلال محور "فيلادلفيا" الحدودي مع مصر، مبررة ذلك بوجود أنفاق تربط ســـيناء بقطاع غزة يتم تهريب الســـلاح والذخيرة من خلالها، وهو ما نفته مصـــــر مرارا وتكرارا وأكدت على تدمير أكثر من 1500 نفق كانت موجودة بالفعل في ســيناء تصــل إلى غزة خلال عملية ســيناء الشاملة 2018، ولكن الجوهر الحقيقي لادعاءات إسرائيل، هو تبرير استمرارها في عملية العقاب الجماعي والقتل والتجويع لأكثر من 2 مليون فلسطيني داخل القطاع، وهو ما مارسته طوال 17 عاما.
وقد أعلن ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات أن الفترة الأخيرة قد شهدت عدة تصريحات لمسؤولين إسرائيليين، على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، تحمل مزاعم وادعاءات باطلة حول وجود عمليات تهريب للأسلحة والمتفجرات والذخائر ومكوناتها، إلى قطاع غزة من الأراضي المصرية بعدة طرق، ومنها أنفاق زعمت هذه التصريحات وجودها بين جانبي الحدود .
وأكد مصدر مصري رفيع المستوى لـ"القاهرة الإخبارية"، اليوم الثلاثاء، أنه لم تتم مناقشة أي ترتيبات مع الجانب الإسرائيلي، بشأن محور صلاح الدين "فيلادلفيا"، وغير مقبول أي تحركات من جانب تل أبيب.
كما اعتبرت القاهرة الخطط الإسرائيلية لاحتلال المحور بمثابة "خطا أحمر" يضاف إلى الخط الأحمر الذي يحذر برفض التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء.
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية كشفت في تقريرا عن مسؤولين عسكريين وأمنيين إسرائيليين يشيرون إلى أن مصدر السلاح الذي بحوزة حماس جاء من القواعد العسكرية الإسرائيلية، حيث قالت إنه لسنوات أشار المحللون إلى استخدام حماس التي تصنفها واشنطن منظمة "إرهابية"، للأنفاق لتهريب الأسلحة هربا من الحصار، لكن المعلومات الاستخباراتية الأخيرة تظهر مدى قدرة حماس على بناء العديد من صواريخها وأسلحتها المضادة للدبابات من آلاف الذخائر التي لم تنفجر التي أطلقتها إسرائيل على غزة"، وفقا لخبراء أسلحة ومسؤولى استخبارات إسرائيليين وغربيين، وتسلح حماس أيضا عناصرها "بأسلحة مسروقة من القواعد العسكرية الإسرائيلية"، وفق التقرير.
وكشفت المعلومات الاستخبارية التي تم الحصول عليها خلال أشهر من القتال أنه " مثلما أخطأت السلطات الإسرائيلية في معرفة نوايا حماس قبل 7 أكتوبر، فقد قللت أيضا من قدرتها على الحصول على الأسلحة."
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن الأسلحة نفسها التي استخدمتها القوات الإسرائيلية لفرض الحصار على غزة على مدى الأعوام الـ 17 الماضية تستخدم الآن بمواجهتها"، مشيرة إلى استخدامها في "إمطار إسرائيل بالصواريخ، وللمرة الأولى اختراق البلدات الإسرائيلية انطلاقا من غزة."
وقال مايكل كارداش، النائب السابق لرئيس قسم إبطال مفعول القنابل في الشرطة الوطنية الإسرائيلية، مستشار الشرطة الإسرائيلية: "إن الذخائر غير المنفجرة هي المصدر الرئيسي للمتفجرات بالنسبة لحماس."
ويقول خبراء الأسلحة، وفق الصحيفة، إن ما يقرب من 10 في المئة من الذخائر عادة لا تنفجر، ولكن في حالة إسرائيل، قد يكون الرقم أعلى .
ونقلت الصحيفة عن ضابط استخبارات إسرائيلي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إن معدل الفشل في بعض هذه الصواريخ يمكن أن يصل إلى 15 في المئة.
وتوقع تشارلز بيرش، رئيس دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في غزة أن تبقى "عشرات الآلاف من الذخائر غير المنفجرة بعد هذه الحرب" وهذه " هدية مجانية لحماس."
وتقول الصحيفة الأمريكية إنه بعد " سنوات من القصف المتقطع والقصف الأخير لغزة، تناثرت آلاف الأطنان من الذخائر غير المنفجرة التي تنتظر إعادة استخدامها، والقنبلة الواحدة التي تزن 750 رطلا والتي لا تنفجر يمكن أن تتحول إلى مئات الصواريخ."
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان لنيويورك تايمز إنه ملتزم بتفكيك قدرات حماس، لكنه لم يرد على أسئلة محددة عن أسلحة حماس، وحاول موقع الحرة الحصول على تعليق من الجيش الإسرائيلي، ولم يحصل على رد حتى كتابة التقرير.
وقال إيال حولاتا، الذي شغل من قبل منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي ورئيس مجلس الأمن القومي: "لديهم صناعة عسكرية في غزة بعضها فوق الأرض، وبعضها تحت الأرض، وهم قادرون على تصنيع الكثير مما يحتاجون إليه."
وقال مسؤول عسكري غربي إنه يبدو أن معظم الأسلحة التي تستخدمها حماس في حربها مع إسرائيل تم تصنيعها باستخدام ذخائر غير منفجرة أطلقتها إسرائيل.
وتقول نيويورك تايمز إن السلطات الإسرائيلية تعلم أن مستودعات الأسلحة الخاصة بها كانت عرضة للسرقة.
وأشار تقرير عسكري، صدر أوائل العام الماضي، إلى أن آلاف الرصاصات ومئات الأسلحة والقنابل اليدوية شرقت من قواعد سيئة الحراسة.
وقال التقرير إن بعض الأسلحة تم تهريبها إلى الضفة الغربية، والبعض الآخر إلى غزة عن طريق سيناء.
وجاء في سطر من التقرير الذي اطلعت عليه صحيفة نيويورك تايمز: "نحن نزود أعداءنا بأسلحتنا الخاصة." ووفقا لاثنين من مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية، كان هناك ما لا يقل عن 12 نفقا صغيرا لا تزال تعمل بين غزة ومصر قبل 7 أكتوبر، لكن الحكومة المصرية أكدت أنها أغلقت الأنفاق على جانبها من الحدود، فيما أكدت تقارير إعلامية إسرائيلية أن العديد من الأسلحة الموجودة حاليا داخل قطاع غزة هي نتيجة التهريب من داخل إسرائيل."
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أمثلة على استخدام حماس لأسلحة إسرائيلية، مشيرة إلى العثور على قنبلة يدوية، كتب عليها باللغة العبرية، بجوار جثة مسلح من حماس في قاعدة رعيم بعد اختراق حماس للحدود في السابع من أكتوبر.
ويقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن بعض الأسلحة نُهبت من هذه القاعدة وتم إرسالها إلى غزة.
وعلى بعد كيلومترات قليلة، جمع أعضاء فريق الطب الشرعي الإسرائيلي واحدا من 5 آلاف صاروخ أطلقتها حماس، وبفحص الصاروخ، اكتشفوا أن متفجراته العسكرية جاءت على الأرجح من صاروخ إسرائيلي غير منفجر أطلق على غزة خلال حرب سابقة، وفقا لضابط استخبارات إسرائيلي.
وتكررت ظاهرة السرقة داخل القواعد العسكرية الإسرائيلية منذ 2008, وبالتحديد في القواعد القريبة من حدود قطاع غزة في صحراء النقب، مثل قاعدة تسيئيليم وناحل عوز. كما تشمل حوادث السرقات الذخائر والبنادق والرشاشات ومعدات عسكرية، وقنابل يدوية وسترات واقعية، وزي عسكري.
وحقق الجيش الإسرائيلي في آخر حادث سرقة لقاعدة تسيئليم في يونيو 2023 أي قبل اندلاع حرب السابع من أكتوبر بأربعة شهور فقط. تفتح إسرائيل التحقيقات الشرطية والعسكرية لكشف وقائع السرقات، لتجد أن هناك جنودا إسرائيليين يتعاونون مع الفلسطينيين في سرقة قواعدهم العسكرية، وأن هناك بدوا فلسطينيين في صحراء النقب أيضا مسؤولون عن بعض هذه السرقات.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع