بأية حال عدت ياعيد.. الفلسطينيون يستقبلون عيد الفطر بـ 120 ألف ضحية و350 ألف منزل مدمر.. بيروت غير مزينة وأسواقها خالية من الملابس الجديدة.. لا مساجد لأداء صلاة العيد ولا حلوى تسعد الأطفال

<< إعلامية فلسطينية: سأفتقد أبى الذي كان يوقظنا لصلاة العيد.. ولم نعد نرى الحلوى

<< مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي : يمر علينا العيد ونحن نعيش سياسة تجويع حقيقية قاسية

<< الدفاع المدني في غزة: لم يعد هناك مساجد لأداء صلاة العيد

<< صحفي فلسطيني: عيدنا بلا لون أو طعم.. ولأول مرة يمر علينا ونحن بعيدون عن منازلنا ونفتقد عائلاتنا

<< ارتفاع الأسعار في قطاع غزة بنسبة تجاوزت 30% بسبب العدوان وانخفاض إجمالي الاستهلاك بنسبة 7.9%

<< فلسطينيون: أطفالنا يطالبونا بملابس جديدة للعيد ولا نستطيع تلبية رغباتهم

 

يتحدث "سيف"، إلى والده "كمال" قبل أيام قليلة من حلول عيد الفطر المبارك ويسأله "أبي هل تتوقع أن نعود لمنزلها في هذا العيد؟"، ينظر الأب الذي يعيش في خيمة لا تتعدى مساحتها 3 أمتار × 3 أمتار في مدينة رفح الفلسطينية، بحسرة إلى ابنه ويقول "وهل تتوقع أن نجد بيتنا سليما بعد أن تركناه؟ هل ستشعر ببهجة هذا العيد ووالتك وأشقائك الثلاثة استشهدوا خلال القصف؟"، هنا يتذكر سيف ذكريات عيد الفطر العام الماضي، حيث ذهب مع والده ووالدته وأشقائه الثلاثة في مثل هذا الوقت من العام الماضي لشراء الملابس الجديدة، والشوارع تتزين لاستقبال العيد، بينما ينظر حوله فيجد آلاف الخيام يسكن بها مئات الآلاف من النازحين يبحثون عن طعام يكفيهم وسط نقط شديد للسلع الغذائية والمياه الصالحة للشرب.

أيام قليلة ويحل علينا عيد الفطر المبارك، حيث يستقبله العالم العربي والإسلامي بالبهجة والفرحة وشراء الملابس الجديدة، وإعداد الحلوى، ووضع قائمة للمنتزهات التي ستزورها العائلة، بجانب التزاور وتوزيع العديات، ولكن هناك بقعة في هذا العالم لا تعرف معنى للسعادة، ولا تشعر بأي مناسبة دينية، يعيشون فقط على أمل أن يبقون أحياء ويعودون إلى منازلهم التي دمر معظمها احتلال غاشم لم يفرق بين الأطفال والسيدات وكبار السن والرجال، فالجميع مستهدف.

"عيد سعيد على كل البلدان العربية والإسلامية ولكن ليس سعيدا على أهالى غزة"، قطاع يتعرض لحرب إبادة جماعية منذ أكثر من 6 أشهر، لا استعداد للعيد مثل ما يحدث في كل البلدان العربية والإسلامية، فعيد الفطر عند المسلمين شيء ولدى قطاع غزة شيئا أخر، فالأول يسوده الفرحة والسعادة وإجازات والتخطيط للزيارات والفسح، بينما الثاني هو كيف نبقى أحياء بعيدا عن قصف الاحتلال، لا استعدادات لصلاة العيد أو تزاور الأهل والأصدقاء، أو الفسح، حيث لم يعد هناك مساجد يصلى فيها صلاة العيد أو مواقع آثرية يزورنها فقد دمر الاحتلال ما يزيد عن 200 موقع آثرى بالقطاع أو حدائق ومنتزهات التي قصفها الاحتلال، أو منازل يزورون فيها عائلاتهم.

المكتب الإعلامي الحكومى: العيد يأتى وعدد الضحايا بلغ 120,000 ضحية من المدنيين الفلسطينيين

إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي، يكشف إحصائيات وأرقام عن حجم الدمار الذي يلاحق غزة مع اقتراب عيد الفطر المبارك، مشيرا إلى أن عيد الفطر يمر على الشعب الفلسطيني في ظل حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يشنها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على المدنيين والأطفال والنساء، ليحدث واقعاً إنسانياً كارثياً بكل ما تحمل الكلمة من معنى، متابعا :"يمر علينا العيد وقد نجح الاحتلال "الإسرائيلي" في قتل الفرحة والابتسامة من قلوب شعبنا الفلسطيني الكريم، الذي يناضل من أجل نيل حريته التي كفلتها كل القوانين الدولية".

ويضيف مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" :"يمر العيد وقد بلغ عدد الضحايا 120,000 ضحية من المدنيين الفلسطينيين، بينهم قرابة 33,000 شهيد و7,000 مفقود و75,000 جريح ومصاب، و3,500 أسير، وما نسبته 73% من هؤلاء الضحايا هم من فئة الأطفال والنساء والمدنيين، ودمر الاحتلال أكثر من 360,000 وحدة سكنية، وهذا يعني أن قرابة 1,500,000 شخص فقدوا مأواهم وبيتهم وشقتهم السكنية بشكل كامل، ولن يقضوا هؤلاء العيد في منازلهم، وهذه كارثة إنسانية حقيقية من الصعوبة بمكان أن يتجرع الإنسان كل هذا الكم الكبير من الألم والحسرة نتيجة عدوان الاحتلال، كما دمر الاحتلال أكثر من 1,000 مسجد وكنيسة ومدرسة وجامعة ومستشفى، دمرها بشكل كامل".

إسماعيل الثوابتة
إسماعيل الثوابتة

ويتابع "الثوابتة": "يمر علينا العيد ونحن نعيش سياسة تجويع حقيقية قاسية في جميع محافظات قطاع غزة، وبشكل أكثر فظاعة في محافظي غزة والشمال الذين يعيشون مجاعة شرسة، راح ضحيتها عشرات الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى"، مطالبا كل العالم بوقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني، وبحق المدنيين والأطفال والنساء على وجه الخصوص، متابعا :"لن يمسح التاريخ ما جرى من مجازر وجرائم حقيقية بحق شعبنا الفلسطيني، وستبقى دماء الشهداء الكرام منارة لنا في طريق التحرير والخلاص من هذا الاحتلال "الإسرائيلي" القاتل".

الدفاع المدني في غزة: الفلسطينيين يفتقدون لصلاة العيد وزيارة الأحباب بعد تدمير المنازل والمساجد

من جانبه يؤكد محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، أن الفلسطينيين في غزة يستعدون لعيد الفطر بانتظار الموت في اي لحظة من جراء عمليات القصف والقتل الإسرائيلي، حيث لم يعد هناك إقامة لشعار رمضان في القطاع بسبب تدمير الاحتلال للمنازل والمساجد، وكذلك لن يكون هناك صلاة عيد بسبب استمرار القصف.

محمود بصل
محمود بصل

ويضيف المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، في تصريح لـ"اليوم السابع"، أن المساجد أصبحت معظمها بالفعل مدمر بجانب أن المنازل مدمرة وبالتالي فإنه لا يجوز زيارات بين العائلات التي أصبحت مقسمة بين شمال وجنوب غزة، ونازحين في الخيم والمدارس ومراكز الإيواء، وبالتالي لا يوجد صلاة تراويح أو صلاة عيد للفلسطينيين في تلك المناسبات السعيدة والهامة.

أهالى غزة يستقبلون العيد بتدمير أكثر من 60% من الوحدات السكنية

إحصائيات كشفها برنامج الحكومة الفلسطينية الجديدة التي يترأسها الوزير محمد مصطفى، تكشف حجم الخسائر التي تلقاها قطاع غزة وهو على بعد أيام من عيد الفطر المبارك، حيث كشف البرنامج الخاصة بالحكومة، أن آلة الحرب الإسرائيلية دمرت أكثر من 60% من الوحدات السكنية ما بين تدمير كلي أو جزئي، ولا يعمل سوى 24 مركزا من مراكز الرعاية الصحية الأولية، و12 مستشفى من أصل 36، تحت ضغط هائل وبنقص حاد، كما فقد 625 ألف طالب حقهم في الحصول على التعليم، وتعرضت 396 مدرسة من أصل 495 مدرسة من مدارس الأونروا والمدارس العامة لأضرار، بجانب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، والكهرباء وشبكات التوزيع وأنظمة الطاقة الشمسية ونقاط توصيل الكهرباء إلى القطاع، كما فقد ما لا يقل عن 23 طفلا حياتهم من الجفاف وسوء التغذية أمام نظر العالم أجمع، وتوقف العمل في 83% من آبار المياه الجوفية، وكذلك الأمر لأنظمة معالجة مياه الصرف الصحي التي توقفت عن العمل بالكامل.

برنامج الحكومة الفلسطينية الجديدة
برنامج الحكومة الفلسطينية الجديدة

هذه الإحصائيات تكشف حجم قليل من المعاناة التي يعيشها سكان قطاع غزة، الذين من المفترض أن يستقبلون عيد الفطر، والنسبة الأكبر من منازل الفلسطينيين في القطاع هدمت، ويعيش ما يقرب من 2 مليون فلسطيني نازحين بين شمال وجنوب القطاع، بينما لم تعد أسواق غزة مليئة بالبضائع والملايس كما كانت في السابق، بعدما حاصر الاحتلال القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي.

صحفى فلسطيني: أطفالى عيدهم الحقيقى العودة لمنزلنا ولا نستطيع شراء ملابس جديدة لأبنائنا

الصحفى الفلسطيني يحيى يعقوبى، يتحدث عن شعوره خلال استقبال العيد وحجم الحسرة التي يعيشها الفلسطينيين في غزة لعدم قدرتهم على الاحتفال بالعيد والاستمتاع ببهجته، حيث يقول إن عيد الفطر لن يحل سعيدا كما حل رمضان بلا بهجة ومزيد من فقد الأحباب والأهل هكذا سيحل العيد على قطاع غزة ، حيث مزيد من الأوجاع والأحزان منتشرة في كل مكان والعائلات تناقصت.

"غزة تتميز بصلة الرحم والتقارب الأسرى بين العائلات ولكن في هذا العيد سنجد الناس يذهبون لزيارة القبور بأعداد كبيرة وبشكل مختلف عن كافة الحروب السابقة".. هكذا يصف يحيى يعقوبي حال أهالى غزة خلال استقبالهم لعيد الفطر، مضيفا في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من قطاع غزة :"الحروب التي شهدها قطاع غزة في السابق لم تكن كذلك، حيث كانت أكبر حرب قبل ذلك في عام 2014 ، وكان لدينا حينها 2100 شهيد، ولكن حتى الآن ما يزيد عن 32 ألف شهيد دفناهم في الشوارع والطرقات وساحات المستشفيات والساحات العامة أينما تولى وجهك ستجد حزنا وفقدا وألما وبيوت مدمرة وشوارع وأزقة وشوارع وأحياء نسفت بالكامل".

ويتابع :"لا عيد في غزة، فالعيد لن يحل علينا، بل غزة ستمضى تعانى من أوجاعها وفقدها، وفي هذا العدوان لم يكن هناك بهجة لرمضان ولا بهجة في العيد وكيف ستدخل البهجة والفقد ملأ كل القلوب ! لا يوجد بيت في غزة إلا وطاله الفقد والحزن والمعاناة، ونستقبل العيد بمزيد من القلق والتوتر والترقب مع نوايا قوات الاحتلال الإجرامية ومزيد من التهديدات باقتحام مدينة رفح، تلك المحافظة المكتظة بالنازحين وتأوى الآن أكثر من مليون و400 ألف نازح كلهم تركوا منازلهم".

وبشأن أبرز الطقوس التي اختفت في غزة خلال انتظارهم للعيد يقول يحيى يعقوبى :"يحل العيد لأول مرة والناس بعيدون عن منازلهم لا يستطيعون شراء الملابس، والملابس غير موجودة وإن توافرت لن يشتريها الناس لأن أهم شيء يهمهم الآن هو العودة إلى منازلهم وبيوتهم وحاراتهم، وتوقف هذا العدوان والدمار، هذا هو العيد الحقيقي لدى غزة وليس عيد الفطر رغم أنه شعيرة من شعائر الله لكن لأول مرة نعيشه بهذه الطريقة".

ويواصل حديثه عن معاناة أهالى غزة قبل عيد الفطر :"أيام رمضان تمضى ولا نشعر بها ولا ببهجتها وطقوسها التي اعتدنا عليها، حيث لا يوجد كهرباء منذ 6 أشهر ولا زينة ولا أسواق، بسبب شح البضائع، ومع اقتراب العيد وبالتحديد مع العشر أيام الأواخر في رمضان اعتدنا في غزة بالأعوام الماضية أن تمتلأ الشوارع بالناس لتتسوق وتجهز للعيد وتتزين البيوت لاستقبال عيد الفطر كما يعتكف المسلمون في المساجد كل عام، ولكن هذا العام في قطاع غزة وبمساجدها البالغ عددها 1200 مسجد نصفهم مدمر، وسيصلى النسا صلاة العيد بأكوام من الحجارة والدمار والرماد".

كما يتحدث يحيى يعقوبى عن شعور أبنائه بالعيد قائلا :"الأطفالي في الأعياد السابقة كانوا يسألونى عن شراء ملابس العيد وينتظرون العيد بمنتهى الشوق والترقب ولكنهم الآن لا يسألون عن العيد ولا شراء الملابس، ولكن يسألون فقط متى نعود إلى منزلنا في مدينة غزة لأننا نعيش الآن في رفح فهذا هو المطلب الوحيد للأطفال والعودة للمنزل يمثل عيد وفرحة لمليونى و300 ألف فلسطيني في غزة"، متابعا :" عيد بلا سعادة ولا طعم ولا لون بل سيحل العيد بكثير من الحزن والوجع والخزلان من المجتمع الدولي معنا وهم يشاهدون جرائم الإبادة واحدة تلو الأخرى والبيوت تباد وتدمر".

المركزى للإحصاء الفلسطيني: 90% من الأطفال بين 6 إلى 23 شهرا والنساء الحوامل يواجهون نقصا حادا بالمواد الغذائية

بحسب أخر بيان صادر من الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في 28 مارس الماضي، فإنه يكشف إلى حد كبير حجم الدمار في غزة قبل أيام من عيد الفطر، حيث يوضح أن أعداد الوحدات السكنية التي تم تدميرها بشكل كلي تقدر بما لا يقل عن 79 ألف وحدة سكنية، إضافة الى تدمير أكثر من 290 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي وتشكل في مجموعها حوالي 70% من الوحدات السكنية في قطاع غزة، بالإضافة إلى تدمير المدارس والجامعات والمستشفيات والمساجد والكنائس والمقرات الحكومية، وآلاف المباني من المنشآت الاقتصادية وتدمير كافة مناحي البنى التحتية من شوارع وخطوط مياه وكهرباء وخطوط الصرف الصحي وتدمير الأراضي الزراعية ليجعل من قطاع غزة مكاناً غير قابل للعيش.

تقرير الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطيني
تقرير الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطيني

ويضيف تقرير الجهاز، أن 90% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 إلى 23 شهراً والنساء الحوامل يواجهون نقصا حادا في المواد الغذائية، حيث فقد أكثر من 27 فلسطيني حياته بسبب الجوع والجفاف معظمهم من الأطفال، كما يعاني قطاع غزة من أزمة حادة في الحصول على المياه، حيث أنه وفي ظل الظروف الطبيعية في فترة ما قبل السابع من تشرين أول، كان معدل استهلاك الفرد من المياه في القطاع خلال العام 2022 يقدر بحوالي 84.6 لتر/فرد/يوم، ومع اندلاع عدوان الاحتلال الاسرائيلي، أشارت التقديرات إلى أن سكان القطاع يكاد يستطيعون الوصول الى ما بين 3 - 15 لتر/فرد/يوم فقط، كما أن كميات المياه التي تصل المواطن تتباين بشكل كبير حسب الموقع الجغرافي والمياه المزودة والدمار الحاصل في البنية التحتية وعمليات النزوح المستمرة، حيث أن الحد الأدنى من المياه للبقاء على الحياة يقدر بنحو 15 لتر للفرد في اليوم، ويُقدر اجمالي المياه المتوفرة حالياً بحوالي 10-20% من مجمل المياه المتاحة في قطاع غزة قبل العدوان، وهذه الكمية غير ثابتة وتخضع لتوفر الوقود.

قرار محكمة العدل الدولية بإلزام الاحتلال لتوفير مساعدة إنسانية عاجلة لقطاع غزة دون تأخير

وتلقى الفلسطينيون في قطاع غزة، قرار محكمة العدل الدولية، الصادر في 28 مارس، والذي أمر القوة القائمة بالاحتلال بضمان توفير مساعدة إنسانية عاجلة لقطاع غزة دون تأخير، لأن المجاعة وقعت في القطاع الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي، ببارقة أمل لعل وعسى تخفف عليهم أزمة الجوع قبل حلول عيد الفطر، ولكن يبقى السؤال ما إذا كان الاحتلال سيتمثل لقرار المحكمة أم سيواصل ضربه بكل القرارات الدولية عرض الحائط؟.

قرار محكمة العدل الدولية
قرار محكمة العدل الدولية

منظمات حقوقية للأمم المتحدة: الجيش الإسرائيلي قتل خلال الشهرين الماضيين أكثر من 563 فلسطينيًا جائعًا

يأتي هذا القرار، بعد دعوة منظمات حقوقية دولية، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى التحرك بسرعة وحسم لوقف استراتيجية إسرائيل المتعمدة لإدامة المجاعة وتحويلها إلى سلاح في قطاع غزة، حيث أبرز محمد شحادة، مسؤول التواصل لدى المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في مداخلة شفهية يوم الخميس 28 مارس – وهو نفس موعد صدور قرار محكمة العدل الدولية بإجبار الاحتلال على توفير المساعدات الإنسانية لغزة - خلال مناقشة البند السابع في الدورة 55 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أن الجيش الإسرائيلي قتل خلال الشهرين الماضيين أكثر من 563 فلسطينيًا جائعًا كانوا إما ينتظرون المساعدات الإنسانية أو يعملون على تأمينها وتوزيعها بشكل عادل، لافتا إلى استهداف إسرائيل مراكز توزيع المساعدات وقوافل المساعدات وعشرات العاملين في المجال الإنساني، في وقت يتفاقم فيه الوضع خطورة بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المنهجية على البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المطاحن والمخابز وخزانات المياه، الأمر الذي أدى إلى حرمان 2.3 مليون نسمة في قطاع غزة من الموارد المنقذة للحياة، موضحا في ذات الوقت أن هذه الأفعال لا تشكل جرائم حرب فحسب، بل هي أيضا جزء مما اعتبرته محكمة العدل الدولية إبادة جماعية "معقولة" تمارسها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.

فاطمة أبو نادى
فاطمة أبو نادى

إعلامية فلسطينية: كنا نعد الفسيخ والرنجة بأول أيام العيد ولم تعد موجودة الآن بالأسواق

فاطمة أبو نادى، الإعلامية الفلسطينية، تكشف جانب جديد من حسرة الفلسطينيين مع حلول عيد الفطر المارك، مؤكدة أنه لا يوجد تحضير لأجواء العيد بسبب ظروف الحرب والوضع الاستثنائى للغاية والوضع الاقتصادي الصعب جدا بالنسبة للأسر والأهالى في قطاع غزة، حيث لا يوجد مجال على الصعيد الاقتصادي أن يشترى الناس أو يتجهزون لمناسبة العيد.

وتتذكر الإعلامية الفلسطينية، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، ذكرياتها في أخر عيد حل على غزة قبل العدوان الإسرائيلي قائلة:"طبيعتنا الفلسطينية أن أهم مراسمنا التحضير لفسيخ المالح للغاية في العيد أو الرنجة في صباح أول يوم للعيد ويكون أول فطارنا رنجة أو فسيخ مع البندورة، لكن الأسواق لا يوجد بها فسيخ أو رنجة ومحلات الملابس غير موجودة على الإطلاق حتى الكعك غير موجود.

وتضيف فاطمة أبو نادي، أنه رغم الحرب والوجع هناك محلات تبيع الكحك الخاص بالعيد بل بدأوا يعدونه من الشهر الماضي لأن الناس بدأت تفتقد السكر والحلويات وأشهر المحلات الحلويات في قطاع غزة بلا استثناء ، حيث توقفوا عن العمل لعدم شراء الناس للحلوى ، وفي هذه الحرب  سار هناك كحك قبل رمضان بديلا للحلوى والشيكولاتات التي نفتقدها بسبب الحرب والسوبر ماركت مغلق في كل شوارع غزة ، كما أن الأسعار مرتفعة للغاية وبعض حلوى الشيكولاتة قد تصل لـ10 شيكل وأكثر وما كان بـ3 شيكل أصبح بـ50 شيكل.

فاطمة أبو نادى: افتقد أبى الذي كان يوقظنا لصلاة العيد والناس تخشى صلاة العيد بالمساجد خوفا من استهدافهم

"الأجواء سيئة للغاية ومفتقدون لكل السلع التي تخص عيد الفطر ولا يوجد أي تحضير أو مراسم لأجواء العيد"، هكذا تصف فاطمة أبو نادى أوضاع شوارع غزة قبل أيام من استقبال العيد، متابعة :"لا يوجد ملابس جديدة نزلت بالسوق في غزة، فعلى سبيل المثال شقيقتي حامل ولا تجد ملابس للمواليد وهناك فقر تام بالأسواق ولا يوجد عروض أو محال أو بوتيك للأطفال أو للكبار، على الصعيد النفسى معنا أموال ونريد الشراء ولكن لا يوجد راحة نفسية للشراء أو استعداد نفسي لشراء أي أشياء تخص عيد الفطر أو الاحتفال بالعيد لأن فرحة العيد أصبحت منقوصة لفقدان أسرنا وعائلاتنا ورب الأسرة أصبح شهيد فلا يوجد مسئول عن الأسرة وأصبحنا كلنا نازحين لا نعرف بعضنا لبعض وفقدنا جيراننا الذين تعودنا أن نصلى صلاة العيد معهم، كما أن والدى الذي عودنا أن يوقظنا لصلاة العيد استشهد إذن من سيوقظنا للصلاة فهذه المشاعر أصبحت شبه ميتة".

وتتابع: "نحن بحالة حزن والعيد فرحة، وهذه الفرحة منقوصة تماما ولا يوجد أجواء بفرحة رمضان أو العيد، كما أن الناس جميعها قلقة بكيفية توفير الوجبات الرئيسية لأفراد أسرتها في ظل الحصار والجوع ونقص المواد الغذائية وبالتالي الكل يفكر في كيفية توفير الطعام لأطفاله وهو ما يجعلنا نفتقد أجواء العيد والحياة كلها ضوضاء وتعب وفراق وسيأتى أول يوم العيد وكل أسرة فقدت أعزاء علينا وأنا فقد والدي وأصدقائى فقدوا عائلاتهم كاملة وبالتالي فرحة منقوصة ".

وبشأن افتقاد أهالى غزة الاستعداد لصلاة العيد تقول الإعلامية فاطمة أبو نادي :"لا يوجد مساجد لصلاة العيد، والناس أصبحت تخشى الصلاة في المساجد خوفا من قصف الاحتلال للمساجد التي يصلون بها ، خاصة أن الاحتلال يعتبر المساجد مقرات للمقاومة، لذلك يخشى الفلسطينيون صلاة التراويح في رمضان بالمساجد وكذلك سيخشون أداء صلاة العيد في المساجد، ونحن في مدينة شبه مظلمة، وفي العام الماضي كنا نسمع تكبيرات العيد ونحن نتجول في الشوارع لشراء الملابس ونتجول في المتزهات ولكن هذا العام لم تعد هذه الأجواء موجودة فلا يوجد عيد ونحن نعيش حول الموت والجوع، وأنا اتحدث معك ولا أعرف إذا ما كنت سأعيش غدا أم لا".

مسئولة بالإحصاء الفلسطيني:الوضع الاقتصادي للأسر صعب للغاية وارتفاع مستوى الفقر لأرقام غير مسبوقة

وبالحديث عن الوضع الاقتصادي لأهالى قطاع غزة مع استقبال عيد الفطر، وانهيار الأسواق التي لم يعد تحتوى على شيء، بجانب انخفاض القدرة الشرائية للفلسطينيين، تؤكد نهاية عودة، مدير دائرة إحصاءات النوع الاجتماعي في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن هناك مزيد من التراجع في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.0% خلال عام 2024، بما يعادل 11% نتيجة العدوان الاسرائيلي خلال عامي 2023 و 2024، نتج عنه انخفاض نصيب الفرد منه بنسبة 6.8%، وانخفاض إجمالي الاستهلاك الخاص والعام بنسبة 4.2%، مقارنة مع العام 2023، متوقعة تجاوز معدلات البطالة 35% خلال عام 2024 مقارنة مع 31% خلال عام 2023.

وتوضح مدير دائرة إحصاءات النوع الاجتماعي في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن قطاع غزة يعاني من وضع اقتصادي صعب في الفترة ما قبل العدوان الإسرائيلي عليه، ليأتي هذا العدوان المُدمر ليزيد من معاناة هذا القطاع خاصة مع اقتراب عيد الفطر، حيث يُحرَم قطاع غزة من أقل الحقوق الإنسانية من مياه وكهرباء ووقود ونقص كبير في الأدوية والمستلزمات الصحية الأساسية وهو ما ينذر بكارثه إنسانية وبيئية. 

كما أكدت ارتفاع أسعار بعض السلع الأساسية مما أثر سلباً على إنفاق الأسر الفلسطينية، وانخفاض القيمة الشرائية بنسبة 5.5% في فلسطين، مما انعكس على مستويات الفقر في فلسطين التي ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة وخاصة في قطاع غزة، كما أن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة خلال الربع الرابع 2023 أدى إلى ارتفاع الأسعار في قطاع غزة بنسبة تجاوزت 30%، متوقعة مزيداً من انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 10.0% خلال عام 2024، بما يعادل 16% نتيجة العدوان الاسرائيلي خلال عامي 2023 و 2024، نتج عنه انخفاض نصيب الفرد منه بنسبة 12%،  وانخفاض إجمالي الاستهلاك الخاص والعام بنسبة 7.9%، مقارنة مع العام 2023.

إعلامى فلسطيني: من أين سيأتى الناس بكحك العيد؟

هنا يتحدث أسامة الدحدوح الإعلامى الفلسطيني، عن قتل الاحتلال بهجة عيد الفطر على الفلسطينيين، موضحا أن عيد الفطر هذا العام سيكون جرح أخر يزيد من عمق هذه الآلام والمعاناة، متابعا :"سنتذكر الساعات والدقائق الجميلة مع تكبيرات العيد ولبس الملابس الجديدة والذهاب للمساجد وزيارة الأهل والأحباب والأخوة والأخوات وتقديم العيدية لهم ولكن اليوم كل هؤلاء في معاناة وهناك 2 مليون فلسطيني نازحين، والعائلات الفلسطينية تشتت بين مدن غزة وشمالها وجنوبها والكثير منا فقد عائلاته وأبنائه وأسرته والمعاناة على أشدها، وما زال الاحتلال الإسرائيلي يرتكب المزيد من المجازر وتدمير مستمر ومفتعل من قبل الاحتلال للبنية التحتية والمنازل والمساجد".

وتساءل أسامة الدحدوح في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" :"أين سيصلى الناس صلاة العيد؟ كيف سيسمح الاحتلال بتوجه الفلسطينيين لصلاة العيد الساعة السادسة صباحا؟ وأين سيذهبون بعد تدمير الغالبية العظمى من المساجد؟ وكيف سيتجمع الناس والاحتلال يتعمد استهداف كل تجمع للفلسطينيين المدنيين؟ ومن أين سيأتى الناس بكحك العيد الذي كان يعدونه خلال عيد الفطر بجانب إعداد أكل الفسيخ الذي كان مقدسا بالنسبة لأهالى غزة خلال عيد الفطر وهم الآن لا يجدون طعاما أو سحورا في رمضان، ولا يوجد مواد غذائية مثل الخضار يأكلونها بل أصبح هذا الطعام حلما بالنسبة لهم ثم يتحدثون عن عيد أي عيد يتحدثون عنه بل بأى وقت وزمان ومكان جئت يا عيد".

مواطن فلسطيني: عمرى 45 عاما ولأول مرة يمر علينا العيد بدون فرحة

كما يحكى المواطن الفلسطيني "أبو يوسف أبو عنزة"، عن ذكرياته في عيد الفطر، قائلا: "عمري 45 سنة ما مر علينا حرب مثل هذه الحرب، ومنذ طفولتى ونحن في غزة نحرص على الاحتفال بعيد الفطر والاستعداد له بالملابس الجديدة والحلوى والأكلات المخصصة للعيد ولكن لم يعد هذا موجود الآن، معربا عن أمنيته أن تنتهى هذه الحرب وهذا الدمار سريعا".

ويضيف "أبو عنزة" لـ"اليوم السابع": "أول مرة يمر علينا العيد بلا فرحة ولا أي شكل من أشكال بهجة العيد التي تعودنا عليها، فنحن لم نشعر برمضان أو العيد، وربنا يفرجها علينا ، وأطفالنا طالبونا بفانوس رمضان وملابس العيد ولكننا لم نجد فانوس رمضان ولا ملابس للأطفال في الأسواق التي أصبحت خالية".

مواطن مقيم بشال غزة: الغزاويون محرمون من رؤية أبائهم وزوجاتهم وأشقائهم في العيد.. والبيوت لم تعد مزينة

كما يتحدث عماد زقوت، المقيم في شمال غزة عن استعدادات الفلسطينيين لعيد الفطر قائلا  في تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن العيد سيكون مثل رمضان هذا العام، إذا استمر الحاجز الإسرائيلي الذي فصل شمال غزة عن جنوبه، خاصة أن العيد في أساسه التقارب والتزاور وصلة الرحم، وكثير من العائلات انقسمت بين الشمال والجنوب فالأخ سيحرم من أخوه واخته والأم ستحرم من عدد كبير من أبنائهم وكذلك العكس والزوج قد يحرم من زوجته وأبنائه، كما أن كثير من الأباء أرسلوا زوجاتهم وأبنائهم إلى الجنوب وبقى وحده في الشمال، متابعا :"بالتالي سيكون عيد صعب وسيكون العيد الأول في هذه الحرب الذي فقدنا فيه عشرات الآلاف من الشهداء من الأقارب والأزواج والأبناء والزوجات وكل عائلة فقدت لها حبيب سواء شهيد أ وفقيد أو جريح أو أسير وبالتالي سيكون عيد صعب للغاية، حتى البيوت التي قصفت ودمرت لن تتزين لا بزينة العيد ولن تتزين بزيارة الأقارب والأحباب ووجود من كان حيا على هذه الأرض من الأحباب وستكون الظروف صعبة للغاية في هذا العيد وكان الله في عون أهل غزة على هذا المصاب والفراق والفقد".

بينما الصحفى الفلسطيني إياد الرواغ، فكانت إجابته مقتضبة للغاية ولكنها تحمل الكثير من الحسرة والآلام والشعور بحجم المأساه عندما سألناه عن شعوره قبل أيام من عيد الفطر، حيث قال :"يعني صراحة هذا سؤال بجاوب نفسه، فالناس هنا في حرب فعن أي عيد نحكى، والمجتمع الدولى يصمت عن تلك الجرائم، ولا أحد يتدخل لوقف هذا العدوان، فهذه الأسئلة تجيب عن نفسها، والحرب أفسدت كل شيء هنا".

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع