سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 19 يونيو 1971..الملك فيصل فى مصر ويقدم للسادات ورقة «أمريكية» فيها أربعة أسئلة والرئيس يجيب عنها

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 19 يونيو 1971..الملك فيصل فى مصر ويقدم للسادات ورقة «أمريكية» فيها أربعة أسئلة والرئيس يجيب عنها
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 19 يونيو 1971..الملك فيصل فى مصر ويقدم للسادات ورقة «أمريكية» فيها أربعة أسئلة والرئيس يجيب عنها

كان جلالة الملك فيصل، ملك المملكة العربية السعودية، فى زيارة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، حسب محمد حسنين هيكل فى كتابه «أكتوبر 73 - السلاح والسياسة»، مضيفا: «بعث من هناك برسالة يقترح فيها عليه أن يزور القاهرة فى طريق عودته من واشنطن إلى الرياض»، ويؤكد هيكل: «وصل الملك فيصل إلى القاهرة يوم 19 يونيو «مثل هذا اليوم» عام 1971، وسافر مع الرئيس السادات إلى الإسكندرية بالقطار، وكان هدف السادات أن يريه استقبال الشعب له على طول الطريق من القاهرة إلى الإسكندرية، لكى يتأكد أن الأوضاع فى مصر مستقرة، وأنه ممسك بزمام الأمور»، وجاء هذا التفكير من السادات فى أعقاب حسم الصراع لصالحه يوم 15 مايو 1971، مع مسؤولين ووزراء وقيادات تنفيذية فى الاتحاد الاشتراكى.

 

كما جاءت زيارة «فيصل» بعد زيارة الرئيس السوفيتى «بادجرنى» إلى القاهرة يوم 25 مايو 1971، ويؤكد هيكل: «كان الرئيس أنور السادات على استعداد لأن يعطى الاتحاد السوفيتى كل طمأنينة إلى درجة أنه وقع مع الاتحاد السوفيتى معاهدة صداقة وتحالف مدتها 15 سنة».

 

كانت هذه المعاهدة هى بيت القصيد فى زيارة الملك فيصل، وطبقا لما يذكره هيكل: «روى الملك فيصل للرئيس السادات، كيف أنه كان فى واشنطن عندما قام بادجورنى بزيارة القاهرة، وكيف أنه كان مع الرئيس نيكسون حينما أعلن نبأ عقد معاهدة الصداقة والتحالف بين مصر والاتحاد السوفيتى، ثم تحدث الملك «فيصل» بإسهاب عن استغراب الرئيس «نيكسون» من هذه المعاهدة، وكيف أنه قال له: «إننا كنا نقوم بمسعى جاد مع الرئيس السادات للتوصل لحل سلمى لأزمة الشرق الأوسط، وإذا به وسط جهودنا يفاجئنا بمعاهدة للصداقة والتحالف مع الاتحاد السوفيتى مدتها 15 سنة، وروى الملك فيصل، أيضا كيف أنه دافع عن الرئيس السادات أمام «نيكسون»، وقال له «إنه يعرف الرئيس السادات وهو صديق له من قديم، وهو واثق من أنه ليس شيوعيا ولا يحب الشيوعيين، ويتمنى أن يخلص منهم اليوم قبل الغد، ولكن الرجل مضطر وأنتم لم تعطوه فرصة».

 

يضيف هيكل: «روى الملك أيضا كيف أنه دخل فى جلسة مناقشات طويلة دفاعا عن الرئيس السادات فى جلسة كان يحضرها الدكتور هنرى كيسنجر،  مستشار الرئيس للأمن القومى، والمستر «ريتشارد هيلمز» مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ثم وصل الملك «فيصل» إلى أن قال «إنه قبل أن يسافر أعطاه الرئيس نيكسون ورقة عليها أربعة أسئلة موجهة إلى الرئيس السادات، وقد طلب أن يتلقى عنها ردا مكتوبا، ودعا الملك أحد مستشاريه- عند هذه النقطة من الحديث–وطلب منه ورقة نيكسون وسلمها إلى الرئيس السادات».

 

وفقا لهيكل: «كانت الورقة تحتوى على أربعة أسئلة هى: 1 - هل المعاهدة مع الاتحاد السوفيتى تؤثر على علاقات مصر مع الولايات المتحدة الأمريكية؟ 2 - هل مصر تملك حرية الحركة فى التوصل إلى تسوية سلمية تسعى فيها الولايات المتحدة؟ 3 - هل تعيد مصر العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة مع البدء فى المرحلة الأولى للانسحاب؟ 4 - هل تغادر التشكيلات المحاربة الروسية الأراضى المصرية فور التوصل إلى الاتفاق؟

أمسك الرئيس السادات بهذه الورقة وقرأ الأسئلة، ويصف هيكل رد فعله قائلا: «قام بحركة درامية، فأمسك بالورقة وكتب بخط يده رده على كل بند من بنودها تحت السؤال الخاص بهذا البند مباشرة.. ففى البند الأول، والخاص بالمعاهدة مع الاتحاد السوفيتى.. كتب بخطه: «المعاهدة لم تغير شيئا من موقفنا».. وتحت البند الثانى الخاص حول «التسوية السلمية»، كتب: «موقفنا لم ولن يتغير، وأنا على استعداد لتوقيع اتفاق مرض»، وتحت البند الثالث الخاص بعوة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وأمريكا، كتب بخط يده: «نعم»، وتحت البند الرابع الخاص بمغادرة التشكيلات الروسية الأراضى المصرية، كتب بخط يده: «إننى عند كلمتى».

 

يؤكد هيكل، أن الرئيس السادات أحس بعد هذه الأسئلة، والإجابة عنها أن المسائل تحتاج إلى متابعة، فالباب الأمريكى إلى الحل مازال مفتوحا، وراح يستقر فى وعيه يوما بعد يوم أنه إذا كان هناك حل، فهو فى البيت الأبيض وليس فى وزارة الخارجية، وإذا كان فى البيت الأبيض فهو فى يد هنرى كيسنجر «مستشار الأمن القومى»، وليس فى يد وليام روجرز «وزير الخارجية»، وكان السفير أشرف غربال فى واشنطن مقتنعا بأن الأمل كله فى «كيسنجر» ولا أحد غيره.. وكانت تقاريره ورسائله إلى الرئيس السادات تلح كثيرا حول هذه النقطة فى تلك الفترة.



 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع