"الحلفاء السنة".. ورقة حزب الله لعرقلة التشكيل الوزارى فى لبنان.. حسن نصر الله يتمسك بتخصيص حقائب لأنصاره من النواب "المستقلين" فى الحكومة الجديدة.. وسعد الحريرى يرفض.. والرئيس ميشيل عون يحذر: السيادة فى خطر

ارتباك ممتد، وأزمات متتالية تشهدها الساحة اللبنانية مع تعثر مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة، فى وقت يحتفل فيه اللبنانيون باليوبيل الماسى لاستقلال بلادهم، بالتزامن مع احتمالات مفتوحة لحل الحكومة الحالية، بسبب القيود والعراقيل التى يضعها حزب الله لخدمة الأهداف الإيرانية داخل لبنان.

 

ومن أوراق الضغط التى يمارسها حزب الله، ما يعرف باسم النواب السنة المستقلين، وهم النواب غير المنتمين لأحزاب والموالين لحزب الله، والذين يدفع الحزب لتخصيص حصة لهم فى التشكيل الوزارى المرتقب، ما دفع الرئيس اللبنانى ميشال عون لاعتبار تلك الممارسات بـ"العقبات غير السهلة"، معتبرًا أن الخلاف مع حزب الله ينصب حول النواب السنة المستقلين، وأن هؤلاء ليسوا أفراد أو كتلة حتى يتم تخصيص حقائب لهم وأن تمثيل الكتل فى التشكيل الوزارى يتم وفق معايير معينة.

49ea2c40f6.jpg

فى المقابل، يرفض رئيس الوزراء المكلف سعد الحريرى الاستسلام لضغوط حزب الله وحلفاءه داخل لبنان، وهو ما ظهر جليا فى رفضه استقبال النواب المستقلين، وهو ما فسره مراقبون بأن فى استقبال الحريرى لهم اعتراف بكونهم كتلة سياسية وحزبية، وهو ما يتنافى مع طبيعة المشهد اللبنانى بشكل عام.

 

وبحسب مراقبون، يسعى حزب الله إلى عرقلة جهود تشكيل الحكومة الجديدة، والدخول بلبنان فى فترة طويلة وممتدة من "حكومة تصريف الأعمال" لخدمة الأجندة الإيرانية وإضعاف لبنان والكتل السنية داخل بيروت بشكل لافت، فى محاولة للرد على العقوبات الأمريكية التى أضعفت الحزب الشيعى فى الآونة الأخيرة.

bbf4606c85.jpg

وكانت مشاورات تشكيل الحكومة قد شهدت قبل أسابيع انفراجة مؤقتة، بعدما تمت مؤخرا إزالة عقبة رئيسية بشأن التمثيل المسيحى مع حزب القوات اللبنانية المسيحى المعارض لحزب الله والذى قدم تنازلات للرئيس ميشال عون والتيار الوطنى الحر المتحالف مع الجماعة الشيعية، لكن حزب الله يصر على تمثيل أحد حلفائه السنة فى الحكومة المؤلفة من 30 وزيرا بما يعكس المكاسب التى حققوها فى الانتخابات البرلمانية.

 

وأمام انسداد مسارات التفاوض حول التكشيل الوزارى المرتقب، حذر الرئيس اللبنانى ميشال عون، من محاولات إضعاف رئيس الوزراء المقبل، متابعًا أن ما يهم اللبنانيون هو أن يكون هناك رئيس حكومة قويًا وليس من مصالح لبنان إضعاف رئيس حكومته لأن المسئوليات الملقاة على عاتقه كبيرة، وتستوجب الدعم.

 

وأضاف عون فى مقابلة مع محطات تليفزيونية إن العراقيل التى يتم اختلاقها ليست فى مكانها وغير مبررة، متحدثا عن أن مطلب السنة المدعومين من حزب الله هو سبب تأخيرا وهذا التأخير هو نوع من التكتيك السياسى الذى يضرب استراتيجيتنا الكبيرة".

 

وقبل يومين ، وجه عون رسائل لفرقاء السياسة فى كلمته بمناسبة ذكرى الاستقلال قائلاً: "إذا كنتم تريدون قيام الدولة، فتذكروا أن لبنان لم يعد يملك ترف إهدار الوقت"، مشددًا على أن دخول العنصر الخارجى، متابعًا: "يفقدنا حرية القرار، فيضيع جوهر الاستقلال وتصبح السيادة أيضا فى دائرة الخطر".

1431c93f03.jpg

وأشار الرئيس اللبنانى، إلى أن استقلال لبنان وسيادته يجب أن يبقيا خارج معادلة المعارضة والموالاة، وخارج نطاق الصراع على السلطة، مشددًا على أن الخلافات لا يجب أن تكون على الوطن بل فى السياسة، وهي مقبولة ما دام سقفها لا يطال حدّ الوطن ومصلحته العليا.



 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع