هناك العديد من الأماكن الأثرية فى محافظة الإسكندرية، لا تقع ضمن الخريطة الأثرية للمحافظة، على الرغم من ثقل أهميتها التاريخية، ودليلاً على عظمة مصر فى التجارة وأهميتها الجغرافية منذ آلاف السنين، من ضمن هذه المناطق منطقة الباب الأخضر بوسط الإسكندرية، وهى تقع فى الشوارع الداخلية لمنطقة المنشية قلب الإسكندرية وتصل من منطقة المنشية حتى مينا البصل وهى من أقدم الأحياء بالإسكندرية كان يعيش فيها معظم الجاليات الأجنبية وكبار التجار فى فترات مختلفة من الزمن، واشتهرت بأنها منطقة تجارية نظرا لوجود أماكن واستراحات التجار المغاربة فى هذه المنطقة.
رصدت «اليوم السابع» الأهمية التاريخية لمنطقة الباب الأخضر لما فيها من مساجد إسلامية وعمارة قديمة تراثية مازالت موجودة حتى الآن وعلى الرغم من اندثار الشكل القديم والأعمدة الخضراء لمنطقة الباب الأخضر، فإنها لاتزال مشهورة بهذا الاسم حتى الآن.
ويرجع تسمية منطقة الباب الأخضر بالإسكندرية إلى الأعمدة الخضراء الموجودة بمسجد الألف عمود داخل منطقة الباب الأخضر بالمنشية وهو كان موجودا فى العصور القديمة ولكنه اندثر ولم يعد له أثر الآن، ولكن هناك عمارة قديمة مازالت موجودة بمنطقة مسجد إبراهيم باشا الموجود حتى الآن، وهى أول عمارة تم بناؤها فى منطقة الباب الأخضر بالإسكندرية عام 1924.
ويقول الدكتور إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحيين السابق، إن منطقة الباب الأخضر من أهم المناطق التاريخية والأثرية، وقام مركز الدراسات السكندرية بجولة مؤخرا خلال فعالياته فى شهر نوفمبر إلى منطقة الباب الأخضر فى أسبوع التراث السكندرى الئى تقيمه القنصلية الفرنسية ومركز الدراسات السكندرية، وتم تعريف أكثر من 40 فرنسيا بمناطق أثرية بالإسكندرية.
وأشار إلى أن هناك شخصيات عديدة وتجارا كانوا يقطنون بمنطقة الباب الأخضر، ومن أشهرهم إبراهيم باشا، وهو من أشهر الأشخاص الموجودين فى الإسكندرية، بل كان تاجرا يملك ثروة طائلة جعلته يملك مبانى وأوقافا فى مدينة الحجاز.
وأوضح أن مسجد الشيخ إبراهيم باشا، هو أحد المساجد القديمة المعلقة، وهذه الأنواع من الأبنية كانت تشتهر بها الأسواق، وكان أسفل هذا المسجد توجد محال تجارية عديدة، مشيرا إلى أن إيراد تلك المحال تم تخصيصه لقضاء احتياجات ومتطلبات المسجد وخدماته الدينية.
وأشار إلى أن الشيخ إبراهيم باشا كان يملك فى المحافظة نحو 33 محلاً وصهريج مياه، ما جعله ينال شهرة واسعة بين الناس، لدرجة أنه فى يوم أصدر فتوى دينية حرم فيها تناول اللحوم من الذبائح التى ذبحها مسيحيون أو يهود، وعلى الفور أمر محمد على باشا بإصدار قرار بنفيه للمنفى.
وأوضح عاصم، خلال جوله أقامها بمنطقة الباب الأخضر، أن شارع الباب الأخضر كان يضم أيضا وكالة العشماوى التجارية التراثية القديمة وكوم الناضورة، والذى يتم تحضيره حاليا لاستخدامه للسياحة.
وأشار إلى أنه عندما جاء «نابليون» تم تحويلها إلى طابية عسكرية ومرصد عسكرى مهم، وقال إن على المصرى هو أحد تجار الخشب المشهورين بالإسكندرية، حيث قام ببناء مسجده خلفا لجزء من وكالته التجارية وأوقف عليه أوقافا كثيرة للحفاظ عليه، وهو مصمم على طراز الشمع ومرفق به سبيل وكتاب للتعليم، كما أسس «حمام المصرى».
أما ضريح «سيدى الوقاد» فيقع بشارع الباب الأخضر، وهو أحد مشايخ الصوفية وتعرض منذ فترة لمحاولات تخريب لكونه غير مدرج بجدول الآثار، ويجاور الضريح عقاران يعتبران من التحف المعمارية العظيمة، وهما مصممان على الطراز الأوروبى ما يشكل خليطا ثقافيا بين الطراز العثمانى والدينى والأوروبى، والجميع تعايشوا دون مشكلات، بحسب الدكتور إسلام عاصم.
واستكمل عاصم الجولة نحو مسجد سيدى الإمام أبوبكر الطرطوشى، وقال إن اسمه الأصلى هو «طرطوسة» لكون موطنه إسبانيا إقليم برشلونة ومولده فى الأندلس، وفسر سبب مجيئه إلى مصر أن مصر وقتها كانت عبارة عن طريق للتجارة والحج، وكانت لها أهمية دينية بالغة بصفتها مكانا يرابط فيه المسلمون خوفا من أى غزو يحدث.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع