حرية الصحافة على "الطريقة الأردوغانية".. تركيا ترفض تجديد عمل صحفيين ألمان فى أنقرة.. اتحاد الصحفيين الألمان يكشف: الحزب الحاكم يمنع الإعلام الناقد لسياساته.. وصحيفة: النظام يتهم الكتاب بالترويج للإرهاب

لمنع التغطية الإعلامية والتعتيم على الجرائم التى يرتكبها النظام التركى، رفضت أنقرة تجديد اعتماد صحفيين ألمانيين يعملان هناك منذ سنوات، الأمر الذى دفع صحفيين ألمان للتنديد بالخطوة التى من شأنها تهديد مستقبل العلاقات الألمانية التركية، لاسيما وأن ألمانيا أحد أكبر دول الاتحاد الأوروبى المنددة دوما بالانتهاكات التركية.

وانتقد المتحدث باسم اتحاد الصحفيين الألمان هيندرك تسورنر، رفض السلطات التركية تجديد عمل صحفيين ألمان على أراضيها.

وقال تسورنر، نقلته صحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية، يبدو أن حكومة حزب العدالة والتنمية تريد منع التغطية الإعلامية المنتقدة حيث لا يوجد أى سبب مفهوم لهذا المنع.. مشددا على ضرورة منح الصحفيين هويتهم الصحفية على الفور والكف عن تضييق الخناق على حرية الصحافة فى تركيا.

وكانت السلطات التركية امتنعت عن تجديد تصريح عمل الصحفى من هيئة الإذاعة الألمانية (NRD) هليل جولبياز، كما أكدت وسائل الإعلام أن يورغ براسى مدير مكتب القناة الألمانية الثانية (ZDF) فى إسطنبول، وتوماس زايبرت الصحفى لدى تاجس شبيجل منذ 22 عاما، لم يتم تجديد تصاريح عملهم الصحفية.

ولم تذكر السلطات التركية السبب الذى تذرعت به لمنع تجديد التصريحين حيث جاء فى الرسالة الإلكترونية التى أرسلتها السلطات التركية إلى برازسى وزايبرت: "لم تتم الموافقة على طلب تجديد بطاقتكم الصحفية لعام 2019".

جدير بالذكر أن برلين احتجت على رفض تركيا تجديد اعتماد يورغ براسى وتوماس زايبرت، واصفة القرار بأنه "غير مفهوم"، حيث ذكرت ماريا أديباهر، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية، إن "القرار غير مفهوم.. نحن نراقب الوضع بقلق متزايد".

وبحسب صحيفة زمان التركية المعارضة، كتبت صحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية الخاصة "الأوضاع فى تركيا تزداد سوءا، وحرية الصحافة تتراجع بشكل كبير"، متابعة أن "النظام يتهم الصحفيين يوميا بالترويج للإرهاب، فقط لأنهم ينتقدون أردوغان والحكومة".

وأضافت، "السلطات التركية أغلقت 1400 منظمة مجتمع مدنى منذ 2016، وقوضت حرية الصحافة إلى حد احتلت معه تركيا المركز الـ157 فى مؤشر حرية الصحافة من أصل 180 دولة".

بدورها، قالت صحيفة "دير ستاندرد" النمساوية الخاصة، فى تقرير أعده مراسلها باسطنبول، إن "تركيا تضع العوائق بشكل ممنهج أمام عمل الصحفيين الأجانب". وتابعت، "50 صحفيا أجنبيا فى تركيا لم يتسلموا هوياتهم الصحفية لعام 2019 حتى الآن، وتمنعهم السلطات من ممارسة أعمالهم رغم أنها هى من يتعنت فى تسليمهم هوياتهم الجديدة".

ولفتت إلى أن السلطات التركية منعت مراسلين أجانب من تغطية مؤتمر صحفى بشأن الإعلان عن دعم مالى من الاتحاد الأوروبى لتطوير السكك الحديدية فى تركيا.

وفى يناير الماضى وجهت رابطة الصحفيين الألمان تحذيرا لأعضائها بعدم السفر إلى تركيا، بما فى ذلك خلال العطلات الخاصة بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، واستشهدت الرابطة -فى بيان بثته (نيويورك تايمز) على موقعها الإلكترونى اليوم الخميس- باعتقال مواطن ألمانى فى تركيا الأسبوع الماضى بتهمة الدعاية لمنظمة إرهابية، حيث تم إطلاق سراحه ولكن لا يزال متواجدا بشكل قسرى فى تركيا، وفقا لوسائل إعلام ألمانية.