فى صوم القيامة.. قائمة من الممنوعات الكنسية التزامًا بأقدس أيام السنة.. إغلاق الأديرة وقصر الرحلات على عطلات نهاية الأسبوع.. الامتناع عن بعض الأطعمة وممارسة العلاقة الزوجية بإذن الكاهن

فى صوم القيامة.. قائمة من الممنوعات الكنسية التزامًا بأقدس أيام السنة.. إغلاق الأديرة وقصر الرحلات على عطلات نهاية الأسبوع.. الامتناع عن بعض الأطعمة وممارسة العلاقة الزوجية بإذن الكاهن
فى صوم القيامة.. قائمة من الممنوعات الكنسية التزامًا بأقدس أيام السنة.. إغلاق الأديرة وقصر الرحلات على عطلات نهاية الأسبوع.. الامتناع عن بعض الأطعمة وممارسة العلاقة الزوجية بإذن الكاهن

بدأ الأقباط أمس الاثنين، أول أيام الصوم الكبير المعروف باسم صوم القيامة ويمتد لـ55 يومًا تنتهى بعيد القيامة، إذ تعتبر تلك الفترة من أقدس أيام السنة، حيث تحتل فكرة "القيامة" مكانة بارزة في الفكر المسيحى إذ يعتبر الإيمان بقيامة المسيح أساسًا للإيمان بالعقيدة كلها.

ولذلك فإن كل ما ارتبط بهذا المعنى من طقوس وعبادات وممارسات له طبيعة خاصة، فصوم القيامة هو الصوم الكبير، وعيد القيامة أيضًا من الأعياد الكبرى، أما الأسابيع التي تسبق العيد فلكل يوم فيها معنى ومكانة تقرأ فيها صلوات خاصة ترمز لقصص أساسية فى العقيدة المسيحية، تروى من خلالها الكنائس تعاليم مقدسة تحفظ بها الإيمان وتنقله من جيل إلى جيل.

قائمة محاذير وممنوعات أيام الصوم الكبير

ويرتبط الصوم الكبير، بقائمة من المحاذير والممنوعات الكنسية، ليس بغرض العقاب الجسدى إنما لتقديم المحبة والتخلى عن الشهوات أمام الله، مثلما يؤكد القمص عبد المسيح بسيط كاهن كنيسة العذراء بمسطرد، ويقول: لا يقتصر صوم القيامة على الامتناع عن تناول كافة الأطعمة الحية كاللحوم والأسماك والدواجن إضافة إلى مشتقاتها، وفقا لما يؤكده القمص عبد المسيح بسيط،  مدرس اللاهوت الدفاعى بالكنيسة القبطية، بل يجب أن يشمل المواظبة على حضور القداسات الإلهية التي تُقام في الكنيسة، وترديد التسابيح والمزامير الخاصة بالقيامة، وتقديم توبة حقيقية إلى الله والمواظبة على الاعتراف والتناول من الأسرار المقدسة، والعيش والانغماس في حياة العفة والطهارة وكبح الشهوات النفسية والجسدية، والالتزام بطقوس الكنيسة في أسبوع الآلام.

 

جدل حول الامتناع عن العلاقة الزوجية أثناء الصيام

بينما أثارت فكرة الامتناع عن ممارسة العلاقة الزوجية أثناء الصيام جدلًا لاهوتيًا، بين من يرى ضرورة الامتناع عنها نهائيًا كنوع من التخلي عن الشهوة الجسدية وباعتبارها أيضا من مفسدات الصوم، ومن ثم يمكن إباحة تلك الممارسة بإذن من الأب الكاهن "أب الاعتراف" الذى تربطه علاقة قريبة من الأسر المسيحية بحكم خدمته وعمله، أما الفريق الثانى فيرى أن ممارسة العلاقة بين الزوج وزوجته خلال ساعات الصوم لا تؤدى إلى الفطر النهائى والخروج عن الصوم، لكنها تعتبر فطرًا كمن شرب كوبًا من الماء فكسر صومه الانقطاعى.

من الفريق الأول، يبرز رأى الأنبا بيستنى أسقف حلوان والمعصرة الذى يرى الأنبا بيسنتي أسقف حلوان والمعصرة، أنه لا يجوز للزوجين ممارسة الجنس أثناء فترة الصيام، لافتًا إلى وجود استثناءات في هذا الشأن تعود إلى قدرة الزوجين على الامتناع عن الممارسة الحميمية، فمن لا يتمكن من الالتزام بهذا عليه التوجه إلى الكنيسة وأخذ تصريح بممارسة العلاقة الحميمية أثناء الصيام، من أب اعترافه.

أما القمص بولس جورج كاهن كنيسة العذراء بمصر الجديدة قال: "لا بد أن يكون هناك اتفاق بين الزوجين على تقديم صوم في الكنيسة، الكنيسة تشجع تقديس الجسد في فترة الصوم بشكل عام، وهناك من لا يستطيع ذلك ويرى أن الـ55 يوما فترة طويلة أو الشهر كثير عليه، ولا بد أن يكون بالاتفاق بين الزوجين على تحديد أيام الصوم وأيام الفطر في أيام الصوم المقدس ومن الممكن أن يراجع أب اعترافه في ذلك دون خجل أو كسوف".

وعلى النقيض أكد القمص مكارى يونان كاهن كنيسة العذراء بالفجالة حين سئل عن ممارسة العلاقة أثناء الصوم: "ليس لدينا مفهوم النجاسة الخارجية في المسيحية، بل النجاسة هي نجاسة القلب، كان اليهود قديما يهتمون بـ"الغسالات" فمثلا يغسل اليهودى يديه قبل الأكل وإن لم يغسلها فقد كسر الوصية، وفى مرة كان المسيح يأكل مع تلاميذ ولم يغسلوا أيديهم قبل الأكل فسأله الناس عن ذلك، فقال: ما فائدة أن تغسل يديك من الخارج وداخلك نجس فما الفائدة؟ لن يطهر قلبك"، مضيفًا: "ليس لدينا نجاسة خارجية في المسيحية، ومن ثم العلاقة الزوجية لا تفسد الصوم".

 إغلاق الأديرة في أسبوع الآلام والرحلات نهايات الأسبوع

أما في الأديرة، تعتبر فترة الصوم، أيام تفرغ للصلوات والعبادة ووفقا لقرار باباوى من القرارات المعروفة باسم "ضبط الرهبنة" فإن الأديرة "تستقبل الزيارات والرحلات طوال العام باستثناء فترة صوم الميلاد والصوم الكبير فتكون أيام ( الجمعة والسبت والأحد ) فقط من كل أسبوع، بينما تغلق الأديرة أبوابها في أسبوع الآلام الذى يبدأ بأحد السعف وحتى ليلة العيد.

على الرغم من كل هذه الرمزية التي تحملها فكرة القيامة بالنسبة للمسيحيين، إلا أن الكنائس المختلفة والطوائف المسيحية لا تستطيع الاحتفال بعيد القيامة في نفس اليوم، إذ يبدأ الصوم الكبير لدى الكنائس الغربية قبل أسبوع من بدايته لدى الكنائس العربية وهو ما يترتب عليه اختلاف موعد العيد أيضًا.



 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع