محطة الحافلات المركزية بتل أبيب من مول تجارى للأثرياء إلى ملجأ للمشردين.. المنطقة تحولت لـ"العشوائية" بعد فشل المشروعات التجارية.. الفرق الفنية حولتها لساحة للتدريب والتسول.. واللصوص يقلبون أرزاقهم بين الركاب

عندما تم افتتاحها فى عام 1993، كان الحلم وراء تأسيس محطة الحافلات المركزية فى تل أبيب هو تجديد أحد أفقر أحياء العاصمة الإسرائيلية، إلا أن الحلم تحول إلى كابوس، فتحولت تلك المنطقة من الفقر إلى العشوائية، وذلك بعدما فشلت كافة الخطط التنموية هناك، مع فشل العديد من المشروعات التجارية.

 

أفراد أمن
أفراد أمن

 

فعندما تم تأسيس المحطة فى التسعينات من القرن الماضى، كان الهدف استخدام المنطقة المكونة من سبعة طوابق، إلى جانب كونها محطة للحافلات، كمركز للتسوق، يمكن من خلاله تقديم كافة الخدمات التجارية إلى كافة الركاب القادمين إلى تل أبيب من كل حد وصوب، إلا أن إغلاق أصحاب المحال التجارية لمشاريعهم أدى إلى اختلاط الحابل بالنابل هناك.

 

المحطة تحولت إلى العشوائية بعدما كان من المخطط لها أن تكون مولا تجاريا
المحطة تحولت إلى العشوائية بعدما كان من المخطط لها أن تكون مولا تجاريا

 

فالمول التجارى الضخم تحول إلى سوق فلبينى للطعام يقدم الخدمة للقائمين على دار للمسنين، ملحقا بكنيسة فلبينية مؤقتة، بالإضافة إلى مركز للكتب باللغة اليديشية، وبعض محال الصرافة.

 

جانب من الركاب يقفون أمام شباك التذاكر
جانب من الركاب يقفون أمام شباك التذاكر

 

فى حين أصبحت المحاور الخاوية مركزا لتدريب فرق من الراقصين والموسيقيين، وفنانى السيرك، بينما يجد المشردون فيها ملجأ للنوم فى أخر الليل، سواء من الإسرائيليين أو المهاجرين القادمين من عدة دول حول العالم، وهو ما حولها إلى منطقة عشوائية بعدما كان من المخطط لها ان تكون مركزا تجاريا للأغنياء.

 

جانب من المحطة
جانب من المحطة

 

ولكن بالرغم من الحالة السيئة التى وصلت لها محطة الحافلات المركزية بتل أبيب، تجد أنها صارت ملهما للفرق الفنية الفقيرة، التى لا يمكنها تأجير المسارح للتدريب، لتصبح المحطة مركزا فنيا لهم، يستخدمه أصحاب المواهب فى الرقص والتمثيل وتقديم العروض الموسيقية، أمام المشردين.

 

حافلة بانتظار الركاب
حافلة بانتظار الركاب

 

الأمر يبدو أشبه بالتسول، حيث يحاول هرلاء الفنانون استخدام مواهبهم الفنية للحصول على قدر ضئيل من المال من هؤلاء المشردين الذين يحاولون قضاء لياليهم فى الشوارع فى الوقت الذى يتابعون فيه العروض التى تقدمها لهم تلك الفرق غير القانونية، بعيدا عن الإطار الرسمى.

 

دورة مياه عمومية
دورة مياه عمومية

 

تقول دانا فورر، وهى عضو بأحد الفرق الموسيقية، فى تصريحات أبرزتها وكالة "رويترز"، إن محطة الحافلات هى بمثابة منزلا فنيا لها ولفرقتها، حيث يمكنهم من خلالها ممارسة هوايتهم الفنية، موضحة أنها تشعر بالسعادة الحقيقية عندما تضئ ساحات المنطقة المظلمة من خلال الأداء الإبداعى الذى تقوم به فرقتها أمام هؤلاء المشردين المتواجدين بين أروقة تلك المنطقة.

 

طفلتان تتجولان بمحطة الحافلات
طفلتان تتجولان بمحطة الحافلات

 

أما تمار ليمان، وهى أخصائية اجتماعية، فأبرزت أن تلك الفرق الفنية التى تقدم عروضا فى تلك المنطقة تمثل انعكاسا صريحا لطبيعتها، فهؤلاء الفنانين يعانون من الارتباك، حالهم فى ذلك حال المنطقة، والتى خلقت لخدمة طبقات راقية، بينما انتهى بها الحال لتكون ملجأ للمشردين الذين لا مأوى لهم.

 

عارضة تستخدم المحطة للتدريب
عارضة تستخدم المحطة للتدريب

 

إلا أن المشهد داخل المحطة لا يقتصر على مجرد مئات المشردين المتناثرين على الجنبات، وفرقا فنية تسعى لاستجداء فرصة للحصول على المال والشهرة عبر بوابة الشارع، بينما يمتد إلى انتشار اللصوص، والذين حذر منهم بعض الفلبينيين العاملين فى دار المسنين، حيث أكدوا أن المسافرين يجب أن يكونوا حذرين من بشأن حقائبهم وهواتفهم المحمولة فى الوقت الذى يتنقلون فيه بين أروقة المحطة.

 

عازفة وجدت فى المحطة فرصة لإظهار مواهبها
عازفة وجدت فى المحطة فرصة لإظهار مواهبها

 

عاملة بالمحطة
عاملة بالمحطة

 

 

عدد من الركاب
عدد من الركاب

 

 

فنان يقدم عرض
فنان يقدم عرض

 

 

كنيسة فلبينية بمحطة الحافلات
كنيسة فلبينية بمحطة الحافلات

 

محطة الحافلات
محطة الحافلات

 

 

محل تجارى
محل تجارى

 

منطقة بالمحطة
منطقة بالمحطة

 

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع