ترامب وروحانى.. الخصومة حاضرة والخطاب واحد فى الأمم المتحدة.. الزعيمان تبادلا اتهامات الإرهاب واتفقا على التفاوض.. الرئيس الأمريكى لن يتنازل عن العقوبات.. وإيران تغازل الخليج بـ"تحالف الأمل"

ترامب وروحانى.. الخصومة حاضرة والخطاب واحد فى الأمم المتحدة.. الزعيمان تبادلا اتهامات الإرهاب واتفقا على التفاوض.. الرئيس الأمريكى لن يتنازل عن العقوبات.. وإيران تغازل الخليج بـ"تحالف الأمل"
ترامب وروحانى.. الخصومة حاضرة والخطاب واحد فى الأمم المتحدة.. الزعيمان تبادلا اتهامات الإرهاب واتفقا على التفاوض.. الرئيس الأمريكى لن يتنازل عن العقوبات.. وإيران تغازل الخليج بـ"تحالف الأمل"

تشابهات ومقاربات بين خطابى اثنين من أشد الخصوم فى العالم، فبالأمس هاجم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الإرهاب، خلال خطابه، أمس الثلاثاء، فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة حاليا، ثم سعى لإظهار رغبته فى الحوار والسلام، واليوم جاء خطاب الرئيس الإيرانى حسن روحانى على ذات النهج مع إضافة شروط الجلوس على مائدة المفاوضات.

وهناك تشابه كبير بين خطابى الرئيسين، ففى خطابه بدأ ترامب بالحديث عن إيران كداعمة للإرهاب والإشارة إلى النظام السياسى الحاكم فى طهران كنظام قمعى يرفض السلام استراتيجيته هى الموت، مضيفا أن النظام فى إيران يبدد موارد بلاده بسعيه نحو تطوير أسلحة نووية.

واستخدم الرئيس الأمريكى كلمات هجومية وصولا إلى التلويح بالخيار العسكرى قائلا إن بلاده لديها أكبر جيش فى العالم لكنه أضاف: "نتمنى ألا نضطر لاستخدام القوة".

وبدأ الرئيس الأمريكى تدريجيا تهدئة نبرته ليطرح مجددا خيار المفاوضات قائلا إن الشجعان هم من يفكرون فى الحلول السياسية ويحققون السلام، ليعرض مجددا المفاوضات، معربا عن استعداد الولايات المتحدة لإقامة علاقة صداقة مع من يسعون للسلام والاحترام مضيفا: "نريد شركاء لا أنداد".

واستخدم الرئيس الإيراني فى كلمته تكنيكا مشابها، لكن فى حين كان غرض ترامب التهديد للتشجيع على التفاوض، فإن روحانى أظهر العناد معلنا بشكل لا لبس فيه أنه لن يرضخ لما وصفه ب"الإرهاب الاقتصادى" الذى تمارسه الولايات المتحدة ضد شعبه وأنه لا جلوس على مائدة المفاوضات قبل رفع العقوبات.

واستخدم روحانى خطابا حادا للغاية وشن هجوما صارخا على الولايات المتحدة من داخل الأراضى الأمريكية حيث يوجد مقر الأمم المتحدة فى نيويورك، بل أعرب عن عدم ثقته فى دعوتها للتفاوض واعتبر العقوبات الاقتصادية التى تفرضها والإدارة الأمريكية بمثابة فعل ممارسة إبادة بحق الشعب الإيرانى وعدوان على بلاده.

ولم يتوقف الرئيس الإيرانى عند حدود مهاجمة الولايات المتحدة بل انتقد الأوروبيين، الذين لا يزالوا ملتزمين بالاتفاق النووى الذى عقد فى يوليو 2015، غير أنه اعتبرهم فشلوا فى الوفاء بتعهداتهم وكرر مرتين أن أوروبا تعجز عن حل الأزمة الخاصة بالعقوبات الأقتصادية القاسية التى تفرضها الولايات المتحدة ضد إيران.

على الرغم من حدة خطابات الخصمين إلا أنهما تركا بابا للحل الدبلوماسى إذ لم يستبعدوا التفاوض نهائيا حتى أن روحانى، صاحب الخطاب الأعنف لفظيا، ألمح إلى تنازلات محتملة لإنهاء مواجهته مع واشنطن، بما فى ذلك قبول تغييرات فى الاتفاق النووى إذا عادت الولايات المتحدة إلى الصفقة ورفعت العقوبات، داعيا إلى "العودة الى اعادة رسم الاتفاق النووى والالتزام بقرار مجلس الأمن ٢٢٣١ المؤيد للاتفاق النووى والتفاوض."

وفى اليوم السابق للخطاب، التقى روحانى مع رئيس الوزراء اليابانى شنزو آبى، حيث قدم تأكيدات بأن بلاده لن تسعى للحصول على أسلحة نووية وأنه يرفض اسلحة الدمار الشامل.

وبينما يعلم روحانى أن الرئيس الأمريكى لن يخوض حربا فى ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020 والتى يسعى من خلالها لولاية ثانية، إلا أن اختناق بلاده نتيجة للعقوبات الاقتصادية التى فرضتها واشنطن ربما يدفعه للخطى نحو الحل الدبلوماسى.

ما يستحق التوقف عنده ايضا، مغازلة روحانى لجيرانه من دول الخليج، طارحا مبادرة "تحالف الأمل" التى تهدف لحماية حرية وأمن الملاحة فى خليج هرمز والحوار بين دول المنطقة والتسوية السلمية للخلافات مع ضمان عدم التدخل فى الشئون الداخلية.

وأكد الرئيس الإيرانى على أن سلام وأمن دول الجوار من أمن وسلام بلاده  بل ذهب للقول: "نحن جيران بعضنا وليس جيران أمريكا وهى لا تقع فى الشرق الأوسط وليست وكيلة أى شعب".


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع