الذكرى 102 لميلاد الزعيم.. التقارير السرية لـ"عبد الناصر" فى الكلية الحربية.. قائده بالجيش توقع له مستقبلا باهرا.. قيادة عليا: كلفناه بمهمة عسكرية ونجح بشكل جيد.. وأكد: جمال مخلص ومثابر ومحبوب من زملائه وقادته

قيادة عليا: تم تكليفه بمهمة عسكرية في الكلية نجح  فيها بشكل جيد.. جمال مخلص ومثابر في عمله ومحبوب من زملائه وقادته.. ومعلوماته العسكرية جيدة ويجيد الألعاب الرياضية وحسن المظهر

كان نهما في قراءة الكتب من مكتبة الكلية وتركيزه على كتب التاريخ العسكرى لمصر والشخصيات التاريخية مثل نابليون بونابرت والإسكندر وبسمارك ومصطفى كمال أتاتورك وهندنبرج وتشرشل

 

«أيها الأحرار.. فليبق كل فى مكانه.. دمى فداء لكم.. حياتى فداء لكم.. دمى فداء مصر.. حياتى فداء مصر.. أيها الرجال.. أيها الأحرار.. أيها الرجال.. أيها الأحرار.. دمى فداء لكم.. حياتى فداء مصر»، كان هذا جزء من كلمة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بعد محاولة جماعة الإخوان اغتياله فى حادث المنشية فى عام 1954، عبارات وكلمات تؤكد أننا أمام شخص مثابر وشخصية وطنية على استعداد أن يضحى بنفسه من أجل أبناء بلده. 

scan0001

 

جمال عبد الناصر (1)

فى الذكرى الـ102 لميلاد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، اخترنا أن نذهب إلى مراحل غير معروفة عن حياة الزعيم، فالمصريون يعرفون عبدالناصر الرئيس الذى قاد مصر فى مرحلة من أصعب مراحلها، تمكن من تحريرها من الاستعمار وقادها نحو ريادة المنطقة ودعم التحرر فى مختلف شعوب العالم، وانحاز للفقراء، ولكن لا يعرفون عبدالناصر الطالب فى الكلية الحربية، الشاب الذى جاءت كل تقارير قياداته العسكرية تؤكد نبوغه العسكرى والتزامه. 

«اليوم السابع» حصلت على التقرير السرى لجمال عبدالناصر فى الكلية الحربية، وشهادات القيادات العسكرية عنه خلال فترة دراسته فى الكلية، وكذلك بعد ترقيته لملازم أول، حيث يبدأ التقرير السرى السنوى للرئيس الراحل منذ بداية التحاقه بالكلية عام 1938 حتى عام 1947 قبل عام من ذهابه لحرب فلسطين فى عام 1948.

اللافت فى هذه التقارير السرية الصادرة من وزارة الدفاع خلال تلك الفترة، أن قادة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر خلال ملاحظاتهم التى دونوها فى تلك التقارير، توقعوا أنه يكون له مستقبل كبير، ولكن لم يكونوا يتوقعون أنه بعد حوالى 10 أعوام سيكون رئيسا لمصر ويقود ثورة لايزال التاريخ تذكرها حتى الآن ضد الملكية والاستعمار، بل ويقود العالم أجمع نحو التحرر.

والتقرير السرى صادر من وزارة الدفاع من الفترة مايو عام 1938 إلى إبريل عام 1939، عن الرئيس الراحل خلال فترة دراسته فى الكلية الحربية، يظهر أن حالة الضابط الصحية جيدة جدا، وبشأن الملاحظات الهامة خاصة عن المؤهلات العسكرية والأخلاق والمكانة الشخصية والمظهر، أنه بخصوص المؤهلات العسكرية أكد التقرير السرى، أنه ملم بتعليمات الميدان بالنسبة للخدمة العسكرية، وقاد فصيله فى هذا العام بحالة مرضية.

 

جمال عبد الناصر (3)

 

scan0003
جمال عبد الناصر (2)

 

وفيما يتعلق بالأخلاق أشار التقرير إلى أنه قدوة حسنة، وفيما يتعلق بالمكانة الشخصية أوضح التقرير أنه محبوب بين إخوانه ومهذب ومطيع ويفى بما يكلف به، ومجتهد فى عمله، وفيما يتعلق بالمظهر أكد التقرير أنه ذو قوام جيد فى اللبس. 

ومن خلال ملاحظات الضابط الأعلى فى التقرير السرى الخاص بجمال عبدالناصر، يقول: من الضباط الأكفاء ومجتهد ويهتم بكل ما يعمله.

وفى التقرير السرى عن جمال عبدالناصر فى الكلية الحربية خلال عامى 1939 و1940، يؤكد التقرير أن حالته الصحية جيدة جدا، وعن مؤهلاته العسكرية هو ضابط ذو كفاءة، والأخلاق جيدة جدا، وفيما يتعلق بالمظهر أكد التقرير أنه حسن اللبس والهندمة على وجه العموم وهو ضابط نشيط ومجتهد ولديه شخصية فى الميدان، حيث تضمن التقرير شكرا له على جهوده داخل الكلية الحربية.

وخلال الملاحظات العامة، أكد التقرير السرى، أنه ضابط نبيه يجيد الألعاب الرياضية، ويضحى كثيرا فى عمله، وقاد إشارة الكتيبة، وكانت النتيجة حسنة، حيث تضمن التقرير فى الملاحظات أنه تم تكليفه بإحدى المهام العسكرية فى الكلية واستطاع النجاح فيها بشكل جيد.

وتضمنت ملاحظات الضابط الأعلى أن جمال عبدالناصر ضابط نبيه يبشر له بمستقبل حسن، وأعماله فى الكلية الحربية بارزة.

 أما التقرير السرى السنوى الصادر من الكلية الحربية عن جمال عبدالناصر خلال عامى 1940 و1941، يؤكد أن حالة الضابط الصحية جيدة، وأن مؤهلاته العسكرية جيدة، وفيما يتعلق بالأخلاق يؤكد التقرير السرى أن الأخلاق جيدة جدا ومثال طيب، وفيما يتعلق بالمكانة الشخصية يؤكد التقرير أنه محترم ومحبوب بين إخوانه ورؤسائه، وفيما يتعلق بالمظهر يؤكد التقرير أنه جيد وحسن المظهر، وقائد كتيبة الثالث مشاة.

 

وفى التقرير السرى لحالة جمال عبدالناصر فى الجيش، بعد تخرجه من الكلية الحرية، وبالتحديد بين عامى 1941 و1942، يؤكد التقرير أن حالة الضابط الصحية جيدة، والمؤهلات العسكرية أيضا جيدة، وفيما يتعلق بالأخلاق فهى جيدة جدا، والمكانة الشخصية محبوب من مرؤوسيه ومحبوب من إخوانه، والمظهر أيضا حسن المظهر. 

 

 وتشير الملاحظات العامة فى التقرير السرى إلى أنه ضابط نبيه يقضى معظم وقته فى إنجاز عمله ويجيد الألعاب الرياضية، ومضى عليه عام كامل وهو أركان حرب الكتيبة فما وجدنا منه سوى الإخلاص فى العمل والتفانى فى أن يجعل الكتيبة فى مقدمة الوحدات، وتبشر أعماله بالمستقبل الحسن إن شاء الله.

وفى التقرير السرى للجيش المصرى فى عام 1942، وتحديدا فى الفترة من شهر مايو إلى سبتمبر من نفس العام، تضمنت الحالة الصحية للضابط بأنها جيدة، والمؤهلات العسكرية جيدة جدا، والأخلاق ممتازة، والمكانة الشخصية محبوب بين رؤسائه وإخوانه، والمظهر حسن المظهر.

وتضمنت الملاحظات العامة فى التقرير السرى، أنه ضابط نبيه ونشيط وجيد، ويجيد الألعاب الرياضية بشكل كامل، وأدى واجبه على الوجه الأكمل فى فترة بسيطة تحت قيادة قائد الكتيبة، واستطاع أن ينفذ العديد من المهام، وكان له نصيب وافر فى تسهيل أعمال الكتيبة.

 

وفى التقرير السرى الصادر من وزارة الدفاع حينها فى التاريخ من أول أكتوبر 1942 إلى 14 نوفمبر 1942، يؤكد التقرير بشأن الحالة الصحية للضابط بأنها جيدة، وأن المؤهلات العسكرية الخاصة به جيدة جدا، وأنه يتسم بأخلاق ممتازة، وفيما يتعلق بالمكانة الشخصية فأكد التقرير السرى، أنه محترم جدا مع مرؤوسيه كما أنه محبوب بين إخوانه ورؤسائه، وفيما يتعلق بالمظهر أكد التقرير أنه حسن جدا. 

 

وفى التقرير السرى الخاص بجمال عبدالناصر فى الجيش، فى الفترة بين مايو 1943، وإبريل عام 1944، يؤكد التقرير السرى، أن الحالة الصحية للضابط جيدة، وأن مؤهلاته العسكرية جيدة ويؤدى عمله بطريقة مرضية، ومهذب ومطيع ومحترم وحسن المظهر. 

 

وبشأن توقيع جزاءات أو إجراء تحقيقات معه، يؤكد التقرير السرى أنه يؤدى عمله بشكل جيد ولم يتم ملاحظة أى أخطاء أو فرض أى جزاءات عليه خلال هذا العام. 

 

وبشأن التقرير السرى الخاص بالضابط جمال عبدالناصر فى الفترة ما بين أول مايو 1944 وآخر إبريل عام 1945، أكد أن الحالة الصحية للضابط جيدة جدا، وأن معلوماته العسكرية جيدة ويعمل على زيادتها، ومخلص فى عمله، وشخصية محترمة وحسن الهندام، والأعمال التى يتم توكيلها إليه يؤديها بكفاءة وحسن الدراية ويعلم ما تعلمه من فنون المشاة والأسلحة الصغيرة بمقدرة وكفاءة.

 

وفيما يتعلق بالجزاءات والأخطاء، أكد التقرير السرى، أنه لا توجد أخطاء له ولم يتم فرض جزاءات أو إجراء تحقيقات معه خلال هذا العام.

وفى تقرير سرى آخر للرئيس الراحل جمال عبدالناصر خلال فترة الجيش، إلا أن التقرير لم يحدد التاريخ، أكد أن الحالة الصحية للضابط جيدة جدا،  وأنه فيما يتعلق بالكفاءة من حيث القيادة والأعمال الإدارية فإن معلوماته العسكرية جيدة ومثابر، وشخصية محترمة، ومخلص فى عمله وحسن الهندام والمظهر، ويقوم بتعلم المشاة والأسلحة الصغيرة بكل كفاءة وقدرته الرياضية طيبة.

 

وفى التقرير السرى السنوى لجمال عبدالناصر خلال وجوده بالكلية الحربية،  خلال الفترة من أول مايو 1946 إلى 2 يوليو 1946، يؤكد التقرير أن حالة الضابط الصحية جيدة جدا، ويذكر فى الملاحظات العامة بشأن المؤهلات العسكرية والأخلاق والمكانة الشخصية والمظهر والكفاءة من حيث القيادة والأعمال الإدارية أن الضابط لم يخدم بالكلية فى تلك الفترة فيما عدا أيام الامتحانات الختامية للكلية لوجوده بفترة التحضير لكلية أركان الحرب الملكية وقد أدى عمله بالكلية بأمانة.

لم ينسَ الرئيس الراحل هوايته فى قراءة الكتب حتى عندما التحق بالكلية الحربية، ليجد من مكتبة الكلية مكانا لإشباع هوايته ورغباته فى قراءة الكتب، وركز عبدالناصر فى قراءة الكتب على التاريخ العسكرى لمصر، وقضايا الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الشخصيات التاريخية، مثل قائد الثورة الفرنسية نابليون بونابرت والإسكندر وبسمارك ومصطفى كمال أتاتورك وهندنبرج وتشرشل وفوش. 

 

وفى حوار نادر له مع الصحفى الإنجليزى ديفيد مورجان أيضا يتحدث الرئيس الراحل عن هذه المرحلة، ليقول: تخرجت بعد سنتين فى ١٩٣٨ من الكلية الحربية بالعباسية برتبة ملازم ثانٍ، وفى نفس السنة تخرج اثنان من الضباط هما: زكريا محيى الدين، ومحمد أنور السادات اللذان اقترن اسماهما فيما بعد اقترانا وثيقا بقصة الثورة، وكان الجيش المصرى، حتى ذلك الوقت، جيشا غير مقاتل، وكان من مصلحة البريطانيين أن يبقوه على حاله، أما بعد ذلك فقد بدأت تدخل طبقة جديدة من الضباط الذين كانوا ينظرون إلى مستقبلهم فى الجيش بوصفه مجرد جزء من جهاد أكبر لتحرير شعبهم، وعُينا ثلاثتنا فى حامية منقباد، وهى حامية بعيدة بالقرب من أسيوط فى الصعيد.

 

وذهبنا إلى منقباد تملؤنا المثل العليا، ولكن سرعان ما أصبنا بخيبة الأمل، فقد كان أكثر الضباط عديمى الكفاءة وفاسدين، وقد دفعت الصدمة بعض زملائى من الضباط إلى حد الاستقالة، أما أنا فلم أرَ جدوى من الاستقالة، رغم أن سخطى كان لا يقل عن سخط الآخرين، واتجه تفكيرى بدلاً من ذلك إلى إصلاح الجيش وتطهيره من الفساد. 

 

ويضيف الرئيس الراحل فى الحوار: فى عام 1939 نقلت إلى الإسكندرية، وهناك التقيت بعبدالحكيم عامر، وكان يشاركنى ذلك الاعتقاد الراسخ فى الأعماق بضرورة الثورة والتغيير، وبعد نشوب الحرب العالمية الثانية بزمن وجيز نقلت إلى كتيبة بريطانية تعسكر خلف خطوط القتال بالقرب من العلمين، وكان ذلك بقصد التدريب لمدة شهر، وكانت هذه أول مرة أحتك فيها احتكاكاً حقيقياً بالبريطانيين كجنود وكأشخاص، فتركوا فى نفسى أثراً طيباً، ولم يكن هناك أى تعارض بين استطاعتى أن أشعر بشعور ودى نحو عدد منهم على المستوى الشخصى، وأن أحترمهم أيضاً كجنود، وبين شعورى العميق بضرورة التخلص من السيطرة البريطانية، ومن النفوذ البريطانى بأى ثمن، فالأول كان شعوراً شخصياً، والآخر كان مسألة مبدأ، وليست هناك علاقة بين الشعوريين.

 

ويستطرد الرئيس الراحل متحدثا عن شعوره فى هذه المرحلة: فى هذه المرحلة رسخت فكرة الثورة فى ذهنى رسوخاً تاماً، أما السبيل إلى تحقيقها فكانت لاتزال بحاجة إلى دراسة، وكنت يومئذ ما أزال أتحسس طريقى إلى ذلك، وكان معظم جهدى «فى ذلك الوقت» يتجه إلى تجميع عدد كبير من الضباط الشبان الذين أشعر أنهم يؤمنون فى قراراتهم بصالح الوطن، فبهذا وحده كنا نستطيع أن نتحرك حول محور واحد، هو خدمة هذه القضية المشتركة.

 

مجمل تلك التقارير السنوية السرية التى صدرت من الجيش حينها عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر سواء عندما كان طالبا فى الكلية الحربية، أو بعد تخرجه وعمله كضابط فى الجيش، تؤكد مدى التزام هذا الزعيم بواجباته، ونبوغه منذ أن كان شابا، خاصة أن كل التقارير الصادرة بشأنه تشهد بكفاءته وحسن مظهره، وكيف كان له شعبية بين مرؤوسيه وزملائه فى الكلية، وبالتالى ليس غريبا أن يخطب هذا الرئيس قلوب المصريين، حتى الآن، فمشاعره تجاه وطنه كانت صادقة، وحبه لوطنه كان فياضا، وإيمانه بشعبه ومطالبهم وطموحاتهم، لذلك لم ينسه المصريون رغم مرور ما يقرب من 50 عاما على وفاته، هذا المشهد الذى ظهر فى عدد المشيعين لجنازته الذين كانوا بالآلاف وملأوا الشوارع، بل إن بعض المشيعين من المواطنين البسطاء جاءوا من محافظات بعيدة من أجل أن يروا جثمانه وهو يدخل إلى مثواه الأخير.

 

«اليوم السابع» حصلت أيضا على محضر مؤتمر بإدارة لواء الصحراء الغربية فى 4/12/1941 بمناسبة إحلال قوة من الجيش المصرى محل القوات البريطانية من سيدى عبد الرحمن إلى الحمام.. المنطقة التى خدم فيها جمال عبد الناصر فى فترة الحرب العالمية الثانية، حيث يكشف المحضر متطلبات السرية التى كان يعمل فيها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى تلك الفترة، ويكشف هذا المحضر دور جمال عبد الناصر خلال هذه الفترة من نشوب الحرب العالمية الثانية وقد كان خلال تلك الفترة أحد أعضاء كتيبة فى منطقة الحمام.

 

 

scan0014

 

scan0016
 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع