وأضاف شاكر في تصريحات إلى "الفجر"، أن هذه الأسر كانت تعيش في رغد، حيث كانت مصر إمبراطورية تسيطر على مساحة كبيرة من العالم، امتدت من هضبة الأناضول شمالًا حتى الجندل الرابع للنيل جنوبًا، ومن الفرات شرقًا حتى برقة غربًا، وكانت هذه الدويلات تدفع لمصر جزية ضخمة مقابل حمايتها، وتكدست خزائن البلاد بالثروات وانعكس ذلك على حجم المنشآت الدينية الضخمة التي تميزت بها هذه الفترة سواء معابد أوم قابر في الأقصر وغيرها.
أمراض ملكية
وأوضح: أن ذلك انعكس على نوعيات الأطعمة وما تسببه من تداعيات، حيث عانى ملوك هذه الأسر من أمراض العمود الفقري، قد يكون ناتجًا عن زيادة الوزن، كما عانوا من مرض النقرس بسبب كثرة تناول اللحوم الحمراء، وكذا ضعف عضلة القلب وتم اكتشاف ذلك من فحص قلب مومياء الملك رمسيس الثاني، والذي أصيب أيضًا بهشاشة العظام وأرجع الأطباء سببها لتقدمه في العمر، كما أثبتت الدراسات ظهور مرض الروماتويد في نحو 13 مومياء.
متوسط أعمار الملوك
وأشار إلى أن متوسط عمر الإنسان زمن قدماء المصريين تراوح بين 50 إلى 60 عاما وذلك بين الملوك، وعوام الشعب كان سن الموت بينهم مبكرًا حيث تراوح متوسط العمر بين العمال ما بين 30 إلى 35 عاما، ويعتقد أن سبب ذلك هو إصابة العديد منهم بأمراض مثل البلهارسيا التي تصيب الكبد وتؤدى إلى الوفاة مبكرًا.
السرطان والأمراض المعدية
قال شاكر: إن مرض السرطان ظهر جليًا عند فحص مومياء الملكة حتشبسوت، حيث أصيبت بسرطان الثدي والسكر، كما أنه بالكشف على عينات بروتينات من الجلد للعديد من المومياوات كشفت إصابتها بالتهاب قد يكون السرطان أيضًا، ومومياوات أخرى ماتت من العدوى.
أمراض الصدر والبنكرياس والملاريا
وتابع: عانى القدماء من عدوى بكتيريا الرئة والتي تتسبب في مرض السل، كما كشفت الأبحاث عن عدوى بالبنكرياس، وأرجع العلماء السبب في هذه الأمراض إلى ضعف المناعة بسبب سوء التغذية مما أدى إلى نقل الأمراض المعدية مثل الملاريا والسل وغيرها من الالتهابات المعوية الطفيلية.
أمراض العيون والحمى
وأضاف، أن قدماء المصريين عرفوا أمراض العيون كما عرفوا ارتفاع درجات الحرارة، وذلك لكثرة الذباب والحشرات فصنعوا الكحل للزينة، ولطرد الحشرات ولعلاج العين، ووضعه النساء والرجال على السواء.
التوصيف والعلاج
من جانبه، قال الدكتور أحمد بدران أستاذ الآثار المصرية القديمة بجامعة القاهرة، إن مصر عالجت الكثير من الأمراض منذ فجر التاريخ، فلا حضارة دون أجساد متعافية سليمة، ولدينا عدد من البرديات التي تكشف ذلك، حيث عثرنا على بردية "أدوين سميث" التي تعتبر أقدم وثيقة علمية في التاريخ.
ورجح بعض علماء الآثار، أن بردية سميث ترجع للمهندس والطبيب العبقري أيمحتب، وجاء في هذه البردية وصفًا تفصيليًا لحالات جراحية، منها حالات كسور في الجمجمة، وكذلك حالات أصيب فيها المريض بنخاعه الشوكي حيث تم علاجهم وتعافوا.
وأشار إلى أن الأبحاث كشفت عن مومياوات أصيبت بكسور وعولجت بطريقة ناجحة، وكذا حالات بتر في الأذرع، وحالات تم إيقاف وقف نزيف الدم بنجاح واتئمت هذه الجروح وعاش أصحابها حياة بعد تلقيهم العلاج دون تأثر، ولدينا تسجيل لتركيب أول طرف اصطناعي في التاريخ قام به قدماء المصريينن لخادمة المعبودة موت، ويبلغ عمره 3000 عام، والذي سيعرض في المتحف القومي للحضارة بعد أن نقل من المتحف المصري بالتحرير، وقد استخدموا فيه الخشب، وتم محاكاة شكل أظفر القدم.
وأضاف بدران: عثرنا أيضًا على بردية "كاهون" وتضم مجالين طبيين الأول بشري والثاني بيطري، وكذلك لدينا بردية إيبرز والتي ترجع لعام 1500 ق. م، ووصفت ما يقرب من 877 مرض منها أمراض جلدية وأمراض تصيب الأطراف وأمراض الشرايين وغيرها.
واختتم كلماته قائلًا: إن هذه البرديات كشفت أن قدماء المصريين تقدموا طبيًا وكذلك في علم الصيدلة حيث تكلمت عن علاج أمراض البطن وأمراض الرمد والعيون أمراض الرأس وعلاجات الشعر، ولدينا أقدم أدوات طبية لجراحات العظام محفوظة بمتحف أيمحتب بمنطقة سقارة.
هذا الخبر منقول من الفجر