بوابة صوت بلادى بأمريكا

وانتصر المرض على المنتصر بالله.. تفاصيل الأيام الأخيرة فى حياته وصور نادرة من ظهوره الأخير.. زهد عن الكلام وأخفوا عنه موت أحبابه.. حكاية آخر صورة مع جيهان السادات والدور أبو "تلاتة تعريفة" مع فؤاد المهندس

رحل اليوم صاروخ الكوميديا الفنان المنتصر بالله بعد صراع طويل مع المرض استمر لسنوات طويلة، وفى نهاية الرحلة انتصر المرض وفارق الموهوب المبدع الحياة، ولكن يبقى فنه شاهداً على موهبته وإبداعه.

وفى آخر اتصال هاتفى لـ"اليوم السابع" مع زوجته عزيزة كساب قبل وفاته، أوضحت تفاصيل تطور حالته الصحية حيث زهد عن الكلام والتواصل مع الناس، وأوقف جلسات العلاج الطبيعى منذ فترة بسبب أزمة فيروس كورونا، ولم يعد يخرج من غرفته، حيث كان يقضى أغلب وقته نائماً.

وأضافت زوجة المنتصر بالله: "طبعا هو نفسياً متأثر بسبب قعدة البيت لأنه مكانش بيقعد وكانت حياته كلها حركة ونشاط وشغل".

وأكدت الزوجة أن الشىء الوحيد الذى يخفف عن الفنان المنتصر بالله ويسعده هم أحفاده، فلديه أربعة أحفاد يحاولون دائما التخفيف عنه.

وحرصت زوجة الفنان الراحل المنتصر بالله خلال الفترة الأخيرة على إخفاء الأخبار السيئة عنه حتى لا تتدهور صحته قائلة: "أنا دايما باخبى عنه الأخبار السيئة علشان حالته ماتتأثرش وميعرفش بوفاة فاروق الفيشاوى لأنه كان صديق عمره، ولا وفاة الفنانة رجاء الجداوى التى كانت دائمة السؤال عليه، أو وفاة جورج سيدهم".

وأكدت عزيزة كساب بصوت يحمل كل معانى الرضا والصبر أنها لا تلوم من لا يسألون عن زوجها الفنان المنتصر بالله وتقدر انشغالات الحياة، قائلة: "اللى بيسألوا عليه أكرم السعدنى والنقيب أشرف زكى والمخرج عمر عبد العزيز، وكانت الفنانة الكبيرة شويكار تحرص دائما على السؤال عنه حتى قبل رحيلها بأيام قليلة".

صارع الفنان المنتصر بالله المرض لسنوات طويلة اشتاق له خلالها جمهوره، وظهر فيها الفنان الراحل ظهوراً محدوداً فى بعض المناسبات التى تم تكريمه فيها، وكان هذا الظهور هو الأخير الذى التقطت فيه العدسات صوراً للراحل المبدع، وقد ظهر عليه تأثير المرض ولكنه كان لا يزال يحتفظ ببقايا ابتسامته.

وكان من ضمن هذه الصور صورة لتكريمه فى مسرح الهناجر بالأوبرا منذ عامين، فى ذكرى رحيل الفنان عبدالله محمود، حيث عرض فيها فيلم المواطن وتم تكريم اسم عبدالله محمود والمخرج صلاح أبو سيف والفنان المنتصر بالله، وحرص عدد من الفنانين على التقاط الصور مع المنتصر بالله ومنهم الفنانون: محسن محيى الدين وأحمد سلامة ومحمد عبد الواحد وهالة أنور وأحمد عبد الله محمود والمخرج أشرف فايق.

خلال تكريمه فى الهناجر

كما ظهر الفنان الراحل المنتصر بالله فى نفس العام عندما كرمته منظمة الأمم المتحدة للفنون فى حفل عيد الأب مع عدد من النجوم ، ومن عجائب القدر أن العدسات التقطت له صوراً إلى جوار رفاقه الفنانين الراحلين جميل راتب وطلعت زكريا.

خلال احتفالية عيد الأب إلى جوار رفاقه جميل راتب وطلعت زكريا

وكانت منظمة الأمم المتحدة للفنون كرمت الفنان المنتصر بالله فى احتفالية لعيد الأب عام 2016، وفى نفس الحفل تم تكريم اسم الرئيس الراحل محمد أنور السادات وحضرت التكريم السيدة جيهان السادات.

مع السيدة جيهان السادات

وخلال الحفل لاحظت جيهان السادات وجود الفنان المنتصر بالله فقامت بنفسها واتجهت نحو المائدة التى يجلس عليها الفنان الراحل وسلمت عليه وأكدت له مدى إعجابها به ورغبتها فى الاطمئنان عليه، وشعر المنتصر بالله وزوجته عزيزة كساب بسعادة بالغة والتقطت العدسات صورا لهذا المشهد.

لم يحصل المنتصر بالله طوال مشواره على أدوار البطولة المطلقة، ورغم ذلك كان دائما بطلا في أدواره، وهو ما جعله باقيا وحاضرا فى أذهان الملايين رغم ابتعاده عن الفن لسنوات قبل رحيله بسبب المرض.

ولم تقتصر قدراته وإمكانياته الفنية على الكوميديا فقط، ولكنه أبدع أيضا وأثبت أن لديه إمكانيات لم تستغل حين جسد الشر والاستغلال في مسلسلات حسن أرابيسك، وأنا وانت وبابا في المشمش وغيرها.

عشق المنتصر بالله الفن منذ صغره وحصل على بكالوريوس الفنون مسرحية عام 1969، وحصل على ماجيستير الفنون المسرحية عام 1977.

وفى حوار للمنتصر بالله عن بداياته تحدث عن دور الفنان فؤاد المهندس في حياته الفنية، مشيراً إلى أنه أكثر من ساعده فى بداية مشواره، حيث قابله بالصدفة لأول مرة فى مسرح الزمالك، وقال  له إنه يحب التمثيل، ويريد أن يمثل معه.

وقال المنتصر بالله عن هذا اللقاء: "طلبت من الأستاذ أن أمثل معه ولو دور بنكلة"، فقال لى مبتسمًا: "تعالى بكرة المسرح وهديّلك دور بتلاتة تعريفة".

ذهب المنتصر بالله للمهندس في اليوم التالى، فأعطاه دوراً فى مسرحية "النجمة الفاتنة"، وكان الدور عبارة عن جملتين فقط، هما "بكره العصر هتنهض مصر، ونموت ونحيا فى حضن يحيى"، مشيرا إلى أنها كانت بدايته في التمثيل وبعد ذلك اقتنع  به فؤاد المهندس وشجعه، وبالفعل اشترك معه فى مسرحيات كثيرة، وفى الفوازير، وكذلك في فيلم فيفا زلاطة

أبدع المنتصر بالله العديد من الأعمال التي تجاوز عددها 170 عملا ومنها أفلام: "تجيبها كدة تجيلها كدة هي كدة، أسوار المدابغ، التحدي، الحدق يفهم، الزمن الصعب، الشيطانة التي أحبتني، الطيب أفندي، الفضيحة، المعلمة سماح، المغنواتي، المواطن مصري، حارة الجوهري، ياتحب ياتقب، شفاه غليظة، ضد الحكومة، فقراء ولكن سعداء، محامي تحت التمرين، ممنوع للطلبة، نأسف لهذا الخطأ، ناس هايصة وناس لايصة، يا ما أنت كريم يارب".

وفِي المسرح قدم: استجواب، حضرات السادة العيال، عائلة سعيدة جدا، شارع محمد علي، علشان خاطر عيونك، مطلوب على وجه السرعة، العالمة باشا".

وفِي التليفزيون قدم مسلسلات "بدارة، أنا وأنت وبابا في المشمش، حكايات بناتي، اجري اجري، راجل وست ستات، حقا أنها عائلة سعيدة جدا، شارع المواردي، لن أمشي طريق الأمس، الصحيح ما يطيح، أبناء ولكن، أيام المنيرة، أرابيسك، الشراغيش، آن الآوان، عيون، الدنيا لما تلف".

وامتلك الفنان المنتصر بالله طاقة كوميدية جبارة، وسرعة بديهة وخفة ظل جعلته يبارز كبار نجوم الكوميديا وعباقرتها، وهكذا فعل فى مبارزات فنية ممتعة أمام الفنان الكبير أمين الهنيدى في مسرحية "عائلة سعيدة جدا"، وأمام وحش الشاشة فريد شوقى في مسرحية" شارع محمد على"، وفى مواجهة أستاذه فؤاد المهندس في "مسرحية علشان خاطر عيونك".

ولم تقتصر قدراته وإمكانياته الفنية على الكوميديا فقط ولكنه أبدع أيضا وأثبت أن لديه إمكانيات لم تستغل حين جسد الشر والاستغلال في مسلسلات حسن أرابيسك، وانا وانت وبابا في المشمش وغيرها.

عشق المنتصر بالله الفن منذ صغره وحصل على بكالوريوس الفنون مسرحية عام 1969، وحصل على ماجيستير الفنون المسرحية عام 1977.

تزوج المنتصر بالله من الفنانة عزيزة كساب، وأنجب منها 3 بنات واعتزلت الفن بعد الزواج للتفرغ لرعاية أسرتها، وكان لها دور كبير في مشواره الفني وفى مساندته ودعمه بعد مرضه.

بدأت معاناة المنتصر بالله مع المرض  عام 2008، حيث أصيب بجلطة في المخ أبعدته عن الفن لمدة عامين، وعندما تحسن تحامل علي نفسه لتقديم بعض الأعمال التي لا تتطلب مجهودا مثل المسلسلات الإذاعية، وشارك كضيف شرف في مشهد أو حلقة ببعض الأعمال، فظهر في المسلسل التليفزيوني راجل وست ستات، والإذاعي عوام على بر الهوي ولكنه لم يستمر طويلًا لتأثير المرض عليه، وابتعد من جديد عن الساحة الفنية، حتى رحيله.


هذا الخبر منقول من اليوم السابع