بوابة صوت بلادى بأمريكا

أيمن عبد التواب لـ«مبروك عطية»: ألا تستحي يا دكتور؟.. «11 ملاحظة» تكشف حقيقة تحريف تصريحات «مصير الميت بكورونا».. ماذا تعني «إبادة البشرية كلها» يا شيخ.. ومَن الذي يعتذر أنت أم الصحفي؟

عبر صفحته الرسمية، بث الداعية الدكتور مبروك عطية، مقطع فيديو، حاول فيه توضيح ما كان يقصده بتصريح أن المتوفى نتيجة الإصابة بكورونا أو بوباء عام يموت أسوأ ميتة.. واتهم الشيخ أحد الزملاء في اليوم السابع بـ«تحريف تصريحاته»، وبعدم المهنية!

 

وخلال السطور القادمة، سوف نبدي بعض الملاحظات، على فيديو الشيخ مبروك، تاركين للقارئ؛ ليحكم بنفسه مَن المخطئ، ومَن هو «عديم المهنية»؟ ومَن تجاوز حدود الأدب واللياقة، المحرر أم الدكتور؟

 

 

أولًا: ليس «اليوم السابع» هو الموقع الوحيد الذي نشر «تفريغ» مقطع الفيديو، الذي تحدث فيه الشيخ مبروك عن «ميتة السوء»، وقصد بها المتوفين نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا «كوفيد 19»، وتشبيههم بقوم نوح وقوم لوط! فهناك مواقع أخرى- يمكن للدكتور أن يبحث عنها ليتأكد بنفسه- نشرت «نفس نص» تفريغ الفيديو.. فهل كل الزملاء في هذه المواقع «اتفقوا فيما بينهم» على تحريف تصريح «أسوأ ميتة»؟ وما مصلحتهم يا دكتور؟

 

ثانيًا: من المؤسف حقًا أن الدكتور مبروك «سخر» من اسم صحيفة وموقع «اليوم السابع» بقوله: «اليوم السبعتاشر»! وهي طريقة لا علاقة لها بـ«المهنية» التي «تشدق» بها الشيخ، وعاب على الزميل الصحفي عدم اتباعه لها.. كما أنها تنال من «الوقار» الذي يجب أن يكون عليه «العالم»!

 

ثالثًا: إذا افترضنا جدلًا أن الصحفي أخطأ في «النقل»، ولم يفهم المعنى المراد من كلام الشيخ، وهو ما لم يحدث.. فكان يجب على الشيخ أن يسلك المسارات المتبعة لتصحيح الخطأ «إن وجد»، ومنها الاتصال بمسؤول النشر في الجريدة، أو حتى الاتصال برئيس التحرير، وتوضيح اللبس، أو إرسال «رد كتابي» مرفق به التصحيح.. وحال امتناع الجريدة عن نشر الرد، يمكن للشيخ أن يلجأ للقانون ليقاضي الصحفي والجريدة.. وهو بالطبع يعرف ذلك، باعتباره داعية «ميدياوي» قديم.. أي يجيد التعامل مع وسائل الإعلام!

 

رابعًا: الشيخ قال: القضية لا تستدعي كل هذه «المحككة».. مضيفًا: «لما واحد يموت بكورونا، أو ألف، عشرين ألف، شهداء.. إنما لا قدر الله، (لو ماتت البشرية كلها بكورونا، إبادة بشرية يبقى غضب من الله) آدي القضية كلها»!

 

ويبدو أن الدكتور مبروك غاب عن ذهنه أن «الإبادة البشرية»- كما قال فضيلته- ليس لها معنى واحدًا، ألا وهو قيام «يوم القيامة»! أليس كذلك يا دكتور؟ أليست الساعة مرتبطة بوفاتنا جميعًا «وفاة البشرية»؟ فهل قيام القيامة «غضب من الله» يا شيخنا الجليل؟

 

خامسًا: الشيخ مبروك عطية وجه حديثه للزميل الصحفي، قائلًا: «راجل عالم بيقولك.. عالم.. الورق حتى بيقول كده يا أخي.. أنا مبعرفش حاجة.. كويس؟ بس إحنا في دولة الورق.. الورق بيقول إني عالم كبير جدًا.. عميد كلية.. واخد أستاذية من 23 سنة.. عضو لجنة علمية..»!

 

ظني- وليس كل الظن إثمًا- أن وصف الدكتور مبروك لنفسه بأنه «عالم كبير جدًا»، دون أن ينسب فضل علمه لله- عز وجل.. ثم استعراضه للمناصب الإداربة التي يشغلها، والدرجات العلمية التي حصل عليها.. ويجافي «التواضع» الذي يجب أن يكون عليه العلماء «الكبار» حقًا.. بالإضافة إلى أنه لون من ألوان الغرور، وتضخيم الذات، وأمور أخرى تتطلب وقفة مع النفس «الآمرة بالسوء»، قبل أن تتطور الأمور وتحتاج إلى مراجعة «طبيب نفسي»!

 

سادسًا: الدكتور كرر توجيه حديثه للزميل، قائلًا: «إحنا مهنيين؟ والله ما عندك ريحة المهنية! لو مهني تفهم.. تفهم شغلك»!

 

الشيخ مبروك أقسم بـ«الله» بأن الزميل ليس عنده «ريحة المهنية»! فمن أين جاء بهذا التأكيد، الذي أكده بلفظ الجلالة؟ هل الدكتور يعرف الزميل جيدًا؟ هو راجع شغل الصحفي طيلة سنوات عمله في المؤسسات الإعلامية؟ هل تحرى عنه، وتواصل مع نقابة الصحفيين فأعطوه شهادة بأن الزميل عضو النقابة «معندوش ريحة المهنية؟! ألا تعلم أن الحلف بالله كذبًا «حرامٌ»، بالتنوين يا دكتور؟!

 

سابعًا: حاول الدكتور مبروك توضيح مقصده لمتابعيه، وللزميل بقوله: «شوف شغلك.. الراجل بيقولك سطر واحد، وجاب سيرة العمرة شهداء.. وإللي يموتوا 10 في عربية شهداء.. ألفين، تلت تلاف، أربع تلاف ماتوا بكورونا والناس لسه صاحية، فيها الرمق، شهداء.. إبادة بشرية.. يللي عمرك ما شوفت سورة الأنعام.. ربنا قال في أمم قبلنا: فأهلكناهم بذنوبهم.. دي كانت شهادة؟ ربنا اعتبرهم شهداء؟ يا ولاد القرعة»!

 

ومع التحفظ على لفظ «ولاد القرعة»، الذي لا يصح أن يصدر من «داعية إسلامي».. فإن «العالم الكبير جدًا»، جانبه الصواب في استدلاله، واستشهد بجزء من آية قرآنية في غير موضعها.. فقد وضَّحَ «فضيلته» أنه يقصد أن «الإبادة البشرية ليست شهادة»! مستشهدًا بجزء من الآية السادسة من سورة الأنعام «أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ»!

 

ثامنًا: الحقيقة أن «الإبادة البشرية»- التي قصدها العالم الأزهري- تتنافى مع استشهاده بالآية التي ذكرها.. فهي واضحة تمامًا أنها تتحدث عن الأقوام الآخرين الذين «أشركوا بالله»، ولم يتناهوا عن اقتراف السيئات، وارتكاب المعاصي والمحرمات؛ فأهلكم الله بذنوبهم، كقوم عاد وثمود، وقوم نوح، وقوم لوط، وقوم شعيب!

 

وأرجو من «العالم الكبير جدًا»، أن يراجع الآيتين الرابعة والخامسة من سورة الأنعام- التي استشهد بها- إذ يقول الله- عز وجل-: «وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين* فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون». فهذا إخبار من الله عن إعراض المشركين، وتكذيبهم، وشدة عداوتهم، وعدم شكرهم نعم الله عليهم.. ولم تعد تنفع فيهم الآيات الدالة- دلالة قاطعة- على الحق، والإيمان بالله؛ فاستحقوا الهلاك في الدنيا.. ويوم القيامة سيريهم الله ما كذبوا، واستهزأوا به.. أليس كذلك يا دكتور؟

 

هذا الهلاك، وهذه «الإبادة» كانت متعلقة بالأقوام السابقة الكافرة، المشركة، المجرمة، الظالمة.. قبل أن يُبعث النبي الخاتم، محمد- صلى الله عليه وسلم- الذي جاء بالدين الخاتم «الإسلام»، الذي أخبرنا أن يوم القيامة هو «نهاية البشرية».. ولن تكون هناك «إبادة بشرية» كاملة- لا بفيروس كورونا ولا بغيره- قبل أن تقوم الساعة.. أليس كذلك أيها «العالم الكبير جدًا»، أم عندك قول آخر تأتينا به؟!

 

عاشرًا: قال الدكتور مبروك، موجهًا حديثه للزميل: «مين يا روح أمك.. أنت قاعد ماسك قلم.. حرام عليك تمسكه.. يا بني المهنية تفهم أنت بتهبب إيه.. ولما تغلط تعتذر.. هو أنا جبت الكيميا؟ دا قرأن صريح.. أمطرنا عليهم مطرًا فساء مطر المنذرين.. صباح المنذرين.. أهلكناهم.. ألا بعدًا لعاد».

 

قطعًا.. هذا أسلوب لا يليق بأستاذ أزهري، يدرس الشريعة الإسلامية، والمفترض أنه «يربي أجيالًا»! والحقيقة أن الذي يتوجب عليه الاعتذار هو أنت يا دكتور، وليس الزميل؛ لأنه لم يخطئ، ومارس عمله بمهنية، ونقل عنك نص ما قلته بالحرف، لكنك حاولت التنصل مما قلت..

 

ثم مَن الذي «يهبب» يا دكتور.. الزميل الذي نقل عنك، أم أنت الذي تصر على الاستشهاد والاستدلال الخاطئ؟ فقد استشهدت بالآية «وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ».. وهذه الآية يا دكتور- وأنت أعلم منا- نزلت في قوم لوط، الذين قامت عليهم الحجة، ووصل إليهم الإنذار، فخالفوا الرسول وكذبوه، وهموا بإخراجه من بينهم؛ فأرسل الله عليهم

 حجارة من سجيل أهلكتهم! وكما أهلك الله قوم لوط، أهلك قوم عاد، مع اختلاف وسيلة الهلاك.. أي أن الأمر لا علاقة له ب«إبادة البشرية».. وراجع كتب التفاسير يا عالم يا كبير جدًا!

 

كما أنك قلت نصًا: «الكورونا لو موتت البشرية كلها، لا قدر الله، في دقيقة، بقت إبادة وغضب من ربنا.. أعيدها كام مرة أقول إيه؟ أشرح إيه؟».

 

"لا تعيد ولا تزيد".. فما قلته واضح تمامًا.. «الكورونا لو موتت البشرية كلها في دقيقة، بقت إبادة وغضب من ربنا»! واسمح لي يا دكتور أن أعيد شرحها لك، وأن أكررها عليك؛ فكما تعلم فضيلتك أن «التكرار يعلم الشطار»! وأنت شاطر يا دكتور، وأرجو أن تفهم هذه المرة أن «الكورونا لو أبادت البشرية كلها في دقيقة واحدة»، فلن يكون ذلك «غضب من ربنا»- كما ذكرت يا دكتور- وإنما «قيام الساعة».. يعني «يوم القيامة» يا علَّامة! واسأل مَن هم أعلم منك!

 

حادي عشر: العالم الكبير جدًا اختتم حديثه بالصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم.. لكنه أنهى الفيديو بجملة غريبة جدًا، وهي: «كله في الكاباكا»! فهل نطمح في فيديو جديد لمولانا الشيخ مبروك، يوضح فيه ماذا يقصد بـ«الكاباكا»؟ وهل هي تعويذة سحرية، أم فيروس جديد لإبادة البشرية؟.


هذا الخبر منقول من اليوم السابع