بوابة صوت بلادى بأمريكا

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 10 يوليو 1969 ..الصاعقة المصرية تقتل 35 جندياً إسرائيلياً وتأسر واحداً فى عملية «لسان بورتوفيق»

بدأ أبطال «الكتيبة 43 صاعقة»، المكلفة بعملية «لسان بورتوفيق» ضد القوات الإسرائيلية «راجع ذات يوم 9 يوليو 2017» فى نفخ القوارب، فخرج صوت مرتفع لفت نظر مندوب البوليس الدولى المرابط فى المبنى الذى يقع خلف المبنى، الذى يوجد فيه أبطال الصاعقة، ويتذكر اللواء معتز الشرقاوى، أحد المنفذين للعملية، وكان وقتها برتبة «ملازم أول»: «كان اكتشافنا كفيلا بإجهاض العملية ككل، فهذا الجندى سيبلغ قيادته، التى ستبلغ القوات الدولية على الجانب الآخر، مما سينذر القوات الإسرائيلية»، ويضيف «الشرقاوى» فى حواره المنشور على موقع «مجموعة 73 مؤرخين»: «فى هذا الوقت كان علاء الحامولى «لاعب الزمالك فى ستينيات القرن الماضى ومعلق الكرة الراحل» ضابط اتصال بين القوات المصرية وقوات البوليس الدولى، فأخبره الرائد أحمد شوقى بأن هذا الجندى قد يكشف العملية، واقترح عليه أن يصعد إليه بزجاجة ويسكى غالية، ويدعوه لشربها فى إحدى الشقق، وبالطبع لم نر هذا المندوب مرة أخرى».

 

يضيف الشرقاوى: «كانت منطقة النزول إلى المياه محاطة بأسوار من السلك الشبكى لمنع أى شخص من النزول، وعلى مدار أسبوعين قبل التنفيذ استمر أحد الجنود، فى قطع نقطة فى السلك وتركها بالكاد متماسكة، لكى لا يلاحظ الجانب الإسرائيلى أن السور تم عمل فتحات به مما قد ينبهه بعمل هجومى قريب»، وحسب «الشرقاوى»: «نزلت القوة للمياه فى أربعة عشر قاربًا بترتيب معين، وكنا نعبر تحت خط سير القذائف مباشرة، وأثناء عبورنا اعتلت دبابة إحدى المصاطب ورصدت قارب الملازم رؤوف أبوسعدة، وأطلقت عليه قذيفة، فأصيب بشظية فى وجهه، وأصيب الرقيب عبدالحليم محمد بشظية فى معصم يده، ولاستكمال التنفيذ أخرج الرجال المجاديف وواصلوا العبور تجديفًا، وفور وصولنا بدأنا بالعمل بما تدربنا عليه». 

 

أطلق «الشرقاوى» هو وزملاؤه النيران على دبابة، فخرج منها جندى إسرائيلى لتنهمر عليه الطلقات بقوة دفعت جثته بعيدًا عن الدبابة، وبعد ذلك خرج جندى آخر حاول النزول على الأرض، وحسب الشرقاوى: «قبل أن يلمس الأرض، احتضنته وحملته على كتفى، وصعدت الساتر الترابى به ثم نزلت مرة أخرى تجاه القارب، وألقيت به فى القارب لفرد المهندسين لكى يحرسه، ثم عدت مرة أخرى إلى رجالى فوق الساتر وبدأنا فى اقتحام الموقع، فقام رؤوف أبوسعدة بتدمير دبابة، ودمر حامد جلفون دبابة، وعبدربه دمر دبابة، وقمت بتدمير دبابتين».

 

يؤكد «الشرقاوى»: «سيطرنا تمامًا على الموقع، مما أعطانا هدوءًا نفسيًا غريبًا، وبدأنا فى التمشية داخله، بينما الدخان الأسود يعلو جراء انفجار ملجأ الجنود والدبابات الخمس، وجمعنا ثلاثة أعلام للموقع الإسرائيلى، أحدهم أخذه المساعد حسنى سلامة، وكان على صهريج كبير، ووضع مكانه العلم المصرى وأحكم ربطه بالأسلاك، وظل مكانه فترة طويلة، وكلما اقتربت قوة إسرائيلية منه تضربها قواتنا من الناحية الأخرى للقناة، مما جعلهم ينسفون الصهريج بالكامل للتخلص منه، وبعد مرور ما يقرب من ساعة من احتلانا الموقع وتأمينه والسيطرة عليه تلقينا إشارة بالانسحاب وهى: «ستك بتخاف من الجوافة»، وبدأنا العودة فى القوارب، وكان آخر من وصل هو الرقيب عبدالحليم، الذى وقع مغشيًا عليه»، وتبين أنه مصاب منذ بدء العبور واستمر ينزف أثناء التنفيذ والعودة بالتجديف، حتى استشهد وسط رفاقه بعد تنفيذ المهمة تلى ذلك استشهاد ثلاثة جنود آخرين من إصابات أخرى بعد عودتهم، وفى تقرير العمليات، تم ذكر أن القوة التى بدأت تكونت من «140» جنديًا وعادت «141» بعد أسر جندى مدرعات إسرائيلى».

 

بدأت رحلة العودة بالتحرك بالعربات فرادى، ثم دبابات كتيبة المدفعية، ويقول الشرقاوى: «كان الليل قد حل، وبدأ الطيران الإسرائيلى بالتدخل «لكن» طاشت طلقات وصواريخ وقنابل العدو على يمين ويسار الطريق، واستقبلنا رجال الكتيبة بالزغاريد، وبالبكاء والفرح ليلة يوم 10 يوليو «مثل هذا اليوم» 1969، ومنحنا الرئيس عبدالناصر فورًا نوط الشجاعة من الطبقة الأولى للضباط وكل الصف والجنود نفس النوط من الطبقة الثانية وطلبنا للقائه فى منزله، وهناك رحب بنا: «أهلًا بالأبطال، حمد الله على السلامة» واحتضن كل منا، ودار حوار هادئ جميل جدًا، وكنت أحس أن نظرات الرئيس تخترق كل منا لتنفذ من الناحية الأخرى، فهذه هى كاريزما الرئيس عبدالناصر، كما رأيتها بعينى».

 

أسفرت المعركة وفقًا لكتاب «حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل 1967 - 1970» تأليف «إنجى محمد جنيدى» عن «دار الكتب والوثائق القومية - القاهرة» على: «تدمير خمس دبابات وقتل وجرح خمسة وثلاثين فردًا وتدمير أربعة ملاجئ، وأسر جندى إسرائيلى».

هذا الخبر منقول من اليوم السابع