بوابة صوت بلادى بأمريكا

تحابا فى الله واجتمعا على القرآن.. "تحية وفتحية" سخرتا حياتهما لتحفيظ كتاب الله بقرية دقلت بكفر الشيخ.. كتابهما حفظ أجيالا على مدار 53 سنة.. تخرج على يديهما أطباء ومهندسين ومعلمين.. ويؤكدان: الحفظ بالألواح أسهل

تعددت النماذج المشرفة بمحافظة كفر الشيخ، ليست من الشباب والفتيات والأطفال فقط، ولكن من السيدات اللاتى حرصن على حفظ القرآن الكريم منذ صغرهن، ولم يكتفين بذلك بل سارت على نهج شيختهن اللاتى حفظن القرآن الكريم على أيديهن.

ومن بين تلك النماذج السيدتان المسنتان فتحية بيلى إبراهيم، وتحية عبد الفتاح الفقى "كفيفة"، وهبا عمرهما وحياتهما لتحفيظ القرآن الكريم لأبناء قريتهما "دقلت" التابعة لمركز ومحافظة كفر الشيخ، وتخرج على أيديهما أجيال من أبناء القرية والقرى المجاورة.

بدأت رحلة القرآن معهما عندما كانا فى سن السابعة من عمرهما عندما حفظ القرآن الكريم على يد شيختهما وكتبن القرآن الكريم فى ألواح ومن خلال تلك الألواح حفظت كل منهما القرآن الكريم، وعندما كبرا صمما السير على نهج معلمتهما ففتحت كل منهما كتابا تحفظا فيهما الأطفال القرآن الكريم، وبرغم كبر عمرهما الذى تجاوز الـ76 إلا أنهما سعيدتين بعملها المتواصل الذى يصل لـ19 ساعة يوميا ليل نهار لاستقبال الأطفال والسيدات لتحفيظهم القرآن الكريم.


الشيخ فتحية البيلي

قالت الشيخة فتحية بيلى إبراهيم، إنها تزاملت مع رفيقة عمرها ومشوارها الشيخة تحية عبد الفتاح الفقى، منذ طفولتهما وبدأتا حفظ القرآن الكريم فى كُتاب القرية معا وعمرهما 7 سنوات، وأتمّا حفظه فى سن 9 سنوات.

أضافت فتحية بيلى، عقب حفظهما القرآن الكريم ساعدتا محفظتهما فى تحفيظ أبناء القرية المترددين على الكُتاب لمدة 13 سنة، وبعدها اتفقت مع الشيخة فتحية، وافتتحتا كُتاب خاص بهما لتحفيظ القرآن الكريم، عام 1969، ومنذ هذا التاريخ شهدا تخريج الكثير من أبناء القرية والقرى المجاورة الذين أتموا حفظ القرآن الكريم على يديهما وتخرج الكثير منهم للعمل كأطباء أو معلمين أو وعاظ، وعمداء كليات.

وقالت فتحية البيلى، ونظرا للإقبال الكبير ومن الأهالى عليهما قررا أن يكون لكل منهما كتابها الخاص بها، لاستقبال الأطفال، ولم يقتصر الأمر على الأطفال بل تعدى للسيدات، فهناك سيدات كبار وفتيات وربات أسر تقبل عليهما لتعليمهن القرآن الكريم، وهناك سيدات لم تكن تعرف تقرأ وتكتب، ساعدتهم على تعلم القراءة والكتابة، ويحرصن على الحضور للكتاب لحفظ القرآن الكريم.


الشيخة تحية الفقي وفتحية البيلي

وأضافت بيلى، يوجد فرق بين حفظ القرآن قديما واليوم، فالإقبال والحفظ قديما كان أفضل فكان المقبل على حفظ القرآن الكريم يكتب القرآن فى ألواح ويحفظ من اللوح مثلها، فهى كتب القرآن الكريم كله من الفاتحة للناس على ألواح، كما أن الإقبال على الدروس الخصوصية قلل إقبال الأطفال على الكتاب، مقارنة بالأعوام الماضية.

وأكدت تحية عبد الفتاح الفقى، أنها فقدت بصرها، واستمرت فى تحفيظ أطفال القرية طوال 53 سنة، وأنهما حصلتا على ترخيص من المحافظة لتحفيظ القرآن، وبعدها سافرتا للقاهرة، وأجرت مشيخة الأزهر اختبارين لهما، وتم منحهما رخصة الكتاب.

وقالت الفقى، إنهما لا يمنعان أى طفل من الالتحاق بالكُتاب، ويستمر العمل بالكُتاب طوال اليوم، ويتعاقب التلاميذ على الحضور بعد الانتهاء من دراستهم بالمدارس أو حضور دروسهم الخاصة، مؤكدا أن لديها سيدات كبار تحفظن القرآن الكريم، موجه نصيحة لكل الشباب والفتيات والكبار بالحرص على حفظ القرآن الكريم.


الشيخة تنحية الفقي

وقال عبدالعزيز الفقى، حفيد الشيخة تحية الفقى، إنه فخور بجدته التى تستقبل الأطفال والكبار ليحفظوا القرآن الكريم، فأصبحت علامة من علامات قرية دقلت والقرى المجاورة لها، ويعتبر إلقاء الشيخة تحية والشيخة فتحية للقاء "اليوم السابع" عمل غير مسبوق منذ عدة سنوات، فمنذ إنشاء كتاب خاص لكل منهما لم يتقابلا لانشغال كل منهما بالكتاب واستقبال السيدات الكبار والأطفال.

وأضاف الفقى، جدته تستيقظ مبكرًا وسعادتها فى استقبالها الأطفال، والله عوضها بعد كفف بصرها أن يكون الكتاب والقرآن وتحفيظ الأطفال والكبار الونس بالنسبة لها، مؤكدًا أن جدته تنصحه بالتمسك بكتاب الله، فقد علمت حفظ القرآن أجيال منهم عمداء كليات وأئمة كبار وأطباء ومهندسين، كلما زاروا القرية يتوجهون لها، للسلام عليها والاعتراف بفضل الله وفضلها فيشعر بالفخر أنه حفيدها.

هذا الخبر منقول من اليوم السابع