بوابة صوت بلادى بأمريكا

أسرار القاهرة.. كفاح العمال على شاشة السينما المصرية.. "العامل" فيلم منعه الملك فارق العرض.. ابن الحداد يجسد مهارة المصريين على الأجانب والأيدى الناعمة "طقس" المشاهدة السنوية.. والنمر الأسود أيقونة تحقيق الذات

أثرت أفلام السينما فى ثقافة المواطن، وتأثرت السينما بالتغيرات الاجتماعية للمجتمع المصرى، فاستطاعت أن تكون مرآة الواقع فى الكثير من القضايا والأمور الحياتية للمصريين، ولم تغفل السينما على الاحتفال بعيد العمال، حيث قدمت العديد من الأفلام التى سلطت الضوء على كفاح العامل المصرى ووثقت مشوار حياتهم ومشاكلهم خفاقاتهم وانتصاراتهم، وضمن سلسلة أسرار القاهرة نسلط الضور على الأعمال السينمائية التى تناولت مشاكل العامل المصرى وصورت طريق الكفاح المزين بورود الإخلاص فى العمل.

 

السينما المصرية تعتبر مرآة صادقة لحال المجتمع وما يواجهه من مشكلات وأزمات، فقد حظيت فئة العمال باهتمام كبيربداية من المؤلف وكاتب السيناريو والمنتج والمخرج، لما تجسده شخصية العامل المصرى بكونها أيقونة الاقتصاد الأول للبلاد، فالأمر لم يكن وليس اللحظة بل كان فى بدايات طريق السينما حتى وان قابلته العقبات إلا أن المشوار امتد للنهايات.

 

ففى مطلع أربعينيات القرن الماضى، استهل الفنان حسين صدقى باكورة إنتاجه وتأليفه السينمائى بفيلم "العامل" سنة 1943م، لرصد مطالب العمال فى محاولة لحل مشاكلهم، إلا أن الفيلم لم يحظى بالقبول من قبل حكومة الملك وذلك لما جسده الفيلم من اشتباكات الحلفاء وحصار الإنجليز للقصر الملكى فى الرابع من فبراير 1942م، وإجبارالملك على تشكيل حكومة وفدية برئاسة النحاس، صور الفيلم دعوات الاعتصامات والإضرابات من أجل تحقيق مطالب العمال، لذا أمر الملك فاروق وزير الداخلية فؤاد باشا سراج الدين بمصادرة الفيلم ووقف عرضه، لما فيه من دعوات احتجاجية ومظاهرات خوفا من إثارة العمال على القصر والحكومة، وأصبح فيلم العامل فى عداد المفقود من التراث السينمائى المصرى، فحتى الأن الفيلم لا تتوافر حوله الكثير من المعلومات، فبحسب "قاعدة بيانات الأفلام العربية" يتناول الفيلم قصة الأسطى أحمد العامل بإحدى المصانع الكبرى، وهو من أشد المدافعين عن حقوق العمال، ويلتف حوله بقية زملائه من أجل الدفاع عن قضيتهم وحقوقهم، إلا أن أصحاب المصنع يحاولون طيلة الوقت أن يدبروا له المكائد واحدة تلو الأخرى فى سبيل إثنائه عن نضاله، الفيلم من تأليف وبطولة وإنتاج حسين صدقى، وشاركه فى البطولة، فاطمة رشدى، ومديحة يسرى، وزكى طليمات، وحسن البارودى، وعبد العزيز أحمد، والسيد بدير، وإخراج أحمد كامل مرسى، عُرض الفيلم بعد ذلك بعد أن حُذفت منه بعض المقاطع التى تدعو للاحتجاج، ورغم أنه عُرض لمدة أسبوع فقط فى بعض دور العرض المحدودة بحسب الروايات فقد كان سببا فى صدور أول قانون عمالى فى مصر.

 

ولدت الطبقة العاملة المصرية فى حضن الاستعمار الإنجليزى الذى بدأ فى تأسيس بعض المصانع مع نهايات القرن التاسع عشر خدمة لمصالحه، ولما نجحت الرأسمالية المصرية بمفهومها الحديث فى انتزاع بعض (الحقوق) من براثن الاستعمار عقب ثورة 1919، ظلت معتمدة أيضا على استيراد الآلات والماكينات من دول أوروبا (مصانع الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى التى شيدها بنك مصر عام 1927 نموذجًا مهمًا)، ما يعنى أن الرأسمالية المصرية نشأت مشوهة كطبقة بالقياس إلى نشأة الرأسماليات الأوروبية التى تكونت عبر سنين طويلة من الصراع الاقتصادى والسياسى والاجتماعى مع النظام الإقطاعى السائد قبلها.

 

 وعلى الرغم من ذلك ولدت السينما المصرية محافظة وغير ثورية، لأنها نشأت فى ظل الاحتلال الإنجليزى أيضا، فأول فيلم سينمائى مصرى طويل هو(فى بلاد توت عنخ آمون) عرض عام 1923، الأمر الذى جعل المنتجين والمخرجين يخشون الاقتراب من القضايا المهمة حتى لا يتدخل الاحتلال فيمنع عرضها، فكان ذلك دافعا لعدم اهتمام السينما المصرية بالطبقة العاملة، وذلك حسبما نشر ناصر عراق فى كتابه (السينما المصرية… 50 عامًا من الفرجة) الصادر عن دار كُتّاب للنشر بدبى عام 2018.

 

ومن أهم الأفلام التى جسدت شخصية العامل فيلم الورشة ولو كنت غني

اللافت للانتباه أن أول فيلم يتعرض لأحوال العمال كان (الورشة)، وقد عرض فى 28 نوفمبر عام 1940، أى بعد 17 سنة على عرض أول فيلم مصرى، وترتيبه رقم (117) فى تاريخ إنتاج وعرض الأفلام فى مصر وفقا لما ذكره المؤرخ والناقد السينمائى الكبير الأستاذ محمود قاسم فى موسوعته المهمة (دليل الأفلام فى القرن العشرين). الفيلم إخراج استيفان روستى، وبطولة عزيزة أمير ومحمود ذوالفقار وأنور وجدي. ورغم أن الفيلم مرّ على أحوال ورشة صغيرة، وليس مصنعا كبيرا، إلا أن له السبق فى أن يرى الجمهور العامل على الشاشة للمرة الأولى مرتيدًا الأفرول ويكدح ويعرق وهو يصلح السيارات المعطلة.

 

أما فيلم لو كنت غنى الذى حققه المخرج بركات، وعرض فى 26 نوفمبر 1942، فيناقش بخفة ظل قضية الغنى والفقر، أو كما قال بطل الفيلم بشارة واكيم فى حواره مع يحيى شاهين أن العالم منقسم إلى طبقتين: أغنياء وفقراء، وفى الفيلم أيضا يشكو عامل المطبعة عبدالفتاح القصرى من غلاء المعيشة (اللحم ارتفع سعره من أربعة قروش للرطل، ووصل إلى ثمانية)، ويطالب صاحب المطبعة أن يزيد راتبه، لكنه يتلقى الرفض والمعاملة الخشنة وإن كان الفيلم يروج لأفكار مشبوهة ملخصها أن الفقر شيء جميل، وأن الثراء لعنة تجلب الفساد السلوكى وترسخ الأخلاق السيئة، السينما هنا تلعب دورا مهما فى تزييف وعى الجمهور وتدفعه إلى أن يرضى بفقره ويحبه، لأن الغالبية العظمى من هذا الجمهور كانوا من الفقراء فى ذلك الزمن الذى كان يشهد حربا عالمية ثانية (تعداد مصر عام 1942 بلغ 16 مليون نسمة تقريبا وفقا لما ذكرة المؤرخ المصرى جمال حمدان فى عبقرية المكان قراءة فى موسوعة شخصية مصر.

 

فيلم ابن الحداد

فى 19 أكتوبر 1944 يقدم يوسف وهبى فيلم (ابن الحداد) من تأليفه وإخراجه وبطولته مع مديحة يسرى وفؤاد شفيق وعلوية جميل، وكعادة الرائد المسرحى الكبير يحتشد الفيلم بعبارات ضخمة تمتدح العامل المصرى ومهارته وصبره وتواضعه وتفوقه على الأجانب، من خلال يوسف وهبى ابن الحداد الذى سافر إلى أوروبا وتعلم فى جامعاتها، وعاد إلى الحارة ليطور ورشة الحدادة الخاصة بأبيه، ويحولها إلى مصنع كبير، حيث شاهدنا العمال وهم منهمكون فى تعلم تشغيل الآلات الجديدة (المستوردة من أوروبا)، وكيف يحنو عليهم ويرعاهم صاحب المصنع الطيب الذى هو يوسف وهبى نفسه.

 

فى الجانب الآخر يفضح الفيلم تفاهة الطبقة الأرستقراطية وبذخها وكسلها، بعد أن تزوج ابن الحداد من ابنة هذه الطبقة الفاسدة (الملعونة)، وفى النهاية يعطى بطل الفيلم دروسا لأفراد هذه الطبقة فى كيفية التعامل مع الحياة بجدية، وأن العمل شرف يجب أن يحترم، ولا يخفى عليك الرسالة الخفية التى يطرحها الفيلم، وهى الرضا بالفقر، لأن الثراء مرادف للفساد والخليعة!

 

لعل فيلم (المرأة) هو الفيلم المصرى الوحيد الذى صورت مناظره الخارجية (بمصانع الزجاج الأهلية/ محمد سيد ياسين بك) كما كتب فى المقدمة، وزاد صانعو الفيلم بأن كتبوا عقب المقدمة هذه الفقرة الدالة (تدور حوادث هذه القصة فى جو الصناعات المصرية المزدهرة، وقد تفضل الصانع المصرى الكبير محمد سيد ياسين بك فسمح لنا بتصوير بعض مشاهد القصة فى مصانعه بشركة الزجاج الأهلية. وقد أمدنا بجميع التسهيلات التى يسرت لنا إخراج القصة، فلعزته نتوجه بأجمل عبارات الشكر).

 

الفيلم عرض فى 25 يوليو 1949، وأخرجه عبدالفتاح حسن، وتقمص الشخصيات الرئيسة كل من المطربة أحلام وكمال الشناوى وومحمود السباع وسميحة توفيق ومارى منيب، ورغم أننا شهدنا بعض اللقطات داخل المصنع إلا أن قصة الفيلم تدور حول صراع شقيقين (واحد طيب، والآخر شرير) من أجل الاستحواذ على قلب فتاة، وكالعادة ينتصر الطيب ويفوز بها، وهكذا ضاعت فرصة لنرى كيف حال العمال ومشكلاتهم وطموحاتهم وآلامهم.

 

أما فيلم (الأسطى حسن) الذى أنجزه صلاح أبوسيف وعرض فى 26 يونيو 1952، أى قبل ثورة يوليو بشهر تقريبا، فلم يختلف عن إدانة الأثرياء الذى يقضون حياتهم فى تناول الخمر ولعب القمار، بينما الفقراء ومعهم عمال الورشة طيبون ومتكاتفون، وأنت رأيت كيف أن بطل الفيلم العامل فريد شوقى الذى كان ناقما على فقره كارها للحكمة القائلة (القناعة كنز لا يفنى) عاد بعد تجربة تعيسة مع المرأة (الثرية) نادما على هجره للحارة! 

 

بشكل عام يمكن أن نعلن بثقة أن الأفلام التى مرّت على الطبقة العاملة، اتفقت فى معظمها على أن صاحب المصنع رجل طيب، خاصة إذا كان هو بطل الفيلم، وأنه يراعى حقوق العمال الذين لا يكابدون أى مشكلات فى العمل عنده، وسأذكرك ببعض الأفلام التى تؤكد كلامى، خذ عندك (ارحم دموعي/ 1954) للمخرج بركات وتمثيل فاتن حمامة ويحيى شاهين وشكرى سرحان ورشدى أباظة، والذى أعاد تقديمه حسن الإمام عام 1972 باسم (حب وكبرياء) مستعينا بنجلاء فتحى ومحمود ياسين وحسين فهمى وسمير صبري. وفى فيلم (عائلة زيزي/ 1963) للمخرج فطين عبدالوهاب، نطالع المصنع المغلق فى يوم الإجازة، لكننا نتابع صبر صاحب المصنع الطيب المغلوب على أمره من أجل عيون خطيب ابنته الفنان الفذ فؤاد المهندس العبقرى الذى سبخترع (مكنة تطلع قماش)!.

 

قد يكون أحمد مظهر فى فيلم (النظارة السوداء/ 1963) لحسام الدين مصطفى أحد الذين دافعوا عن حقوق العمال، بوصفه مهندسا مثقفا، ضد جشع وظلم أصحاب المصانع الذين حاولوا رشوته وإبعاده عن قضايا العمال.

 

فيلم الأرض

 للمخرج الكبير الراحل يوسف شاهين فيلم "الأرض" بصمة خاصة فى عام 1970 بتقديمه عمل مميز ناقش من خلاله معاناة الفلاح المصرى وهو يتمسك بأرضه ويفديها بدمه، فهو من أهم أفلام السينما المصرية وبرع الفنان القدير الراحل محمود المليجى فى دور أبو سويلم وهو رمز الكفاح.

 

فيلم باب الحديد

يتناول الفيلم الذى تم إنتاجه فى عام 1958، جانبًا من حياة العمال فى القطارات وبائعى الجرائد من خلال "قناوي" بائع الجرائد المريض نفسيا والذى يقع فى غرام "هنومة" بائعة الكازوزا ويرغبها جسديا، فى حين أنها لا تملك تجاهه إلا مشاعرالشفقة، كما أنها تنوى الزواج بآخر وعندما تبدأ هنومة فى الاستعداد للزواج، يقرر قتلها لكن القدر يضع فتاة أخرى فى طريقه عن طريق الخطأ، ويحاول إلصاق التهمة بخطيب هنومة "أبو سريع" (فريد شوقى)، وفى النهاية يتم الإبلاغ عن قناوى كمريض نفسى ويتم الإيقاع به عن طريق "عم مدبولى" (حسن البارودى) الذى كان كأب له.

 

فيلم النمر الأسود

يعد فيلم "النمر الأسود" من أكثر الأفلام التى سلطت الضوء على العامل المصرى الطموح، وهو إنتاج 1984 وتدور قصة الفيلم حول قصة حقيقية لكفاح العامل المصرى، محمد حسن المصرى، فى ألمانيا الذى يتعلم من صغره مهنة الخراطة ويسافر للعمل بهذه الحرفة فى ألمانيا. يعانى هذا العامل فى الغربة من صعوبة التعامل مع الآخرين لعدم قدرته على التحدث بالألمانية أو حتى بالإنجليزية.

 

فيلم أبو كرتونة

أما الفنان الراحل محمود عبد العزيز فقدم العديد من الأعمال الفنية، التى تركت بصمة خاصة، بخفة ظلة المعتادة تطرق بفيلمه الشهير "أبو كرتونة" إلى معاناة العامل البسيط فى الحصول على حقوقه بشكل كوميدى، حيث قدم شخصية رجل بسيط يسعى لإصلاح حال العمال بحسن نية، وهو ما يورطه فى عديد من المشكلات، ينجح أخيرا من خلال معاونة زملائه من العمال فى التخلص منها، والانتصار لحقه وحق كل عامل بالشركة ومواجهة الإدارة التى تحاول الهرب.

 

فيلم للرجال فقط

ومن الأفلام التى أبرزت دور المرأة العاملة فيلم "للرجال فقط " فقد برز دور المرأة وقدرتها على العمل حتى فى الوظائف المخصصة للرجال فقط والفيلم من بطولة سعاد حسنى ونادية لطفى وحسن يوسف ويوسف شعبان، سيناريو وحوار محمد أبو يوسف، وإخراج محمود ذو الفقار.

 

فيلم مايوه بنت الأسطى محمود

أما الفنان الراحل محمد رضا فقدم دور العامل المحب والمخلص لعمله إلى حد كبير من خلال فيلم "مايوه بنت الأسطى محمود"، التى دارت فى إطار اجتماعى حول الأسطى محمود "محمد رضا" الذى يعمل بأحد المصانع والمخلص فى عمله، وهو أب لابنتين عنيف فى تعامله مع الناس حتى أن زوجته وابنتاه لا يناقشونه فى أى شىء فأمره مطاع دائما، يذهب هو وأسرته وأصدقائه فى المصنع فى رحلة إلى الإسكندرية وتلح عليه ابنته الصغيرة أن ترتدى المايوه وهو رافض بشدة إلى أن يوافق فجأة وتتغير بعدها معاملته مع أسرته.

 

قدم العديد من الفنانين دور العامل أو الموظف فى أعمال سينمائية مختلفة:

فريد شوقي

قدم النجم فريد شوقى عددا كبيرا من الأعمال السينمائية التى جسد فيه دور العامل أو الموظف البسيط، وكان ذلك منذ شبابه وليس بعدما تجاوز الخمسين فقط، حيث قدم دور سائق عربة النقل وعامل الميكانيا فى منتصف الستينيات، وقدم الموظف الشريف ووصف ما يصيب الموظف بعد المعاش وعرض حياة الفراش فى أفلامه بالثمانينيات.

 

ومن أشهر الأدوار التى قدمها فى هذا السياق، "الأسطى حسن" السائق فى فيلم "سواق نص الليل"، و"الأسطى جاد" عامل بأحد المراكب فى فيلم "أبو أحمد"، و"كرم" محصل الكهرباء فى فيلم "السطوح"، وقدم دور "عبد الجليل" موظف على المعاش فى "الموظفون فى الأرض".

 

شكرى سرحان

على الرغم من شهرته فى أدوار الشاب الوسيم، صاحب الملامح التى ربما كان يستطيع من خلالها تقديم دور الفتى الأول دائما، إلا أن شكرى سرحان استطاع تقديم أدوار مختلفة فى سياق التعبير عن العامل البسيط.

 

فقدم دور "عباس البوسطجي" فى فيلم "البوسطجي"، ودور "أبو العلا" العامل فى أحد أفران الغلال بإحدى القرى فى فيلم "الزوجة الثانية، و"عمر اللبان" فى فيلم "بنت الحتة"، وشخصية "سيد الصياد" فى ليلة القبض على فاطمة.

 

عبد المنعم مدبولي

 من أشهر الموظفين فى السينما رغم تقديمه لأدوار مختلفة لشخصية العامل والموظف بين الباشكاتب والمعاون والسايس، ولكن شخصيته فى فيلم "الحفيد" هى الأبرز من بينهم، فدور "حسين" الموظف البسيط الذى يعول عددا من الأبناء، عبر فيه عن طبقة الموظفين فى فترة السبعينيات.

 

عماد حمدي

فى فيلم "أم العروسة" قدم لنا دور "حسين" الموظف الذى يعول عددا كبيرا من الأبناء، ولكن عبر فى هذا الفيلم عن حياة الموظف المصرى فى حقبة الستينيات.

 

عبد الوارث عسر

قدم الفنان القدير عبد الوارث عسر عشرات الأدوار وكان من بينها أدوار جسدت شخصية العامل والموظف، ولكن أشهر دور كان "عم صابر" فى فيلم "صراع فى الوادي"، والذى قدم فيه دور الموظف البسيط المخلص.

 

زكى رستم

شارك زكى رستم فى أعمال كثيرة وجسد فيها دور الباشا ولكن فى دور مختلف قدم شخصية مقاول الأنفار فى فيلم "الحرام"، ويجسد الفيلم بشخصياته حياة عمال التراحيل ومعانتهم.

 

المرأة العاملة فى السينما المصرية

انعكس دخول المرأة المصرية إلى معترك الحياة فى تاريخ ومسيرة الأفلام المصرية حتى العقد الثانى من القرن الحالى، فسوف نلاحظ أن كافة مجالات العمل، وأنواع الوظائف، التىك انت عصية على المرأة فى بداية صناعة السينما، صارت الآن متاحة أمام المرأة، حيث نافست الرجل فى الحصول على العمل، وتفوقت عليه، وفى بعض الأحيان صارت مديرة عليه، ترأسه، وتأمره كما أنها صارت وزيرة فى الحياة، وفى السينما.

 

نزلت المرأة إلى العمل الصعب سينمائيا فى عام 1940، من خلال فيلم “الورشة” التى كتبته عزيزة أمير وشاركت بطولته مع محمود ذو الفقار، أى أن ذلك حدث بشكل مبكر، وذلك من خلال الزوجة زينب التى اختفى زوجها عندما هبت عاصفة عليه فى الصحراء، وتصور الجميع أن الزوج قد مات، ويحاول شفيق الزوج أن يدير الورشة فيفشل، ويتوقف العمل، وتصبح الزوجة مديونة للعمال بأجورهم، ومن أجل مسئولية أسرتها، فإنها تنزل للعمل فى الورشة، وترتدى ملابس العمال “الافرول”، وتبدو أقرب إلى الرجال، وذلك لقسوة هذا النوع من العمل، أى أن المرأة هنا مارست العمل اليدوى الشاق، وحاولت التصدى لكافة الاغراءات من حولها، وقد سعت إلى اثبات أن المرأة أكثر قدرة على تحمل المسئولية، وانجاح المشاريع الإنتاجية، فهذه ورشة لإصلاح السيارات، تحتاج إلى عزيمة قوية، وايد رجولية، لكن زينب تخترق حاجز الفشل، ويمكنها النجاح.

 

وهناك أفلام عديدة دخلت فيها امرأة إلى عنابر المصانع الكبرى، منها على سبيل المثال فيلم “النظارة السوداء” الذى تدور أحداث نصفه الأخير فى إحدى الشركات، وقد رأينا النساء يدخلن مثل هذه المصانع فى أفلام عديدة، سواء كعاملة، أو مهندسة مثل الدور الذى جسدته هدى رمزى فى فيلم “لست شيطانا ولا ملاكا” لبركات عام 1980.

 

ومن المرأة العاملة ذات الأفرول، إلى الموظفة التى تجلس أمام مكتب تمارس عملا روتينيا، وتتعرض لاغراءات الفساد، من أجل أن تقوم بتيسير مهام بعض رجال الأعمال الفاسدين، ولعل أشهر مثال على ذلك هو الموظفة فى فيلم “العيب” لجلال الشرقاوى عام 1967، فحسب الرواية التى كتبها يوسف ادريس، فإن الموظفات الجدد، فى مصلحة حكومية لم تشهد امرأة عاملة من قبل، قد قبلن الرشوة بعد ضغوط عديدة، وصرن مثل الرجال، أما السينما فقد اضفت طهارة على الموظفات، ونجحت احداهن أن تجعل زميلها محمد يغير من سلوكه، ويرفض الرشوة.

 

تعددت أشكال الموظفات فى السينما المصرية، ولكنها بشكل عام هى المرأة التى تعمل فى وظيفة محدودة الأجر. تقبض راتبها فى آخر الشهر، أيا كان طبيعة الوظيفة التى تمارسها، وهى فى أغلب هذه الافلام اجيرة لدى طرف آخر، قد يكون الجهاز الحكومى، أو صاحب مؤسسة خاصة.

 

وعندما يذكر مصطلح “موظفة” فى السينما المصرية، فانها تعنى عدة أشياء، منها أن الشخص هنا حاصل على مؤهل دراسى، على الأقل متوسط، أى أنه اجتهد وحصل على درجة من العلم، وأن دخله المادى من هذه الوظيفة التى يعمل بها قد لا يكفيه، كما أن الموظف ظل يعنى مستوى أفضل من الثقافة، مع تطلع وطموح لتحقيق حلم خاص، قد يصطدم فى الكثير من الأحيان مع الأعراف الاجتماعية.

 

والموظفة المصرية، قد تكون فى الغالب هى التى تمارس عملها أمام مكتب ادارى، وفى الكثير من الأحيان قد تكون سكرتيرة حسناء، أو عاملة تحويلة أو ممرضة فى مستشفى، أو موظفة استقبال فى فندق، وقد تترقى فى بعض هذه الوظائف لتصير مسئولة، أو مدير عام، وفى بعض الأحيان وزيرة.

 

 شكل المرأة كمديرة، من خلال مجموع أفلام قليلة، فالمرأة المديرة فى العديد من الأفلام هى العانس التى فاتها قطار الزواج، ترتدى نظارة على عينيها، وتتعامل بقسوة واضحة خاصة مع البنات اللاتى يعملن تحت ادارتها، وقد بدا هذا واضحا فى افلام منها “بيت الطالبات” لأحمد ضياء الدين 1967، و”بيت القاصرات” لأحمد فؤاد عام 1984، و”الارهاب والكباب”لشريف عرفة 1992، فالمرأة الأولى بالغة القسوة والصرامة ضد التلميذات المقيمات فى بيت الطالبات، هى عانس فاتها القطار، ولم تستطع الحصول على زوج، وترى البنات يعشن قصص حب متعددة الأشكال، ضد كل منهن بحجة الالتزام بقواعد الاقامة فى البيت.

 

 


هند رستم فى دور هنومة فيلم باب الحديد

 


مشهد من فيلم الرجال ففقط

 


مشهد من فيلم صباح الخير يازوجتى العزيزة

 


بوستر فيلم العامل من إنتاج سنة 1943

 


فيلم باب الحديد

 


مشهد من فيلم للرجال فقط

 


مشهد من فيلم مراتى مدير عاام

 


أفيش فيلم باب الحديد

 


مشهد من فيلم مراتى مديرعام

 


مشهد من فيلم الأيدى الناعمة

 


أحمد زكى في فيلم النمر الأسود

 


مشهد من فيلم الأرض

 


 


أفيش فيلم ابو كرتونة 

 


_أفيش فيلم النظارة السوداء 

 


أفيش فيلم الورشة

 


أفيش فيلم_الأيدي الناعمة

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع