بوابة صوت بلادى بأمريكا

صناعة العرائس الخشبية حرفة انفردت بها محافظة الشرقية.. الفنان محمد سعيد قضي 65 عامًا من عمره في تجسيد شخصيات ريفية وشعيبة من الخشب.. ويؤكد: المدرسة فجرت موهبتي والسادات كرمني.. صور

 

فن صناعة عرائس خشيبة بأشكال ورسومات مختلفة تعبر عن القرية والتراث المصري، هو حرفة يدوية تميزت بها محافظة الشرقية، ويعد الفنان محمد سعيد غريب 77 سنة، واحدا من بين 5 فنانين ما زالوا يحافظون على تلك الحرفة، التي أصبحت تواجه الاندثار بعد وفاة الكثير من الفنانين الذين يعملون فيها.

يقول لـ "اليوم السابع": لا أشعر بالراحة إلا وأنا أعمل، علي الرغم معاناتي من عدة أمراض التي أدت لإعاقة حركية بالقدم، هذه الحرفة عشقي، أفنيت فيها عمري منذ كنت ابن الثالثة عشرة ربيعا.

يضيف: أن حصة التربية الفنية عندما كنت طالبا بالإعدادي بمدرسة أحمد عرابي في بداية الستينيات، كانت بداية انطلاق موهبتي عندما لاحظ المدرسون براعتي في رسم اللوحات الفنية وتشكيل بالصلصال بتماثيل للزعماء مثل عبد الناصر وعرابي وغيرهم، لدرجة أن مديرية تعليم كانت تعتمد علي ضمن عدد من الموهوبين في فنون أخرى، لعمل الوسائل التعليمية للمدراس، وتمنحنا مكافآت مالية.

ويكمل : كنت طالبا في أولي إعدادي واحقق دخلا من الفن، وفي نفس الفترة شاهدت أحد الفنانين يقوم بتشكيل ورسم العرائس، وجذبني هذا الفن واخذ كل وقتي بجانب الدراسة، وبعدها عينت بالبنك الزراعي، وفي تلك الفترة كانت حرب الاستنزاف وطلبت للخدمة العسكرية التي استمرت حتي نصر أكتوبر"، لافتا إلى أنه في تلك الفترة كان يمارس هوايته الرسم وصناعة العرائس، وشارك بمعارض فنية للجيش، الذي  تفقد احدهم  الرئيس السادات وقتها،  اعجب بصورة رسمتها له، وهو يدخن البايب، وكرمني.

ويضيف: يومي كله هنا بمنزلي، بين ادوات العمل بجواري، بالصالة اجلس لأكثر من 12 ساعة، اقوم بالتلوين والتزين الذي يحتاج لحرفيه ودقة شديدة، هو ما يميز الفنان عن الآخر، لافتا أنه يستيقظ يوميا من الثانية قبل الفجر، يتناول بالإفطار قطعة بسكويت، ثم وقراءة القرآن حتي صلاة الفجر، لبدء العمل الرابعة حتي العصر، يليها  فترة راحة مع الاحفاد إلي صلاة العشاء وأنام.

ويشير بقوله، أنه يحرص علي تجسيد الشخصيات المصرية، مثل الفلاحة تحمل البلاص علي رأسها، كما أنه يميز ببعض الأعمال، مثل الجمل يحمل هودج العروسة، الزفة البلدي بالطبل والمزمار، وكذلك عربات الكشري والفول والبطيخ والبطاطا، وما يحملها من دقة التصنيع، كأنك تري عربة وبائعا عليها بشكل حقيقي، لافتا انه يقوم برسم تلك الأعمال، علي الورق، ويذهب الي الخراط الذي يخرط خشب شجر البرتقال الي القطع المطلوبة، ليعود ليحول تلك القطع الي اشكالا مجسده كما رسمها في البداية، متابعا أن منتجاته تطلب بكثرة في البازارات السياحية والمعارض.

واختتم، أن هذا الفن اليدوي مطلوب في الخارج ويسوق سياحيا في البازارات وغيرها، لكنه يواجه الاندثار بسبب وفاة العديد من الفنانين، والذي لم يتبق منهم إلا خمسة منهم "أنا محمد سعيد وكمال بخيت، عادل دسوقي، نبيل ثروت"، أن كل طموحه أن يخصص مركزا ودورات تدريبية لتعليم الشباب هذه الحرفة ليكملوا المسيرة.

وقالت حفيدته جنا محمود 11 سنة، أنها أحبت الفن من جدها وتساعده أحيانا في تلوين أو ترتيب له ادوات العمل، أما صديقه الحاج عنتر علي، أن على مدار أكثر من نصف قرن صداقة جمعتهم، يأتي يوميا لمنزله لمشاهدته هو يعمل في حرفته، فهو رغم مرضه الشديد، لكنه فور العمل، احس انه تعافيا وردت صحته.


صناعة العرائس الخشبية حرفة انفردت بها الشرقية (1)

 


صناعة العرائس الخشبية حرفة انفردت بها الشرقية (2)

 


صناعة العرائس الخشبية حرفة انفردت بها الشرقية (3)

 


صناعة العرائس الخشبية حرفة انفردت بها الشرقية (4)

 


صناعة العرائس الخشبية حرفة انفردت بها الشرقية (5)

 


صناعة العرائس الخشبية حرفة انفردت بها الشرقية (6)

 


صناعة العرائس الخشبية حرفة انفردت بها الشرقية (7)

 


صناعة العرائس الخشبية حرفة انفردت بها الشرقية (8)

 


صناعة العرائس الخشبية حرفة انفردت بها الشرقية (9)

 


صناعة العرائس الخشبية حرفة انفردت بها الشرقية (10)

 


صناعة العرائس الخشبية حرفة انفردت بها الشرقية (11)

 


صناعة العرائس الخشبية حرفة انفردت بها الشرقية (12)

 


صناعة العرائس الخشبية حرفة انفردت بها الشرقية (13)

 


صناعة العرائس الخشبية حرفة انفردت بها الشرقية (14)

 


صناعة العرائس الخشبية حرفة انفردت بها الشرقية (15)

 


صناعة العرائس الخشبية حرفة انفردت بها الشرقية (16)

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع