بوابة صوت بلادى بأمريكا

الاحتجاجات الداعمة لفلسطين تعطل حملات بايدن الانتخابية.. متظاهرون فى ميشيجان يتجاهلون الرئيس الأمريكى لدعمه إسرائيل.. تجمعات ودماء مزيفة أمام منزل بلينكن لإنهاء حرب غزة.. ونسب المشاركة تهدد الديمقراطيين بنوفمبر

تسببت الاحتجاجات على تعامل إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن مع الحرب المستمرة فى غزة الآن منذ 6 أشهر فى تعطيل أنشطة المسؤولين الديمقراطيين من مجالس المدن مرورا بالكونجرس وصولا الى البيت الأبيض وقدرتهم على تنظيم الحملات الانتخابية أثناء عملهم على حملة اعادة انتخاب بايدن فى الانتخابات الامريكية 2024 المقررة نوفمبر المقبل.

فى ديترويت، تحول حفل أحد أعضاء الكونجرس إلى فوضى بعد خروج المتظاهرون الذين يحتجون على الحرب فى قطاع غزة بمكبرات الصوت وفى فورت كولينز بولاية كولورادو، أنهى عمدة المدينة فجأة اجتماعا قام خلاله المتظاهرون المطالبون بوقف إطلاق النار بإلصاق أيديهم على الحائط وفى أماكن اخرى مثل كنيسة تاريخية فى ولاية كارولينا الجنوبية وقاعة راديو سيتى للموسيقى فى مانهاتن، تعرض الرئيس جو بايدن للمضايقة والتجاهل من قبل المتظاهرين المعترضين على دعمه لإسرائيل.


راديو سيتي

قالت نيويورك تايمز، إنه رغم نجاح بايدن فى تجنب معركة فوضوية داخل حزبه، اثار الصراع فى غزة توترات بين الديمقراطيين ما اطلق مخاوف من أن الحركات التى ترفض الحرب يمكن أن تؤدى لانخفاض نسب المشاركة فى انتخابات نوفمبر.

قال السيناتور جون فيترمان من ولاية بنسلفانيا، وهو ديمقراطى خيب آمال التقدميين بدعمه الثابت لإسرائيل: "إذا كنت الآن تنظم الناس للابتعاد عن دعم الرئيس، فأنت الآن تدعم ترامب وتساعده بحكم الأمر الواقع إذا كنت ستلعب بالنار بهذه الطريقة، فعليك أن تمتلك القدرة على الحرق".

ووفقا للصحيفة، ركزت الجهود الوطنية للضغط على القادة الأمريكيين للحد من دعمهم لإسرائيل بشكل شبه حصرى على الديمقراطيين، حيث نادرًا ما أثار الرئيس السابق دونالد ترامب انتقادات كبيرة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في منزله أو فى ظهوره العلنى، هذا إن كان على الإطلاق ولم يقل سوى القليل عن الصراع، باستثناء أنه يجب على إسرائيل إنهاء الحرب.

اتخذ بايدن موقفا أكثر صرامة مع الحكومة الإسرائيلية، وهدد يوم الخميس بربط الدعم المستقبلى بكيفية تعاملها مع الضحايا المدنيين والأزمة الإنسانية فى غزة لكنه لا يزال يواجه انتقادات شديدة ففى اجتماع بالبيت الأبيض بمناسبة شهر رمضان الأسبوع الماضى، انسحب طبيب أمريكى من أصل فلسطيني - وهو أحد زعماء الجالية الإسلامية القلائل الذين وافقوا على الحضور - احتجاجًا بعد أن أخبر بايدن أن الغزو البرى الإسرائيلى الوشيك لرفح سيكون بمثابة حمام دم ومذبحة.

وأمضى المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين أسابيع فى الاحتجاج أمام منزل وزير الخارجية أنتونى بلينكن، وأراقوا أباريق من الدماء المزيفة وحتى الصور التى نشرها البيت الأبيض على وسائل التواصل الاجتماعى – لأطفال فى عيد الفصح، أو زهور التيوليب المزروعة حديثًا – تغمرها التعليقات التى تتهم الإدارة بالتواطؤ في القتل الجماعي والمجاعة في غزة.

وفي الأسابيع الأخيرة، كثف مسؤولو حملة بايدن جهودهم للسيطرة على الحضور فى فعالياته، عشية حفل جمع التبرعات الذي نظمه بايدن في راديو سيتي الشهر الماضى، تلقى العشرات من مشترى التذاكر، الذين حددتهم حملة بايدن كمتظاهرين محتملين فى غزة، إشعارات من الحملة بإلغاء تذكرتهم، وفقًا لمسؤولى الحملة وأعضاء منظمة الصوت اليهودى من أجل السلام

وجاء فى رسالة البريد الإلكتروني غير الموقعة: "لسوء الحظ، لا يمكننا استيعابك في الوقت الحالي وقمنا بإعادة جميع التذاكر المرتبطة بعنوان بريدك الإلكترونى هذا القرار نهائى، ورغم ذلك،  نجح بعض المتظاهرين فى الدخول للقاعة، حيث قاطعوا مراراً ظهور بايدن المشترك مع الرئيسين السابقين بيل كلينتون وباراك أوباما".

في بعض الأماكن، كانت تكتيكات الاحتجاج ناجحة فى آن أربور بولاية ميشيجان، كان كادر من المتظاهرين يأتون إلى اجتماعات مجلس المدينة لسنوات للمطالبة بقرار يدين سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين. قبل ست سنوات، تعرض عمدة المدينة كريستوفر تايلور للصراخ أثناء محاولته قراءة قرار للتوعية بالعنف المسلح من قبل المتظاهرين الذين طالبوا بمعرفة سبب عدم ذكره للأشخاص الذين يُقتلون فى غزة.

ولطالما جادل تايلور، الذى يشغل منصب عمدة المدينة منذ عام 2014، بأن إسرائيل وقضايا السياسة الخارجية الأخرى ليست من اهتمامات المدينة. ولكن فى مواجهة الاحتجاجات التي لا تنتهي منذ 7 أكتوبر وافق هو والمجلس على قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار وأصدراه. ما تسبب فى توقف معظم المتظاهرين عن تعطيل اجتماعات المجلس.

وقال تايلور: "السياسة الخارجية بعيدة كل البعد عن نطاق اختصاصنا، ولكن من الممكن أن تنشأ ظروف خاصة عندما تعانى مجموعات المجتمع من ألم عميق، فإننا نتحدث لدعم أولئك الذين يعانوا".

وحتى السيناتور بيرني ساندرز من ولاية فيرمونت، الذى انشق عن الإدارة لمعارضة تقديم مساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل، واجه انقطاعات من المتظاهرين أثناء رحلة خارجية وشجع المحتجون فى الولايات المتحدة لدعم بايدن، بحجة أن ترامب سيكون أسوأ فيما يتعلق بقضية الحقوق الفلسطينية لكنه اعترف بالإحباط فى اللحظة الحالية من حزبه.

وقال: "لقد كان هناك مئات الآلاف من الأشخاص يسيرون فى شوارع هذا البلد لأنهم غاضبون تمامًا من الكارثة الإنسانية التى تحدث حاليًا فى غزة انهم على حق".

هذا الخبر منقول من اليوم السابع