شهدت جمهورية مصر العربية منذ ايام قليلة اجراء استفتاء شعبي لانتخاب اعضاء مجلس الشيوخ وقد تمت العملية الانتخابية وظهرت ايضا نتائجها في تمثيلية ديموقراطية محكمة الصنع ولكنها لم تروق لعموم الشعب المصري الذي منذ ثورة الثلاثين من يونية وهو يحتفل باي حدث انتخابي ويعتبره عرس ديموقراطي .ولكن هذه المرة كان الوضع مختلف تماما مهما حاول الاعلام المصري الذي اصبح جميعه مسيس الفترة الاخيرة ان يظهر عكس ذلك.
مبدئيا لانستطيع انكار ان مجلس الشيوخ كان يحظي في فترات سابقة من تاريخ مصر باهمية كبيرة في الحياة السياسية لانه يعتبر غرفة ثانية للسلطة التشريعية لمعاونة مجلس النواب علي سن القوانين بطريقة تضمن الشفافية والاستفادة من خبرات اعضاء المجلس وكوادره في ذلك لانهم يعتبروا بيت واهل الخبرة وبذلك يقوم باثراء الحياة السياسية والتشريعية .كما يؤدي الي زيادة التمثيل المجتمعي وتوسيع المشاركة وتطوير السياسات الخاصة بالدولة وبرامجها الاقتصادية .فهو في الواقع يعتبر اضافة للسلطة التشريعية. وعلي الصعيد الشعبي والحزبي كان هناك الكثير ممن ينادوا بمقاطعة الشيوخ لاسباب عديدة .فعلي الصعيد الشعبي كانت هناك انتقادات علي اقامة الانتخابات وكان اهمها التناقد بين اجراءات الحكومة تجاه فيرس كورونا والمناداة بالتباعد وبين التوقيت السئ لاجراء الانتخابات خاصة بعد الاقرار باحتمالية ظهور موجة من الفيرس اشد شراسة من الاولي .ومن اهم الاسباب ايضا عدم وجود برامج انتخابية للتعريف بالمرشحين وخلفياتهم قبل اجراء الانتخابات بفترة كافية ليتثني للمنتخب الاختيار علي اساس صحيح وليس مجرد اثبات حضور ومشاركة وهمية واختيار اي اسم .كما ان من ضمن اهم اسباب غضب الشعب والمناداة بالمقاطعة هو السماح لاعضاء من حزب النور السلفي بالترشح مما اعاد لاذهان المصريين ذكريات مؤلمة لهذا الكيان المصنف ارهابي كان الشعب قد اوشك علي التخلص منها .وهناك سبب اخر من اهم اسباب رفض الاشتراك في الانتخابات وهو ماوجده المواطن المصري من خزي وخيبة امل لدي مرشحه في مجلس النواب وغالبية الاعضاء حتي اطلق عليهم عموم الشعب المصري (مجلس عار النواب )لما قدمه من ادوار مخزية في قضايا كثيرة تشريعية خاصة بالمواطن المصري ومعيشته وقام المجلس بدعم ومساندة الحكومة في قرارات كثيرة اضرت بمعيشة المواطن وزادات معاناته الاقتصادية .وصدم معظم اامصريين من ممثلي دوائرهم الذين لم يقدموا اي شئ يذكر او خدمات منذ توليهم .
بالنسبة للاحزاب التي نادت بالمقاطعة علي سبيل المثال (حزب المصريين الاحرار)حيث ان الهيئة العليا للحزب اجتمعت عبر فيديو كونفرانس وصوتت الاغلبية العظمي في الهيئة العليا علي عدم المشاركة في الشيوخ سواء علي القائمة او الفردي . رغم ان هناك اخبار تداولت من داخل الحزب ان الحزب لديه مئة وثلاثين كادر يصلح للترشح ولكن الحزب يرفض معيار المال السياسي في الانتخابات لان افكاره تقوم علي ممارسة السياسة النظيفة والدفع بكوادر لاعلاء مصلحة الوطن واوضح حزب المصريين الاحرار ان مجلس الشيوخ من المفترض انه مجلس (سيناتور )علي غرار مجلس الشيوخ الامريكي ويوجد اسماء لاتصلح ان تكون في المجلس وعليها الكثير من التحفظات . وبالرغم من كل هذه الاعتراضات القوية قد تمت انتخابات الشيوخ بكل هدوء والجميع شاهد التمثيل الشعبي الضعيف جدا عكس مااشيع .
ومع ذلك كانت هناك مفجأة وهي سقوط مرشحين حزب النور السلفي جميعا سقوطا مدويا رغم كل ماقاموا به من من انتهاكات انتخابية كما تعودوا من توزيع اموال ومواد غذائية وحشد وكان هذا بمثابة فرحة للمصريين بالرغم من استيائهم من العملية الانتخابية ككل .
اخيرا بالرغم من ان هذه الانتخابات لم تقابل بالترحيب والاغلبية تنكرت لها .الا اننا جميعا علي استعداد ان تخيب كل توقعاتنا ويكون لهذا المجلس فعلا اي دور ايجابي من اجل الحبيبة مصر .