هويدا عوض أحمد تكتب: الحرب النفسيه

هويدا عوض أحمد تكتب: الحرب النفسيه
هويدا عوض أحمد تكتب: الحرب النفسيه

الحرب النفسيه هي شكل من أشكال الدعايه هدفها تحطيم الروح المعنويه للعدو دون قتال فعلي بإلتحام السلاح. بمعني أدق هي الحرب النفسيه التي تستخدم دهاء الدبلوماسيه وسياسه التلويح بإستخدام القوه العسكريه او الضرر الإقتصادي من معونات وتجاره خارجيه وكل الإتجاهات وغبر ذالك من الاسباب للتأثير في نفسيه العدو وتثبيط همته والقضاء علي روح المقاومه فيه

 والاقتناع بالهزيمه كقدره المحتوم

.....

وبالتأكيد لكي تنجح الحرب النفسيه ضد العدو لابد من دراسه عميقه موضوعيه لمعرفه مقومات شخصيته من دين ولغه وتاريخ وأهداف وأسلوب حياته ونظامه الاجتماعي وتركيبته الاقتصاديه

وميراث ثقافي وحضاري وايضا معرفه المباديء النفسيه والمقدره علي تطبيقها...

الحرب البارده. الحرب الأيدولوجيه. حرب الأعصاب الحرب السياسيه والفكريه كلها مرادفات للحرب النفسيه

تلك الحرب موجهه عاده للجماهير... عسكرين ومدنين.. فيمكن أن تتم الحرب النفسيه علي مستوي أكثر تحديدا وتعقيدا وجهد غير عادي لتضليل أو إرباك صانعي السياسه ومتخذي القرارات والقيادات العسكريه..

تلك الحرب اسلوب قديم قدم التاريخ والأن يتخذ علي نطاق أكثر إتساعا وتعقيدا مع توفر وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري وبها يمكن تغيير الناس والتأثير عليهم وعلي إتجاهات سلوكهم...

اري ان البدايه الموفقه للحرب النفسيه في الحرب العالميه الأولي بدأت بتحطيم الروح المعنويه الألمانيه في الشهور الأخيره لعام 1918مما كان سببا لإقناع الدول الكبري في ذالك الوقت بان الدعايه والحرب النفسيه كانتا سلاحين مؤثرين ورخيصين نسبيا من أسلحه الحرب..

حينها اعلن قائد القوات الألمانيه أريك فون لودندورف ان الجيوش الألمانيه كانت منتصره ولكنها أوقفت القتال لأن الروح المعنويه للمدنيين قد حطمتها دعايه الحلفاء

وفي عصرنا الحاضر حيث العالم مقسم إلي معسكرات مسلحه بسلاح نووي فإن الحرب النفسيه قد أصبح لها أبعاد جديده‘ فقد أصبحت بديلا للعمل العكسري والشكل الوحيد للحرب التي تستطيع الدول الكبري أن تخوضها بالاضافه إلي الحروب المحدوده في دول العالم الثالث.. ...

إن الكلمات والأفعال التي توهن من تصميم العدو علي القتال بإضعاف روحه المعنويه والتي تبث الفرقه في معسكر العدو وتدعم الشك في دوافعه وذالك علي ارضه وبين الدول المحايده ‘ ومحاوله

كسب التأييد الفعال للدول المحايده

اضف الي ذالك طبعا.. 

تسعي الحرب النفسيه إلي تقويه وتدعيم حركات المقاومه

هذه الحرب بالجمال تحتاج للمواهب المشتركه للكثير من الاخصائيين والخبراء والكتاب والمذيعين والفنانين. علي ان يكون هؤلاء متمكنين وعارفين بالقاده السياسين في بلادهم.

وايضا علي درايه جيده جدا بلغه العدو وثقافته وسياساته

نستخلص مماسبق أننا الان في حرب نفسيه واسعه المدي وان البلاد التي لا تستخدم الفكر والعقل في حروبها قد تندثر ببساطه

تعاون الدول مع اعلامها  بشتي صوره بشكل مدروس وممنهج وفعال هو طوق النجاه المضمون من الحروب بالسلاح

عاشت مصر بشعبها وجيشها الواعي