أبو المعاطي شارب يكتب: حكاية سيدة القطار من الشارع الغربي.. يا سيادة وزير المواصلات كامل الوزير

أبو المعاطي شارب يكتب: حكاية سيدة القطار من الشارع الغربي.. يا سيادة وزير المواصلات كامل الوزير
أبو المعاطي شارب يكتب: حكاية سيدة القطار من الشارع الغربي.. يا سيادة وزير المواصلات كامل الوزير

قبل أن ابدا رسالتي

أرفع القبعة وأنحني تحية تقدير وفخر لهذه السيدة المصرية الاصيلة                                                   

كنت فى زيارة إلى مدينة روما وأثناء عودتي ركبت القطار الدولي (نجمة أوروبا)إلى مدينة فلورانسا لتوفير الوقت وجلسة فى المقعد المخصص لى وأنطلق القطار كالسهم وهو يخطف القضبان بسرعة هائلة ولم أشعر بأي شيء وكانت الإذاعة الداخلية تنبهنا بموعد الوصول بالإضافة تعلن للركاب بأن البوفيه والمطعم مفتوح لخدمات الركاب كما هو متبع فى القطار المصري السياحي على خطوط أسوان والأقصر بعدها بثت موسيقى هادئة طوال الرحلة خرجت إلى البوفيه كحب استطلاع النظافة فى كل مكان ودورات المياه فى غاية النظافة ومطهر بمواد عطرية والمجففات وطرأت على فكرة أن أحلق لحيتي فأرجئت هذه الفكرة للرحلة القادمة إذا لم يكن لدى الوقت المتاح وقد فعلتها فى رحلة سابقة إلى مدينة ميلانو ودخلت البوفيه وسحبت صحيفة يومية بإلقاء نظرة سريعة على الأحداث اليومية أثناء تناولي قدح من القهوة بعدها عودت إلى مكاني وجلست أمامي فتاتان فى عمر أبنتي يتبادلنا الحديث عن رحلتهم فى روما وجاء الكونترول ( المفتش أو الكمساري) بعد أن أدي التحية بأسلوب راقي وطلب من التذكرة وقدمت له التليفون المسجل عليه التذكرة ورقم القطار ورقم المقعد المخصص لي وقدمتها له وقام بالبحث في الجهاز الذي يحمله لمطابقة البيانات وجدها صحيحه وشكرني والتفت نحو الفتاتان وطلب منهم التذاكر وكان الرد لا يوجد معنا تذاكر وطلب منهم دفع قيمة الغرامة والتذكرة قالوا له في صوت واحد والابتسامة علي وجوههم معناش فلوس طلب منهم تحقيق الشخصية فأخرج كل منهما تحقيق شخصيته للمفتش بعمل المخالفة + قيمة التذكرة والغرامة وقال لهم أمامكم فترة سماح 15 يوم لتسديد الغرامة واذا انتهت مدة السداد أصبح المبلغ الضعف وقدم لهم القسيمتين وشكرهم وتمنى لهم رحلة سعيدة كأن شيء لم يحدث على الإطلاق وأستمر فى حديثهم كالمعتاد ونظرة إلى النافذة وسرحت بخاطري لأتذكر حادثة القطار التي وقعت وموقف السيدة المصرية الاصيلة وضحكت بطريقة ملفتة للنظر ونظرة إلى الفتاتان وقالت لي أحدهم سنيورى لقد لاحظنا نظراتك المركزة إلى النافذة طوال الرحلة وكان وجهك يتغير من حين لأخر وفى النهاية كنت تضحك بطريقة هستيرية على وجهك هل من الممكن أن تقص علينا ماذا كنت تفكر إذا كان هذا المطلب لا يضايقك فى هذه اللحظة أنقطع الإرسال الموسيقي وسمعت الإذاعة الداخلية للقطار  تعلن لنا نحن على مشارف مدينة فلورنسا وعلى حضارات الركاب تجهيز أنفسهم وحقائبهم مع تمنياتنا لكم برحلة سعيدة وأوقات ممتعة نظرة إلى الفتاتان وأنا أهم بالوقف وقلت لهم أن العالم أصبح قرية صغيرة وأوعدكم فى رحلتي القادمة أن أحكي لكم كل شيء ربما سنتقابل بعد عمر طويل فى يوم من الأيام وأنصحكم إذا سنحت لكم الفرصة بزيارة مصر وركبتم القطار أن يكون معكم قيمة التذاكر + الغرامة وضحكت الفتاتين وهما يلوحان بأيدهم ونزلت من القطار وأنا أهز رأسي وأقول لنفسي آمتي أشوف اليوم ده فى بلدنا يا سيادة وزير المواصلات في عهدك وتعمل  مسابقة والكشف الطبي علي المتقدمين للعمل في هيئة السكة الحديد وتدريبات للكمساري ومفتش القطار كيف يتعاملوا مع الركاب بأسلوب راقي الذين لا يحملون تذكرة سفر وتحرير ايصال قيمة الذكرة والغرامة كما هو متبع في الدول المتقدمة قبل ما أموت.؟