أخبار عاجلة

عبدالرحيم أبوالمكارم حماد يكتب: الإنترنت وسيلة أساسية للإرهاب الأسود والمتشددين

عبدالرحيم أبوالمكارم حماد يكتب: الإنترنت وسيلة أساسية للإرهاب الأسود والمتشددين
عبدالرحيم أبوالمكارم حماد يكتب: الإنترنت وسيلة أساسية للإرهاب الأسود والمتشددين

إن ظاهرة الإرهاب الأسود  أصبحت أكثر اتساعا وأشد خطر إلى الدرجة التي أصبح فيها البعض يعتقد أنه يجب التعايش معها بوصفها واحدة من حقائق الحياة اليومية العادية (new normal).

ولم يقتصر الأمر على زيادة خطر الإرهاب على مستوى العالم ونجاح الإرهابيين والمنظمات الإرهابية في الوصول إلى أهدافها في الدول ، بل إن تلك المنظمات والأفراد المنتمين لها عن بعد إستطاعوا تطوير أساليب وتكتيكات جديدة في تنفيذ العمليات الإرهابية. وكان التطور الأخطر هو نشوء جيل جديد من الجماعات الإرهابية والأفراد من مواطني هذة البلدان   وبنشوء هذا الجيل من التنظيمات والأفراد فإن خطر الإرهاب تحول من مجرد "خطر وافد" يقوم به أفراد من الخارج إلى خطر متوطن.

 الشباب الآن أصبح  لم يتعرف على الأفكار "الرجعية المتطرفة" من خلال الخطب في المساجد، وإنما من خلال الإنترنت ووسائل تكنولوجيا الاتصالات التي كان لها دور محوري في زيادة عدد الجماعات المتطرفة.

وأضيف إلى ذلك إن الإنترنت أصبح وسيلة أساسية للدعاة المتشددين لنشر معلومات تُشكل معتقدات الشباب المسلمين عندما يبحثون عنها في المجتمعات الافتراضية، وأنه أصبح "بنك المعرفة" للتطرف، وموردًا حيويا للدعاة وأتباعهم على حد سواء، فهو كما توضح "وسيط" بين التصريحات الأيديولوجية لقادة الجماعات المتطرفة والجمهور المستهدف، خاصة أولئك المقيمين في الغرب.

ولهذا أصبح دور القادة الدينيين المتشددين أكثر تأثيرا مع نشر خطبهم على الإنترنت وتشجيع التطرف الذاتي.

أن الدعاة المتطرفين يُفسرون الأحداث الإقليمية والعالمية بأنها مؤامرة من الغرب لقمع العالم الإسلامي؛ وبناءً على هذا التصور العدائي، فإنهم يُبررون ضرورة اللجوء إلى "الجهاد العنيف" والدعوة المتطرفة كأحد الاتجاهات التي تشكل الإسلام الراديكالي، باعتبارهما من الوسائل المشروعة لاستعادة سلطة الإسلام في العالم والانتصار على الأعداء.

ولطالما كان الإرهاب، مع الأسف، واقعا يتخذ أشكالا مختلفة على مر العصور ، لكن الإرهاب المعاصر أضحى يوجه ضرباته على نطاق مختلف تماما، ويمتد أثره على نطاق جغرافي أوسع. وليس بوسع أي بلد أن يزعم امتلاك المناعة من الإرهاب.

فقد بات يهدد السلام والأمن والتنمية بشكل لم يسبق له مثيل.

ومع تصاعد حدة النزاعات وتزايدها على مدى العقد الماضي، زادت الاعتداءات الإرهابية حجما وانتشارا، بحيث دمرت مجتمعات وتسببت في زعزعة الإستقرار في مناطق بأسرها.