فاطمة حفيظ تكتب: نسوة روميل و تقرير الصحة العصبية بعد حصار شرعية المظالم الاجتماعية

فاطمة حفيظ تكتب: نسوة روميل و تقرير الصحة العصبية بعد حصار شرعية المظالم الاجتماعية
فاطمة حفيظ تكتب: نسوة روميل و تقرير الصحة العصبية بعد حصار شرعية المظالم الاجتماعية

نسوة روميل هي رواية من الحجم الكبير تعالج مأساوية المتغيرات التطويرية الحاصلة على مستوى الفرد الجزائري خاصة و العربي عامة، تتدرج جواهر قضايا اجتماعية أسرية لتنجب  لنا شخصية لم تشارك في صنع ماضيها و لا حاضرها و لا مستقبلها " الوليد" ، ليصارع مرحلة تلو الأخرى مشكلة " الهوية الفردية و الإجتماعية" في زحام العلاقات الاجتماعية الكلاسيكية في المجتمع الجزائري و مشاكله المرتبطة بتسوية وضعيته العدلية و القضائية ، و ربما سيميائية العنوان تركز على دور والدة هذه الشخصية في نشأته و تهيؤاته الرئيسة و الثانوية ، لترتبط وضعية هذه السيدة النازحة من جحيم العنف الأسري بوضع يتشابه مع وضع  ضحية حرب المارشال روميل ( الغزو الألماني لبولندا) ، و تتنامى  أحداث و شخوص أخرى كانت قد اختزلت طريقها إلى السجن بفعل حسابات صغيرة ، ثم تبلغ الرواية ذروتها حين يبلغ العقاب الاجتماعي عقابا جنائيا لا يناله إلا قاتل.

و بعد صعوبة و رهاب  استيعاب هذا المشهد، تبدأ مشكلة " الوليد" من الداخل متمثلة بمرض يدعى " متلازمة كورساكوف" ،  ليلاقيه  قدره  بطبيب  أعصاب و يبدأ الطبيب بتحليل المعطيات الاجتماعية لتوظيفها  لأجل العلاج منغمسا بنفق فكري عميق  يخفي العديد من التساؤلات الوجودية و التركيبية للمجتمع المادي بين أهمية و  تهميش العقل البشري .

و في جانب آخر من هذه الرواية، هناك طرح يتوازى مع طبيعة تنامي استعمال القيم الدينية و العلمية و انحطاط معانيها و فعاليتها في التصدي لمشاكل الشباب الوجودية ، فالفجوة بين النظرية و التطبيق أدى بمشكلة أخلاقية يعيشها الفرد يوميا و هي " النفاق الاجتماعي " ، و مشكلة الانسان المزدوج فكريا بين نظرية مجتمعه الإسلامي المثالية و تجليات العدالة في المجتمع الغربي غير المسلم لأجل أن يتم إجبار الإنسان على ولوج وضعية جدلية يمكنها أن تجرف أجيالا يافعة كثيرة إلى تيار الإلحاد . و

بالإضافة إلى عدد آخر من القضايا الثانوية التي يمكن أن يحظى لها القارىء خلال قراءته للرواية و تحليلها، يمكن القارىء أيضا أن يتخذ تفكيره الخاص في رسم نهايته  الشخصية و موقفه الفكري لمجريات كل هذه الأحداث.

 

 

بقلم الكاتبة و الروائية
   فاطمة حفيظ