أخبار عاجلة
الحبس عامين لمتهم بقتل مواطن فى البساتين -

أمينة رزق من الميلاد حتى بدايات النجومية

أمينة رزق من الميلاد حتى بدايات النجومية
أمينة رزق من الميلاد حتى بدايات النجومية

 

 

الميلاد والنشأة:

أمينة محمد رزق مواليد 10 أبريل 1910م في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، الابنة الوحيدة لوالدها محمد رزق الذي كان تاجراً من المصريين المحافظين أو ربما يمكننا القول أنه كان من المتزمتين، ورغم ذلك التزمت كان يميل إلى أن يأخذ عائلته لمشاهدة عروض سيرك الحلو في طنطا كل فترة وحيث كان سيرك الحلو هو اهم العروض المسرحية الجوالة التي يهتم لحضورها الناس في ذلك الزمان ويرفه عنهم وحيث كان ذلك الزمان يفتقر لمنافذ التثقيف ومنافذ الفنون، وحينما بلغت أمينة رزق 5 سنوات وفي مراحل إدراكها الأولى كانت تذهب مع عائلتها في المناسبات للسيرك ولكنها لم تكن تهوى مشاهدة الحيوانات وفقرات السيرك المختلفة فكانت تنام أثناء العرض وتوصي أمها بأن توقظها في آخر البرنامج لمشاهدة الفقرة المسرحية التمثيلية، وتقول أمينة رزق أنها لا تدري لماذا لم تكن تهتم سوى بالفقرة المسرحية فقط، وكأنها بشكل غريزي فطري تعلقت بالتمثيل من صغرها.

 

 

 

عصابة محمود علاّم وتغيير مجرى حياة أمينة رزق:

حينما بلغت أمينة رزق سن 8 سنوات توفى والدها، فانتقلت للإقامة هي وأمها في بيت جدها لأمها مباشرة بعد ظهور عصابة محمود علام في عزاء والدها حيث تقول أمينة رزق:

فوجئنا في عزاء والدي بواحدة ست غريبة جاءتلتقوم بواجب العزاء وظلت تسأل أسئلة مريبة مثل هو ترك لكم أطيان؟، ترك لكم فلوس؟، وهتعيشوا إزاي؟، وهتعملوا إيه؟، أسئلة في كل تفاصيل حياتنا، وفي كل تفاصيل ما نمتلكه، وطبعاً كان حسن النية عند ستات زمان هو سيد الإجابات، فعرفت الست الغريبة كل المعلومات عن المصاغ والفلوس والبيت وكل شيء، ووالدتي كانت مليانة مصاغ في ذراعيها وصدرها، وهذه السيدة كان لا يهمها سوى المصاغ تماماً كاهتمام عصابة ريا وسكينة التي كانت موجوده في الإسكندرية في ذلك الوقت تقريباً ( 1918م – 1919م )،وحدث أن تم حوار وانسجام غريب بين جدة أمينة وهذه السيدة إلى حد أن المتوفي كان قد قام بتسليف بعض الفلاحين في قرية من قرى طنطا بعض الأموال فانتهزت السيدة هذه الحكاية وقالت للجدة أنهم لن يستطيعوا استرداد تلك الأموال إلا بضغط من عمدة القرية وأن العمدة ويالها من محاسن الصدف هو زوجها الشيخ محمود علام، الذي يمكنه الحضور بعد فض مراسم العزاء ليتعرف على كل شىء ويأتي بهؤلاء الرجال ويأخذ منهم الدين ويرده لأهل المتوفي، ورضا الجميع بذلك وتصورت الجدة وأم أمينة رزق أن طاقة القدر قد انفتحت، وبالفعل جاء الرجل بعد انقضاء أيام العزاء وتقابل مع الجدة ومع الأم واتفق مع الجميع أن يكونوا في ضيافته بدوار العمودية وأن يأتي بالرجال المديونين ويأخذ منهم الدين ويسلمه لزوجة المتوفي.

 

 

 

حينما يكون القدر له سيناريو آخر:

قبل ميعاد السفر لدوار العمدة بيوم واحد، فوجئت أم أمينة رزق بسيدة تقرع الباب بشدة في منتصف الليل وهي عادة لا يعرفها أهل الريف في ذلك الوقت لكونها مخاطرة للرجال فما بالك بالنساء، وفي مجتمع ريفي لا يتمتع بأي مكون من مكونات الحضارة، ودخلت السيدة في شبه انهيار وهي تقص عليهم أنها جارة محمود علام، وأن شجاراً عنيفاً تم بينه وبين زوجته ليلة أمس وأن محمود علام ضرب زوجته بالكرسي في أفها فكسر لها أنفها وهنا اغتاظت الزوجة المجروحة وقالت لزوجها أنها ستفضحه بنيته قتل فلانة وفلانة وفلانة وهن أم أمينة رزق وجدتها وخالتها غداً حين يأتون لمنزله ويسرق مصاغهم، ووقع الامر على مسامع النساء موقع الكارثة، وفي فجر اليوم التالي وخوفاً من القتل قرر الجميع الهرب للقاهرة لتبدأ أمينة رزق سيناريو حياة جديدة، وميلاد نجمة خالدة، وكأن الخوف في حياتنا دائماً ما يكون بوابة الفرج للمستقبل.

 

 

 

حي روض الفرج والبدايات الفنية:

باحدى عمارات حي روض الفرج المطل على النيل انتقلت عائلة أمينة رزق هربا من محمود علام وعصابته، وكان روض الفرج في ذلك الوقت هو عاصمة الفن والمسرح في مصر، عالم جديد من الأضواء اليومية وحركة الفنانين الكبار أبهرت أمينة رزق وهي متشبثة بمقعدها الصغير ببلكونة المنزل يومياً لتشاهد حركة الفنانين اثناء دخولهم وخروجهم في المسارح، حتى تجرأت وهي في سن العاشرة مع خالتها أمينة محمد التي تكبرها بثلاث أعوام أن يذهبوا للمسارح المحيطة بمنزلهم لمشاهدة الفنانين وجهاً لوجه، ولأنهم أطفال، كانوا يستطيعون أن يدخلوا خلسه ليشاهدوا معظم الفقرات الفنية التي يتم عرضها لدرجة حفظ المشاهد والأغاني بل والتعرف على أغلب الفنانين هناك الذين كانوا معجبين بهم وبرغم سنهم الصغير يحبون الفن كل هذا الحب، حتى صار من الطبيعي تواجدهم في كواليس الممثلين بأي مسرح موجود بشارع النيل في حي روض الفرج وهو الامر الذي كانت تعتبره أمينة رزق أمر مدهش وكأنه قدر يسوقهم لدور ونجومية في عالم الفن.

 

 

 

أول صعود على المسرح:

في احد ليالي صيف 1921م وحين كانت أمينة رزق في الحادية عشرة من عمرها وخالتها أمينة محمد في الرابعة عشرة من عمرها وهما بكواليس أحد مسارح روض الفرج لاحظوا حالة من الهرج والمرج والفوضى والترقب بالكواليس وعرفتا أن أحد المطربات التي لها فقرة هامة قد تغيبت مما سيتسبب غيابها عن فضيحة خاصة وأن الصالة ممتلئة عن آخرها فأوعزت أمينة محمد خالة أمينة رزق وكانت جريئة لأحدى نجمات الفرقة بأنها وأمينة رزق يمكنهما القيام بدور الفنانة المتغيبة وبعد شد وجذب مع مدير الفرقة وافق على أن يصعدا خشبة المسرح ويقدما فقرة الفنانة الغائبة، وبالفعل صعدا للمسرح وأبهرا الجمهور ابهاراً كبيراً وظلا يصفقون لهما تصفيقاً حاداً مرة وأثنين وثلاثة وكان ذلك الموقف هو ما دفعهما رغم سنهم الصغيرة لعشق الفن والرغبة في احترافه وهو الأمر الذي لم تقبله العائلة إلا بالرفض الشديد والحكم عليهما بعدم الخروج من المنزل إلا من بعض الاستثناءات التي كان يفعلها خال أمينة رزق الذي يكبرها بخمس سنوات ويأخذهم خلسة في حفلات الماتينيه التي كانت تقام بمسارح عماد الدين في وسط القاهرة بعيدا عن حي روض الفرج وحيث عالم الإبهار بمسرح علي الكسار ونجيب الريحاني وبديعة مصابني ويوسف عز الدين ومنيرة المهدية، عالم آخر مدهش تمنت أمينة رزق لو تكون واحده من نجومه حتى جاء شهر نوفمبر 1921م ووجد الجميع بعربة بوليس اسفل المنزل ويخرج منها ضابط يسأل عن عائلة أمينة رزق، كانت مصر وقتها في حالة من الفوضى، ثورات ضد الإنجليز في كل مكان، والإنجليز يقتلون المصريين بشكل عشوائي وكأنهم أهداف متحركة ويقبضون على الشباب بشكل عشوائي ويبدو أن خال أمينة واحداً ممن أثار حفيظة الإنجليز، وهو الأمر الذي جعل أمينة رزق تبكي لتصورها أن حلمها المتعلق بالفن قد انهار بالقبض على خالها وهو نقطة الوصل الوحيدة بينها وبين الفن ومشاهدة أعمال مسارح شارع عماد الدين، يبدو أن كل الأحلام انتهت.

 

 

 

العودة لطنطا ومواجهة عصابة محمود علام:

لم يكن خال أمين رزق هو المقصود بالقبض عليه وإنما المقصود الأم والجدة للذهاب إلى طنطا ومواجهة محمود علام وعصابته بعد القبض عليه، على أن تكون المواجهة بمحكمة طنطا للإدلاء بأقوالهم فيما نسب إليه من جرائم لتحكم عليه المحكمة بالإعدام شنقاً في نفس شهر ديسمبر الذي تم فيه إعدام عصابة ريا سكينة والحكم على زوجته بالمؤبد لتوت بالسجن وتتنفس عائلة أمينة رزق الصعداء وينعموا بالحرية التي كادوا أن يفقدوها من شدة الخوف من أن يقتلوا على يد محمود علام وعصابته.

 

 

 

أول لقاء مع يوسف وهبي 1923م

تقول أمينة رزق: امتلأت الصحف والمجلات عام 1923م بأخبار ظهور إبن باشا جديد مولع بالفن وسيقدم أول أعماله الفنية بمسرح أسماه مسرح رمسيس، ثم عرفنا من الصحف أيضاً أن أسمه يوسف وهبي، توسلت إلى خالي أن يأخذنا في أول ليلة عرض لكنه رفض فقالت لي أمينة محمد سنذهب بمفردنا وبالفعل خرجنا واستطعنا الدخول خلسة للمسرح بسبب ظن البواب أننا أقارب واحد من الممثلين وبينما نحن نتلفت يميناً ويساراً خشية أن يرانا أحد فوجئنا بأننا أمام يوسف وهبي نفسه وهو يسألنا مندهشاً: إيه ده؟، بتعملوا إيه هنا؟، فقالت أمينة محمد بجرأتها: إحنا بنحب التمثيل وعرفنا إنك عامل فرقة جديدة، فنظر لي يوسف وهبي وقال لي: وانتي كمان بتحبي التمثيل؟، فأجبته بنعم، فقال: إذن مافيش مانع تيجوا تدخلوا مدرسة التمثيل الخاصة بمسرح رمسيس ولابد تحضروا من بكرة فصول الدراسة، وتقول أمينة رزق: كأنني أمتلك الدنيا بما فيها من أحلام محققة، وذهبت للبيت مملوءة بالفرح وتحقيق الأحلام، وصارحت أمي بما جرى وكانت النتيجة أن تم حرماني أنا وأمينة محمد من الخروج تماماً حتى ومشاهدة أي عمل في مسرح من مسارح روض الفرج التي يكتظ بها الحي أسفل منزلنا، بل وبسبب إلقاء اللوم على خالي أنه كان السبب في حكاية مسارح عماد الدين وأخذنا إليهاتحول فجأة من داعم لنا إلى أشد الرافضين لرغبتنا في الفن حتى وصلت به الدرجة أن يقنع والدتي وجدتي في الانتقال من حي روض الفرج لحي باب الخلق بعيداً عن وجع الدماغ.

 

 

 

خطة القدر لا يمنعها احد:

أكثر من عام بعد انتقالهم إلى حي باب الخلق، في ليلة من ليالي صيف 1924م، استقلت أمينة رزق وخالتها أمينة محمد "تورماي" باب الخلق الذاهب إلى حي روض الفرج، فقابلا بالصدفة السيدة "سنية" فنانة بفرقة علي الكسار المسرحية، وكانا يعرفانها معرفة قوية من كثرة زيارتهم للمسارح وخاصة مسرح علي الكسار وحيث عرفت منهم "سنية" قصة غيابهم الكاملة بسبب مدرسة التمثيل بمسرح رمسيس وما دار بينهما وبين "يوسف وهبي"، وهنا يطلق القدر خطته التي لا يستطيع أحد أن يقف في مواجهتها أو يمنعها حين تعلن لهما السيدة "سنية" بأن زوجها "احمد عسكر" هو مدير مسرح رمسيس، وطالما وافق "يوسف وهبي" على قبولكم فلابد من زيارة أخرى يمهد لها "أحمد عسكر" ولعل "يوسف وهبي" يرضى بقبولكم مرة أخرى خاصة أنه قد مر أكثر من عام على اللقاء الوحيد لكم معه.

 

 

أحمد عسكر ودوره في اقناع العائلة:

استطاع أحمد عسكر في ليلة كاملة مهلكة أن يقنع عائلة أمينة رزق وأمينة محمد بأن يوافقوا ويستسلموا على مضض في التحاق الفتاتين بمدرسة التمثيل بمسرح رمسيس، وبالفعل وبجرأة امينة محمد في اليوم التالي مباشرة أصرت أن تذهب مسرح رمسيس في موعد المدرسة لتقابل هي وأمينة رزق الفنان يوسف وهبي لأول مرة بعد عام وأكثر من آخر لقاء لهما معه، المدهش أن يتذكرهما يوسف وهبي ويعاتبهما على عدم حضورهما كما وعداه ولكنهما يعترفان له بغضب العائلة ورفضهما التام والذي زال الآن بعدما أقنعهم "أحمد عسكر" بحضور مدرسة التمثيل، فما كان من يوسف وهبي إلى أن يستدعي محاسب الفرقة "عبد الجواد" أفندي والد رائد السينما المخرج محمد الجواد ويطلب منه عقدين أحدهما بأسم أمينة رزق والآخر بأسم أمينةمحمد، وهو عقد بمبلغ أربعة جنيهات أجر شهري وغرامة مائة جنيه في حال فسخ العقد على أن يقوم بإمضاء العقد أولياء الأمر لكونهما قاصر ولا يحق لهما العمل بموجب تلك العقود إلا بموافقة ولي الأمر، وهي المسألة التي اعتبرتها أمينة رزق من رابع المستحيلات، بينما أمينة محمد كان لها تصوراً آخر.

 

 

 

أمينة محمد وسرقة ( ختم ) جدتها:

كان الحل الوحيد أمام أمينة محمد أن تسرق ( ختم ) جدتها وتقوم بختم العقود وتذهب بها ليوسف وهبي ثم تضع الأهل أمام الأمر الواقع غما أن يوافقوا أو يدفعوا غرامة مئتي جنيه لفسخ العقد، وكانت كارثة، فلا هم يقبلون دخول بناتهم مدرسة التمثيل ولا هم يمتلكون المائتي جنيه نقداً ليدفعوها ليوسف وهبي، الذي رفض أن يعطيهم العقود إيماناً منه بموهبة الفتاتين وأن مدرسة التمثيل بمسرح رمسيس لا تقل قيمة عن المدرسة العادية فواق الأهل على مضض شريطة أن يحضروا جميعاً معهما مدرسة التمثيل لمراقبة كل شئ وأن المدرسة بالفعل لا تقل قيمة عن المدرسة العادية فوافق يوسف وهبي وانتظمت الفتاتان واثبتت أمينة رزق بوجه خاص مدى نبوغها وعشقها للتمثيل، بل وقدرتها على الأداء الدرامي أجبرت يوسف وهبي على الإعجاب بقدرتها وجديتها رغم صغر سنها وكانت أقل من الخامسة عشرة بقليل في شتاء 1924م.

 

 

أول ظهور لأمينة رزق أمام يوسف وهبي على المسرح:

كان يوسف وهبي يقوم بعرض عشرة مسرحيات في كل موسم، وفي موسم 1925م كانت احدى مسرحيات الموسم هي راسبوتين، وكان بهذه المسرحية مشهداً يظهر فيه صبي يتوسل لراسبوتين أن يشفيه من المرض فيرفض راسبوتين فيبكي الطفل ويقول: إذن سأظل طيلة عمري مريضاً ويظل ينتحب حتى يرق له قلب راسبوتين الذي يؤديه يوسف وهبي، أما الصبي فقرر يوسف وهبي أن يعطيه للفتاتين، ليلة تقوم به أمينة رزق وليلة تقوم به أمينة محمد، ولما كانت أمينة محمد تميل للمرح والكوميديا استقر دور الصبي على أمينة رزق التي قالت أنه كان يبدو ليوسف وهبي أني أميل ( للنكد )، وهو الأمر الذي اجادته حتى ظن المتفرجون أنها بالفعل صبي وليست فتاة، وثبتت قدم الفتاة في مسرح رمسيس وهي في سن الخامسة عشرة من عمرها في موسم صيف يوليو 1925م.

 

 

 

أول بطولة لأمينة رزق تتسبب في طرد روز اليوسف:

كان ذلك في موسم 1926م المسرحي بمسرحية "الذبائح" لأنطون يزبك وتحمل ثلاث شخصيات نسائية زوجة أجنبية وزوجة مصرية وشابة صغيرة، وكان من شروط روز اليوسف مع يوسف وهبي أن تختار الشخصية التي ستقوم بأدائها في المسرحية فاختارت دور الشابة الصغيرة الذي وقع اختيار يوسف وهبي عليه لأمينة رزق لأنه مناسب لعمرها فرفضت روزا اليوسف أن تقوم بأي دور آخر وأمام عناد يوسف وهبي واصراره على أن تقوم أمينة رزق بالدور لم يقبل تهديد روزا اليوسف بترك الفرقة وبالفعل تركت الفرقة وقامت أمينة رزق بالوقوف أمام يوسف وهبي بدور بطولة دور ثان لأول مرة.

 

 

 

الإطاحة بالرئيس البرازيلي "واشنطن لويس" وراء اتجاه أمينة رزق للسينما:

قرر يوسف وهبي أن يقوم بجولة مسرحية لمدة عامين في اميركا الجنوبية بالأرجنتين والبرازيل ثم أميركا الشمالية وبالفعل سافرت الفرقة ولكن بدون بطلتها فاطمة رشدي لرفضها أن تسافر بالدرجة الثانية وحيث قرر يوسف وهبي في توزيع دورها بالمسرحيات التي ستقدم على أمينة رزق وعلى فردوس حسن لتكون أول بطولة مطلقة دور أول على أمينة رزق أمام يوسف وهبي وحيث استقبلتهم الجالية العربية بالبرازيل استقبالاً حافلاً وظهرت أمينة رزق في كل العروض التي قدمتها بدلا من فاطمة رشدي نجمة كبيرة في عالم المسرح من حيث القدرة والإمكان، حتى جاء الوقت للذهاب إلى الأرجنتين يوم 20 أكتوبر 1930م ليتفاجأ الجميع وهم بالمركب بقيام ثورة شعبية ضد الرئيس البرازيلي واشنطن لويس وسقوط الجمهورية الأولى في البرازيل وتهديد الثوار بنسف المركب التي تستقلها فرقة رمسيس لشكهم أن الرئيس واشنطن لويس" يستقلها هارباً للأرجنتين وبعد ثلاث أيام قاسية تحت تهديد نسف المركب والخوف قررت السلطات أن تذهب المركب إلى مالطا بدلاً من الأرجنتين واحتجاز رئيس البرازيل بعد مغادرته المركب التي اتجهت لمالطا ومن مالطا عادت فرقة رمسيس لمصر 1931م بعد أن خسر يوسف وهبي أربعة آلاف جنيه وقرر أن يغلق مسرحه ويغلق مدينة رمسيس ويتجه بما تبقى معه من مال للإنتاج السينمائي ليكون أول انتاج سينمائي ليوسف وهبي هو " أولاد الذوات " ويقرر يوسفوهبي في آخر لحظة ان تقوم بدور البطولة "أمينة رزق" بعد مرض البطلة الأصلية " بهيجة حافظ" وعدم قدرتها السفر لباريس لتصوير الجزء الناطق بالفيلم ليكون دور البطولة في أول فيلم ناطق مصري لأمينة رزق أمام بطله ومنتجه يوسف وهبي الذي اتجه للسينما قهراً لا اختياراً بعدما أجبرته ثورة البرازيل والاطاحة بالرئيس واشنطن لويس أن يرجع لمصر شبه مفلس ولا طوق نجاه له سوى اختبار وجوده في الصناعة الجديدة الوليدة السينما ليدخل تاريخ السينما كأعظم روادها وفي معيته قدراً أمينة رزق.