حمادة عبد الونيس يكتب : ريّان ...........!

حمادة عبد الونيس يكتب : ريّان ...........!
حمادة عبد الونيس يكتب : ريّان ...........!

 

 

ترفرف الأفئدة الخضراء في الملكوت الفسيح ،تلهج الحناجر مخنوقة بالأهات مرددة دعاء ذي النون في الظلمات الثلاثة !
مليار نفس حول العالم أو يزيدون بسر" الرحمن الرحيم" يتحولون إلى قلب "يعقوب "وحنين "يوسف" !
غيابات البئر سحيقة موحشة لكن لا ذنب لها ثمة أياد آثمات شقت صخرها منذ سنين عددا لم ترع حرمة لنفس جهالة واستكبارا  !
 الظلم من الظلام، ما أقبح أن يجتمع القبيحان على عود أخضر لا يقوى  على منازلة  الصخور الخرساء في جوف الأهوال الثقال '!
يارحمة الله، أدركي قلب أم أصبح فارغا متشبثا بوعد صدق لا يخيب لاهجة في محراب ترقبها  " لولا أن ربطنا" !
كل الأمهات يحيين بقلبها لهن زفرات أحر من الجمرات شاخصات عيونهن نحو الأبواب التي لا تغلق ولا ينام حارسها !
حكمة أظهر من الشمس في رائعة النهار تغني عن قراءة ألف ألف تفسير !
موسى أمامنا من جديد في بطن الصخر خمس ليال سود معزولا عن العالم لكن عين" الحفيظ" تكلؤه تمده بالحياة ليكون درسا للقاسية قلوبهم وبرهان صدق للقابضين على الجمر في زمن الجزر والتمر !
ليت شعري يابني !
كيف تحمل قلبك الذي يشبه رأس عصفور صغير على تحمل تلك الطوام  الجسام !
نبأني بربك كيف صمدت وثبت أمام جبال الخوف والقهر والجوع والوحشة وحدك جبلا أشم تقاوم وتقاوم تبعث فينا الأمل من جديد وتهزم جيوش اليأس  في ساح الوغى التي  لم يختبر فيها من قبل صناديد الفرسان الأشاوس ؟!
دموعنا على خدودنا مسفوحة كأيتام فقدوا آباءهم ولأنت علي صغر سنك وحدتنا رغم خلافات زرعت في حنادس الليالي النحسات !
تراتيل أدعية المساجد تصعد إلى الأفق الأعلى نواقيس الكنائس تنتحب لأجل أيقونة الحب المصفى !
نحن بك قادرون على قهر المستحيل!
هنيئا لك عشقتك الصبايا ونحتن صورتك بين عيونهن !
كل حبلى تدعو الله أن يكون حملها ذكرا ليحمل اسمك المبارك الذي يجري نميرا في الفراديس العلا !
 لله قلبك الذي أنسانا آهات أوجاعنا فتوحدنا فيك لا نرى غيرك ولا نشعر بسواك!
أطفال الملاجيء يقرؤونك السلام كذا أطفال الحدائق والمنتزهات !
سوف يمر كل مر وتحلق أيها النسر عاليا لتتنسم الهواء العليل هواء الحرية وتتسنم مناط الثريا لاعنا الظلم والظلام معلنا التحدي من جديد !
يمر طيفك عابرا الحدود والسدود ملقيا  أناشيد الأمل على أطفال الخيام ،رافعا أصابعك بعلامة النصر!
الشمس ترسل أشعتها الذهبية ،يسود الدفء 
يتلاشى الصقيع ،تغرد البلابل تصطف الحمامات البيض لها هديل يشنف الأسماع ،تصهل خيول المغرب العربية محمحمة تقدح الصخور ترمي بالشرر مؤذنة بفجر جديد تشمخ فيه المآذن معانقة السماء في اشتياق وحنين !
ترتل الآيات تريح النفوس التي أعياها طول الانتظار قابضة على جمر النار !
يجتمع الفرسان البواسل في حفل بهيج يزفون" ريان" وآلان " إلى زوجتيهما "الطيوب" "قدس الأسرار "
يبيض  الحمام على أشجار الزيتون والنخل باسقات  سيقانها من ذهب دانية ظلالها ،ذللت قطوفها تهدي الحاضرين أطايب الرطب !
في المشهد المشهود يجلس شيخان  وضاءان يرتديان تاج الكرامة قد كساهما الوقار ،يطوف  عليهم غلمان مخلدون بآنية من فضة وصحائف من ذهب :
كلوا واشربوا هنيئا  بما أسلفتم في الأيام الخالية ".
هذا عطاؤنا عطاء غير مجذوذ".
تبتسم الأم الزهراء تخرج الأنوار من فيها وقد عادت صبية في سن الثلاثين تضارع يوسف الحسن في جماله وتسامي سارة الخليل رونقا وألقا ترتل آي الذكر :"إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب "
يلتفت إليها زوجها ،يشد على يديها هامسا في أذنيها:"الحمد لله الذي أحلنا دار المقامة ،نتبوأ من الجنة حيث نشاء "
يتكأ على أريكته أمام بيته القصر المشيد الذي بني لبنة من ذهب ولبنة من فضة تجرى من تحته الأنهار مكتوب على واجهته بيت الحمد !
ينادي من فرحته على أحبابه:"قد وجدت ما وعدني ربي حقا ".
ترد عليه زوجه :الحمد لله الذي ربط على قلوبنا فلم ينالنا مس من الشيطان وكنا راضين بقضاء الرحمن !
تجتمع حولها سبعون جارية يتسابقن في خدمتها تملء قلوبهن المحبة لا شحناء ولا بغضاء!