أحمد غريب يكتب : عندما كانت مصر سلة غذاء العالم

أحمد غريب يكتب : عندما كانت مصر سلة غذاء العالم
أحمد غريب يكتب : عندما كانت  مصر سلة غذاء العالم
 
 
كانت مصر لعقود طويله سلة غذاء للعالم اجمع ويؤكد ذلك استعمارها لفترات طويلة بغرض سرقة ونهب ثرواتها ويصف الدكتور/ احمد كامل استاذ التاريخ الروماني بجامعة المنصورة حجم الثروات التي كانت تحتويها اراضي مصر انها كانت بالحجم الذي  جعل الرومان يفرضون ضريبة تسمى (الانونا المدنيه)على مصر يتم بموجبها شحن كميات ضخمه  من القمح المصري الى روما  وكان يطلق عليها وقتئذ (الشحنه السعيده) والتي تم ارسالها فيما بعد الى القسطنطينية وقت الاحتلال البيزنطي وذكر ان الشحنه كانت تصنع ما يقدر بحوالي 80 ألف رغيف يوميا اي بما يوازي 11مليون اردب قمح سنويا ووصف ان تاخير وصول الشحنه من القمح المصري  ترتب عليه ما يعرف بثورة جياع اوروبا واستطرد قائلا انه عندما حدثت مجاعه  في عصر الخلافة الاسلاميه خلال عام الرمادة ارسل عمرو بن العاص الغلال من مصر ما كان كافيا للجزيرة العربية كلها ويعود هبوط منحنى انتاج مصر من الغلال بصفة عامه ليس فقط من القمح  لاسباب عديدة يأتي في مقدمتها  عدم وجود النوايا الصادقه لتحقيق الاكتفاء من قبل اصحاب القرار  الامر الذي جعل مصر تحت رحمة صانعي قوتها اليومي ويكفي ان نعرف ان انجلترا وفرنسا يزرعان الفول للاستهلاك المصري اليومي بعد ان كان لدى  مصر  اكتفاء ذاتي منه الا ان انتشار بعض الامراض الخاصه بهذا المحصول مثل المن و الهلوك جعلت المزارعين ينصرفوا عن زراعته  ولعل الغاء الدورة الزراعيه التي كانت تضمن مواقيت ثابته لزراعة المحاصيل الزراعيه ومن ثم يأتي  زراعة اخرى ذات اهميه للفلاح  جعل الفلاح ينصرف عن الالتزام بمحاصيل الدوله كما راها من وجهة نظره لاخرى تخصه وتعود عليه بالربح الوفير  مثل زراعة العنب والفراوله والكنتالوب ويأتي اهمال مركز البحوث الزراعيه لابحاثه التي جعلت منه  سابقا في المركز الاول على مستوى الشرق الاوسط الا ان تراجع المركز من خلال توقف دعم الفلاح بالمحاصيل الزراعيه وفيرة الانتاج او دعمه بالانواع المقاومه للافات  سببا في تراجع المحاصيل الاستراتيجيه كما وجوده  وتأتي الجمعيات الزراعية ايضا و التي كانت داعمه فيما سبق للفلاح على رأس الاسباب التي جعلت الفلاح يهجر ارضه بعدما قدمت له تقاوي مرتفعة الاسعار عما هو معتاد عليه بل وتراجعت عن تقديم المشوره المناسبه والدعم الفني له  ولم يكن الاهمال والتقصير ليطال فقط بعض المحاصيل مثل تلك المذكوره سلفا ولكن امتد ليشمل محاصيل اخرى مثل الارز والذي كان لسياسات الدوله تجاهه اثره في تراجع انتاجه حيث قلصت الدوله المساحات المزروعه منه بحجة انه من المحاصيل التي تستهلك المياه رغم انه يزرع بمياه الصرف الزراعي لا بمياه الري واستبدلت الانواع الجيده منه باخرى اقل وعوضت الناقص منه عن طريق الاستيراد من الخارج ليضاف محصول استراتيجي اخر الي قائمة المحاصيل التي يتم استيرادها من الخارج  ويرى الدكتور /مصطفى ابراهيم رئيس مجلس الاعمال المصري الاسترالي ان معظم دول العالم تتميز بمحصول او اتنين الا انمصر كانت تمتاز باكثر من محصول  ذهبت سمعتها ادراج الرياح بعد ان اهملتها مراكز البحث المتخصصه وقامت الدوله باستيراد  بدائل لها من الخارج ويكفي ما حدث للقطن المصري الذي كان يحظى بسمعه عالميه ممتازه  بعد ان امتدت له يد الخراب والتدمير على يد الكثيرين من كارهي الوطن امثال الدكتور يوسف والي وزير الزراعه الاسبق  والذي كان يحمل حقيبة الزراعه في حكومة الرئيس الاسبق مبارك ذلك الرجل الذي تعاون مع العدو الاسرائيلي في تحطيم احد اهم المحاصيل الاستراتيجيه بل واهمها على الاطلاق .من هنا وبعد ان كان يطلق على مصر ب ( خزائن الارض) حيث كانت في عهد سيدنا يوسف سلة غذاء العالم  بل والارض الطيبه التي كانت تتسع للجميع ابان سبع سنوات من الجفاف والندره تلك البلد التي قيل عنها في القران الكريم (ادخلوا مصر ان شاء الله امنين) تحمل في جنباتها حزنا وخوفا ما كانا ليحدثا لولا تقاعس بعض ابنائها او من يحسبون عليها في قرارات لا تستحدث جديد بقدر انها تبقي ما كان على وضعه فالعناية الالهيه اعطت بل واجزلت العطاء وكان يكفي فقط ان نحافظ على هذه المكتسبات الالهيه لا ان ندمرها ونحتاج لاقل منها من دولا لا تريد الخير لمصر ولا لابنائها ويرحم الله قول الامام الجليل الشيخ  محمد متولي الشعراوي عندما قال ان من لا يصنع غذائه بيده لا يمللك قرار نفسه واهله.